الاثنين، ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٠٨

لموضوعه الحوار زوايا مختلفه ..حول مبادره الحوار ..

06/06/2008




رغم انني اعلم صعوبه الإبتعاد عن الحديه عند مناقشه موضوع العلاقه مع حماس ,وان هناك من لهم مصلحه في النيل من كل حامل لطرح سياسي لايتوافق مع ’’تعصبهم ’’ الأعمى ,ومع احلام يقظتهم التي اوهمتهم بإنهم يمثلون ’’القاعده الفتحاويه ’’ , وبإنهم يمتلكون الحلول السحريه لإستعاده غزه , وبأن هدف فتح الأسمى , يجب ان يكون ال’’ثأر’’ من ’’حماس’’ ,
رغم ذلك ,
اتمنى على الأخوه ان يحاولوا رؤيه الموضوع من زواياه المختلفه , وهي بالتأكيد ليست زاويه ’’الإنتقام ’’ , و’’الثأر’’ , و’’إستعاده ’’ غزه على طريقه غزو القبائل وعلى جثث آلآف الضحايا التي يدعوا اليها هؤلاء ,آخذين بعين الإعتبار انهم لو كانوا فعلا يمتلكون مقومات حلولهم السحريه , لما كانت غزه قد سقطت في بحر الظلام ...
الزاويه الأولى التي يتوجب رؤيتها هي ان المفاوضات الفلسطينيه الإسرائيليه وصلت الى افقها المسدود ,حيث انه اصبح اليوم واضحا لمن يريد ان يرى ,إن اقصى ما يمكن ان تقدمه ’’إسرائيل ’’ للشعب الفلسطيني , هو اقل بكثير من الحد الأدنى المقبول فلسطينيا ,كما وظهر واضحا ان الإعتماد على الإداره الأمريكيه , لتفرض على ’’إسرائيل’’ تراجعات تجعل ما تعرضه علينا قريب من مطالبنا , هو الآخر , خيار سقط في خطاب بوش الذي اعلن من على منصه الكنيست , صهيونيته على الملاء , وبذلك سقط الخيار الأمريكي لفتره طويله قادمه ,حيث انه من غير المنطقي الرهان على أي من مرشحي الرئاسه الأمريكيه الذين سيقعون حتما في قفص إلإبتزاز الذي يجيد اللوبي الصهيوني نصبه ,وهو قفص محكم الإغلاق ,على الأقل ,لما بعد فتره الرئاسه الأمريكيه الأولى ...
كما وأن الوضع الإسرائيلي الداخلي , يشير بوضوح الى ان عهد أولمرت قد إنتهى , وأن المرحله القادمه في الكيان الصهيوني مفتوحه على كل الإحتمالات ,بدون ان يكون من ضمنها ’’إعتدال’’ يٌقرب ما بين الموقف الفلسطيني والإسرائيلي .
وهذا يعني ان الطرف الفلسطيني الذي راهن على إمكانيه تحقيق إختراق سياسي خلال العام 2008 , قد خسر رهانه هذا , وهي خساره ستنعكس عاجلا ام آجلا على مواقع هذا الطرف في الساحه الفلسطينيه الداخليه ...
الزاويه الثانيه ... إستطاعت حماس , خلال فتره ما بعد الإنقلاب , ان تٌظهر للعالم , ومن ضمنه العربي , انها قادره على التأثير في مجريات الأمور , عبر خربطه اوراق اللعبه السياسيه , وحتى تخريبها , مع المحافظه على ما يكفي من المرونه من اجل النأي بنفسها عن ضربه إسرائيليه مؤلمه ,( ولا اقول قاتله , لأنني اعتقد ان مقتل مثل هذه الحركه لا يمكن ان يكون عسكريا ), وما الإتصالات العربيه والأوروبيه والأمريكيه معها , إضافه الى المفاوضات الغير مباشره التي تجريها ’’إسرائيل’’ معها إلا دليلا على ذلك , ولكن ثمن كل ذلك دفعته حماس من جماهيريتها الفلسطينيه , حيث ان الأغلبيه العظمى من الفلسطينيين يرون انها لا تتتورع عن الدفع من دماء الشعب الفلسطيني ثمنا للمحافظه على موقعها , وانها بإختياراتها , اوصلت نفسها وشعب غزه معها الى طريق مسدود ,حيث ان خربطه اوراق لعبه , لا يعني بالضروره المقدره على اللعب وتحقيق الإنجازات والمكاسب...
الزاويه الثالثه ...هناك محاولات عربيه حثيثه من اجل محاوله الحد من النفوذ الإيراني في المنطقه , دون الإمتثال للرغبه الأمريكيه بإقامه تحالف عربي إسرائيلي لتنفيذ ذلك , بل عبر محاوله إستقطاب الأطراف المحسوبه على المحور الإيراني , وفتح المجال لها للنأي بنفسها عن التبعيه لإيران (وليس بالضروره معاداتها) , عبر إخذها بعين الإعتبار كطرف من أطراف اللعبه الإقليميه (إتفاق الدوحه , والإنفتاح العربي على سوريا) ...
الزاويه الرابعه ...التوجهات الأردنيه الجديده التي يتسرب منها القليل للصحافه , والتي بدأت تأخذ بعين الإعتبار إحتمالات فشل العمليه السياسيه الحاليه ,وتستعد لما بعد ذلك عبر فتح خطوط مع كل الأطراف الفلسطينيه من اجل النأي بنفسها عن مخاطر المرحله القادمه ....


***إ


ذا اخذنا كل هذه العوامل مجتمعه , وأضفنا اليها ان ’’ الطرفان’’ الفلسطينيان , كلٌ في طريقه المٌختلف , وصلا الى نهايه الطريق الذي رغبوا بإستكشافه , وتوصلا الى قناعه مفادها ان ...
**اٌفق كلا الطريقين مسدود ....
**ان كل منهما قادر على ’’التخريب’’ على الآخر...
**ان العدو الصهيوني إستغل ’’معاركهما’’ من اجل التملص من إستحقاقاته من جهه وتبرير جرائمه الماضيه واللآحقه...
**ان الوضع الإقليمي يضغط بإتجاه وضع حد للوضع القائم , عبر الحوار , وعلى اساس المبادره اليمنيه ...
عندها يصبح من الغباء السياسي ان لا يحاول الطرفان إستكشاف إمكانيات الخروج من المأزق , وأمكانيات تغيير قواعد اللعبه الشامله , لتصبح ثنائيه الأطراف (طرف فلسطيني واحد مدعوم عربيا , مقابل طرف صهيوني مدعوم امريكيا ) , بدلا من بقائها لفتره طويله قادمه , ثلاثيه (مع تداخلات خارجيه), كما حصل منذ الإنقلاب وحتى يومنا هذا ....


***


إن كانت نتائج ايه مفاوضات تٌعبر عن حقيقه توازنات القوى , فمفاوضات ’’الأطراف’’ الفلسطينيه مع العدو الصهيوني (مفاوضات انابوليس , ومفاوضات التهدئه) , لم تٌعبر إلا عن إختلال موازيين القوى لصالح العدو الصهيوني , وهو , كما هو واضح , لم يتوانى عن إستثمار هذا الإختلال من اجل الإستمرار بمشروعه المتعارض مع المصالح الوطنيه الفلسطينيه ...مما يحتم على الأطراف الفلسطينيه العمل على إدخال الممكن من التغييرات في المعادله , وإعاده خلط الأوراق املا بالحصول على اوراق اكثر قيمه واثرا ,عوضا عن تلك ’’الغير رابحه ’’ التي يمتلكها كل طرف فلسطيني على حده ...
خطاب الاخ ابو مازن , والذي جاء بٌعيد قرارات المجلس الثوري , وردود افعال بعض القيادات في حماس , توحي ان هناك وعي حقيقي من قبل كل الأطراف لضرورات مرحله ما بعد 2008, (والتي كانت بالنسبه للأخ ابو مازن مرحله الحسم فيما يتعلق بجديه الإداره الأمريكيه في موضوعه الدوله الفلسطينيه القابله للحياه والمترابطه الأطراف) (وبالنسبه لقاده حماس ,مرحله كافيه لإكتشاف عمق المأزق الذي قادوا اليه الشعب الفلسطيني برمته , وعقم الإنقلاب , وفشل مشروع ’’دويله الإماره’’)...
إن كنا مٌتفقين على هذا التحليل لدوافع الأطراف الفلسطينيه من اجل إستكشاف سبل إعاده اللحمه للبيت الفلسطيني (وهذا موضوع آخر) , يصبح من السهل تفهم الخطوات الواجبه على كل طرف منهم( وفتح أقدمت على الخطوه المطلوبه منها ) , فهل ستمتلك قياده حماس الجراءه اللأزمه , والوعي الكافي للقيام بالخطوات المطلوبه منها (خطوات واضحه في المبادره اليمنيه والمٌقره في قمه دمشق )...
وما تبقى من مقولات سحق ومحق للطرف الآخر , وخطب الإستئصال الدموي , فستبقى مجرد صرخات عدميه , لاتعبر إلا عن رأي مٌطلقيها (الخطاب الفتحاوي واضح في هذا المجال), ومجرد احلام يقظه (ففتح لا تمتلك خططا لذلك, عدا عن تعارضه مع حرمه الدم الفلسطيني والأخلاقيات الفتحاويه) , ومحاولات يائسه لإثاره الشكوك بأهميه وجدوى الخطوه الإستراتيجيه التي اقدمت عليها حركه فتح , والتي عبرت عنها قرارات المجلس الثوري , وأكدها الأخ ابو مازن في خطابه الأخير ...
وهي بنفس الوقت محاولات بائسه ويائسه لإستعاده امجاد لهؤلاء الذين ساهموا بغبائهم السياسي , وبتجريبيتهم في العمل العسكري بإيصال غزه وشعبنا معها الى ما نحن فيه الآن ...

ليست هناك تعليقات: