السبت، ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٠٨

أنت فلسطيني . في ذكرى النكبه إرفع رأسك عاليا , ابداً لا تخضع ..

09/05/2008

بعد ايام قليله , سيحتفل الكيان الصهيوني بالذكرى الستون لمحرقتنا , وسيعملون ما بوسعهم لإقناعنا بأنهم نجحوا كليا بتكريس خرافه ’’عوده شعب الله المٌختار الى ارض الميعاد ’’ , وخرافه ’’بعث إسرائيل بعد قرون من الشتات ’’ ...
وفي نفس اليوم واللحظه , سيعم على ملايين الفلسطينيين , اينما تواجدوا , وايما كان إنتماؤهم السياسي او الطائفي او الإجتماعي , شعورا مشتركا بحقيقه وعظامه الظلم التاريخي الذي لحق بهم , نتيجه تهافت العالم على المٌساهمه بتكريس الخرافه الصهيونيه , وبالتالي تكريس حرمان شعبنا من ابسط حقوقه الإنسانيه والوطنيه , وأقلها العيش بحريه على ارض وطنه ...
...2...
هُم سيحتفلون غدا بالذكرى الستون لمحرقتنا , وسيطلقون الألعاب الناريه في سماء وطننا , وقد يرقصون بالشوارع والمقاهي والساحات العامه , لإظهار بهجتهم بنكبتنا , وفرحتهم بمأساتنا , وغبطتهم لدمائنا الغزيره التي أسالوها , وسيفعلون كل ما يعتقدونه مناسبا لإقناعنا بإنهم فعلا نجحوا بسرقه ماضينا وحاضرنا , وبأنهم فعلا نجحوا بتدمير مستقبلنا ....

هم إستدعوا بوش وميركل وساركوزي , وغيرهم من ’’عظماء’’ هذا الزمان , وقد يٌلزموهم بإعتمار الطاقيه اليهوديه , والإصطفاف امام ’’حائط مبكاهم ’’ المزعوم , يطأطؤن الرؤوس , ويتمايلون حمداً ل ’’ربهم’’ على هذه’’ اللحظه التاريخيه’’ التي يعيشونها , وبعدها قد يشربون معا نخب ’’ الخديعه الكبرى ’’ , وأطراف عيونهم الينا تنظر , تتأمل إنعكاسات المشهد على نفوسنا , آملين بأن يروا في عيوننا الهزيمه , والإقرار منا بأن ’’دولتهم ’’ اصبحت حقيقه تحظى بدعم ’’عظماء الكون ’’ , واننا إقتنعنا بالرضوخ لهذا ’’الواقع ’’ ....

هم سينفخون كامل عضلاتهم , وقد يستعرضون أحدث ما في ترساناتهم من قوه عسكريه , وطاقات تكنولوجيه , ومهارات إستخباراتيه , وخبث إعلامي , وأطراف عيونهم علينا تتلصلص , آملين ان تهتز مفاصلنا , وعلى الأرض ان نركع , رهبه وخوفا من بطش قوتهم , ومتمنين ان نحني الرؤس , ونبتلع مع ريقنا مطالبنا , وحتى منها جرعه الماء او لقمه العيش لأطفالنا , وان نكتفي فقط بما يقررونه لنا وقتما وكيفما شاؤوا ..وان نَخُرّ لهم شاركرين ’’الهبه والنعمه’’ ..

هم سيوعزوا غدا لكل كتابهم وصحافييهم ومثقفيهم بأن يحتلوا الصفحات الأولى من صحف ومجلات العالم , وان يتسابقوا للتربع امام شاشات التلفزه , ليهللوا لل’’معجزه ’’ الصهيونيه التي تحققت , ول’’تفوق شعب الله المٌختار ’’ , ولمناعته على ’’ارضه الموعوده ’’ , ولسان حالهم يقول لنا نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين ,( ’’إنتهى الأمر بكم , فهذه إراده إلآهيه تحققت رغم انوفكم , فإقبلوها طوعا او كرها , المهم إقبلوها ’’ )....

هم سيرسلوا لنا غدا بعضا من ’’كتابنا وصحافينا ومثقفينا ’’ ليشهروا اقلامهم , وليرددوا بألسنتهم , وبلغه عربيه نفهمها , خطاب صناع نعمتهم , وليشيروا الينا بأصابعهم المٌتعبه من عَدّ الدولارات والشيكلات , الى ما ’’جنته أيدينا ’’ نتيجه رغبتنا بالمقاومه , وليطالبونا ب’’الواقعيه’’ في التعامل مع ’’الحقيقه الصهيونيه’’ , وبضرورات خفض ’’توقعاتنا ’’ , والقبول بما هو ’’معروض’’ علينا .. وغيرهم سيشيرون لنا الى ’’اعدائنا الآخرين ’’ , وسيشحذون بنا الهمه والعزيمه , لنوجه بنادقنا الى قلوب ابناء جلدتنا , وكلهم امل بأن ينجحوا بإغراقنا في وحل مستنقعات حروب قبائليه عشائريه طائفيه ,تأكلنا بلهيب حممها , وبعضهم الآخر يشير لنا الى امكانيه الإستعانه ب’’بني إسرائيل’’ ليساعدونا على حسم تناقضاتنا ’’ الرئيسيه الجديده’’ , ولسان حال جميعهم يقول لنا ( ’’ انتم ضعفاء متنازعين , وعدوكم قوي موحد , ولا مجال لكم إلا بالتفاهم معه , والموافقه على حقيقته , وحتى الإعتماد عليه لحمايتكم من بني جلدتكم ’’ ) ....

...3...
نعم ...
فبعد الأرض والوطن والإنسان , اصبحت إرادتنا هي المٌستهدفه ...
لأنهم يعلمون جيدا ان من يمتلك الأراده والأمل قادر على إجتراح كل معجزات الأرض لتحقيق أهدافه , فما بالك بشعب يمتلك عداله قضيتنا , والحق أيضا ؟؟؟
وهم يعلمون ان من يمتلكه اليأس , يتخبط في اللحظه والمرحله , ويسلم لعدوه في اول المناسبات , فما بالك بشعب يعتقد بأنه محاصر, يواجه لوحده عدو ’’ فائق القوه ’’ , ويتلقى الضربات من ’’ الصديق ’’ قبل العدو ؟؟؟
***

...4...
تحت قناع الفرحه الذي سيعتمرونه غدا , سيحاولون إخفاء شعورهم المٌشترك بالخوف والهلع على صنيعتهم , ومصيرها , تماما كشعور السارق والظالم الذي يعلم في قراره نفسه أن ما تم إنتزاعه عن غير حق ,لن يدوم , وان الظلم , مهما طال الزمن , لن يسود ...
تحت مظاهر القوه التي سيبرزونها لنا غدا , سيحاولون إخفاء حقيقه شعورهم المُشترك , بأن مشروعهم قد وصل ذروته بإستقطاب ما يقارب نصف يهود العالم , وأنه مهما كٌتب له أن يتقدم , لن يستطيع ابدا مواجهه ’’الرحم الفلسطيني ’’ الذي سيغرقه برجال مؤمنين بأن الحق الذي خلفه مٌطالب , أبدا لن يضيع ...
تحت مظاهر السرور والغبطه التي سيبرزونها لنا غدا , سيحاولون إخفاء شعورهم بالفشل بحل المٌعضله الفلسطينيه , حربا او سلما , وأنها بالرغم عن أنوفهم , وال’’عظماء’’ الذين يقفون معهم , كانت ولا تزال وستبقى شاهدا على زيف قوتهم , وزيف خرافتهم , وعلى إنعدام خلقهم الإنساني ...
تحت عضلاتهم المفتوله التي سيظهروها لنا غدا , سيحاولون أخفاء مفاصلهم التى ترتعد بعد ان إنكشف كعب كحيلهم في حرب لبنان , وظهر مقتلهم واضحا للعيان , أرض مكشوفه ومهدده في كل زواياها , بصواريخ شبه بدائيه , محموله من رجال مؤمنين بقوه الحق , ويرفضون الخضوع لحق القوه , و’’ تجمع كٌتل بشريه ’’ جمعتها ’’مصالح’’ , ولن تتردد وقت الشده عن حزم الحقائب والرحيل نأيا بنفسها عن العقاب الأليم

...5...
نعم ..
تحت المظاهر المُزيفه , يعملون على إخفاء حقيقه كيانهم, فهو ليس إلا عملاقا بأرجل من فخار ....عابر ولن يدوم إلا بمقدار إمكانيتهم ببث اليأس في نفوسنا , وإقناعنا بأننا لا نمتلك خيارا غير التسليم ب’’تفوقهم ’’ , وقبولنا للظلم بإسم الإعتراف بالأمر الواقع ...
***

...6...
بعد ايام قليله , وتحت سحابه الألم والحزن والأسى التي ستتعدى كل الحواجز والجدران والحدود , وستربط كل فلسطيني الأرض قاطبه , ومعهم ملايين العرب والمسلمين , والأصدقاء محبى العدل والسلام , سيظهر لنا من جديد مصدر قوتنا الراسخه ....شعورنا المٌشترك بالظلم العميق الذي لحق بنا , والأمل الهادئ العميق المتجذر في عقل وقلب وضمير كل فرد منا بمستقبل من الحريه في وطن مستقل , والإيمان الذي لا يتزعزع بأنه مهما طال الزمان , فالحق سينتصر على الظلم , والمٌلك المسروق سيعود حتما لأصحابه , والمغتصب لن ينعم الى الأبد بثمار جريمته ...فالحق الذي وراءه مٌطالب لن يضيع ...
بعد أيام قليله , وتحت سحابه الألم والحزن والأسى , ستمتلئ قلوب ملايين الفلسطينيين , بشحنه جديده من العزم والأصرار المتحصن بقوه الحق التاريخي , وبحتميه إنتصاره , امام حق القوه , وسنتذكر معا مصير كل من إعتقدوا عبر التاريخ ان الجبروت والبطش قد يٌخضِع الفلسطيني البسيط , وهاهي اطلالهم تحت تراب وطننا شاهده بأنهم لم يكونوا إلا مجرد عابرين في تاريخ عامر وعابر وغابر , وما مصير غزاه اليوم بأفضل من غزاه الأمس , فهم أيضا لن يمروا وسيندثروا , مهما طال الزمان , تحت تراب أرض وطننا , هذه حتميه تاريخيه لا مجال للشك او التشكيك بها

ففي ذكرى النكبه
أرفع رأسك عاليا يا اخي ,
فأنت فلسطيني,
والفلسطيني لا يخضع ...
ولأنك الحق ..
والحق حتما منتصر ..

ليست هناك تعليقات: