24/05/2008
الخطوه الطبيعيه الثانيه , بعد المؤتمر العام السادس للحركه , الذي من المٌفترض به إعاده الحياه والموقع المتقدم للحركه في الصفوف الفلسطينيه , يجب ان تكون مجلسا وطنيا فلسطينيا يعيد الحياه لمنظمه التحرير الفلسطينيه كممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني , وكبيت جامع لكل الأطراف الفلسطينيه ....
فلقد أثبتت الحقبه القصيره الماضيه من عمر شعبنا , ان غياب فتح الموحده والمٌنظمه , أدى الى دخول الشعب الفلسطيني في متاهات صراعات داخليه مٌكلفه , وفتح المجال للعديد من القوى الخارجيه لإختراق الصف الفلسطيني , ولتحويل بوصله البعض عن العدو الرئيسي لشعبنا , ولتوجيه طاقاته لتحقيق مكاسب فصائليه ضيقه حتى لو دفع شعبنا وقضيته ثمن تلك المكاسب غاليا من دماء شبابه ومكانه قضيته وحتى لو أدى ذلك الى ويلات لا تعد ولا تحصى , ليس بأقلها قسمه الوطن , ولا بآخرها حصر شعب غزه في سجنهم الكبير , وتبرير المحرقه الصهيونيه مقدما ..
كما وان نفس هذه الحقبه أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان غياب منظمه التحرير الفلسطينيه , ادى لإستفراد العدو الصهيوني ب ’’السلطه الفلسطينيه ’’ , ومحاوله جرها بعيدا عن الشعب الفلسطيني , مستعملا ما يبرع به من سياسه العصا والجزره , وإستطاع من خلال ذلك تحقيق مكاسب آنيه هامه ليس بإقلها تكريس حاله الإنقسام الفلسطينيه , ولا تحسين صورته لدى الرأي العام الدولي , مع الإستمرار , في تفكيك الحلم الفلسطيني , والقضاء على مكوناته ومرتكزاته , إبتداءا من الهويه , مرورا بالأرض , ووصولا للنفسيه الفلسطينيه ...
قد يكون من ’’المفهوم ’’ الى حد ما ,( رغم مخاطر ذلك , والتي نبهنا لها في وقته) , ان يذهب ’’مركز القرار الفلسطيني’’ بعيدا ’’نسبيا ’’ في عمليه إبقاء حاله من الضبابيه حول وضع فتح ومنظمه التحرير الفلسطينيه , في مرحله ’’الأمل’’ بموقف أمريكي مٌتقدم , يفرض على دوله الإحتلال القيام بإلتزاماتها إتجاه ’’مسيره سلميه’’ حقيقيه , تؤدي الى تحويل الحلم الفلسطيني الى واقع دوله فلسطينيه مٌستقله على الأرض الفلسطينيه المحتله عام السبعه وستين , وإيجاد حل عادل ومقبول لقضيه اللآجئين الفلسطينيين يعتمد قرارات الأمم المتحده المٌختصه ....
ولكن ....
وبعد وضوح الموقف الأمريكي المٌنحاز كليا لدوله الإحتلال , وبعد إعلان الرئيس الأمريكي بوش لصهيونيته علانيه في الكنيست الإسرائيلي , وعدم تجرؤه على ذكر شعبنا ومعاناته وحقوقه ولو بكلمه واحده ,
وبعد ان اصبح واضحا بما لايقبل الشك ,ان دوله الإحتلال تريد ’’سلاما ’’ يضمن لها ضم اغلبيه الأرض الفلسطينيه , والمحافظه , بدواعي الأمن ,على السيطره على أجزاء اخرى منها , ودون الإنسحاب من القدس العربيه , ورفض أي عوده للآجئين الفلسطينيين الى ديارهم ...
وبعد ان اصبح واضحا, (حتى يثبت العكس) , ان ما تعرضه دوله الإحتلال علينا ليس إلا نوعا مٌطورا من حكم ذاتي , على بانتستوانات مغلقه ,مفرقه , وممزقه , ومحاصره , مقابل إعترافنا بيهوديتها , مع كل ما يعنيه ذلك من موافقه ليس فقط على تزوير التاريخ , بل وأيضا ,التنازل عن حقوق اهلنا في ارض الثمانيه واربعين بإرضهم ووطنهم وهويتهم القوميه , ومقابل ان نتحول الى اداه قمع لشعبنا , ومقابل صك غفران نقدمه لهم لتبرئتهم من كل الجرائم التي إرتكبوها بحق شعبنا , يبيضون به صفحتهم امام الرأي العام الدولي , ويستعملونه ورقه إضافيه في إعلامهم لإثبات ’’اخلاق شعب الله المٌختار’’ المميزه , و’’إنسانيته’’ التي دفعته لتقديم ’’تنازلات مؤلمه ’’ للفلسطينيين , حبا بالسلام , وإكراما للفلسطينيين ’’ الغرباء’’ المتواجدين على ’’ أرض الميعاد’’ ...
بعد وضوح هذه الحقائق , لمن كان منا لا يزال لديه ادنى شك بصحتها , أصبح من الضروري الإسراع بإعاده عقارب الساعه الى موقعها الصحيح , عبر تمكين فتح من إسترجاع المبادره الداخليه , وتمكين منظمه التحرير الفلسطينيه من إسترجاع المبادره الخارجيه , وفتح المجال واسعا لشعبنا لإستعاده زمام أموره , وتحمل مسؤولياته في الدفاع عن حقوقه الوطنيه , وفرض وجوده من جديد كعامل لا يمكن ابدا تجاوزه او تركه على قارعه الطريق ...
فهل سيتحرك ’’مركز القرار ’’ سريعا بهذا الإتجاه المنطقي والطبيعي ..
ام سنكتفي بإستمرار ’’الجدل’’ حول ’’قرار’’ رف , يضع خطوطا عريضه , لمبادئ ’’حل سلمي ’’ , فضفاضه لدرجه انها قد تحتاج لألف عام لتفسير مفهوم كل نقطه منها ( تذكروا ال التعريف في القرار 242 ) , ونوافق على وضعه على الرف , بإنتظار إعتراف العدو بإننا أنجزنا الشق المٌتعلق بنا , في البند الأول من خارطه الطريق , وهذا الإعتراف ,أيضا قد يحتاج الف عام اخرى ... ونعتبر هذا ’’الجدل’’ , يحمل في طياته ما فيه الكفايه من ’’ الأمل ’’ , للإستمرار بالمخاطره بتغييب منظمه التحرير الفلسطينيه ؟؟؟
هذا ما ستجيب عنه الشهور القليله المٌقبله ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق