الأحد، ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٠٨

شعبنا لن يسامح احدأ على تفويت الفرصه (في موضوعه الحوار)

14/06/2008

ندور في حلقه مفرغه , وهذه هي المأساه والمهزله , ....
الرد على فكر إقصاء الآخر ,
لا يكون بمثله ,
فمبادئنا كانت دوما هي إلقبول بالتعدديه السياسيه بناءا على فهمنا لطبيعه الشعب الفلسطيني المنفتح على كل الأفكار ,
وإن كان هناك بد من إقصاء لأحد ,
فلن يكون ذلك قرارا فتحاويا ,
بل جماهيريا فلسطينيا من خلال صناديق الإقتراع ,
وهنا تكمن اهميه فضح فكرهم المنغلق ,
عبر تبني فكر متفتح ومتنور, يؤمن بالديمقراطيه له وللآخرين , خلافا عنهم ...
وأما ال’’حسم العسكري ’’ الذي يحلم به البعض , فهو أمر ,
عدا عن تعارضه مع اخلاقيات فتح الوطنيه والإنسانيه ,
وعدا عن انه سيقود حتما الى حرب اهليه طاحنه سيدفع خلالها شعبنا ثمنا باهظا من دماء شبابه ومن املاكه ومكانه قضيته الوطنيه ,
فهو ايضا مستحيل التحقيق , لا لهذا الطرف ولا لذاك ,
لأن اللآعب الأقوى في منطقتنا لن يسمح به , وذلك من اجل إدامه امد إنقسام الصف الفلسطيني , الذي خدم حتى الآن مصالحه بأفضل الأشكال ,
وحتى لو إفترضنا ان العدو وافق على مساعده احد الأطراف ,
فهو لن يجد طرفا فلسطينيا مٌستعد لسحق الآخر من على ظهر دبابه إسرائيليه ,
عدا عن ان هذا الطرف (إن إفترضنا جدلا وجوده ) سيتحول الى عميل في نظر شعبه , ولن يتم إستقباله والترحيب به بالورود والأرز (حتى لا اقول الجمله بصيغه اقل تأديبا ) ...
للضروره احكام , حتى عند العقول الأكثر تحجرا ,
فنحن لم نفاوض عدونا الصهيوني عن طيبه خاطر ,
ولو كنا نملك مقومات سحقه لما ترددنا ابدا ....
واحكام هذه اللحظه المفصليه التي نعيشها اليوم هي
ان مفاوضاتنا مع العدو الصهيوني على اساس مبادره سئ الصيت والصوره بوش , قد وصلت مداها الأبعد , وأصبح واضحا للعيان ان اكثر ما يمكن ان يقدمه العدو من ’’تنازلات’’ , هي اقل بألف مره من الحدود الأدنى لحقوقنا الوطنيه , كما ظهر واضحا ان التعويل على إداره بوش لممارسه ضغوط على الكيان الصهيوني هوايضا رهان خاسر بعد خطاب بوش الجلف في الكنيست ...
كما وان رهان حماس على صواريخها لإخراجها من عزلتها الدوليه والسماح لها بلعب دور اللأعب الرئيسي نيابه عن منظمه التحرير الفلسطينيه , هو الآخر سقط في طوابير الغاز , وعلى جدران سجن غزه الكبير , وهاهم يبدون كل إستعداد لمقايضتها بهدنه محدوده مع العدو , تترك اياديه مطلقه في الضفه الغربيه , مقابل حفنه طحين وجره غاز وكاس ماء ورغيف خبز ...
وأن أضفنا لذلك كله , عجز عالمنا العربي والإسلامي عن كف دمعه طفل فلسطيني , او إنقاذ شجره زيتون , او إطلاق سراح مخطوف فلسطيني من سجون الإحتلال ,
فماذا تبقى لكل الأطراف الفلسطينيه ...
هل هو الجلوس على أشلاء الوطن والنواح على الحلم الوطني الذي يٌقتل باليوم الف مره على مرآى وسمع الجميع ؟؟؟
ام هو إحصاء مساحات الأرض الفلسطينيه التي تنساب من بين اصابعنا كذرات رمال شواطئ غزه ؟؟؟
ام هو البكاء على قدسنا التي تتحول معالمها العربيه والإسلاميه يوما بعد يوم ؟؟؟
ام هو بكاء الشهداء , والتأوه مع عئلات السجناء الفلسطينيين ؟؟؟
الا تستحق فلسطين , وحلمنا الوطني , ان نحاول ونعيد الكره عشرات المرات لإيجاد انسب الطرق التي تسمح لشعبنا ان يتفرغ اخيرا لمواجهه المحرقه التي يعدها وينفذها العدو الصهيوني بحق شعبنا ؟؟؟؟
من قال اننا نسعى لوحده إندماجيه مع حماس ؟؟؟
حتى اكثرنا سذاجه يعلم جيدا ان مشروعنا الوطني التحرري الديمقراطي , يتناقض كليا مع مشروعهم الإسلامجي الظلامي ...
ولكن...
ألا يوجد ما بين ’’الوحده ’’ و’’الإقتتال’’ , إمكانيه تقنين طابع الصراع , ووضعه في إطار يسمح لشعبنا بمواجهه مخططات عدوه الصهيوني , ويمنعه من تجيير صراعنا في خدمته , ويبعد عنا شبح الإقتتال الدموي , ويسمح لنا بتوجيه طاقاتنا بإتجاهها الأسلم , ضد عدونا المشترك ؟؟؟
حجم المخاطر التي تتهدد شعبنا , تفرض على الجميع المحاوله ,
عشرات المرات إن لزم ,
فشعبنا لن يسامح احدا على تفويت مثل هذه الفرصه ....

ليست هناك تعليقات: