‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصراع مع قوى الظلام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصراع مع قوى الظلام. إظهار كافة الرسائل

الأحد، ١٢ كانون الأول ٢٠١٠

ما بين الوهم والأمل .. قليلاً من البصر ..

حدثتني جدتي , رحمها الله , فقالت ..
’’ في احد المشافي , وفي قسم الأمراض العضيله , كان هناك مريضان في غرفه صغيره , لها نافذه واحده , احد هؤلاء كان عاجزاً لا يستطيع الحراك , والآخر ورغم مرضه الفتاك , كان يستطيع الجلوس في فراشه ساعه باليوم , فما كان من الأطباء إلا أن وضعوه بجانب النافذه , والآخر في الزاويه الأخرى البعيده ...
كل صباح , كان المريض’’ القادر’’ , يجلس امام النافذه ساعه , ويتأمل طويلا خارجها , فما كان من المريض المقعد إلا أن طلب منه يوما وبرجاء ان يصف له ما يراه من النافذه , علّ ذلك يساعده قليلا على تحمل عجزه عن الحراك , فإستجاب المريض الأول لطلبه بيسر وسرور , وبدأ يروي له مشاهداته عبر النافذه الصغيره ....
وعلى مر الأيام , كان المريض الأول يسرد لشريكه الذي اعجزه المرض , صوراً من الحياه الطبيعيه السعيده التي يراها عبر النافذه , فحدثه عن تلك الحديقه الواسعه الخضراء الموجوده مقابل النافذه , وعن الأشجار المعمره والمثمره التي تزينها , وعن الأمهات الذين يصطحبون اطفالهم كل صباح الى تلك الحديقه الجميله ليلعبون ويسرحون ويمرحون , وحدثه عن ذلك العجوز الذي إعتاد القدوم دوما الى الحديقه ليطعم الحمام والعصافير الملونه الجميله ببعض الحبوب التي تملاء , بالعاده , جيوبه , وسرد له كيف كانت العصافير تغرد بمجرد قدومه , وكيف ان بعضها إعتاد الهبوط على أكتاف ذلك الكهل , لتأكل من يداه بعضاً من حبوبه اللذيذه , كما حدثه عن هؤلاء الرجال الذين يسعون صباحاً الى رزق كريم , وعمل مثمر , وعن هؤلاء الصبيان والصبايا , والشباب والشابات الذين يسعون لمستقبل عامر وسعيد من خلال العلم والدراسه , والمثقلين بحقائبهم الدراسيه كل صباح في طريقهم للمدارس والجامعات ....
ومرت الأيام , وكان فيها المريض المشلول ينتظر بفارغ الصبر تلك الساعه التي سيجلس بها شريكه امام النافذه , ليرى من خلال عيونه , الحياه الطبيعيه السعيده ...
وفي احد تلك الأيام , طال إنتظار المريض المقعد إستيقاظ شريكه , وعندما أعلمته الممرضه ان روح شريكه في العذاب قد إرتقت الى بارئها , بكى وحزن وصلى ترحما عليه ....
وعندما زاره الطبيب يوما ,وكان قد إشتاق لنسمه الحياه المٌطله من النافذه , طلب منه أن ينظر منها , ويحدثه عن مايراه , فتفاجاء الطبيب من الطلب , وأعلمه ان النافذه تطل عل حائط بنايه شاهقه , يحجب أي رؤيه منها , وكانت مفاجأه الطبيب اكبر عندما حدثه المريض عن كل ما كان شريكه في الغرفه يرويه له من مشاهدات جميله , حيث ان الطبيب يعلم جيدا أن الشريك المذكور كان ضريراً ’’ ..
وتوقفت جدتي عن السرد , ونظرت الي , طويلا , بعيونها الثاقبه , لترى علامات الإستفهام والتعجب على وجهي ....
وتابعت بصوتها الحنون ....
’’ أبدا يا إبني لا تقبل ان ترى الحياه من خلال عيون الآخرين , ولا تصدق دائما ما ينقلوه لك , فالله تعالى وهبك عيون لترى من خلالها , وحتى لو كانت هناك مشقه كبيره من اجل ذلك , فلا تبخل على نفسك ببذلها ’’ .....

***
أتذكر حكايه جدتي هذه كلما أمعنت النظر في اوضاع غزه ....

ف’’العميان’’ هناك كثر …
ورغم جدران السجن الكبير التي تحيط بهم من كل حدب وصوب …
ورغم إنعدام مقدرتهم على رؤيه حقيقه العالم الذي يعيشون به …
لايزالوا ينقلون لأهلنا هناك صوره مغلوطه عن الواقع …
ويعدوهم بجنه تجري من تحتها الأنهار …
وبالمن والسلوى المحمله على ظهر سفن كسر الحصار …
وبتحويل غزه الى قوه عظمى …
وبؤره إشعاع ثوره إسلاميه شامله قادره على مجابهه العالم …
وفرض نفسها عاصمه إماره خلافه إسلاميه مزدهره وعادله …

وأما العجزه الذين سلموا مقدراتهم على الرؤيا والتحليل والتفكير لهؤلاء العميان
فهم في غزه أكثر ...

قفاز تحدي .. يجب أن نرفعه

 كُتب في 14/2008 ونُشر في مجله فلسطيننا ..

منذ إتخاذ بعض الحركات الفلسطينيه قرار إمتشاق الدين الإسلامي الحنيف ,كحصان طرواده ,لإقتحام الصف لفلسطيني , والدخول الى قلعة الوطنية الفلسطينيه , وإنتزاع ''السيطره'' فيها من يد هؤلاء الذين اعادوا بث الحياه في الشخصيه الوطنيه الفلسطينيه عبر إعاده إحياء الهويه الفلسطينيه حول برنامج ومؤسسات منظمه التحرير الفلسطينيه , إستعملت تلك الحركات سلاح الخلط المتعمد ما بين ''العلمانيه '' , والهويه الوطنيه الفلسطينيه ,الطريه التكوين, التي كانت منظمه التحرير الفلسطينيه تعمل على بلورتها كرد إستراتيجي على احد اهم مقومات الإسطوره الصهيونيه التي إنكرت وجود شعب فلسطيني (ارض بلا شعب , لشعب بلا أرض ) ...
ولقد قامت تلك الحركات الإسلامجيه , في محاولاتها لأجتذاب الجماهير الفلسطينيه لجانبها ,
وبالتالي إضعاف مكونات منظمه التحريرالفلسطينيه , بالتلويح ببعبع''العلمانيه'',
وبديماغوجيتها المعتاده , خلطت الحابل بالنابل ,وإستغلت الرفض الفطري والأخلاقي والمنطقي للإنسان الفلسطيني ل''الإلحاد'' ,القائم على ثقافه الإيمان المترسخه تاريخيا وأجتماعيا في عقول وقلوب ابناء شعبنا , وأوحت من خلال مثقفي زوايا المساجد بأن ''العلمانيه'' هي ''الإلحاد'' , وبالتالي فأن مكونات منظمه التحرير الفلسطينيه , يعملون (في احسن الأحوال من حيث لا يدرون ), على محاربه الدين الإسلامي الحنيف, عبر نشر ثقافه وطنيه تعتمد الفكر التحرري الديمقراطي الوطني اساسا لها , بدلا عن ''الشريعه الإسلاميه'' التي يدّعون هٌم, انهم يدعون لها ....
وفي سياق معركتهم ضد الحركه الوطنيه الفلسطينيه وفكرها الديمقراطي التحرري , ساق هؤلاء المتأسلمون تعريفات كثيره ومختلفه للعلمانيه , وطرحوها على اساس انها التعريف الصحيح , وتناسوا دوما ان ''العلمانيه'' التي يستعملونها لترويع الإنسان الفلسطيني , كانت ولا تزال هي جواب المسيحيين المتنورين , على السيطره المطلقه للثيوقراطيين المتعصبين من رجالات الدين المسيحي على مقاليد السلطه في دول اوروبا , وعلى إستغلال هؤلاء لتعاليم الديانه المسيحيه من اجل بسط نفوذهم وإحكام سيطرتهم على كامل مجالات حياه الإنسان الأوروبي ,وتحويرهم للنص الديني من اجل إخضاع الإنسان البسيط لهم وتسخيره لخدمه مصالحهم الدنيويه الآنيه .. 
هل من الضروري فعلا التذكير بطبيعه الصراعات التي طغت على كامل الساحه الأوروبيه بإسم التفسيرات المختلفه لتعاليم الدين المسيحي ,صراعات كانت بداياتها محصوره بين رجال
الكنيسه انفسهم ,وادت الى حروب جاهليه ما بين طوائفهم المختلفه , ومرت بحروب مختلفه ما بين الكنيسه نفسها وملوك وامراء اوروبا الذين إعتمدوا هم انفسهم نفس خطاب الكنيسه الديني من اجل تجنيد المواطنيين حولهم وخلفهم , وتسخيرهم ,تماما كالآخرين , في خدمه نفوذهم وسلطانهم...؟؟؟
هل من الضروري فعلا التذكير بالتحالفات المتقاطعه التي كانت اطراف الكنيسه المسيحيه المختلفه تبنيها مع ملوك وامراء مناطق اوروبا المختلفين , تحالفات قائمه دوما على مصالح
مشتركه , دنيويه , لهذا وذاك منهم ؟؟؟؟ 

''العلمانيه'' التي يعمل الإسلامجيين اليوم على التلويح بها كبعبع لمواجهه الحركة الوطنية الديمقراطية الفلسطينية هي مولود الثقافه المسيحيه , وردها على فشل الثيوقراطيين المسيحيين بإيجاد الأجوبه الملائمه على تحديات عصرهم , وفشل هؤلاء بترسيخ دعائم مجتمع يضمن لأفراده مستقبلا افضل من عصر الظلام والحروب الدينيه والطائفيه والأهليه الذي ساد في اوروبا تحت حكم هؤلاء , وما رافقها من شلالات دماء وممارسات همجيه , تتعارض مع ابسط تعاليم الديانات السماويه , بما فيها الديانه المسيحيه نفسها ....
هل فعلا من الضروري ,هنا ايضا ,التذكير بهمجيه وبشاعه المجازر الطائفيه التي إرتكبها هؤلاء بأسم الدين , وخاصه ان ربوع اوروبا وأزقه مدنها وقراها, لا تزال تشهد على بشاعه تلك الممارسات ,وتذّكر القاصي والداني بعمليات الإباده الجماعيه التي كانت تجري ضد كل من لم ''يؤمن '' و ''يعترف'' وينحني امام ''ممثلي الله في الأرض'' ؟؟؟
هل فعلا يجب التذكير بعمليات الحرق والفلخ والبتر والتعذيب الوحشي , التي كانت تٌمارس في ساحات المدن الأوربيه المختلفه, امام بصر جموع حاشده من البشر مٌطوّعه لسلطه الكنيسه ,من فاقدي الإراده والعقل والضمير ؟؟؟ 
ديماغوجيه الإسلامجيين الفلسطينيين تتبلور جليا في محاولتهم الخلط بين السؤال الذي كان مطروحا على المجتمعات الأوروبيه في العصور الوسطى , وذلك المطروح علينا نحن الفلسطينيين اليوم , وكذلك بالخلط المتعمد ما بين جواب المتنوريين من مواطني اوروبا
المسيحيين على تحديات عصرهم المتمثل ب''علمانيتهم'' بكل تعاريفها ومضامينها , وبين
إجاباتنا ,الواجبه والمٌلحه, على التحديات المطروحه علينا اليوم والمتمثله ب''الفكرالتحرري الوطني الديمقراطي '' , والذي لا يعني بالضروره نفس الإجابه , لأن إجابه الأوروبيين هي إجابه كانت تتعلق بمشكلتهم الناجمه عن تكلس ديانتهم في ذلك الوقت, وعدم مقدرتها على التماشي مع متطلبات الخروج من عصر الظلام لعصر النهضه , وبالتالي ,فهي ليست بالضروره , نفس أجابتنا كفلسطينيين على اسئله عصرنا ,وحتى وإن كانت اجوبتهم صحيحه بالنسبه لمشكلتهم , فهي ليست بالضروره صحيحه كجواب على الأسئله المطروحه علينا .. 

