الثلاثاء، ١٨ تشرين الثاني ٢٠٠٨

مجال الحريه وحدوده

08/04/2008

لقد تابعت الحوار الذي دفعك لكتابه هذه السطور , وعندما كنت أقرأه رجعت بمخيلتي الى الوراء قليلا لإتذكر ’’حوارات’’ كثيره متشابهه , شاركت فيها نفس الأقلام , وبنفس الطريقه , وبنفس الأفكار , وفي وقتها أثارت نفس الجمل , وأسواء منها ,الكثير منا , وكتب الكثير من الأخوه مداخلات مطوله حول إحترام الشهداء , وحول أدب الحوار , ولكن كل كتاباتنا وحواراتنا ونصائحنا , وغضبنا وألمنا , إضافه للإساءات التي لحقت بنا من نفس هؤلاء ’’الكتبه’’ , لم تغيير شيئا لا في تصرفهم ولا في ’’الأفكار’’ التي يعملون جهدهم لتمريرها من خلال هذا الملتقى ...
الظاهر أنهم متمترسين خلف جلد تماسيح , ومنغلقيين في قوقعه فكر متحجر يصور لهم إمتلاكهم للحقيقه الإلآهيه , ويدفعهم للإعتقاد (هم أيضا) انهم ممثلين لرب العباد على الأرض , وناطقيين رسميين بإسمه , ومُفسريين وحيدين لكل ما جاء في كتاب الله تعالى , وممتلكي الصوره الأوحد والأسلم للسيره النبويه ولتفسيراتها ...
مراجعه صغيره لبعض كتاباتاهم توضح للأعمى أنهم لا علاقه لهم لا من قريب ولا من بعيد بالمشارب الفكريه لفتح , فيعضهم يُمجد علنيا بطالبان الأصليه وبدولتها الظلاميه التي كانت قائمه في أفغانستان , وآخرين منهم مجّدوا على صفحات ملتقانا هذا, مجرم حرب طائفي مثل الزرقاوي ومن لف لفه ,وإعتبروه مثلهم الأعلى , وآخرين ,منهم , لو تتبعنا أفكارهم لشحذنا سيوفنا اليوم قبل غد لغرسها في قلوب كل من يحيط بنا من فلسطينيين وعرب وعجم , حيث أن الجميع (عداهم طبعا ) هو كافر وخارج عن دين الله تعالى, وإبادته (من وجهه نظرهم ) هي خدمه لوجه الله ...
هؤلاء , إن إحتموا اليوم في كنف هذا الملتقى , وإستعملوه لبث أفكارهم هذه , فهم لا يقومون بذلك حُباً بفتح , ولا من أجل إعلاء كلمتها وفكرها المتنور , إنهم يقومون بذلك إستغلالا لمساحه حريه زائده مفتوحه أمامهم , ولنوع من ما يمكن تفسيره بأنه ’’تسامح’’ يُظهره بعض الأخوه المُشرفين معهم , حيث أنه ورغم الوضوح الذي لايقبل الشك في نظام الملتقى حول إحترام الآخر , وإحترام شهداء شعبنا , لا تزال ’’خطاباتهم’’ التي تُسئ الى شهداء شعبنا تمر على صفحات الملتقى دون وازع أو رادع , وإن وُجد أحيانا , فهو لا يخرج عن إطار لفت إنتباه خجول الى ’’أدب الحوار’’ , وتستمر أفكارهم المُتحجره والسوداويه بإيجاد طريق مفتوح ومٌعبّد لنفسها من خلال الملتقى ...
والعجيب هو هذا ’’التسامح’’ معهم في طريقتهم الإرهابيه مع كل الأخوه والأخوات الذين يحاولون أحيانا تسليط الأضواء على ظلام أفكارهم , ومع من يخالفهم الرأي , إرهاب فكري لا يتورع عن إستخدام التجريح الشخصي , والإساءات الشخصيه , والشتائم والقذف والذم كسلاح مواجهه فكريه , وهم بذلك يعملمون على إبعاد من يخالفهم عن الكتابه في صفحات الملتقى , أو على الأقل عن التعرض لهم ولإفكارهم , ليستطيعوا الإستمرار في بثها بحريه وبدون رادع نظامي أو فكري او حتى خُلقي ...
كم هو عدد الأخوه والأخوات الذين صُدموا بمحتوى أفكارهم وبأسلوبهم ببثها ؟؟؟
كم هو عدد الأخوه والأخوات الذين سقطوا أمام شتائمهم وسهامهم وإبتعدوا عن الملتقى إحتراما للنفس ولعزتها ؟؟؟
كم هو عدد الأخوه والأخوات الذين إبتعدوا عن التعليق على ’’كتاباتهم ’’ , ’’خوفا ’’ من التعرض للذم والقذف ؟؟؟
أليس ذلك هو الإرهاب الفكري بكل فجاجته ؟؟؟
وما معنى وجوده وإستمراره على صفحات ملتقى حوار فتحاوي , يفخر أعضائه بأنه نافذه حريه فكر مفتوحه ؟؟؟
***
واضح مرادهم لمن يريد الرؤيا ...
واضح أسلوبهم لمن يتابع بعض كتاباتهم ...
واضحه أفكارهم وسوداويتها وتناقضها الكامل مع أفكار الحركه ...
ولكن الغير واضح هو أسباب ودوافع ما يظهر وكأنه هامش واسع من حريه وتسامح مٌتاحه لهم على صفحات الملتقى , يمارسوا من خلاله ما يتناقض كليا مع لب مفهوم الحريه من إنفتاح , وإحترام على و للفكر الآخر , والذي يواجهونه بإنغلاق وإرهاب فكري , وعدم إحترام لا لرأي ولا لشخص الآخر ؟؟؟
***
مُحقٌ انت فيما كتبت أعلاه ...
مٌحق أنت برفض وتعريه أفكارهم وأسلوبهم ...
مٌحق أنت في رفضك القاطع لإسائاتهم , لشخصك وللحركه ...
وكل إساءه لأي أخ أو أخت على صفحات هذا الملتقى هي إساءه لنا جميعا ...
فلننتهي الى الأبد من إرهابهم الفكري الظلامي , ومن تطاولهم على أعضاء وأصدقاء هذا الملتقى ..
ولندافع عن حريه الفكر ضمن حدود إحترام الآخر ...
ولنرفض قطعيا ونهائيا أسلوب الشتم والذم والقذف ...
ولنرفض الإساءه الى شهدائنا جميعا , ففي ذلك إساءه لنا ولفتح ولفكرها ...
ولنٌطبق نظام الملتقى بحذافيره على الجميع بدون إستثناء ...
ولنرفض إستغلال البعض لهامش الحريه الواسع المٌتاح في الملتقى , لممارسه كل ما يتناقض مع معاني الحريه ..

ليست هناك تعليقات: