‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر عابره. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر عابره. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، ٢٣ شباط ٢٠١١

من اعطى القرضاوي حق الحياه والموت على خلق الله ؟؟


الشيخ القرضاوي الخارج لتوه من تحت عباءه امير قطر الذي يستثمر الأموال القطريه في المُستعمرات الصهيونيه , يُفتي بحلال قتل القذافي ..
والله عآل ..!!
من اعطى مفتي شاشات تلفزه الجزيره حق الحياه او الموت على خلق الله ؟؟
ومن اي مصدر يستمد هذا الشيخ , هذا الحق ؟؟
الآ يكمن هنا الفرق الحقيقي بين نظام الحريات الديمقراطيه الذي تطالب به الشعوب العربيه والذي يعلي شأن القانون بحق الجميع ويتيح لهم محاكمه عادله مهما إقترفوا من جرائم , وبين النظام الديني الذي يدعوا اليه الشيخ القرضاوي والذي يعطيه وأمثاله من الشيوخ حق الحياه والموت على الناس , ما الفرق إذا بينه وبين القذافي وامثاله من الحكام الذين يتحكمون بحياه او موت مواطنينهم حسب مصالحهم وتعريفاتهم الخاصه بمن يستحق جنتهم او نارهم ؟؟
هذه التصريحات أتت بعد ان قام الشيخ القرضاوي عبر حراسه بمنع الشاب وائل غنيم من إعتلاء منصه الإحتفال بإنتصار الإنتفاضه المصريه على حسني مبارك , وكان في ذلك مؤشراً آخر على معاني الديمقراطيه بالنسبه للشيخ وصحبه , فهو الذي كان يعيش في نعيم أمير قطر , يعتبر نفسه احق بمخاطبه الجماهير من ذلك الشاب الذي كان له شرف إطلاق شراره الإنتفاضه , اليس في ذلك ادل الإشارات لمحاوله واضحه للتسلق على ظهر الثوره وسرقتها من من قاموا بها ..
العرب ليسوا بحاجه لخميني جديد يحول بلادهم الى جمهوريه قمع ظلاميه كتلك التي نراها اليوم تفرض اللون الواحد والرأي الأوحد على إيران وشعبها بالحديد والنار , بل هم يدعون الى إطلاق الحريات في إطار دول ديمقراطيه تحترم القانون والتعدديه السياسيه والتبادل السلمي للسلطات , فذلك هو الطريق الوحيد للحفاظ على الكرامه المستعاده ولتجنيب الأقطار العربيه ويلات مجازر مثل تلك التي نشهدها اليوم في ليبيا على يد ذلك المعتوه الذي يعتقد إستمداد شرعيه وهميه من مصدر آخر غير الشعب الليبي والذي هو مصدر الشرعيه الحقيقي والوحيد في ليبيا ..
كفى بالله عليك ياشيخ ما نحن به مصائب
عد الى حضن الطفله التي أفتيت بحلال الزواج بها وانت بعمر جدها ..
وأترك الشعب الليبي يقرر مصير السفاح
فهو لم يحتاج لفتاويك للثوره ضده
ولن يحتاجها ليحدد كيفيه التعامل معه

الأربعاء، ١٦ شباط ٢٠١١

العربي لم يكتشف حتى الان أنه , هو أيضاً , إنسان

من لم يذق ابدا طعم الحريه , يصعب عليه تخيل قيمتها
ومن لا يعرف قيمه الحريه , يصعب عليه التضحيه من اجلها ..

***

شباب عالمنا العربي عاشوا , ولا يزال الكثير منهم يعيشون مفارقه عجيبه غريبه لم يُكتَب في الماضي الآ لقله من البشر أن يعيشوها , فهم إمتلكوا بين ايديهم وفي بيوتهم كل ادوات الإنفتاح على العالم والتي أنارت عقولهم ومخيلاتهم بنور الحريه التي يتمتع بها غيرهم من شعوب الأرض , وبقيت اجسادهم أسيره عالمهم المصنوع من الجدران ..

فكيف بالنور والظلام , الحلم والواقع , الحق والظلم , الجمال والقباحه , في نفس المكان والزمان , وفي العقل والقلب , يتعايشان ....

***

العبد كان يتألم لأنه خُلِق عبداً , ويتمنى لو أن الله خلقه من جنس ولون الأسياد , ولكنه كان يعتبر أن معاناته ’’طبيعيه’’ لأن ’’مشيئه الله’’ خلقته عبداً وخلقتهم ’’أسياد’’ ..
فهذه هي ’’الثقافه المحدوده’’ التي سمحوا له بالتعرف عليها حتى يبقوا أسياد ..

المرأه كانت تتمنى لو ان الله خلقها غيرها لتستطيع ان تنعم , مثل الرجل , بحقها كأنسان , ولكنها كانت ’’ راضيه’’ عن واقعها , وتعتبر معاناتها ’’طبيعيه’’ وناجمه عن كونها خُلقت إمرأه , ’’ناقصه’’ , ومن ’’الجنس الضعيف’’ ..
فهذه هي ’’الثقافه المحدوده ’’ التي شبّعوها بها حتى يبقوا أسياد ..

والعربي البسيط كان يتمنى لو ان الله خلقه في النعيم ليستطيع التمتع بحريته كمن يلمحهم من حاشيه السلطان ..
ولكنهم جعلوه ’’قنوعا’’ بواقعه , بعد ان غرسوا في عقله بانه ليس إلا ’’عربي ’’ , وأن العربي مُطيع لولي الأمر , أمام ’’عظمته ’’ ينحني
اما ’’ الحريه ’’ فهي ’’غربيه غريبه ’’ لم تُخلق له ,
ف ’’حريه ’’ العربي يجب ان تبقى محدوده بالسقف الذي حدده له ولها ’’السلطان ’’ ..

***

العبد إكتشف يوما ان قيمه الإنسان لاتعتمد على لونه ..

والمرأه إكتشفت يوما أن قيمه الإنسان لا تعتمد على جنسه ..
اما العربي فهو حتى الان لم يكتشف , أنه , هو أيضاً , إنسان ..

الأحد، ١ آذار ٢٠٠٩

كل عام وانتم يخير ؟؟




تم كتابه هذه الخاطره في 20/12/2007

عشره محاولات مختلفه لكتابه ’’تهاني بحلول العيد ’’ ..
وبعد كل محاوله .. احذفها , لأنها لا تعبر عن المشاعر التي تعتمل في نفسي ,في هذا اليوم ,الذي من المفترض ان يكون ’’سعيدا ’’...
كل عام وانتم بخير ..
حذفتها بعد ان تذكرت شهداء الأمس الإثنى عشر ,أو اكثر ,أو اقل , فمن كثره اعداد شبابنا وأطفالنا الذين يتساقطون يوميا , أصبحت الذاكره عاجزه عن التعداد ..وتذكرت ابنائهم واطفالهم وأراملهم وامهاتهم وابوائهم , وكل من كان حولهم ,وينظر اليهم نظره الأمل بمستقبل حر ومستقل ..
كل عام وانتم بخير ..
حذفتها بعد ان تذكرت أن ذلك المتعطش للدماء..الذي شارك في أغتيال القاده الثلاث في فردان , والذي اطلق العنان لمشاعره الحيوانيه ضد رفاي الشهيده دلال المغربي , والذي يتفاخر بالمشاركه في إغتيال امير الشهداء ,ابو جهاد , وبعد ان جمع كل صوره التذكاريه التي يتبادل فيها الأبتسامات الحاره مع كل قيادات المنطقه من عرب وفلسطينيين , يعلن اليوم ,’’يوم العيد السعيد ’’ ,انه يتمنى أن يستمر الجيش الأسرائيلي في عمليات قتل الفلسطينيين , يقولها وكأنه يتحدث عن شطحه صيد ممتعه يتمنى لها ان تدوم الى الأبد ..
كل عام وانتم بخير ..
القيت بها الى سله المهملات بعد ان تذكرت ان الطفله روان نصار اصبحت اليوم الشهيده رقم ثلاثه وأربعين على لائحه النوع الجديد من الشهداء ,شهداء الحظر الطبي , الذين يلتحقون بقوافل من سبقهم من شهداء ,نتيجه منع إسرائيل لهم من الخروج بحثا عن علاج طبي غير متوفر لهم في غزه ’’المحرره مرتين’’ ..
كل عام وانتم بخير ..
شطبتها بعد ان تذكرت انه رغم ألاف جرائم الحرب التي إرتكبها ويرتكبها الصهاينه يوميا ضد شعبنا في الوطن المحتل , والتي لو إرتكبها غيرهم بحق اي شعب في أرض الله الواسعه , لقامت الدنيا ولم تقعد , ولتم تقديم مرتكبيها الى محاكم الجزاء الدولي , تذكرت انه من اصل 1590 ملف تحقيق في جرائم ,لم تجد الشرطه الإسرائيليه الا 118 حاله ’’تستحق’’ ان يقدم بها لوائح إتهام , مما يعني انها ستصفي في النهايه على خمسه او سته حالات , وسيدان فيها أحدهم ,ويعاقب بالتوبيخ , أو بقرش رمزي ,كالظابط الإسرائيلي الذي قتل السته وخمسين فلسطينيا في مجزره كفر قاسم ..
كل عام وانتم بخير ..
مزقتها بعد ان تذكرت أنه تم اليوم الكشف عن مخطط لبناء عشره آلاف وحده سكنيه جديده ,في حي استيطاني جديد ,في منطقه القدس ,بالقرب من حاجز قلنديا ..
كل عام وانتم بخير ..
مسحتها عن الشاشه بعد ان تذكرت انه تم اليوم الكشف عن مخطط جديد سيؤدي في نهايته الى تهجير سته ألاف فلسطيني من منطقه النقب , وسيحول قراهم ’’الغير معترف بها ’’ ,الى خرائب جديده , أو حظائر لإيواء حيوانات يهود بئر السبع ..
كل عام وانتم بخير ..
إختفت تحت بصقاتي عندما تذكرت ان ’’رئيس وزرائنا ’’ المقال , هنيه ,لا يرى مشكله لدى حماس بالتفاوض مع إسرائيل ..
كل عام وانتم بخير ..
إختفت لوحدها عن الشاشه بعد ان تذكرت ان مجرم الحرب موفاز , يرد على هنيه بأنه لا يستبعد التفاوض مع حماس ..
كل عام وانتم بخير ..
مسحتها بحيره بعد ان تذكرت ان الأخ ابو مازن يؤكد تصميم القياده الفلسطينيه على الوصول الى السلام العادل والدائم خلال العام 2008 .
كل عام وانتم بخير ..
تلاشت من أمامي بعد ان تذكرت ان الدول المانحه وعدتنا بمطر من الدولارات , يتعدى ما طلبناه , وسيبلغ 7,4 مليار دولار ..
فكل عام وانتم بخير ..
كل عام وانتم بخير ..
بخير .
بخير .

السلام ..ياسلام !!





تم كتابه هذه الخاطره في 8/12/2007

هل تذكرون ذاك اللحن العذب الذي كانت تعزفه جوقه العربان العاربه , تهليلا لكل الفوائد الإقتصاديه الضخمه ,التي ستعود بالخير مثقلا بالمن والسلوى على المنطقه العربيه ,وعلى شعوبها المسكينه التي تحمل على اكتافها ,إضافه لهمومها الأخرى الكثيره ,هم الفقر والعوز والبطاله وغلاء المعيشه؟؟؟
هل تذكرون اطلاله هؤلاء علينا عبر الصحف والمجلات والتلفزيونات ,بإبتسماتهم العريضه ,الكاشفه للعابهم الذي كان يقطر من أنيابهم ,وهم يعلنون بفخر المنتصر ,التوقيع على اتفاقيه (الكويز) التي تتعهد بموجبها الولايات المتحده الأمريكيه , بإلغاء الرسوم الجمركيه عن كل منتجات المناطق الصناعيه المشتركه (دوله عربيه,اسرائيل,امريكا) ,بشرط ان يكون احد مكونات السلعه المنتجه في تلك المناطق هو من صناعه اسرائيليه ؟؟؟
الا تذكرون ,انهم يومها ,بشروا شعوبنا العربيه ,في الأردن ومصر ,بأن السماء ستمطر عسلا وسمنا وحليب , وأطربوا المعد الخاويه ,وآذان الجائعين من شعوب تلك الدول ,ببشاره النصر على الجوع والتخلف ؟؟؟
منذ تاريخ توقيع اتفاقيه المناطق الصناعيه المؤهله هذه في كانون الأول 2004 ,تم انشاء العديد منها , وفي الأردن ,يوجد منها اليوم ثلاثه عشر منطقه ,موزعه على مناطق مختلفه من أراضي المملكه ...
في ذلك الوقت ,قامت قيامه الكثير من القوى والشخصيات الوطنيه والحقوقيه والجمعيات ,وشنت العديد من الصحف حمله ضد هذه الإتفاقيه , وكان أهم الحجج التي كانت تطفوا على السطح ,في تلك الإنتقادات ,هي ان هذه اتفاقيه تطبيع مع عدو ,تقدم له المساعده المباشره ,عبر استعمال منتجاته في تصنيع بضائع على ارض عربيه ,وتسويقها له في الولايات المتحده بدون ضرائب جمركيه ,كل ذلك قبل ان يوافق هذا العدو على القيام بواجباته الملحه من اجل احلال السلام العادل والدائم ...
وكان رد المؤيدين لهذه الإتفاقيات ,انه ما يجب على الجميع ان يراه في هذه الأتفاقيات ,هو الأعداد الهائله من العاطلين عن العمل ,من الأيادي العامله ,في الدول العربيه المعنيه ,الذين سيجدون ,من خلال تلك الإتفاقيات ,مصدر رزق دائم لهم , وما يعنيه ذلك من مردود اقتصادي هام على شعوب تلك الدول ,وأثر ذلك في تنشيط الحركه الإقتصاديه هناك ...
بالأمس ,نشرت بعض الصحف ,تقريرا ل’’اللجنه القوميه للعمل’’ ,وهي واحده من اكبر جماعات الدفاع عن حقوق العمل الأمريكيه , وجاء في التقرير ,ان شركه ’’فيكتورياز سيكرت’’ للملابس النسائيه الداخليه المثيره , تمتلك خط انتاج لبضائعها في منطقه الحسن الصناعيه الواقعه في محيط مدينه اربد الأردنيه , وتعمل ,ضمن اتفاقيه (الكويز) , تحت اسم ’’مصنع دي كي للملابس الجاهزه’’ ...
في المصنع المذكور يعمل 135 عاملا من بنجلاديش و 15 عاملا آخر من سيريلانكا ..العمال المذكورين تم حرمانهم من أوراق اقامتهم حين ’’استيرادهم’’ للعمل في المناطق الصناعيه المذكوره ,وهم بذلك اصبحوا محتجزين في نطاق هذه المناطق ولا يستطيعون مغادرتها , ويتم تسخيرهم للعمل لمده 14 الى 15 ساعه باليوم ,على طول ايام الأسبوع السبعه , ولهم اجازه يوم واحد كل ثلاثه او اربعه اشهر ,وأما العمل الإضافي فهو اجباري ...كل عامل عليه انتاج قطعه ملابس داخليه كل 3.3 دقائق , يتلقون مقابلها اربعه سنتات ,وتبيعها الشركه بأربعه عشر دولارا للقطعه الواحده ..وكشف التقرير ان العمال الذين يتأخرون عن تحقيق الهدف الإنتاجي هذا يتعرضون للصفع والضرب المبرح , وفي حاله احتجاجهم فهم معرضين لحجب المياه والكهرباء عن اماكن مبيتهم البدائيه المبنيه بجوار المصنع ...يذكر ان ماركه فيكتورياز سيكرت قد باعت في العام الماضي 3.2 مليار دولار من الملابس الداخليه هذه ...
اذا ..هكذا , عوضا عن ان تكون هذه المناطق الصناعيه المشتركه ,مصدر رزق دائم للعاطلين عن العمل في الدول العربيه التي وقعت هذه الإتفاقيه , تحولت الى سجن احتكاري كبير ,يتم فيه تشغيل ’’ايادي عامله مستورده’’ ,ضمن ظروف لا انسانيه ,تشابه الى حد بعيد ’’العبوديه’’ , ويتم فيها ممارسه ابشع انواع الأستغلال ل’’اجانب’’ ,من اجل اشباع جشع اصحاب رؤوس الأموال الأجنبيه ومضاعفه ثرواتهم , كل ذلك في وقت يشكوا فيه المواطن العادي من البطاله المزمنه والفقر والعوز وغلاء المعيشه ..
اذا..هكذا , ومن جديد ,تم شراء ذمم ’’المسؤولين’’ ,عبر القاء بعض الفتات لهم , ليغضوا النظر عن تحويل اراضي الوطن الى ’’مزارع عبوديه’’ خارجه عن نطاق اي قانون انساني أو حقوقي ..
اذا..هكذا , ومن جديد , ’’تقاسمت’’ كل من اسرائيل واصحاب الثروات الأمريكيين ,وبعض ’’القطط السمان’’ , مردود ’’السلام ’’ الأقتصادي , بعد ان أشبعوا شعوبهم بالكلمات المعسوله ,التي لاتسمن ولا تغني عن جوع ..
اليوم ,تطل علينا وجوه تشابه تلك التي احتلت الصفحات الأولى من صحف ومجلات الأردن ومصر , وهم يعيدون على اسماعنا نفس الأسطوانه حول المردود الأقتصادي الهائل المتوقع من ال’’سلام ’’ , حتى ان الكثير من اهلنا وشبابنا رقصوا طربا لل’’مستقبل المشرق’’ القادم غدا ....
هل لنا ان نعتبر ؟؟؟

ما ارخصكم ايها الساده الزعماء !!





تم كتابتها في 07/12/2007

تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيليه اليوم نبأ تراجع آفي ديختر ,وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ,عن زياره كانت معده له لبريطانيا ,للمشاركه في مؤتمر يعقده مركز دراسات بريطاني حول ’’عمليه السلام في الشرق الأوسط’’...
وجاء هذا التراجع عن الزياره خوفا من احتمال وجود امر اعتقال قضائي بحق الوزير في بريطانيا ,بعد الدعوى التي قدمتها عده تنظيمات بريطانيه وفلسطينيه وعربيه حقوقيه ضد ’’وزير الأمن ’’ هذا , على خلفيه دوره في اتخاذ قرار قصف حي سكني في قطاع غزه بقنبله تزن طنا ,عام 2002 لأغتيال الشهيد صلاح شحاده , والتي ذهب ضحيتها ,اضافه اليه ,خمسه عشر فلسطينيا من ضمنهم زوجه الشهيد وثلاثه من ابناءه ...
وأعادت وسائل الإعلام الإسرائيليه التذكير بأن الكثير من كبار ظباط الجيش الأسرائيلي ,ومن ضمنهم موشي يعلون ,رئيس الأركان السابق ,ودان حالوتس ,قائد سلاح الجو السابق , ودورزن الموغ ,قائد المنطقه الجنوبيه السابق , وشاؤول موفاز ,وزير الأمن السابق , يواجهون خطر الإعتقال في بريطانيا ,على خلفيه ارتكابهم جرائم حرب ضد الفلسطينيين خلال الإنتفاضه الفلسطينيه ...
عند قرائتي للنباء ,سرح بي الخيال بعيدا , وتصورت كل هؤلاء ,من المثقفين العرب ,الذين يعلنون ’’مشكورين’’ ليل نهار ,تضامنهم المطلق مع نضال الشعب الفلسطيني العادل , وبعض الساسه العرب ,الذين يتبرعوا بالنصائح ’’الأخويه’’ للشعب الفلسطيني حول طبيعه خوض غمار المعركه مع الصهيونيه , و’’المناضلين الأشاوس’’ في العواصم العربيه ,الذين يألوا جهدا ل’’مساعده’’ الشعب الفلسطيني بإداره أزماته الداخليه ,وآخرين , تصورتهم طوابيرا امام المحاكم العربيه ,لرفع دعوات قضائيه ,معتمده على ملفات موثقه ’’وهي متراميه في ادراج كل منظمات حقوق الإنسان في العالم ’’ ,تدين ,بالإسم والصفه , الأغلبيه من رجال الساسه الإسرائيليون ,الذين يسرحون ويمرحون ليل نهار ,في اغلبيه عواصمنا العربيه ’’طبعا ,لمناقشه السلام ’’ ...
وتسائلت في نفسي , ان كان ,وقتئذ ,بمقدور ملوكنا ورؤسائنا , وساستنا , ان يبسطوا السجاد الإحمر , ويعمروا الولائم ,ويفتحوا ابواب قصورهم ’’لاحظوا ان معظمها تسمى ,قصر الشعب’’ ,لمتهمين بجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني ,الذين يدٌعون التضامن معه ...
وتسائلت , ماذا لو اعتمدنا ,نحن العرب , مقوله ’’الأيادي الملطخه بالدم ’’ , هل سيتبقى هناك الكثير من ’’الساسه’’ الإسرائليين, الذين لا تقطر الدماء الفلسطينيه من اياديهم , ليصافحوا ال’’قاده العرب’’ , وليتبادلوا اطراف الحديث حول اهميه ’’السلام ’’ لشعوب المنطقه ؟؟؟
لقد اصبح من البديهي اليوم , لماذا يحاربون الديمقراطيه ,ودوله المؤسسات ,في عالمنا العربي , ولماذا يدعمون بكل قوه ,تسلط ’’الزعيم والقائد الفذ الملهم ’’ , ويجيشون اجهزتهم الأمنيه والمخابراتيه لحمايه سلطات هؤلاء ’’الأبطال القوميين’’ الذين يتحكموا بكل السلطات ,بما فيها القضائيه, في عواصمنا العربيه ...
ما ارخصك ,ايها الدم الفلسطيني ,في العواصم الشقيقه ...
ما ارخصك ,ايها الدم العربي , في وجدان ’’قادتك ’’...
ما أرخصكم , أيها الساده الزعماء ....

الذاكره ..الذاكره .





تم كتابه هذا الموضوع في 18/09/2007


في هذا الزمن الغريب والعجيب ..
الذي اختلطت فيه الامور , وغاب عن بال البعض منا ,ان عدو الله والانسانيه لا يزال هنا ,قابع على صدورنا ,يحجب عن عيون اطفالنا وهج الحريه ,ويقف كالجدار حائل بينهم وبين مستقبل مشرق سعيد ,يغتصب شعبنا وارضنا كل يوم ,عشرات المرات ,امام عيوننا وعيون ’’امتنا ’’ العربيه والاسلاميه , وامام عالم ’’حقوق الانسان ’’ ,وامام ’’اخوتنا الذين تباهوا فخرا بشق وحده شعبنا وما تبقى لنا من اشلاء الوطن ,ورقصوا طربا لانتصارهم على ابناء نفس مأساتهم ,وشركائهم في العذاب والالام , وشهروا فيه سيوفهم التي اكلها الصداء ,وهراواتهم المستورده ,لتأكل من لحم وجلد ودم ’’شركائهم ’’ في القضيه ...
في هذا الزمن العصيب ..
الذي اختلطت فيه الامور على البعض منا , واصبحنا نسمع ونقراء لهم ما معناه ان عدو الامس (الابدي الدائم), اكثر انسانيه من خصم اليوم (العابر ), واكثر رأفه ..واجاز فيه ’’البعض منا ’’ ان يتعاموا عن الجريمه بحق الانسانيه التي ارتكبت ولا تزال بحقنا (اغتصاب الارض والانسان),ووزعوا ما يشبه صكوك براءه لمن يقف حاجزا امام التحاقنا بركب الانسانيه والبشر ..
في هذا الزمن القاحط ..
زمن العجز والعاجزين ..
زمن اشباه الرجال الذين يتماهون بأسلحتهم التي تطلق الرصاص ’’باتجاه واحد’’ صدور ابناء شعبهم ,في شوارع غزه ,ويهرولون -في مسرحيه مناورات -بكروشهم التي انتفخت بكل الخيرات التي نهبوها من ابناء شعبهم , وجمعوها بأسم قضيته العادله ..
وزمن هؤلاء الاخرين الذين استمتعوا بالمفاوضات المخمليه طويله الامد في الفنادق الفاخره حول اشهى الولائم التي اعتمرت بما لذ وطاب ,واوهمونا انها نضالا مضني ,يستحقون عليه كل ثناء واطراء ,لما يقدمونه خلالها من جهود مضنيات ,وتضحيات ...
في هذا الزمن المقرف ..
الذي التهى فيه جزؤ كبير من شعبنا ب’’معركه تحرير غزه’’ ,والجزؤ الاخر بمعركه الدفاع عن انجازات ’’التحرير الثاني ’’ ,وغاب فيه عن بالنا اننا لا نزال مقيديين الايدي والارجل بسلاسل الاحتلال , وان اتخن شنب فينا لايزال بحاجه لتصريح يقدمه بخشوع وادب ,لجندي محتل ,قدم لتوه هربا من مجاعات اثيوبيا وغاباتها ,ليمارس علينا ساديته وسيادته..
في هذا الزمن الفظيع ..
الذي لا يتوانى فيه البعض عن محاوله اقناع بعض شعبنا بأن مصلحتنا تتطلب تسخير التناقض الرئيسي مع عدو الله والانسانيه ,لمصلحه حسم التناقض الثانوي الاني ..ويحاول فيه البعض الاخر ,اقناع الجزؤ الاخر من شعبنا بضروره ’’الهدنه’’ مع عدونا الازلي ,لتثبيت مواقعه في اماره الظلام ,وفي مواجهه ’’شريكه’’ في النكبه والنكسه وطريق الالام ...
في هذا الزمن الذي سنندم ,يوما ,اننا عشناه ,دون وعي ودون رده فعل مناسبه ,ودون صحوه ضمير ....في هذا الزمن ..
يجب علينا التذكير والتذكر ...
مجازر صبرا وشاتيلا مر عليها ربع قرن , والمجرمين هنا ,امامنا ,نراهم كل يوم ,على الحواجز ,وفي مركباتهم المدرعه , يتمخطرون من تحت شبابيك فنادق وفيلات وبيوت واكواخ البعض منا ,ذاهبين او قادمين من مهمه تصفيه اخ لنا او صديق , يدوسون ببساطيرهم على اعناق الافضلين منا ,الذين اختطفوهم من بيوتهم الامنه امام اطفالهم واهلهم ...
مسلسل العذاب والاسى والالام ,الذي ابتداء يوم قرروا خطف وطننا منا , وتنظيف ارضنا من اثارنا , وطمس تاريخنا , وتعتيم حاضرنا , وتدمير مستقبلنا ...
الذاكره ,الذاكره ...
الشعب الذي لا يمتلك ذاكره , لا تاريخ له ,ولا ماضي ولا حاضر ولن يكون له مستقبل ...
الشعب الذي ’’يهادن’’ عدوه الازلي , و’’يتغاضى’’ عن الظلم والعدوان , و’’يسمح ’’ للمغتصب ان يستمر بالاغتصاب بأمن وامان , قد لا تقوم له قائمه في هذا الزمان ..
الشعب الذي يسمح للمنتفعين والمتسلقين والانتهازيين وللاغبياء ,ان يقودوه و يلهوه في مشاكل ’’انيه مرحليه’’ ويحرفوا بوصلته عن عدوه المغتصب , قد يفنى في اتون هذه المعارك , ولن ينفع بعدها الندم ....
الذاكره ,الذاكره ....
فهي قد تكون الصاعق الذي سيحيي الضمير ....
وتجعل الفلسطيني منا ينحني امام شريكه في الالم والامل ...
وتجعل العقل الفلسطيني يجترح ’’الحلول الخلاقه’’ لظبط الصراع وتقنينه وتجييره لمصلحه تدعيم موقف شعبنا امام عدونا الازلي ...
وتعيدنا الى الصراط المستقيم ..
طريق الحريه والاستقلال ..
والامن وال
امان لشعبنا ..

فهو يستحقها

السبت، ٢٨ شباط ٢٠٠٩

مدونه الطبراني: مسرح الكاراكوز

دعوه عامه لإجتماع جماهيري ..حضوركم هام ..






كتبت هذه الخاطره في 05/09/2007

...1...
كم كانت فرحتي عظيمه ,حينما وجدت في علبه بريدي التي اتفقدها صباح كل يوم ,دعوه من الاخوه لحضور مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني , شعرت ,ان ساعه القيلوله قد انتهت ,وان الاخوه استيقظوا من سباتهم العميق ,وقرروا اخذ زمام الامور بأيديهم لتعبئه اهل البلد ,ليعودوا من جديد لدعم نضال شعبنا العادل ,كما كانوا وكنا نفعل بالماضي القريب (مهرجانات ومحاضرات وحوار وتظاهرات واعتصامات وتجمعات وبرقيات ولقاءات مع مسؤولي الاحزاب والمنظمات النقابيه والسياسيه والدينيه والاجتماعيه والثقافيه والشخصيات السياسيه ) .
كانت غبطتي اكبر عندما قرأت ان مكان عقد الاجتماع هو احدى صالات مؤسسه دوليه عريقه مشهوره بالدفاع عن الثقافه والاداب وعن حقوق الانسان ,مما يعني ان الاخوه لم يبخلوا في جهدهم من اجل تأمين كل فرص النجاح لهذا المهرجان التضامني .
وتوجهت يوم اللقاء المنتظر الى مقر هذه المؤسسه العريقه ,مسرورا بالحدث , ومتشوقا لرؤيه اخوه واصدقاء شغلتنا هموم الدنيا ,وظروف حياتنا العائليه والعمليه ,عن التواصل المستمر , ومتلهفا لسماع الجديد منهم .
عندما لاح بالافق مقر المؤسسه ,لفت نظري يافطه كبيره ,تعتلي باب الصاله الضخمه ,كتب عليها بخط عريض وانيق ,وبلون اخضر غامق ’’من اجل قضيه عادله’’, وما اثار اندهاشي ,هو العدد الكبير من الناس الذين تجمهروا امام الصاله ,والاخرين الذين يسرعون الخطى بالطريق ,مثلي, للالتحاق بمن سبقهم .
رفعت رأسي عاليا ,فخورا ,بهذه التعبئه الناجحه التي قام بها الشباب ,تعبئه مركزه وكافيه لتأمين نجاح باهر لمهرجان لابد وان يترك بالغ الاثر في نفوس كل الحضور , ومن المؤكد انه سيلاقي تجاوبا من الاعلام المحلي الذي لن يستطيع التغاضي عنه ,هذه المره ,كما كان يحدث في السابق تحت وطاءه ضغط المنظمات الصهيونيه الكبيره والمؤثره في هذا البلد الاجنبي.
...2...
بعد ان اقتربت من باب الصاله الفخمه , دققت قليلا في من حولي من عباد الله ,علني اشاهد صديقا او اخا ,نقطع معا ما تبقى من امتار قليله للوصول الى الباب , واثار انتباهي وسروري نوعيه الناس المتوجهه الى الصاله , فأغلبيتهم العظمي ’’اجانب’’ من اهل البلد ,شقر ,بيض, واحتلوا ملابسهم الانيقه ,يسيرون بأدب وانتظام وهدوء , بينما اعتدنا نحن ان يحضر احتفالاتنا بضع عشرات من ابناء العرب المهاجرين في هذا البلد ,وعدد اخر مثلهم من الفلسطينيين الذين كتبت لهم ظروف الحياه ان ’’يستقروا’’ هنا ,اضافه الى عدد صغير من ’’مناضلي’’ احزاب اقصى اليسار.
عندما ولجت الصاله , لفت انتباهي طاوله كبيره لا متناهيه الاطراف,تتصدر الصاله ,وضع عليها بترتيب شبه هندسي ,المئات من الكتب والكراسات والدراسات والوثائق والملصقات الزاهيه الالوان , واعتلاها يافطه اخرى ,جميله ومنمقه الكتابه ,تعلن بشكل قاطع لا يقبل الشك ’’ لهم الحق بحياه حره ,على ارض موطنهم الاصلي’’ ,وفي شمال ويمين الصاله ,يافطتان ,ليستا بأقل جمالا وتنميقا , كتب على احداها ’’ الصمت عن المجازر ,مشاركه بها ’’ وعلى الاخرى ’’ساعدوهم على العيش بسلام وامن وحريه , انهم يستحقونها ’’.
بقيت متجمدا في مكاني انعم برطوبه جو الصاله , وبروائح العطور الفخمه التي تنبعث من الحضور المتجمعين في حلقات صغيره ,يتبادلون اطراف الحديث والابتسامات , ويلتقطون بخفه ورشاقه ,كأسا من العصير او قطعه حلوى ,من على الاطباق التي كان يقدمها لهم شباب وشابات بعمر الزهور ,يسيرون بخفه ورشاقه ,بين الجموع ,ويحملون على اكفهم هاته الاطباق التي امتلأت بما لذ وطاب من عصير فواكه محتلفه ومن الحلويات الشهيه , يقتربون بكل لطف وادب من الجموع ,يقدمون ما حملت اكفافهم ,بكلمه طيبه وابتسامه جميله.
بكل عفويه, انتفشت كالطاووس المعتز بنفسه وبربعه ,وعلا رأسي فخرا , كيف لا وكل هؤلاء الناس اتوا هنا ,بمجموعهم مع نسائهم واطفالهم ,ليتضامنوا مع شعبنا البطل وقضيته العادله , الست فردا من هذا الشعب العظيم ؟؟؟ وبالتالي ,هم هنا ,ايضا, للتضامن ,ولو قليلا ,معي كفرد من شعب يستحق الحياه والحريه والسلام .
تقدمت بخطوات هادئه ,شامخ القامه ,باتجاه طاوله الكتب ,اوزع الابتسامات العريضه, والكلمات اللطيفه والطيبه ,على الناس ,لاعبر لهم عن شكري وتقديري لحضورهم , ولأشاطر اخوتي منظمي الاحتفال الفخر بهذا النجاح المنقطع النظير ,حيث استطاعوا اخيرا ان يستوعبوا كيفيه الوصول الى عقول وقلوب هؤلاء الساده والسيدات ,الذين هم بالتأكيد من المؤثرين بالقرار الرسمي لهذه الدوله الاجنبيه , لما يبدوا على سماهم من جديه ونجاح في مجالاتهم المختلفه.
...3...
قبل وصولي الى طاوله العرض ,سمعت صوتا جهورا وعاليا جدا يناديني بأسمي , وتوقف جميع الحضور عن تبادل اطراف الحديث ,واشرأبت اعناقهم ,ودارت رؤسهم الجميله ,وعيونهم تبحث في انحاء الصاله ,وفيها نظره استنكار وتعجب ,عن ذلك الغليظ ,الذي لم يحترم رهافه سمعهم ,ولا هدؤ محادثاتهم ...ومره ثانيه ,صرخ اخونا المحترم ,يناديني بأعلى صوته ,ويشير لى بكلتا يداه , ورايته اخيرا ,بوجهه الأليف وابتسامته العريضه التي تكتسح محياه , يطل علينا من باب جانبي صغير في احد اطراف الصاله , فأسرعت الخطى ,محرجا ,بأتجاهه , وفي عيوني صفحات من العتاب على هذا الوضع المحرج الذي وضعني به,حيث اصبحت الان محط انظار الجميع , وكأنني سبب ازعاجهم الرئيسي .
عندما وصلت الى صديقي العزيز ,بعد لحظات طالت دهرا ,تلقفني بالاحضان ,واخذ يمناي بيسراه ,وهو يقول ,من هنا طريق اجتماعنا ,لقد حجزنا الصاله السفلى الصغيره ,فهي اقل كلفه ,وتكفي .
تبعته كالشبح ,فلم اكن قد استوعبت بعد ,ما قاله وردده اكثر من مره , وهرولنا الدرجات القليله التي تفصلنا عن الصاله الصغرى ,وبدقائق معدودات ,وجدت نفسي في محيطي الطبيعي ,بين عشرات من اصدقائي الفلسطينيين ,ومعارفي من العرب ,وبعض الوجوه الاليفه من ابناء اقصى يسار البلد ,وكنت اسمع الاصدقاء يرحبون بي ببشاشتهم المعتاده ,ولكن عقلي وقلبي كانا لا يزالا مجمدان ,تحت وطأه الصدمه.
جلست في زاويه من زوايا الصاله ,على احد الكراسي العديده التي لم تجد من يجلس عليها ,استمع لخطبه رنانه ,كان يلقيها احد الاخوه ,وكنت لا ازال انتفض ,وعرقي الغزير يتصبب من كل مسامات جسدي ,يغرق ملابسي ,كدوش من الماء البارد ...
ومن جديد ,وبكل عفويه ,وجدت نفسي اتسلق الدرجات الصغيره التي تفصلنا عن الصاله الكبيره ,وكلي عزم واصرار وتصميم على ان اقابل احد منظمي الاجتماع الحاشد هناك , عله يشرح لي ما هيه قضيتهم التي يدافعون عنها ,فلا بد وان تكون اعدل من قضيتنا لتجمع هذا العدد من شخصيات البلد ,و لأتوسله ,ليعلمني كيفيه الوصول الى عقول وضمائر كل هؤلاء.
وبعد ان شقيت باب الصاله ,توجهت بخطى ثابته الى طاوله العرض, وحال وصولي لها لفت انتباهي عريضه طويله ,مهرت بعدد لامتناهي من التواقيع لاسماء لامعه من كتاب وادباء وصحفيين مشهورين ,ومن اعضاء برلمان, وشخصيات مؤثره بالقرار,اضافه لتواقيع عدد من سفراء دول معتمدين في هذا البلد ,بعضهم يمثلون دولا عربيه .
...4...
ادرت نظري , فتسمرت عيناي امام ملصق كبير زاهي الالوان ,يمثل صوره ساحره لغابه كثيفه ,يستظل تحت اشجارها الشاهقه والضخمه ,مجموعات كبيره من القرده ,تجمعت بحلقات صغيره ,تنظر الى عدسه الكاميرا بعيون مستجديه حزينه ,وكتب على الملصق بخط خمري عريض ’’ لندافع عن حقوق قرده افريقيا الاستوائيه’’ .
لم الحظ الدموع التي نفرت من عيوني ,وانهمرت على وجهي الشاحب الحزين , وانا ادقق النظر بعناويين كل الكتب والدراسات التي تغطي الطاوله اللامتناهيه الاطراف ,حيث كانت جميعها تتحدث عن حقوق هذه القرود ,وضرورات حمايتهم والدفاع عنهم ,لينعموا بالحريه والامن والسلام على ارض موطنهم الاصلي ,المهدده من قبل الحضاره الزاحفه التي تحرمهم شيئا فشيئا من حقوقهم الطبيعيه والمشروعه بالعيش بأمان في محيطهم الطبيعي.
طأطأت الرأس ,وانحنى ظهري , تحت ثقل الافكار المتضاربه التي بدأت تسبب لي صداعا اليم , وجررت قدماي المثقله ,وتسللت كالمنبوذ الى خارج الصاله الكبيره ,نزلت الدرجات التي اصبحت لا متناهيه ,ودخلت كالشبح الى صاله مهرجاننا ’’الحاشد’’ ,والقيت بنفسي على نفس الكرسي الذي كان لا يزال بأنتظاري , ووضعت رأسي المثقل بين راحه يداي ,وكان صدى خطبه اخانا الملتهبه لا يزال يرنرن في انحاء الصاله , وكان محتواها يتمحور حول ضرورات التعبئه الشامله لاستئصال الخونه والمنشقيين والانهزاميين والتكفيريين ,وكل الاخرين , وتتحدث عن النقاء الثوري والخط السياسي السليم .
الهي عونك ورضاك ...
اهدنا لما فيه خير شعبنا ..
فهو ايضا ....
يستحق الحياه والحريه والامن والسلام ...
انك على كل شئ قدير.

مسرح الكاراكوز






كتبت هذه الخاطره في 1/09/2007

في مدينتي الجميله التي حط بي فيها الرحال ,بعد طول هيام في ارض الله الواسعه,حيث نصبت ,هناك, خيمتي المؤقته الدائمه , في هذه المدينه ,هناك حديقه كبيره ,زرع فيها مؤسسيها ,شجره من كل انواع الشجر التي خلقها رب العباد , يزورها يوميا المئات من البشر مع اطفالهم ,ورغم اختلاف لون بشرتهم ,ومظاهرهم الخارجيه,ومعتقداتهم الدينيه والفكريه والعقائديه والسياسيه ,يتعايشون معا فيها ,يتمخطرون في اروقتها وطرقاتها ما بين الاشجار المختلفه ,واحيانا كثيره يحييون بعضهم بكلمه طيبه ,او بابتسامه خفيفه ,بأدب واحترام ولياثه اخلاق , وعلى عشبها الاخضر الكثيف ,يتمدد الشباب والشابات ,يتبادلون اطراف الحديث ,ويتسامرون فرحين بحريتهم ,وهناء معيشتهم.
في هذه الحديقه ,هناك مسرح دمى ,اتخذ من وسطها مقرا له , وفي ساعات ما بعد الظهر ,عندما تخف لسعات الشمس الحارفه ,وتحمي ظلال الاشجار ,الناس ,من ما تبفى منها ,وتضفي النسمات الخفيفه شعورا بالارتياح ,يتجمع الاطفال امام طاقه مسرح الكاراكوز هذا ,وينتظرون بشوق واضطراب ,ان تنشق ستائر المسرح , ليتابعون فصلا جديدا ,من مسرحيتهم الشيقه , وما طراء عليها من جديد ,و بخوف ممزوج بالامل والرغبه العارمه ,لمعرفه النهايه ,سعيده كانت ام حزينه, يجلسون صامتين .
في احد هذه الايام , وقفت خلف ربعي , ورغم تطورات المسرحيه الشيقه , ومفاجأتها الكثيره ,كانت عيوني مشدوده الى وجوه اطفالي ,اراقب عليها كل التفاصيل الصغيره التي تدل على تتابع مشاعرهم المختلفه ,نتيجه لمفاجأت المسرحيه ,وتتابع احداثها المثيره...
وتساءلت اكثر من مره ...
هل ,ياترى, يبصرون بعيونهم الساحره الجميله , كل الخيوط الدقيقه ,التي تربط ابطال مسرحيتهم الشيقه, بأصابع هؤلاء المختفين خلف الستائر , والذين يحركون هذه الدمى ,بناءا على رفباتهم واهوائهم ,وصولا الى اهدافهم المرجوه من دور كل دميه في المسرحيه ؟؟؟
هل هم واعيين ,الى ان هذه الدمى ,لاحياه فيها ولا اراده لها , الا من خلال من يحركها؟؟؟
هل تراهم يعلمون ,انها صنعت فقط من اجل تأديه الدور المحدد لها ,والمنوط بها في المسرحيه؟؟؟
وتساءلت ايضا.....
هل عقولهم الصغيره النقيه, ستتلقف ما ترى وتسمع ,كانه حقائق ثابته؟؟؟
ام انهم ,ببساطه وشفافيه وبراءه تفكير الطفوله , سيقارنون بين ما يرون , وما يعلمون , من اجل غربله الامور ,واستيعاب الصوره؟؟؟
هل يمتلكون ما فيه الكفايه ,من استقلاليه التفكير ,والمعلومات الصافيه ,لامتلاك نظره نفديه للمسرحيه وتعاليمها ,التي قد تتناقض مع بعض المفاهيم الاصيله التي اتمنى غرسها في عمق ضميرهم وفكرهم؟؟؟
كم هي طويله الطريق , حتى يكتشفوا ان كل شئ له ثمن , وهدف , وان عليهم وبمقدرتهم الاختيار في حياتهم بين ان يكونوا مثل دمى مسرح الكاراكاز هذا ,تحركهم خيوط مرئيه او مخفيه ,يخدمون اهدافا لاعلاقه لها بمصالحهم وامنياتهم لمستقبلهم , وبين ان يستغلوا كل ما وهبهم اياه رب العباد ,من مقدرات لا متناهيه ,على السمع والرؤيه والاحساس والتفكير والشعور ,من اجل ان يقطعوا كل الحبال والخيوط التي تقيدهم وتحركهم , ويصنعوا لانفسهم دورا خاصا بهم ,مستقلا ,وقائما على مصالحهم ,معبرا عن امالهم واحلامهم , ليصبحوا جزءا من اداره المسرحيه ,يؤثرون بها باتجاه مصالحهم ,بدلا من ان يكونوا دمى في خدمه مصالح الاخرين ,والتي ليست بالضروروه مصالحهم.
يالهي ,رحمتك , ومساعدتك ...
كم هي طويله ,طريق الحريه والاستقلال ..
انت على كل شئ قدير..