‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوار مع حفيدي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوار مع حفيدي. إظهار كافة الرسائل

السبت، ٢٨ شباط ٢٠٠٩

رساله ابو عمار وكل الشهداء ..


تم كتابتها في 13/09/2007

كنت انظر الى وجهه الجميل الذي ارتسمت عليه مسحه من الطمأنينه والأمان , واتساءل ...يارب ,يا قدير على كل شئ ,متى سيتمكن اطفال شعبنا من النوم مرتاحي البال ,مطمئنين لحاضرهم ,ومتفائلين بمستقبلهم ,ينعمون بالأمن والحريه والسلام ..مثل باقي اطفال هذا العالم ...عندما فتح عينتاه الجميلتان ببطئ وكسل ,نظر لي .وابتسامه عريضه ساحره ترتسم على محياه ,سرعان ما بادلته مثلها ...فبادرني قائلا ...
*_ لقد حلمت حلما رائعا ياجدي ...
انتظر قليلا ,مستمتعا بعلامات الاستفهام المشجعه التي ارتسمت على وجهي ,واستطرد...
*_ لقد رأيت ابو عمار في منامي ..
*_ كم انت محظوظ يا عزيزي .. حدثني عن حلمك , قل لي كل شئ ..
*_ رأيته ياجدي ,كان يحيط به ابو جهاد وابو اياد ,ابو صبري وكمال عدوان وكمال ناصر , ابو الهول وابو علي مصطفي , والشيخ ياسين الذي كان واقفا على قدماه , ومئات الالاف من الشهداء الفلسطينيين والعرب ,رجالا ونساءا واطفالا ..
كانوا جميعا يتقلدون خارطه فلسطين معلقه بسلسله ذهبيه حول اعناقهم , وصوره المسجد الاقصى تزين صدورهم ...
هاله من نور ساطع كانت تشع من محياهم .. كانوا متجمهرين ياجدي في ساحه بلا نهايه , مليئه بأشجار مثمره مثقله بكل ما لذ وطاب من ما خلقه رب العباد ,وما بينها تجري انهار تفيض بكل السوائل التي تتمناها نفس الانسان ,تحيط بها اروع واجمل الزهور , يملاء رحيقها العطر سماء وهواء الساحه ,واطباق من المسك والمن والسلوى متناثره هنا وهناك ما بين الجموع ...
توقف قليلا عن الكلام ,استنشق ملئ رئتيه , وسرح بصره بعيدا وكأنه يتأمل صوره بعيده ,يدقق في تفاصيلها العديده , ليشاركني جلال وروعه ما راه في منامه .. ابتسم ,وتابع ....
*_ كان هناك ياجدي الكثير من معارفك واصدقائك , ومن بينهم تقدم لي شيخ جميل ,ابتسم لي وعانقني بحراره المشتاق , انه جدك ياجدي الذي طالما حدثتني عنه وعن استشهاده دفاعا عن طبريا ...حملني بين ذراعيه وقدمني بفخر واعتزاز الى رفاقه واخوانه واخواته ...
تنهد , ابتلع ريقه , ابتسم بفخر ..وتابع ..
*_ لقد حدثوني طويلا عن عشقهم لفلسطين ,ولابنائها ..وايمانهم بالحق والعداله , وحبهم للسلام والحريه ...
فلسطين يا جدي ,بالنسبه لهم ,هي الحق والعداله , وهم قانعون بحتميه انتصار ما تمثله من قيم عليا ..واما الظلم والباطل فهو الى زوال مهما كانت شراسه اسلحته ..
حدثوني يا جدي عن اهميه العقل والصبر والمثابره والايمان في هذه الحرب الطويله ,ذات النتيجه الحتميه , واوصوني ان لا اسلم مفاتيح عقلي لأحد , فهو ملكي ,ومرشدي ,ودليلي للطريق السليم ..
اوصوني يا جدي, ان لا اتبع ابدا ...
* .. من لا تشير بوصلته الى فلسطين وقلبها النابض ,القدس الشريف.
* ..من يقتل فلسطينيا ,او يهين طفلا من ابناء شعبهم ,او يدعوا الى ذلك .
* .. من يسئ الى فلسطين ,قضيه وشعبا ومثلا عليا ,لانه يسئ الى الحق والعدل ,وينصر, بذلك ,الظلم والباطل والعدوان , ومصيره واتباعه الى جهنم ,وبأس المصير .
* ..من يحالف اعدائنا بكلماته وافعاله وتصرفاته , لأنه ليس عل الصراط المستقيم .
كانت الكلمات تخرج من بين شفاهه الرقيقه , بقوه وعزم واصرار , تتدافع محمله بحراره الايمان .. وعلا صوته وهو يقول , وكأنه يردد كلمات حملها من اعماق حلمه ....
*_’’كونوا رحماء في ما بينكم ,ومعتدلين في اختلافاتكم , ولا تتركوا الاعداء والجهلاء والمنتفعين يفرقون بينكم .. وحدتكم حول الحق والعدل المتملثه في توجهكم لفلسطين وقدس الاقداس ,هي سر انتصاركم ..وصراعكم الدموي هو مقتل قضيتكم وبدايه اندثاركم .. لا تفرحوا لموت واحد منكم فهو خساره لكم ’’
ارتفع صوته من جديد , وتابع كالغائب عن الوعي الذي يردد كلمات ليست له ...
*_’’ انتم شعب المؤمنين ,الصابرين الصامدين , على العهد مثابرين , وحول الحق والعدل يجب ان تبقوامجتمعين موحدين , والى قدس الاقداس متوجهين ..
لا تخذلونا ,نحن شهدائكم , فنحن هنا في الجنه ,لكم متابعين ,ولاعمالكم مراقبين , ولافضل افاضلكم منتتظرين ’’
صمت للحظات ,احسست بها دهرا طويلا .. استعاد رتابه تنفسه من جديد , ابتسم وبريق امل وسعاده وهناء يلمع في عيونه .. وقال ..
*_ اه يا جدي لو تعلم مدى فخري بالأنتماء لهذا الشعب العظيم ,شعب هؤلاء الشهداء الطييبين .. نعم يا جدي الحبيب .. انا فخور بفلسطينيتي
.

إطمئن يا عزيزي ..لن تكون ابدا مثلهم ,,لن تكون


تم كتابتها في 12/09/2007

ضممت رأسه الصغير الى صدري, وكانت اصابعي تداعب شعره الاسود الكثيف , وهمست في اذنه ....
*_ابكي يا أميري الصغير , لاحرج في ذالك , بالعكس فهذا دليل انسانيتك ومشاعرك النبيله ..اريدك دوما انسانا يشعر بالألم والحزن والغضب امام كل ظلم وكل ظالم , ولكن يا اميري احذرك من ان تترك للحقد منفذا الى قلبك , فهو اول قاتل للأنسانيه في نفوسنا , ويدفعنا الى التهور وظلم الأبريأء.
توقف عن البكاء ,وبذل جهدا واضحا لمحاوله اعاده الرتابه الى تنفسه , ونظر الي بعينين محمرتيين ,وكأنه يتوسلني لاتمام الحديث , فأستطردت...
*_منذ قبل وان ترى عيناك الجميلتين النور يأميري الصغير ,وحتى قبل ولاده اباك , كان الاوائل منا قد صمموا على ان ينزعوا الاشواك بأياديهم العاريه من طريقكم ,وان يفرشوا لكم الأرض بالزهور ,وان يبنوا لكم مستقبلا زاهرا ,في دوله فلسطينيه مستقله ,تنعمون فيها بمذاق الحريه الطيب , وتعيشون فيها بكبرياء ,فخورين بماضيكم ,ومطمئنين لمستقبلكم .. ومن اجل تحقيق ذلك , التقى هؤلاء الخيريين منا ,وشكلوا اطارا لهم ولمن يرغب من ابناء شعبنا ,اسموه ’’فتح ’’ , لينظم عمل الجميع في ورشه البناء الضخمه هذه ...
بانت علامات التشوق لسماع المزيد على محياه ,وبدأت بشرته الناعمه تسترجع لونها الطبيعي...
*_ نعم يا ايها الغالي , لقد كنتم دوما دافعنا للعطاء , وحتى قبل ان ترى عيونكم النور كنا نفكر فيكم وفي مستقبلكم .. ف’’فتح’’ هذه ياحبيبي ,هي اداتنا لصنع مستقبل حر مزدهر لكم ..
بانت بعض علامات الرضى على ملامحه , ولكن ...
*_ ولكن ياجدي , من هم هؤلاء الذين رأيتهم على شاشات التلفزيون ؟؟؟ اليسوا منكم ؟؟؟ لماذا ,عوضا عن يفرشوا الارض بالزهور لأطفال فلسطين , اغرقوها بدماء الفلسطينيين؟؟؟
قبلت جبينه ,لاشعره بمدى الرضى عنه, والفخر به, الذي يملأ قلبي وعقلي ...
*_هؤلاء الذين شاهدتهم ,كانوا بشرا مثلي ومثلك ,يا عزيزي , كانوا يأملون ويتأملون , كانوا يمتلكون احاسيس , وكانت قلوبهم تفوض مثلنا جميعا بمحبه اطفالهم وشعبهم , ولكنهم رهنوا في احد الأيام عقولهم وقلوبهم ,لمجموعه من قصيري النظر ,عميان البصر والبصيره , الذين اوهموهم بأنهم يمتلكون حلولا سحريه لمشاكلهم ,يستوحونها من الله تعالى , وانهم يمتلكون مفاتيح الجنه والنار ,ممثله بصكوك غفران يهبوها لمن يتفانى في خدمه مصالحهم ..
لقد استغل هؤلاء يا بني ,بيوت الله ,فحولوها الى مدارس حقد اعمى ,والى مغاسل لادمغه الناس , ليكتبوا فيها ما يريدون ,وليحولوا البشر الى ادوات طيعه في اياديهم ,تخدم مصالحهم دون تفكير بفظاعه ما تؤتى به اياديهم ..
تصور يا حبيبي , انهم جعلوهم يؤمنون بأن قتل البريئ ,وسحل الجثث ,وترويع المواطنيين,وضرب الأطفال بهراواتهم الغليظه ,وتعذيب الناس ,واختطاف الأبناء من احضان امهاتهم , والأباء من ابنائهم , كل ذلك هو في ’’خدمه الوطن’’ .
*_لماذا يا جدي ,يزرعون مثل هذه الأفكار في رؤوس من يتبعهم ؟؟ لماذا يحولونهم من بشر ذوي احاسيس ومشاعر الى الات قتل عمياء بلا فكر ولا ضمير او وازع خلقي او انساني؟؟
*_ هؤلاء يا اميري ,لا تهمهم فلسطين وشعبها الا بمقدار ما يمكن ان تجلب لهم من غطاء اخلاقي ناتج عن عداله قضيه فلسطين ,وصفاء ونقاوه ابنائها الطيبيين .. هؤلاء يا حفيدي الغالي ,يستغلون قضيه فلسطين وشعب فلسطين لخدمه احلام واوهام لا علاقه لها بالقضيه الفلسطينيه ,ولا بعذابات والام وامال شعب فلسطين .. انهم يحلمون بأمبراطوريه متراميه الاطراف تضم في حدودها العالم اجمع ,ويكون كل مواطنيها الات اوتوماتيكيه مسخره لخدمتهم وخدمه مصالحهم , لانهم يعتقدون انهم مكلفين من رب العباد تعالى بالتحكم بعباده ,والتقرير بدلا عنهم في كل ما هو صالح او طالح ..
*_ ولكن يا جدي ,لو اراد رب العباد تعالى ان نسير بلا تفكير خلف احد ,لما وهبنا عقلا لنفكر به , ونختار الطريق الانسب لنا ...
*_ صدقت ,ايها الغالي , فرب العباد تعالى وهبنا المقدره على التفكير ,لنكتشف بأنفسنا طريقنا , ولنبتعد قدر الامكان عن كل من يحاول ان ينتزع هذه الهبه الألهيه منا ,ويحولنا الى الات سفاكه لدماء اهلنا وشعبنا ..
لانك تستعمل عقلك ,هذه الثروه التي وهبك اياها رب العباد , لن تكون ابدا مثلهم يا اميري الصغير , ابدا لن تكون ...
اراح راسه الجميل على صدري , واغمض عيناه الجميلتان ,وبعد دقائق قليله ,استسلم لنوم عميق , مرتاح البال والنفس ,لانني لست منهم ,ولانه لن يكون ابدا مثلهم ..
فهل هناك داع اكثر من ذلك للأطمئنان ,وراحه النفس والبال ؟؟؟
يتيع _الصوره الثالثه
_

جدي,,لا اريد ان اكون فلسطينيا ,,مثلهم


تم كتابتها في 9/9/2007


...الصوره الاولى...
اعتاد ,وبمجرد ان يدخل بيتنا ,ان يندفع باتجاه البلكونه ,وهو يناديني بصوته الحنون ’’جدي ..جدي ..انا هنا ’’ ,يركض الى حيث يجدني بالعاده ,جالسا خلف جهاز الكمبيوتر المحمول ,بين العديد من النباتات والزهور التي زرعتها على اطراف بلكونه البيت ,يقبلني ويتلقى قبلاتي الحاره بسعاده ظاهره ,ويعتلي الكرسي المقابل لي ,ينظر لي ,او يتأمل النرجيله التي تقرقع بجانبي , واذا ما تأخرت قليلا في انهاء ما كنت قد بدأته ,واقفال الكمبيوتر ,يتأفف بصوت مسموع ,ليعبر لي عن الحاح ’’القضايا الهامه’’ التي ينتظر التحدث معي بها.
اليوم ,وعلى غير عادته ,جلس صامتا ,وعندما اغلقت الجهاز امامي , ونظرت الى عيونه الساحره السوداء ,لمحت فيها حزن دفين , وحيره وارتباك ..
رفع رأسه الصغير ,ونظر الي , وقال ..
*_يا جدي , هل انت رجل بوليس ؟؟؟
فاجأني سؤاله الغريب ..
*_ما الذي يجعلك تعتقد ذلك ,يا صغيري العزيز؟؟؟
*_لقد شاهدت اليوم ,مع والدي ,نشره الأخبار .. كان هناك العشرات من ’’رجال البوليس’’ الفلسطينيين ,بعضهم يطلق النار بجنون ,واخرين يضربون الناس بهراواتهم الطويله ,بما فيهم صغار السن , لماذا يفعلون ذلك يا جدي ؟؟ لا اريد ان تكون منهم ..
*_ لا ,يا ابني الحبيب ,لست ولن اكون ابدا منهم , فأنا اخاف ان اطلقت يوما النار ,او ان استعملت هراوه ,ان اسبب الاذى لزهره جميله مثلك ,انتم اغلى ما نملك ,وعلينا ان نحميكم بصدورنا من الظالمين ,اي كانوا ,كيف لا وانتم المستقبل والامل..
*_ولكنهم فلسطينيون مثلك ياجدي ..
صمت قليلا ,وتنهد بألم ملحوظ ,وتابع بصوت حزين ممزوج ببعض الغضب المكبوت...
*_ اليس لهم اطفال ؟؟ الا يخافون ان يجرحونهم برصاصهم ؟؟ لماذا يضربون الاخرين بهده القسوه ؟؟ هل ارتكبوا خطاءا عظيما يستحق مثل هذا العقاب؟؟؟
عندما رأى الحيره التي ارتسمت على محياي ,وشعر بعجزي عن ايجاد الكلمات المناسبه ,لتوضيح هذه الصوره الكريهه التي اصبحت تلتصق بنضال شعبنا ..تنفس الصعداء ..وتابع...
*_ قبل ايام كنت اشاهد التلفزه مع ابي , ورأيتهم حول جثه انسان ,يضربونه بقسوه باياديهم وبأقدامهم , كانوا فرحين مبتهجين , وكان بعضهم يلتقط الصور ..
لماذا ياجدي هم بهذه القسوه والوحشيه ؟؟ لماذا يضربون الجثث؟؟ لماذا يبتهجون لموت انسان ؟؟ الا يتسائلون ان كان له ,هو الاخر اطفالا يشاهدون التلفزه ؟؟هل يقبلون ان يفعل احد بأبائهم ما هم فاعلين بأبأء الاخرين ؟؟؟
كان الغضب الممزوج بالألم , وبنوع من الحقد الاسود ,يتسلل الى صوته العذب الحنون ’’بالعاده’’ , نظر الي من جديد , والدموع تغرق عيناه الجميلتين , وبصوت مبحوح ومتردد ,قال..
*_ جدي , رجائي ان لا تغضب مني ,وان لا تحزن , انا لا اريد ان اكون فلسطينيا مثلهم ..
كان قلبي يعتصر الما , فتحت له ذراعي , وبلحظه, كان جالسا في حضني ,ورأسه الصغير المثقل بهذا الهم الكبير ,التصق بصدري , وسمعته يردد بألم وحسره ..
لا اريد ان اكون فلسطينيا مثلهم ..لا اريد .
يتبع _ الصوره الثانيه
_....