علينا قبل إستكشاف محتوى اجوبتنا على تحديات المستقبل القريب والبعيد , ان نحاول إستكشاف الأسئله الملحه المطروحه علينا , وان نجد لها اجوبه مقنعه للنفس قبل الغير ...
لا ادعي امتلاك إمكانيه حصر كامل تلك الأسئله ,فهي متعدده ومتنوعه , وبعضها يتعلق بطبيعه عدونا الرئيسي ومخططاته وتعريفنا له, وأمكانيات إستفادته من طبيعه طرحنا السياسي, ومن نظرتنا لمستقبل شعبنا وطبيعه نظامه السياسي والإحتماعي , تلك الطبيعه التي ستحدد بدورها طبيعه علاقاتنا الإقليميه والدوليه , وتصورنا لدورنا كشعب في بناء مستقبل المنطقه... وغيرها من الأسئله , حول الأهميه التي نعطيها فعلا لمحتوى حريتنا ومعانيها , وحول نظرتنا لطبيعه العلاقات الداخليه بين القوى الفلسطينيه المختلفه , وطبيعه إطار الصراع المشروع بينها ,وطرق تقنينه ليصبح عامل وحده وقوه بدلا عن ان يكون عامل تناحر وتفرقه ..

 سأحاول فيما يلي حصر بعض تلك الأسئله وخاصه منها التي تتعلق مباشره بوضعنا الداخلي وفهمنا لمعاني حريتنا .... 

** هل هناك اليوم بين كل ما هو مطروح في ''السوق'' من بضائع مختلفه للإسلامجيين , الثيوقراطيين منهم , والإنتهازيين , بضاعه تتناسب مع ما يتمناه فعلا شعبنا لمستقبله الوطني ولمستقبل اطفاله ؟؟؟ إبتداءا بدويله الظلام في غزه , مرورا ب''دوله الخلافه'' التي يدعوا لها
حزب التحرير , ودوله طالبان السوداويه في افغانستان , ودوله ولايه الفقيه في إيران , وإمارات ''امراء المؤمنيين'' المختلفه التي تبرز لنا واحده منها كل شهر في العراق والجزائر والمغرب , وفي بعض الدول الاوروبيه , ام دول مٌدعي النسب لسلاله النبى (صلى الله عليه وسلم)

**هل يقبل شعبنا اليوم ان يٌسلم حاضره ومستقبله لمجموعات من مثقفي زوايا المساجد المظلمه , واصحاب العمامات , بيضاءا كانت ام سوداء , ليقرروا مصيره عوضا عنه ؟؟؟ 

 **هل يرى شعبنا بالأسطل والظواهري وبن لادن والملا عمر والزرقاوي والبغدادي , ومن شابههم , نموذجا مستقبليا مقبولا , يمتلك الكفاءه والمقدره والحنكه والوعي السياسي والعمق الفكري , لقياده الأمه بإتجاه إنتزاع حريتها , والموقع الذي تستحقه بين شعوب عالم اليوم والغد ؟؟؟

** هل نرى قٌدوه في ملوك وامراء وحكام المنطقه العربيه , بما فيهم هؤلاء الذين يدّعون النسب لسلالة النبى الكريم , والذين يستعملون الدين الإسلامي الحنيف لتثبيت دعائم حكمهم الفردي التسلطي القمعي , والمصلحي الديكتاتوري , ويعتمدون اعداء الأمه كحماه لوجودهم وأنظمتهم مقابل تسليمهم مفاتيح البلاد الإقتصاديه والسياسيه والثقافيه , ورهن قرارهم وإرادتهم لهم ؟؟؟

**هل نٌسلم امرنا طوعا لمجموعات من ''المشايخ'' ومدّعي العلم والفقه والمعرفه , والذين وصلوا الى مواقعهم هذه بطرق واساليب لايعلم عنها إلا حاشياتهم ومن حولهم من المستفيدين , ونقبل بهم قيادات روحيه وحياتيه تقرر بدلا عنا كل ما يتعلق بشؤوننا الدنيويه , وتحكم على تصرفاتنا وملبسنا ومأكلنا ومشربنا , وتقرر لنا وعوضا عنا ما يجب ان نقراء ونشاهد ونسمع ؟؟؟ 

**هل نوافق طوعا على التخلي لهم عن حريتنا , وعن حقنا الطبيعي والمشروع بإختيار الأكفاء لتحمل المسؤوليات , بديمقراطيه شفافه توحد مكونات
الشعب بدلا من تمزيقها وشرذمتها عبر تكفير الآخر
؟؟؟

** هل نقبل ان يعَيّن البعض منا نفسه مراقبا على إيماننا وعقولنا وضمائرنا وتصرفاتنا , ويعطي لنفسه الحق بأن يدّعي تمثيل الإراده الإلآهيه على الأرض , فيفرض علينا ما يراه مناسبا بحجه انه يستمد قوته وشرعيته وإلهامه من الله تعالى ؟؟؟

** هل نرى بهم وبمشاريعهم المختلفه والمتناقضه ,طريق خلاص من واقعنا المرير , وجواز
سفرلمستقبل افضل لشعبنا وأبناؤنا ولقضيتنا ؟؟

الإجابه على هذه التساؤلات البسيطه , وغيرها الكثير , تؤدي الى وضوح المحتوى الفعلى للصراع الحقيقي الخفي المحتدم بين فكريين متناقضيين..
.
**صراع بين فكر ديمقراطي تحرري وطني , يثق و يؤمن بالشعب , وبأحقيته في تقرير مصيره ,وإختيار حاضره ومستقبله بحريه وشفافيه ... وفكر ظلامي يمتطي الدين الإسلامي الحنيف , لتثبيت دعائم دكتاتوريات سوداويه , وقائم على عدم الثقهبالجماهير , وينتزع منها حقها بتقرير مصيرها كخطوه اولى بإتجاه إنتزاع كامل حرياتها منها ...

**صراع بين فكر يؤمن بأن عباده الخالق تعالى ,وطرق التقرب منه , هي قناعات ضميريه وإيمان شخصي , لا يمكن لا فرضه ولا إنتزاعه بقوه السيف , لأن الإيمان والقناعات الضميريه متجذره في العقول والقلوب ولا يعلم بحقيقتها ومدى صدقها إلاالله تعالى ... وفكر يهب لنفسه صلاحيات وحقوق, اكبر بكثير, من تلك التي وهبها رب العباد لعباده , فيعتقد انه قادر على معرفه حقيقه ومدى ايمان الفرد , ومعرفه ما في العقول والقلوب والضمائر , فيكفر من شاء ,ويهب صكوك الغفران وتذاكر الدخول للجنه لمن شاء , ويعطي لنفسه الحق ب ''تقويم'' ما في القلوب والعقول والضمائر , حتى لو كان ذلك بالعنف والإكراه وبحد السيف ...

**صراع بين فكر يؤمن بأن لللّه تعالى في خلقه شؤون , وانه بعظمته تعالى إن وهب لخلقه عقلا وقلبا , فهو بذلك وهبه أمكانيه التفكير والإقتناع والإيمان والإختيار , وهي حريه تتضمن ضمن ما تتضمن ,تَحَمل المسؤوليات والإختيارات ... وفكر آخر مناقض يٌشكك في هذه الهِبَه الإلآهيه وفي حكمتها , فيعطي لنفسه الحق بأن يقرر عوضا عن الإنسان , ما هو الإيمان ومحتواه, وكيف يجب ان يكون , وبالتالي يخطف من الإنسان حريته الطبيعيه التي وهبها له رب العباد تعالى , ويفرض عليه ما يراه هو ''الصراط المستقيم'' , وتفسيراته الدنيويه
لإراده إلهيه لا يعلم بها إلا الخالق الجبار ...

** صراع بين فكر وطني ديمقراطي تحرري , يحمل في طياته بدور مستقبل مشرق لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا العربيه , عبر إنتزاع حقوقها الوطنيه , وإستقلالها , وسيادتها , لتلتحق ببقيه الأمم , ولتساهم بدورها في بناء الحضاره الإنسانيه القائمه على الإحترام المتبادل , وعلى اسس مبادئ الإنسانيه والشرعيه الدوليه ...و فكر ظلامي سوداوي يحمل في طياته بذور دكتاتوريات فاشيه متناحره , سيقود الأمه حتما الى غياهب حروب داخليه وخارجيه , دينيه وطائفيه, وسيساهم, كما ساهم بالأمس واليوم, بإعطاء كل المبررات الأخلاقيه والقانونيه والشرعيه للأعداء للإستمرار في محاولاتهم تفتيت وتشتيت شعوب المنطقه , وحجب نور الحريه والمستقبل عن ابنائها .

الفكر الديمقراطي الوطني التحرري يتسع في ثناياه للفكر الإسلامي المنفتح والمتنور الذي
يرى بالإسلام دين تطور وتقدم ووحده مابين مكونات المجتمع , ويعمل على إبراز هذا الوجه الحضاري المنير للإسلام ,وهو بذلك قادر على فتح المجال له واسعا لحمل رسالته المنيره الى كل شعوب الأرض
... واما الفكرالظلامي فليس فيه متسعا لرأي آخر مناقض , ولا حتى للفكر الإسلامي المتنور , وهو بذلك اساء ويسئ للصوره المثلى للإسلام الحنيف , ووضعه موضع إتهام وحصار بين شعوب الأرض قاطبه .

لابد لنا من مواجهه فكريه حقيقيه وشفافه مع منظري الفكر الظلامي , وفضح ديماغوجيه
اطروحاتهم ومدى إنعكاساتها السلبيه والخطيره على واقعنا الحالي وعلى مستقبل شعبنا ...
وعلينا رفض المهادنه مع بعض حاملي ذالك الفكر الظلامي بحجه إستعمالهم في مواجهه الأكثر ظلاميه منهم , حيث ان مثل هذه المعركه المصيريه تحتم علينا الوضوح في اهدافنا , فهي اهداف نبيله وسليمه لا تتعارض مع الإسلام الحنيف , وقادره على الوصول الى عمق ضمير شعبنا ,والى عمق الضمير العالمي ... 

علينا رفع قفاز التحدي المطروح علينا من قبل الثيوقراطيين والظلاميين ومستغلى الدين الإسلامي الحنيف , عبر إستكشاف إجاباتنا على كل الإسئله المطروحه امامنا من اجل
مستقبل حر وسعيد لشعبنا في وطن محرر من قيود الأحتلال ....

 فمتى سنواجه هذا التحدي ؟؟؟؟

ام ان هذه المعركه المصيريه ستبقى , تماما كغيرها الكثير , في ادراج مكاتبنا , وفي ثنايا عقولنا , وسنترك للآخرين , كل الآخرين , يخططوا وينفذوا ويحققوا النقطه تلو الأخرى ؟؟....



الأحد، ١ آذار ٢٠٠٩

كيف بنا ..؟؟؟


كٌتب في 27/07/2008

تصدرت اخبار حمله الإعتقالات التي قامت بها اجهزه الأمن الفلسطينيه في الضفه الغربيه ضد اعضاء وانصار لحركه حماس , وشملت شخصيات فلسطينيه اكاديميه واخري منتخبه ,إضافه لبعض أئمه الجوامع ...
وجاء توقيت بدء هذه الحمله بعد يوم واحد من الإنقلاب الأسود الثاني الذي باشرت اجهزه حماس به في قطاع غزه وإستهدف حركه فتح وكوادرها ومكاتبها وجمعياتها ,بحجه الرد على العمليه الجبانه التي ادت الى مقتل عدد من اعضاء حركه حماس ....
وترافقت حمله الإعتقالات في الضفه الغربيه مع تقرير صدر عن مؤسسه ’’الحق’’ غير الحكوميه ,يتهم فيه اجهزه امن السلطه , واجهزه امن الإنقلابيين بممارسه التعذيب والتنكيل والإهانه بحق الموقوفين ...
كما ترافق كل ذلك مع بيان من الممكن إعتباره الأول من نوعه , وقعت عليه شخصيات نيابيه منتخبه على لوائح حماس , تنتقد فيه بشده ممارسات اجهزه امن حماس ضد ابناء حركه فتح في قطاع غزه , وتطالب بإلغاء كل القرارات التي ادت لتلك الممارسات المتعارضه مع القوانين ....

***
وإن كنا , من باب إدراكنا لطبيعه ’’النظام’’ الظلامي التي تسعى حماس لفرضه على اهلنا في قطاع غزه , لم نتفاجئ بعنف ممارساتها ضد الفتحاويين , وبتجاوزها لكل القوانيين المتعلقه بحقوق الإنسان والمواطن , لأن مثل هذه الممارسات القمعيه , تتماشى تماما مع نظرتهم التكفيريه لكل معارض , ومع الطبيعه الديكتاتوريه ل ’’النظام’’ الذي يسعون لفرضه بقوه الحديد والنار ,في إمارتهم ...
إلآ اننا والعديد من ابناء شعبنا ,الذين آمنوا بصحه ومصداقيه الخطاب الذي دافعت عنه السلطه حتى الآن والقائل بأنها سلطه مؤمنه بالديمقراطيه والتعدديه السياسيه , وتحترم حقوق الإنسان الفلسطيني ,الفرديه والعامه , وتؤمن بقانون واحد لكل مواطنيها يعلى على الجميع وقائم على العدل والمساواه بين الجميع ..لا نتفهم لا توقيت ولا دوافع حمله الإعتقالات التي تشنها اجهزه السلطه في الضفه الغربيه , ولا مدى خدمتها لفتح وللسلطه الفلسطينيه , ولهدف تعميم الوعي الديمقراطي في الشارع الفلسطيني ....

ممارسات توحي ب...

*أننا اطلقنا العنان لغريزه ’’ الإنتقام’’ , وجعلنا منها قانونا يعلى على القانون ..
*اننا تماما مثل الطرف النقيض , نمارس ممارساته , ونسمح لإنفسنا بأن نتجاوز قوانينا , وبأن ندوس بإقدامنا ما ندّعي انه مبادئنا , ومن ثم , نجد لأنفسنا حججا ومبررات واهيه لتفسير ممارساتنا تلك..

بإختصار ..

نوحي لشعبنا بأننا لا نختلف كثيرا عن الطرف النقيض ..

***

كل ما سبق يدفع المرئ الى طرح العديد من التساؤلات....

*كيف بنا ندين حمله إجتثاث فتح في غزه , ونحن نمارس ما يٌشبه حمله ’’اجتثاث’’ لحماس في الضفه ؟؟؟...
*كيف بنا ندعوا الطرف النقيض لإحترام القانون وحقوق الإنسان , ونحن نوحي من خلال ممارساتنا اننا لا نقيم ادنى إعتبار لهذا القانون او لتلك الحقوق؟؟؟ ..
*كيف بنا نطالب شعبنا وقواه الحيه بإدانه ممارسات حماس في قطاع غزه , وبأن يغضوا النظر عن ممارساتنا في الضفه ؟؟؟...
*كيف بنا نعطى المثال الواضح عن الفرق الجوهري بين فكرنا الديمقراطي الوطني التحرري وفكرهم الظلامي , ونحن نمارس ما يتشابه مع ممارسات معتنقى ذلك الفكر الدكتاتوري الأوحد؟؟؟...
*كيف بنا ندّعي الإيمان بالحريه لشعبنا , ونحن نمنعها عن بعض مواطنينا ؟؟؟...
*كيف بنا نقنع شعبنا بأننا نؤمن بأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته , ونحن نعتقل من يظهر انهم أبرياء ؟؟؟...
*كيف نتسائل عن التٌهم الموجهه لشبابنا المٌعتقلين في غزه , ونحن نعتقل المواطنيين دون توجيه أي تهم لهم ؟؟؟...

عشرات من التساؤلات المٌشابهه تثيرها حمله الإعتقالات الجاريه الآن في الضفه الغربيه , تطرح نفسها على كل مواطن فلسطيني , ومٌحب لفتح ..
وهي تساؤلات تقودنا الى التساؤل الأكبر ...
هل يعى من هم وراء مثل هذه الحمله انهم بها لا يخدمون لا فكر ولامكانه ولا مصداقيه الحركه , وبالعكس من ذلك تماما , فهم يصبون الحبوب في طاحونه نقيضها ؟؟؟ ويعطون بذلك حججا ومبررات إضافيه للتكفيريين لتبرير ممارسلتهم بحق ابناء الحركه في غزه , بأثر رجعي ؟؟؟
الم يحن الوقت بعد لأخذ موقف واضح وموحد لكل اقطاب الحركه , يحدد بالظبط , ما هو الموقف من حماس , وكيفيه التعامل معها ؟؟؟ هل هي حركه خارجه عن القانون , ويجب مواجهتها بكل السبل المتاحه , ام لا تزال ورغم إنحرافها , جزؤا من القوى الفلسطينيه الشرعيه , وعلينا العمل لإستعادتها للبيت الفلسطيني ؟؟؟
الم يحن الوقت بعد لتحديد مفهومنا الحقيقي لطبيعه سلطتنا في الضفه بوضوح وشفافيه , سلطه ديمقراطيه ام ديكتاتوريه سلطويه , ام سلطه بلا رقيب يستعملها من يشاء لتنفيذ السياسه التي يريد متى شاء وكيفما شاء ؟؟؟...نواه دوله حضاريه ديمقراطيه ام أداه تسلط ونفوذ , او اداه لفصيل ام لحركه تحرر وطني جامعه ؟؟؟.....
الم يحن الوقت لإعلان مبادئ واضح ..نتمسك به ونتوحد حوله وعنه ندافع ؟؟؟

وتستمر المهزله .. 2 ..


كٌتب في 27/07/2008

ما تبع الإنقلاب الأسود في غزه اظهر للجميع ان إدعاءآت التكفيريين بأنهم خاضوا حربا ضد تيار معين في فتح وفي السلطه , كانت إدعاءآت باطله , حيث اثبتت تطورات الأحداث اللآحقه انهم عملوا على إقامه دويله لهم في جزؤ من الوطن الفلسطيني , جيّروه وشعبه وموارده وتضحياته لخدمه مشروعهم الإسلامجي قصير النظر , ولتعزيز نفوذ فصيلهم وموقعه على حساب كامل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيه ....

الإنقلاب الأسود لم يكن إلا عمليه ’’هروب الى الأمام ’’ من إستحقاقات إنخراطهم في تبادل السلطه السلمي بالطرق الديمقراطيه , والذي كان يتطلب منهم إحترام التزامات السلطه الدوليه , واحترام نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسيمه التي ادت الى تحويل شعبنا من قطعان لاجئين يستجدون المساعدات الإنسانيه في طوابير المؤن ,الى شعب ذو حقوق وطنيه مشروعه ومعترف بها , والى مفتاح للسلام والإستقرار في المنطقه ....

ورغم تبجحات قادتهم بتمثيل ’’المقاومه ’’ امام ’’ الإنبطاح ’’ , ظهر واضحا لكل مراقب ان عمليه الإنقلاب تلك لم تكن إلا إستمرارا لنهج إسقاط منظمه التحرير الفلسطينيه على امل إنتزاع الورقه الفلسطينيه من ايدي هؤلاء,الذين خلقوها, وفرضوها, بتضحياتهم , كورقه اساسيه ومركزيه , وتجييرها لخدمه مشروع ’’إسلامجي’’ لا يتجاوب مع مصالح الشعب الفلسطيني , ويتعارض مع حقه المشروع بتقرير مصيره , ومع إختياره الواضح للنظام الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطات ....

وإستمرت مهزله إدعاء هؤلاء حرصهم على الوحده الفلسطينيه , وسقطت الأقنعه عندما لامس كل مواطن فلسطيني عملهم الحثيث على خلق مقومات دويلتهم الظلاميه في القطاع , وفرضهم لنظرتهم القاصره ل’’حريه الشعب’’ عبر قمعهم للرأي الآخر , وللحريات العامه , وفرضهم سيطره دكتاتوريه قمعيه على اهلنا الصامدين في غزه ....

وجاء إتفاق ’’التهدئه’’ المنقوص , ليٌسقط احد اهم دعائم دعايتهم بتمثيل ’’الخط المقاوم’’ , وإذ بهم يقايضون امن قياداتهم بأمن سديروت , ويمارسون ما كانوا يدعّون مقاومته , ويجندوا مقدراتهم وإمكانياتهم لحمايه العدو الصهيوني , دون ان يحصلوا على اي ثمن فعلى مقابل ذلك , ولا حتى رفع الحصار عن اهلنا وشعبنا الأبي في غزه ...

ورغم سياده الخط العقلاني المتمسك بالأخلاق الوطنيه في مركز القرار الفلسطيني , ورفضه المبدأي لمنطق الصراع الدموي في الصف الفلسطيني , وحرصه الواضح على تفضيل المصلحه الوطنيه الفلسطينيه على المصالح التنظيميه الضيقه , إستمر هؤلاء التكفيريين بإيجاد الحجج والمبررات الواهيه لرفض اليد المفتوحه التي عبرت عنها مبادره الأخ ابو مازن ودعوته لحوار فلسطيني يٌخرج الساحه الفلسطينيه من واقع التشرذم والإنقسام الذي ادى اليه الإنقلاب الأسود , والذي ينعكس سلبيا على القضيه الفلسطينيه ويخدم العدو الصهيوني ومصالحه عبر فتح المجال له للتلاعب بالتناقضات الفلسطينيه , ويساعده بالتهرب من إستحقاقات السلام , ويسمح له بالظهور بمظهر المٌعتدى عليه , ويبرر رجعيا كل ممارساته الإجراميه بحق شعبنا ...

من الواضح لمن لا يريد الإختفاء خلف انفه , ان التوقيع على إتفاقيه التهدئه مع العدو الصهيوني قد فاقم من التناقضات الداخليه في حماس ومحيطها , وفتح المجال واسعا لتطور هذا التناقض بين خطين متمايزين ...
*خط ’’سلفي جهادي’’ ترعرع في البيئه التي خلقتها حماس في غزه قبل الإنقلاب , ولعب دورا هاما واساسيا في الإنقلاب , من اجل تحويل غزه وشعبها الى قاعده لمشروع ’’جهادي’’ يتعدى حدود الوطن الفلسطيني , ويتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني الوطنيه , مشروع يتطلب من اجل إستمراريته , إستمراريه الأحتكاك العسكري بالعدو الصهيوني على امل خلق حاله تثوير إسلامجيه في المحيط الإقليمي , عبر إظهار عجز وتقاعس الأنظمه العربيه ...
* وما بين خط ينظر الى إقتراب إستحقاق إنتخابات رئاسه السلطه الفلسطينيه كنقطه مركزيه لإدعاء شرعيه تمثيله لكامل الشعب الفلسطيني عبر قراءه منقوصه للدستور الفلسطيني تدّعي عوده مسؤوليات رئاسه السلطه الى رئيس المجلس التشريعي او نائبه في حال تعذر القيام بإنتخابات رئاسه السلطه ...
هذا الخط الذي يرى بهذا الإستحقاق الرئاسي تتويجا لمعركته من اجل إنتزاع الورقه الفلسطينيه من يد منظمه التحرير الفلسطينيه , وهو نفس الخط الذي عمل على التهرب من الرد على مبادره الأخ ابو مازن , وفَضَل بدلا عن ذلك الإسراع بإنجاز إتفاق تهدئه منقوص مع العدو الصهيوني , يحافظ من خلاله على وجود قياداته , ويوحي للعالم من خلاله ومن خلال تطبيقه بحذافيره , مقدرته على تحمل مسؤولياته , ومصداقيته , وبالتالي اهليته للسيطره على كامل مراكز القرار بالسلطه الفلسطينيه (تشريعي ورئاسي) ...

ضمن هذه المعطيات , يصبح من المنطقي ان ينتظر المراقب شراره تفجير مثل هذا الصراع الكامن , حيث ان إحترام اصول الصراع السياسي لم يكن ابدا من صفات الإسلامجيين, وخاصه منهم هؤلاء الذين يدعّون تمثيل الخط الأصولي ’’الجهادي’’ , واما الدم الفلسطيني , فلقد اثبتوا في الماضي القريب ان لاحرمه له لديهم, وانه ارخص من الماء ,عندما يخدم مصالحهم ...

كما وان اي مطلع على مدى تغلغل العدو الصهيوني في صفوف العديد من الفصائل الفلسطينيه , وممارساته السابقه بإستغلال التناقضات الداخليه الفلسطينيه وعمله الدؤوب لتحويلها الى صراعات دمويه , تجعله لا يستبعد من هذا العدو تحريك احجاره من اجل إشعال فتيل التفجير , ومن ثم النفخ على النار لتحويلها الى جحيم يأكل ’’اعداءه’’ ....
وتصبح أحتمالات هذا التلاعب الصهيوني اكثر واقعيه عندما نرى كل التركيز الدولي اليوم على مطالبته بوضع حد لتوسعه الإستيطاني في انحاء الأرض المحتله ,وما يعنيه تفجير صراع دموي عنيف في غزه من تحويل انظار العالم عن الأمر الواقع الذي يبنيه هذا العدو في الأرض المحتله , الى بؤره الصراع المٌفتعل في غزه ...

تسرع بعض قاده حماس بإلقاء مسؤوليه العمليه الإجراميه التي حدثت في غزه على كاهل حركه فتح , رغم إدانه حركه فتح للعمليه , وقبل اي تحقيق ولو بدائي بالموضوع , ورغم وجود ادله وشواهد تشير الى اطراف داخليه في حماس , وهروله اجهزتهم الأمنيه لإختطاف اعداد كبيره من شباب الحركه وإقتحام مكاتبها ومؤسساتها , لهو دليل قاطع على مدى إستهزائهم بالرأي العام الفلسطيني , وبالمصالح الوطنيه الفلسطينه ....

إستهزاء بالراي العام ....
* لأن القاصي والداني يعلم جيدا موقف فتح المبدأي والأخلاقي والوطني الرافض كليا لحسم الصراعات الداخليه بقوه السلاح , والمٌقدِس للدم الفلسطيني ...
*لأن اي عاقل يعلم جيدا ان إنقلاب غزه لن ينتهي بعمليه تصفيه هنا واخرى هناك , بل بالعكس من ذلك , فمثل هذه العمليات ستؤدي حتما الى تقويه التكفيريين عبر إعطائهم حجج ومبررات ,على طبق من ذهب, لإطلاق العنان لغرائزهم البدائيه , ولتضييق الخناق على المناضليين الصابرين الصامدين في دويلتهم المسخ الظلاميه ...
*لأن اي مراقب مطلع بإمكانه لمس الوعي العالي لحركه فتح لمعاني المصلحه الوطنيه ,ولأضرار قسمه الوطن , وتداعيات هذا الإنقلاب على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيه , وعمل الحركه الدؤوب والمخلص من اجل تمهيد الطريق للخروج من هذه الحاله الشاذه بالتاريخ الفلسطيني بأقل الأضرار الممكنه ... مما يعني إستحاله مشاركتها في مغامره طفوليه تفتح أبواب جهنم على اهلنا الصابرين الصامدين في القطاع ...

***
وتستمر المهزله ....
وهي كعادتهم ...دمويه ...
وشباب شعبنا ..هم كبش فدائها ...

***
ويبقى السؤال المٌحير مطروحا ....
متى سيعى قاده فتح ان وضع الحركه الداخلى اليوم هو كحيل اشيلها ومقتلها ؟؟؟...
وانهم مطالبين بالإسراع بتحمل مسؤولياتهم إتجاه ابناء الحركه وإتجاه الشعب الفلسطيني ...

لم يعد هناك من مبرر لهذا التباطئ في عقد مؤتمر الحركه , لإدخال التعديلات المفروضه والواجبه ,على تركيبه الحركه, حتى تستطيع لعب دورها في حمايه ابناء الحركه, وحمايه المشروع الوطني الفلسطيني , وقطع الطريق على هؤلاء الذين .يسيل لعابهم علانيه, على ’’القرار الفلسطيني’’؟؟؟؟

لم يعد هناك من مبرر لهذا العجز الواضح في عمليه إعاده احياء منظمه التحرير الفلسطينيه لتدافع بإسم الشعب الفلسطيني عن صفتها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ولتقطع الطريق على الطامعين بالإستفاده من كل تضحيات شعبنا الماضيه والحاليه ؟؟؟؟

ام انهم فعلا مجرد موميات محنطه في متحف القياده ....
ولم تعد هناك حياه لمن تنادي ؟؟؟

’’التنظيم الفولاذي’’ غير موجود




كُتب في 27/01/2008

حتى في التنظيمات التي كانت تدّعي إمتلاك صلابه ’’الفولاذ’’ ,مثل ’’حزب العمل القومي الإشتراكي ’’ الذي قاد مسيره المانيا النازيه ماقبل وخلال الحرب العالميه الثانيه , وكامل الأحزاب الماركسيه اللينينيه, التي قادت ’’العالم الإشتراكي’’ , ونسخها ’’المعدّله’’ من الأحزاب الماويه , بما فيها ذلك الحزب الأكثر دمويه في العالم ’’حزب الخمير الحمر’’ الكمبودي, مرورا بكل تفرعاتهم التروتسكيه , كانت تعيش حالات من الصراعات الداخليه نتيجه تأثرها (كل منها بقدر إنعزاله أو إنفتاحه) وثأثيرها في وعلى محيطها , وليس من باب الصدفه ان الحزب الوحيد بالعالم الذي بقي بعيدا نسبيا (حسب ما هو متوفر من معلومات حوله) عن التأثيرات الخارجيه , هو الحزب الأشتراكي الماركسي اللينيني الكوري الشمالي , والذي من أجل ضمان عدم تأثره في محيطه , عزل بلاده كامله عن العالم خلف ’’جدار فولاذي’’ ,في ’’جزيزه’’ تعيش خارج إطار الحضاره الإنسانيه , وحتى هذا ’’الحزب’’ لم يستطيع النأي بنفسه عن ’’الإختلافات’’ التي حسمها بتطبيق ديكتاتوريه الفرد الواحد ’’القائد الفذ والملهم’’ المتوارثه إبنا عن أب , وعبر تصفيات دمويه داخليه عديده ومتعدده ....
***
هل فعلا,لإثبات هذه البديهيه, من الضروري سرد قصه مؤامره الجنرالات النازيين على هتلر وكيف حاول الكولونيل كلاوس ستوفنبرغ إغتيال ’’الفهرر’’ , وما تبعها من إعدامات لجنرالات متنفذين في الجيش النازي ...
او كيف أعدم ونفى ستالين معارضيه ومنهم أعضاء لجنه مركزيه لحزبه , وكيف لاحق تروتسكي حتى منفاه لإغتياله...
ام كيف قام’’ بيريا’’ بدس السم لستالين ...
او كيف ’’إبتدع ’’ ماوتسي تونغ الثوره الثقافيه للتخلص من معارضيه في الحزب ومن ضمنهم رئيس جمهوريه الصين وقتها ’’ليوشو كوي’’ الذي مات في سجون ماو بسبب نقص العلاج ...
او كيف تمت تصفيه ’’عصابه الأربعه’’ ومن ضمنهم أرمله ماو تسي تونغ , بعد مماته لدورهم في الثوره الثقافيه...
أو كيف صفى بول بوت العديد من’’ رفاقه’’ في اللجنه المركزيه للخمير الحمر ...
ام عن خلافات تشي غيفارا مع فيدل كاستروا التي أدت الى أبتعاد التشي عن كوبا وعن كل مناصبه في الثوره الكوبيه ...
او كيف سلم فيدل كاستروا السلطه لشقيقه راؤول من شده ثقته ببقيه أعضاء اللجنه المركزيه لحزبه الفولاذي .....
أم تفضلون أن نأخذ تجارب الأحزاب العربيه ’’القوميه’’ الفولاذيه , لنرى الإعداد الهائله من ’’المعارضين’’ الذين تمت تصفيتهم بحجج مختلفه ...
كل هذه ’’المعارك ’’ والتصفيات , ليست إلا قمه جبل الجليد , التي تخفي صراعات عنيفه لتيارات متناقضه في ’’تنظيمات فولاذيه’’ ...
***
ليس هناك أي قوه على الأرض بمنأى عن وجود تيارات فيها ,متحالفه ومتعارضه حسب تأثير وتأثر كل من هذه القوى بالظروف المحيطه بها , وحماس ليست أستثناء...ضيق المجال ,يمنع الإستطراد بشرح تأثيرات العامل البشري الداخلي والعوامل الخارجيه في بروز التيارات الداخليه في هذه ’’الأحزاب الفولاذيه’’ , وتمّوج موازيين القوى داخلها لصالح تعزيز موقع طرف امام الآخر , فكل حاله تحتاج الى دراسه معمقه , وما يهمني شخصيا في موضوعنا هذا , هو فقط تقديم الحجه والبرهان على
أن ’’التنظيم الفولاذي’’ غير موجود , وما هو الا ’’صوره خارجيه’’ تخفي تحتها صراعات قوى وتيارات وتكتلات , تماما كالتيارات التي تتصارع وتتداخل في عمق البحار والتي لاتنعكس بالضروره على سطح الماء , وأن هذه التيارات والصراعات مرتبطه بعلاقه جدليه مع محيطها ,تؤثر وتتأثر به , وان حماس ليست حركه’’ إلآهيه’’ خارجه عن الإطار البشري , تحت قياده ’’أنبياء زاهدين’’ ومحصنيين من التأثر بالعوامل الداخليه والخارجيه ....***
أذا إتفقنا على ذلك , بإستطاعتنا عندئذ الإتفاق بسهوله على بعض العوامل المؤثره بهؤلاء الذين يتقاسمون مركز القرار في حماس , وتؤثر بهم وبالتالي بمواقفهم وتحالفاتهم الداخليه ...
فتحت صوره ’’التنظيم الديني’’ المرتبط بحركه الإخوان المسلمين , هناك العديد من الشخصيات القياديه الواقعه تحت تأثير العامل الإيراني , أو السوري , او السلفي الجهادي , بتشعباته المختلفه , كما أن هناك الكثير من الشخصيات القياديه الدوغماتيه التي تستمد قرارها من قرائتها الخاصه ’’للدين الإسلامي’’ , إضافه الى شخصيات ,رغم مسحتها الدينيه , فهي تبقى براغماتيه تتفهم تقلبات موازيين القوى وتتعامل معها كواقع قائم , وتأخذها بعين الإعتبار وقت القرار ...
ما يجمع هذه التشكيله من الشخصيات هو قبل كل شئ ,جماهيريه وشعبيه ’’تنظيمهم’’ ,لأنه هو المدخل بالنسبه لكل قوه منهم الى تحقيق أهدافه النهائيه , والتي ليست بالضروره أهداف مشتركه فيما بينهم , بل مرتبطه بالأساس بأهداف القوه المؤثره بكل واحد منهم , فمثلا أهداف ’’الجهاديين ’’ منهم , ليست بالضروره هي نفس أهداف ’’ الإيرانيين’’ الذين يمتلكون أيضا ,أهداف قد تتعارض مع ’’السوريين’’ ,او مع البراغماتيين ....
وما حدث في غزه من إنقلاب ,وإجرام دموي , كان تعبيرا واضحا عن غلبه تحالف تكفيري إيراني سوري جهادي التأثر , على من تبقى من’’ قوى براغماتيه’’ تتفهم مدى خطوره صور ’’الجريمه’’ على شعبيه ’’التنظيم ’’ وعلى محاولاتها إقامه علاقات مع دول أوروبيه ,وعلى مصداقيه خطابها الإعلامي الموجه للخارج وللعالم العربي والإسلامي , وعلى شعبيه وجماهيريه حماس ...
***
القياده , اي كانت طبيعتها وطبيعه علاقاتها الداخليه , لا قيمه لها ولا أثر , دون إمتدادها الجماهيري , لأن الجماهير هي التي تترجم مواقف القياده الى فعل , وهي التي تدافع عن القياده ومواقفها , وهي التي تحسم المعارك الإنتخابيه , وبالتالي هي مقياس قوه وأثر ’’القياده’’ في التوازنات السياسيه ...
وهذه الجماهير , جماهير اي ’’قوه سياسيه’’ , ليست مجموعه واحده محدده وثابته على الدوام , بل هي معرضه لحالات متتابعه من المد والجزر , وتتأثر هي الأخرى ,عددا ونوعيه , بالكثير من العوامل , ومن ضمنها , تماسك ’’موقف القياده’’ , وسياده ’’تيار’’ على آخر , ومدى مقدره ’’قيادتها’’ بالتعبير عن مشاعرها , وتحقيق أهدافها , كما انها تتأثر أيضا بطبيعه ’’الخطاب السياسي’’ للأطراف الأخرى , ومقدره تلك الأطراف على زعزعه ثقتها ب’’قيادتها’’ , عبر فضح ’’صراعاتها’’ الداخليه , أو تقويض حججها الدعائيه , أو توضيح ’’عدميه’’ الطريق التي تسير عليه ...
***
جماهير اي تنطيم , متنوعه ومتعدده, فهناك في معظم الأحيان نواه صلبه من الملتزمين بالتنظيم ,سياسيا وعقائديا ,وهم في معظم الأحيان أعداد قليله , لا تشارك فعليا في أتخاذ القرار ,حتى لو هيأ لها ذلك , وهم أيضا معرضين للتأثر مدا وجزرا إعتمادا على مدى مقدره ’’القياده’’ بالتعبير عن مواقفهم وأمالهم ومصالحهم , وإعتمادا على قوه المنطق المناقض الذي يستعمله ’’خصمهم’’ السياسي , ويجب هنا الإعتراف بأن الملتزمين ’’عقائديا’’ هم الأكثر ’’ثباتا’’ حول ’’القياده’’ بحكم ان ’’الإيمان العقائدي’’ لا يتأثر كثيرا بمنطق الحدث ,بل بمنطق ’’ديني’’ غير قابل لنقاش ’’دنيوي’’ ... وحالتنا الفلسطينيه تمتلك , إضافه الى كل ما سبق , خصوصيه تجعلها تختلف عن الكثير من الحالات الأخرى في العالم , وهي أن ’’التنظيم’’ بالنسبه لشريحه هامه من الناس ,هو مصدر ترزق ميسور , بحكم ظروف الإحتلال وصعوبه الحياه الأقتصاديه للناس , مع ما يعنيه ذلك من حقيقه مره بأن ’’الإنتماء السياسي’’ المعلن للبعض ليس إلا غطاءا ل’’حاجه’’ إقتصاديه , وأن هذا الغطاء قابل للتغيير حسب ’’مصدر الرزق’’ ....
***
إعتمادا على كل هذه الفوارق ’’الطبيعيه’’ بين كل مكونات ’’المحيط الجماهيري ’’ الملتف حول قياده حماس , يصبح من السهل على من يرغب الرؤيا , ان يستخلص بأن عدد هؤلاء الذين التزموا ولا يزالوا بالأوامر اللأخلاقيه لبعض قياداتهم الداعيه للقتل والتنكيل والإجرام بحق أبناء فتح , هو عدد محدود من هذا المجموع , وهم بالأساس مكونيين من ’’العقائديين’’ الذين لا مجال في عقولهم الممسوحه , لتفهم منطق حرمه الدم الفلسطيني , أو حرمه القتل خارج إطار الدفاع المشروع عن النفس , حيث تكفيهم فقط ’’فتوى الأمير ’’ لترفع عنهم مشقه تحكيم الضمير والعقل والمنطق في ممارساتهم وتصرفاتهم .....
****
قد أكون من خلال هذه المداخله المطوله , قد أوضحت بالظبط , المقصود
بموضوعه ’’التيار الصامت’’ وذلك ’’ التكفيري’’ , والذي لم يكن بهذا التحديد إلا من أجل تبسيط صوره بالغه التعقيد ....
***
ومن هنا بالإمكان تفهم الأهميه القصوى ل’’خطابنا’’ إتجاه هذا المجموع , وضروره تمسكنا بالخطاب النابع من عمق أخلاقنا الفتحاويه والوطنيه , وإمكانيات إنعكاس هذا الخطاب على هؤلاء ...
فإما أن نستمر بخطابنا التبسيطي و نضع الجميع في سله واحده, كما يفعل البعض منا , ونطلق عليهم ما حلا لنا من الألقاب والصفات (شيعي,مجوسي,خوارج, عملاء, ألخ ...) وندعوا الى ’’الإستئصال’’ بالدم والنار والثأر ... وهكذا نعمل من حيث لا ندري على تصليب وحدتهم , ونغذي طاحونه ’’التكفيريين’’ منهم ...
(رغم ان ’’الحسم العسكري ’’ الذي يحلم به البعض , ليس من الإحتمالات المطروحه ....)
وإما نستعمل خطاب العقل والأخلاق , والذي لايعني على الإطلاق ,لا التنازل عن الموقف السياسي , ولا عن ضرورات مرور العداله والقانون , ولا عن التمسك بضروره التراجع عن الإنقلاب وتبعاته , وبذلك نترك الأبواب مفتوحه لأحتمالات المستقبل , وهذا هو بالظبط ما قامت به الحركه حتى الآن , ولا أعتقد أن هذا الموقف قابل للتعديل ...
***
على كل الأحوال ...
دون تصليب وضعنا الداخلي فتحاويا عبر المؤتمر العام للحركه ,وإعاده الإعتبار للتنظيم...
ودون الإنفتاح على محيطنا الفلسطيني عبر مجلس وطني فلسطيني ,وإعاده الإعتبار لمنظمه التحرير ...
ودون التوافق على موقف موحد ,نعبر عنه في خطاب واضح متجانس , من خلال إعلام قوي وهادف ....
لن نصنع الحدث ..
وخلفه سنبقى نلهث..
للتعليق عليه ..
دون التأثير به
..

الموقف الأسلم ..




20/01/2008

المبادئ والأهداف لفتح لم تتغير من قبل الأنقلاب , لتصبح غيرها بعد الأنقلاب ..
ما تغيير هو موقف وتصرفات القائمين على حماس , وأدعي أن ما تغيير أيضا هو طبيعه التوازنات الداخليه في حماس نفسها (وهذا حوار آخر)...
كان واضحا ,حتى لعديمي البصر والبصيره أن فتح تعمل بالغ جهدها للحفاظ على وحده الشعب الفلسطيني ضمن أٌطره التمثيليه الشرعيه , وكان واضحا انها سعت بكل طاقاتها لإيجاد أسلم السبل من أجل ’’تعايش سلمي ’’ ما بين طرحيين سياسيين , أحدهما يحافظ على صوره الشعب الفلسطيني الساعي للسلام والملتزم بالشرعيه الدوليه , وثانيهما مغامر يتوهم بمقدرته على مواجهه العالم كاملا .. تعايش سلمي يسمح لكل طرف بالتعبيير عن مواقفه , ضمن بوتقه الشعب الواحد , وكان موقف الحركه هذا هو التعبيير الصادق عن إيمانها بالتعدديه السياسيه وبإحترامها الكامل للخيارات الديمقراطيه للشعب الفلسطيني ..
كان واضحا لعديم البصر والبصيره , أن فتح لن تلجاء أبدا لحسم هذا الصراع بقوه السلاح , ورغم كل المحاولات البائسه للكثير من القوى الخارجيه للتأثير على القرار الفتحاوي لزج الحركه في معركه حسم عسكريه .. وكان هذا تعبيرا واضحا عن تمسك الحركه بمبداء رفض اللجوء للقوه العسكريه لحسم الصراعات الداخليه ..
وحتى خلال وبعد الإنقلاب , ورغم مراره الحدث وما رافقه من جرائم بشعه بحق الفتحاويين , رفضت الحركه الإنزلاق في متاهات حرب أهليه , وكان هذا تعبيرا صادقا عن حرص الحركه على الدم الفلسطيني ...
وحتى يومنا هذا , لم تلجاء الحركه الى السلاح , ومن المؤكد أنها لن تلجاء له أبدا ...
فتح لم ولن تجرم بحق القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني ..
فتح ستبقى متمسكه بثوابتها وأخلاقها الوطنيه والإنسانيه ..
هذا هو بالظبط مصدر قوه فتح ...ثوابتها وأخلاقياتها ..
وهذا هو بالظبط مقتل الآخرين ..إستهتارهم بالدم الفلسطيني , وبالقضيه الفلسطينيه , وبالشعب الفلسطيني ..
المنتصر في صراعنا معهم ليس هو بالضروره من يقتل أكثر من الطرف الآخر ..
المنتصر في هذا الصراع هو من يحافظ على الثوابت الوطنيه وعلى صورته الناصعه في عقول وقلوب الشعب الفلسطيني ..
كل ما ذكرته ,أخي العزيز ,في تعليقك هو إدانه لهم وإثباتا لصحه مواقف الحركه المبدئيه..
فهم الذين سمحوا لأنفسهم بإنتهاك حرمه الدم الفلسطيني ..
وهم من سمحوا لأنفسهم بممارسه منطق الإنقلاب ..
وهم من يحاربوا بالدم والقمع الفكر الآخر ,الذي يخالفهم ..
وهم من يحاولوا فرض ديكتاتوريه الظلام على غزه ..
وهم من عرضوا القضيه الفلسطينيه لمخاطر إنقسام الساحه الفلسطينيه ..
وهم من فتح المجال للعدو للتلاعب على تناقضات الساحه الفلسطينيه ..
فكيف بك تطالب الحركه بإستعمال نفس منطقهم الأعوج ؟؟؟
منطق ’’التكفير ’’ والتخوين والإستئصال والقتل والتدمير ..
منطق القوه العسكريه ..
منطق إلغاء الآخر ..
فتح رفضت الإنقلاب وتطالبهم بالعوده عنه ..
فتح ترفض اللجوء الى السلاح وتدين لجوئهم اليه ..
فتح أدانت جرائمهم , وتطالب بمعاقبه مرتكبيها ..
فتح ترفض تجزئه الشعب والوطن , وتسعى لوحده كل منهما ..
فتح ترفض ديكتاتوريتهم السوداء وتسعى لنظام حضاري ديمقراطي ..
فتح ترفض فرضهم للفكر الواحد الأوحد وتسعى لمجتمع يحترم التعدديه الفكريه والسياسيه ويحافظ على الحريات المدنيه ..
هذا هو الموقف السليم , وهو ما يجب أن ندافع عنه
..

السبت، ٢٨ شباط ٢٠٠٩

رساله ابو عمار وكل الشهداء ..


تم كتابتها في 13/09/2007

كنت انظر الى وجهه الجميل الذي ارتسمت عليه مسحه من الطمأنينه والأمان , واتساءل ...يارب ,يا قدير على كل شئ ,متى سيتمكن اطفال شعبنا من النوم مرتاحي البال ,مطمئنين لحاضرهم ,ومتفائلين بمستقبلهم ,ينعمون بالأمن والحريه والسلام ..مثل باقي اطفال هذا العالم ...عندما فتح عينتاه الجميلتان ببطئ وكسل ,نظر لي .وابتسامه عريضه ساحره ترتسم على محياه ,سرعان ما بادلته مثلها ...فبادرني قائلا ...
*_ لقد حلمت حلما رائعا ياجدي ...
انتظر قليلا ,مستمتعا بعلامات الاستفهام المشجعه التي ارتسمت على وجهي ,واستطرد...
*_ لقد رأيت ابو عمار في منامي ..
*_ كم انت محظوظ يا عزيزي .. حدثني عن حلمك , قل لي كل شئ ..
*_ رأيته ياجدي ,كان يحيط به ابو جهاد وابو اياد ,ابو صبري وكمال عدوان وكمال ناصر , ابو الهول وابو علي مصطفي , والشيخ ياسين الذي كان واقفا على قدماه , ومئات الالاف من الشهداء الفلسطينيين والعرب ,رجالا ونساءا واطفالا ..
كانوا جميعا يتقلدون خارطه فلسطين معلقه بسلسله ذهبيه حول اعناقهم , وصوره المسجد الاقصى تزين صدورهم ...
هاله من نور ساطع كانت تشع من محياهم .. كانوا متجمهرين ياجدي في ساحه بلا نهايه , مليئه بأشجار مثمره مثقله بكل ما لذ وطاب من ما خلقه رب العباد ,وما بينها تجري انهار تفيض بكل السوائل التي تتمناها نفس الانسان ,تحيط بها اروع واجمل الزهور , يملاء رحيقها العطر سماء وهواء الساحه ,واطباق من المسك والمن والسلوى متناثره هنا وهناك ما بين الجموع ...
توقف قليلا عن الكلام ,استنشق ملئ رئتيه , وسرح بصره بعيدا وكأنه يتأمل صوره بعيده ,يدقق في تفاصيلها العديده , ليشاركني جلال وروعه ما راه في منامه .. ابتسم ,وتابع ....
*_ كان هناك ياجدي الكثير من معارفك واصدقائك , ومن بينهم تقدم لي شيخ جميل ,ابتسم لي وعانقني بحراره المشتاق , انه جدك ياجدي الذي طالما حدثتني عنه وعن استشهاده دفاعا عن طبريا ...حملني بين ذراعيه وقدمني بفخر واعتزاز الى رفاقه واخوانه واخواته ...
تنهد , ابتلع ريقه , ابتسم بفخر ..وتابع ..
*_ لقد حدثوني طويلا عن عشقهم لفلسطين ,ولابنائها ..وايمانهم بالحق والعداله , وحبهم للسلام والحريه ...
فلسطين يا جدي ,بالنسبه لهم ,هي الحق والعداله , وهم قانعون بحتميه انتصار ما تمثله من قيم عليا ..واما الظلم والباطل فهو الى زوال مهما كانت شراسه اسلحته ..
حدثوني يا جدي عن اهميه العقل والصبر والمثابره والايمان في هذه الحرب الطويله ,ذات النتيجه الحتميه , واوصوني ان لا اسلم مفاتيح عقلي لأحد , فهو ملكي ,ومرشدي ,ودليلي للطريق السليم ..
اوصوني يا جدي, ان لا اتبع ابدا ...
* .. من لا تشير بوصلته الى فلسطين وقلبها النابض ,القدس الشريف.
* ..من يقتل فلسطينيا ,او يهين طفلا من ابناء شعبهم ,او يدعوا الى ذلك .
* .. من يسئ الى فلسطين ,قضيه وشعبا ومثلا عليا ,لانه يسئ الى الحق والعدل ,وينصر, بذلك ,الظلم والباطل والعدوان , ومصيره واتباعه الى جهنم ,وبأس المصير .
* ..من يحالف اعدائنا بكلماته وافعاله وتصرفاته , لأنه ليس عل الصراط المستقيم .
كانت الكلمات تخرج من بين شفاهه الرقيقه , بقوه وعزم واصرار , تتدافع محمله بحراره الايمان .. وعلا صوته وهو يقول , وكأنه يردد كلمات حملها من اعماق حلمه ....
*_’’كونوا رحماء في ما بينكم ,ومعتدلين في اختلافاتكم , ولا تتركوا الاعداء والجهلاء والمنتفعين يفرقون بينكم .. وحدتكم حول الحق والعدل المتملثه في توجهكم لفلسطين وقدس الاقداس ,هي سر انتصاركم ..وصراعكم الدموي هو مقتل قضيتكم وبدايه اندثاركم .. لا تفرحوا لموت واحد منكم فهو خساره لكم ’’
ارتفع صوته من جديد , وتابع كالغائب عن الوعي الذي يردد كلمات ليست له ...
*_’’ انتم شعب المؤمنين ,الصابرين الصامدين , على العهد مثابرين , وحول الحق والعدل يجب ان تبقوامجتمعين موحدين , والى قدس الاقداس متوجهين ..
لا تخذلونا ,نحن شهدائكم , فنحن هنا في الجنه ,لكم متابعين ,ولاعمالكم مراقبين , ولافضل افاضلكم منتتظرين ’’
صمت للحظات ,احسست بها دهرا طويلا .. استعاد رتابه تنفسه من جديد , ابتسم وبريق امل وسعاده وهناء يلمع في عيونه .. وقال ..
*_ اه يا جدي لو تعلم مدى فخري بالأنتماء لهذا الشعب العظيم ,شعب هؤلاء الشهداء الطييبين .. نعم يا جدي الحبيب .. انا فخور بفلسطينيتي
.

إطمئن يا عزيزي ..لن تكون ابدا مثلهم ,,لن تكون


تم كتابتها في 12/09/2007

ضممت رأسه الصغير الى صدري, وكانت اصابعي تداعب شعره الاسود الكثيف , وهمست في اذنه ....
*_ابكي يا أميري الصغير , لاحرج في ذالك , بالعكس فهذا دليل انسانيتك ومشاعرك النبيله ..اريدك دوما انسانا يشعر بالألم والحزن والغضب امام كل ظلم وكل ظالم , ولكن يا اميري احذرك من ان تترك للحقد منفذا الى قلبك , فهو اول قاتل للأنسانيه في نفوسنا , ويدفعنا الى التهور وظلم الأبريأء.
توقف عن البكاء ,وبذل جهدا واضحا لمحاوله اعاده الرتابه الى تنفسه , ونظر الي بعينين محمرتيين ,وكأنه يتوسلني لاتمام الحديث , فأستطردت...
*_منذ قبل وان ترى عيناك الجميلتين النور يأميري الصغير ,وحتى قبل ولاده اباك , كان الاوائل منا قد صمموا على ان ينزعوا الاشواك بأياديهم العاريه من طريقكم ,وان يفرشوا لكم الأرض بالزهور ,وان يبنوا لكم مستقبلا زاهرا ,في دوله فلسطينيه مستقله ,تنعمون فيها بمذاق الحريه الطيب , وتعيشون فيها بكبرياء ,فخورين بماضيكم ,ومطمئنين لمستقبلكم .. ومن اجل تحقيق ذلك , التقى هؤلاء الخيريين منا ,وشكلوا اطارا لهم ولمن يرغب من ابناء شعبنا ,اسموه ’’فتح ’’ , لينظم عمل الجميع في ورشه البناء الضخمه هذه ...
بانت علامات التشوق لسماع المزيد على محياه ,وبدأت بشرته الناعمه تسترجع لونها الطبيعي...
*_ نعم يا ايها الغالي , لقد كنتم دوما دافعنا للعطاء , وحتى قبل ان ترى عيونكم النور كنا نفكر فيكم وفي مستقبلكم .. ف’’فتح’’ هذه ياحبيبي ,هي اداتنا لصنع مستقبل حر مزدهر لكم ..
بانت بعض علامات الرضى على ملامحه , ولكن ...
*_ ولكن ياجدي , من هم هؤلاء الذين رأيتهم على شاشات التلفزيون ؟؟؟ اليسوا منكم ؟؟؟ لماذا ,عوضا عن يفرشوا الارض بالزهور لأطفال فلسطين , اغرقوها بدماء الفلسطينيين؟؟؟
قبلت جبينه ,لاشعره بمدى الرضى عنه, والفخر به, الذي يملأ قلبي وعقلي ...
*_هؤلاء الذين شاهدتهم ,كانوا بشرا مثلي ومثلك ,يا عزيزي , كانوا يأملون ويتأملون , كانوا يمتلكون احاسيس , وكانت قلوبهم تفوض مثلنا جميعا بمحبه اطفالهم وشعبهم , ولكنهم رهنوا في احد الأيام عقولهم وقلوبهم ,لمجموعه من قصيري النظر ,عميان البصر والبصيره , الذين اوهموهم بأنهم يمتلكون حلولا سحريه لمشاكلهم ,يستوحونها من الله تعالى , وانهم يمتلكون مفاتيح الجنه والنار ,ممثله بصكوك غفران يهبوها لمن يتفانى في خدمه مصالحهم ..
لقد استغل هؤلاء يا بني ,بيوت الله ,فحولوها الى مدارس حقد اعمى ,والى مغاسل لادمغه الناس , ليكتبوا فيها ما يريدون ,وليحولوا البشر الى ادوات طيعه في اياديهم ,تخدم مصالحهم دون تفكير بفظاعه ما تؤتى به اياديهم ..
تصور يا حبيبي , انهم جعلوهم يؤمنون بأن قتل البريئ ,وسحل الجثث ,وترويع المواطنيين,وضرب الأطفال بهراواتهم الغليظه ,وتعذيب الناس ,واختطاف الأبناء من احضان امهاتهم , والأباء من ابنائهم , كل ذلك هو في ’’خدمه الوطن’’ .
*_لماذا يا جدي ,يزرعون مثل هذه الأفكار في رؤوس من يتبعهم ؟؟ لماذا يحولونهم من بشر ذوي احاسيس ومشاعر الى الات قتل عمياء بلا فكر ولا ضمير او وازع خلقي او انساني؟؟
*_ هؤلاء يا اميري ,لا تهمهم فلسطين وشعبها الا بمقدار ما يمكن ان تجلب لهم من غطاء اخلاقي ناتج عن عداله قضيه فلسطين ,وصفاء ونقاوه ابنائها الطيبيين .. هؤلاء يا حفيدي الغالي ,يستغلون قضيه فلسطين وشعب فلسطين لخدمه احلام واوهام لا علاقه لها بالقضيه الفلسطينيه ,ولا بعذابات والام وامال شعب فلسطين .. انهم يحلمون بأمبراطوريه متراميه الاطراف تضم في حدودها العالم اجمع ,ويكون كل مواطنيها الات اوتوماتيكيه مسخره لخدمتهم وخدمه مصالحهم , لانهم يعتقدون انهم مكلفين من رب العباد تعالى بالتحكم بعباده ,والتقرير بدلا عنهم في كل ما هو صالح او طالح ..
*_ ولكن يا جدي ,لو اراد رب العباد تعالى ان نسير بلا تفكير خلف احد ,لما وهبنا عقلا لنفكر به , ونختار الطريق الانسب لنا ...
*_ صدقت ,ايها الغالي , فرب العباد تعالى وهبنا المقدره على التفكير ,لنكتشف بأنفسنا طريقنا , ولنبتعد قدر الامكان عن كل من يحاول ان ينتزع هذه الهبه الألهيه منا ,ويحولنا الى الات سفاكه لدماء اهلنا وشعبنا ..
لانك تستعمل عقلك ,هذه الثروه التي وهبك اياها رب العباد , لن تكون ابدا مثلهم يا اميري الصغير , ابدا لن تكون ...
اراح راسه الجميل على صدري , واغمض عيناه الجميلتان ,وبعد دقائق قليله ,استسلم لنوم عميق , مرتاح البال والنفس ,لانني لست منهم ,ولانه لن يكون ابدا مثلهم ..
فهل هناك داع اكثر من ذلك للأطمئنان ,وراحه النفس والبال ؟؟؟
يتيع _الصوره الثالثه
_

جدي,,لا اريد ان اكون فلسطينيا ,,مثلهم


تم كتابتها في 9/9/2007


...الصوره الاولى...
اعتاد ,وبمجرد ان يدخل بيتنا ,ان يندفع باتجاه البلكونه ,وهو يناديني بصوته الحنون ’’جدي ..جدي ..انا هنا ’’ ,يركض الى حيث يجدني بالعاده ,جالسا خلف جهاز الكمبيوتر المحمول ,بين العديد من النباتات والزهور التي زرعتها على اطراف بلكونه البيت ,يقبلني ويتلقى قبلاتي الحاره بسعاده ظاهره ,ويعتلي الكرسي المقابل لي ,ينظر لي ,او يتأمل النرجيله التي تقرقع بجانبي , واذا ما تأخرت قليلا في انهاء ما كنت قد بدأته ,واقفال الكمبيوتر ,يتأفف بصوت مسموع ,ليعبر لي عن الحاح ’’القضايا الهامه’’ التي ينتظر التحدث معي بها.
اليوم ,وعلى غير عادته ,جلس صامتا ,وعندما اغلقت الجهاز امامي , ونظرت الى عيونه الساحره السوداء ,لمحت فيها حزن دفين , وحيره وارتباك ..
رفع رأسه الصغير ,ونظر الي , وقال ..
*_يا جدي , هل انت رجل بوليس ؟؟؟
فاجأني سؤاله الغريب ..
*_ما الذي يجعلك تعتقد ذلك ,يا صغيري العزيز؟؟؟
*_لقد شاهدت اليوم ,مع والدي ,نشره الأخبار .. كان هناك العشرات من ’’رجال البوليس’’ الفلسطينيين ,بعضهم يطلق النار بجنون ,واخرين يضربون الناس بهراواتهم الطويله ,بما فيهم صغار السن , لماذا يفعلون ذلك يا جدي ؟؟ لا اريد ان تكون منهم ..
*_ لا ,يا ابني الحبيب ,لست ولن اكون ابدا منهم , فأنا اخاف ان اطلقت يوما النار ,او ان استعملت هراوه ,ان اسبب الاذى لزهره جميله مثلك ,انتم اغلى ما نملك ,وعلينا ان نحميكم بصدورنا من الظالمين ,اي كانوا ,كيف لا وانتم المستقبل والامل..
*_ولكنهم فلسطينيون مثلك ياجدي ..
صمت قليلا ,وتنهد بألم ملحوظ ,وتابع بصوت حزين ممزوج ببعض الغضب المكبوت...
*_ اليس لهم اطفال ؟؟ الا يخافون ان يجرحونهم برصاصهم ؟؟ لماذا يضربون الاخرين بهده القسوه ؟؟ هل ارتكبوا خطاءا عظيما يستحق مثل هذا العقاب؟؟؟
عندما رأى الحيره التي ارتسمت على محياي ,وشعر بعجزي عن ايجاد الكلمات المناسبه ,لتوضيح هذه الصوره الكريهه التي اصبحت تلتصق بنضال شعبنا ..تنفس الصعداء ..وتابع...
*_ قبل ايام كنت اشاهد التلفزه مع ابي , ورأيتهم حول جثه انسان ,يضربونه بقسوه باياديهم وبأقدامهم , كانوا فرحين مبتهجين , وكان بعضهم يلتقط الصور ..
لماذا ياجدي هم بهذه القسوه والوحشيه ؟؟ لماذا يضربون الجثث؟؟ لماذا يبتهجون لموت انسان ؟؟ الا يتسائلون ان كان له ,هو الاخر اطفالا يشاهدون التلفزه ؟؟هل يقبلون ان يفعل احد بأبائهم ما هم فاعلين بأبأء الاخرين ؟؟؟
كان الغضب الممزوج بالألم , وبنوع من الحقد الاسود ,يتسلل الى صوته العذب الحنون ’’بالعاده’’ , نظر الي من جديد , والدموع تغرق عيناه الجميلتين , وبصوت مبحوح ومتردد ,قال..
*_ جدي , رجائي ان لا تغضب مني ,وان لا تحزن , انا لا اريد ان اكون فلسطينيا مثلهم ..
كان قلبي يعتصر الما , فتحت له ذراعي , وبلحظه, كان جالسا في حضني ,ورأسه الصغير المثقل بهذا الهم الكبير ,التصق بصدري , وسمعته يردد بألم وحسره ..
لا اريد ان اكون فلسطينيا مثلهم ..لا اريد .
يتبع _ الصوره الثانيه
_....

غيتو وارسوا وغيتو غزه ,,ما اشبه اليوم بالامس



خاطره حول إتفاقيه التهدئه كتبتها في 
 8/09/2007

بعد ان بررت انقلابها على السلطه (التي كانت جزؤا منها نتيجه مشاركتها في الانتخابات للمجلس التشريعي),بان ذلك لم يكن الا دفاعا عن النفس امام تأمر (البعض)عليها , وبعد ان كان لها ما تريد بعد (معركه ) حسم عسكريه غريبه ,لم تنكشف كل خفاياها بعد , اظهرت فيها مقدره هائله على التلاعب بالمشاعر الدينيه لبعض (مثقفي) الجوامع المسيسه ,عبر التلاعب بعواطفهم الدينيه القاصره وتسويغ وتشريع الاجرام لهم ,وتحليل سحل جثث الموتى واقامه (الصلوات) على انقاض لايزال يئن تحتها الجرحى ,هاهي حماس اليوم, كما كان متوقعا , تواجه تناقصات الوضع الذي استعجلت خلقه ,حيث انها وجدت نفسها ,(بعد ان اخلت لها السلطه الشرعيه الساحه,متراجعه وعاجزه امام الدم الفلسطيني,وامام تناقضاتها) ,مسؤوله بشكل مباشر عن وضع مليون ونصف انسان ,يعيشون على رقعه صغيره من الارض الفقيره ,محاصريين من كل الجهات من قبل اعداء معلنيين ,و(اصدقاء) غير مرتاحين للوضع الجديد , سجن كبير لايمتلك اي من مقومات الحياه ,ويعتاش على فتات المعونات الخارجيه ,وكامل مفاتيحه في ايدي اعدائه.
وعوضا عن التوقف بعد تبدد غبار المعارك ,واعاده (جند الجوامع المسيسه) الى ثكناتهم , واخلاء كل مقرات السلطه الشرعيه ,والاعلان عن انتهاء المعركه مع (الطرف المتأمر) ,والطلب من السلطه الشرعيه ان تعود لممارسه سلطاتها الطبيعيه ,والاعتراف ب(التجاورات) التي رافقت (المعركه) ,وابداء الاستعداد لتقبل التحقيق بمجريات الاحداث, وتقديم المتهمين بجرائم حرب الى محاكمات شرعيه ,تضمن لهم حقوقهم بالدفاع عن النفس ,وتحمل كل ذو مسؤوليه ,مسؤوليته, بدلا عن كل ذلك , اثبتت قياده حماس , مره اخرى ,لمن كان لا يزال تساوره شكوكا بذلك, انها عاجزه عن قراءه الواقع ,وفهم المعادله الجديده ,عبر اعتبارها نتائج (المعركه) نصر وتحرير ,ومباشرتها استثمار تلك النتائج ,لتثبيت دعائم سلطه جديده في غزه ,احاديه الفكر ,وقمعيه التوجه,وثأريه الاسلوب , وحتى ان العمى السياسي دفع بالبعض من قياداتهم للتوهم بأمكانيه اقامه دويله (اسلاميه)هناك ,وكأن غزه ليست قطعه من ارض تقع في فوهه بركان يرصد حرارته كل صانعي القرار في العالم اكثر من مره في اليوم, وتصرفوا وكأن غزه اصبحت بين ليله وضحاها تتشكل من لون واحد من البشر ,يهللون بحمد (القياده الالهيه الملهمه) الجديده ,ومستعدين لتحمل نتائج مغامرات واحلام واوهام (مثقفي الجوامع المسيسه)
و ما كان مدانا بالامس ,ومبعث قلق واضطرابات واتهامات بالخيانه والتأمر ,اصبح مشروعا اليوم ,وكأن تغيير الممارس, يجعل من ما كان مرفوضا بالامس ,مقبولا ومجببا اليوم ,وهكذا اصبح منع المقاومه من ممارسه حقها الطبيعي في مقارعه العدو واجب مفروض من اجل حمايه مشروع(الدويله) الاسلاميه, واعتقال الناس على خلفيه انتمائهم السياسي واجب من اجل (الحفاظ)على الامن ,واقتحام حرمات البيوت الامنه واختطاف شبابها ,ضروره ,وتهشيم عظام الشباب وتحويل المئات منهم الى معاقيين ,وضرب المصليين الرافضين للصلاه في جوامع التعبئه الحاقده العمياء ,وترهيب المواطنيين ليل نهار ,واعتقال الكوادر الوطنيه المعارضه لمشروع دوله طالبان المسخ,والاعتداء على الاطباء والصحفيين والنقابيين ,كل ذلك اصبح اليوم في نظر قيادات حماس ,ممارسات واجبه ومبرره ,حيث انها تدخل في اطار (الدفاع عن منجزات عمليه التحرير الثانيه) وفي اطار (الدفاع عن سلطه دوله طالبان الجديده).
وهكذا ,ومن اجل (سلطه) وهميه على سجن يعج بنزلائه ,تخلت قيادات حماس عن خطابها الديماغوجي حول التحرير من النهر الى البحر ,وعن لحن الكفاح المسلح الذي كانت تدغدغ فيه مشاعر شعبنا الرازح تحت الاحتلال البغيض, ومن اجل فتاته اسقطت عمدا عن طاوله المحتل ,بذلت قياده حماس كل جهودها وسخرت كل امكانيات الاقناع لديها ,من اجل تحويل نقمه من ساروا في ركابها ,عن العدو الرئيسي لشعبنا ,بأتجاه كل الوطنيين المعارضين لهذه المهزله,والهتهم ب(الدفاع) عن (دويله طالبان) ,بينما انهمكت هي في اللهاث خلف تفاهمات مع (عدو) الامس ,لضمان عدم ازعاجه لها ,عبر ابداء الاستعداد لتقديم كل ما هو مطلوب منها من اجل ذلك.
في غيتو وارسوا ,الذي كان يعج بنزلاءه اليهود ,وكان محاطا بسياجا من كل الجهات ,تعاقد النازيين مع بعض اليهود من نزلاء الغيتو ,ليشكلوا بوليس خاص ,يضمن هدؤ نزلاء الغيتو ,وينظم العلاقات فيما بينهم ,ويقمع هؤلاء منهم الذين يرفضون واقعهم ,كل ذلك بأنتظار ان يأتي دورهم جميعا لدخول افران المحرقه النازيه ,فما هو الفرق اليوم بين الدور الذي قبل قاده حماس بلعبه في المسرحيه الصهيونيه ,وذلك الذي كان يلعبه بوليس غيتو وارسوا اليهودي في المسرحيه النازيه؟؟؟

الأحد، ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٠٨

في حوار حول حزب الله وايران ..

20/07/2008

في غزه العزه...
الحمد لله , كل شئ على مايرام , فليس هناك إلا مليون فلسطيني ونصف يموتون على نار هادئه , ومحاصرين بأسوار شائكه صهيونيه ..
ليس هناك إلا ما يقارب ال212 إنسان فقط , ذهبت ارواحهم الطاهره لمقابله ربها تعالى , ليس قضاءا وقدر , بل لأن العدو الصهيوني يمنع عنهم حبه الأسبرين ....
الحمد لله ,
في الضفه الغربيه , لم يتبق لنا الكثير , فبعد ال13000 الف شقه التي سيتم بنائها في حي رامات شالوموا في ضواحي القدس , سيصبح هناك اكثر من 40 بالمائه من اراضي الضفه الغربيه ممنوعه عن اصحابها ومنهوبه منهم ...
الحمد لله ,
فليس هناك إلا 11700 فلسطيني قابعين في سجون العدو الصهيوني , محرومين من عائلاتهم واطفالهم واحبابهم , وعددهم بإزدياد يوما بعد يوم ...الحمد لله, الجدار يتمدد يوما بعد يوم , وهناك اكثر من 278 الف فلسطيني , معزولين عن شعبهم واهلهم وارضهم واملاكهم ...
الحمد لله , ثم الحمد لله ...
نحن بخير ..
ولم يبق لنا من الأعداء إلا حزب الله , وحماس, وايران , وسوريا , والشيعه والمجوس ,وبعضا من اهل السنه التائهون , وكل الآخرين ....
الحمد لله , ثم الحمد لله ...
حصرنا انفسنا بأضيق الدوائر ...
ووضعنا الجميع خارجها , حتى هؤلاء الذين يقولون انهم اصدقائنا ...
كيف لا , فنحن النقاء والصفاء ...
نحن ممثلي اهل السنه ...
وحتى اننا اصفاهم وانقاهم ...
نحن الطهاره والعفه ...
نحن الوعي والنظره الصائبه الثاقبه ...
نحن الفهم ...
نحن على الطريق القويم ...
وكل الآخرين الى جهنم وبئس المصير ....
وعاش بن لادنوالملا عمروالقاعدهوطالبان
****
هذه ليست فتح ....
ولا نظره فتح ...
ولا وجهه نظر فتح .....
فإتقوا الله بنا , وبشعبنا ,
ولا تعملوا على توسيع دائره اعدائه , وتضييق دائره اصدقاءه ...
فعدونا هنا ...
امامنا...
يذكرنا كل لحظه بوجوده ...
عبر منع نور الحريه من الوصول الى عيوننا ....
ملاحظه ...
تخوين الناس , ليس من صفاتنا ...