الخميس، ١٣ تشرين الثاني ٢٠٠٨

من جديد ..حول مبادره ’’ العوده والعيش المشترك’’

25.04.2008

من المؤكد ان مثل هذه المبادره ستواجه بالعديد من ’’المعارضات’’ الرسميه , ليس فقط لأنها تتعارض مع ’’التوجهات الرسميه ’’ التي إكتفت بطحن الكلام , وترديد الخطابات الجاهزه , وإعتادت ’’نضال ’’ الصالونات المخليه , لتخدير مجتمعاتها , وإبعاد شعوبها عن أي مشاركه فعليه وفعاله في معركه تقرير مصيرها ...
وخطوره مثل هذه المبادره , بالنسبه للأنظمه , تكمن بإنها لا تدعوا الى العنف والعمل العسكري , وتسقط يذلك حجه الأنظمه الدائمه حول خطوره المغامره بعمل عسكري ضد عدو متفوق في هذا المجال ...
ولكن ,
تبني المبادره من قبل فتح , وإحتضانها, لوضعها على طاوله البحث أمام المؤسسات الرسميه العربيه , بعد إعتمادها فلسطينيا والتعبئه لها , يجعل منها دليلا هاما على مدى مصداقيتنا كحركه تحرر وطني بأنتهاج كل الوسائل المتاحه لإخراج قضيتنا من ماراثون مسيره تفاوضيه سياسيه تجميديه لكل المبادرات الأخرى , ويجعل منها ’’سلاحا ’’ تحريكيا لعالم عربي مريض بجمود أنظمته , وسبات شعوبه العميق ...
كما وأنه من السذاجه الإعتقاد بأن عدونا سيقابل جموع العائدين بالزهور والترحاب , أو انه سيقف حائرا مشدوها امام مثل هذه المبادره , فلقد عودنا هذا العدو على انه قادر على إجتراح ردود فعاله على كل مبادرات شعبنا الهادفه لإحلال العدل والتقدم بإتجاه سلام الشجعان .. ولذلك يجب اعتماد هذه المبادره كأسلوب مواجهه جديد , إضافي , وخلاق , لكسر القيود التي حددت مسار قضيتنا بين جدران تعزلها يوميا اكثر بأكثر عن محيطها الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي , وعن إصدقائها العديدين في أنحاء العالم ...
ردود فعل عدونا , والأنظمه العربيه , ردود فعل متوقعه , وما يجب ان يحظى فعلا بإهتمامنا نحن هو ردود فعل السلطه الفلسطينيه , ومؤسسات الحركه , حيث انه من المٌستجن ان تكون ردود فعلهم مشابهه لردود أفعال الأنظمه العربيه , لأنهم ممثلين لشعب يعيش يوميات المحرقه , ومٌهدد بمصيره الوطني , وهم ’’قيادته’’ , وبصفتهم هذه , مُطالبين بإجتراح كل الحلول الخلاقه القادره على إبقاء شعله القضيه الفلسطينيه متوهجه , وموضع إهتمام العالم الرسمي والشعبي ( ومن المؤكد ان مبادره السيد زياد ابو العين هي اهمها حاليا )...
علينا مٌسائله كل من هو في موقع القرار الفتحاوي حول هذه المبادره , وطلب الإستفسارات منهم عن موقف الحركه الرسمي منها , ومطالبتهم بأن يشرحوا لنا مسببات عدم تبني مثل هذه المبادره , وعدم تكليف تنظيم فتح ومؤسساتها ببذل كل المٌمكن لدفعها الى أقصى حدودها الممكنه ...
بإختصار .. علينا اشعارهم بأننا كأبناء للحركه , نٌطالبهم بتبنى هذه المبادره , او على الأقل ,تفسير مسببات عدم قيامهم بذلك حتى اليوم ...
***
هناك تحضيرات تجري في أوروبا ضمن نطاق المٌبادره , وما يصم الآذان ويبهر النظر هو غياب الصوت والجهد الفلسطيني فيها , وخاصه الفتحاوي ...
فسفاراتنا (على حطه إيدك) ولا جديد تحت الشمس , وكأننا دوله يعيش بها شعبها بسلام وإطمئنان ورخاء ونعيم ...
وتنظيمنا , لا يزال هياكل فارغه تٌصفر فيها الرياح , ولا يتململ إلا ب ’’قرار’’ , وبالحد الأدنى لرفع العتب والمحافظه على ’’وجود’’ ..
وجالياتنا , مشغوله بحسم إنتمائها لأبو فلان او ابو علتان , متصارعه متناقضه على كل شئ ولا لشئ , وهي الأخرى تطحن الهواء وتخض بالماء ...
ليس هناك إلا الأصدقاء الذين يتحملون العبء الأكبر للتحضير لإنجاح المبادره ...

ليست هناك تعليقات: