الأربعاء، ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٠٨

رد على حوار السيد عزام التميمي مع الجزيره نت ..

25/05/2008

من المعروف ان المٌفكرين هم من ينيروا دوما الطريق لشعبهم , ويساعدونه على رؤيه المخاطر والألغام المبعثره في طريقه من اجل الحريه , ويساعدونه على تجاوز المنعطفات الخطيره ....
فماذا نرى في ما صرحه السيد عزام التميمي ؟؟؟
مغالطات , وتناقضات , ونصف حقائق , تم تنسيقها وخلطها بمبادئ عامه لإضفاء بعض المصداقيه عليها ,
وهي أن دلت على شئ , تدل على نظره ضيقه ومحدوده الأفق للوضع الفلسطيني العام , وتنم عن عداء مستأصل و واضح لفصيل فلسطيني رئيسي يمثل آمال وتطلعات مئات الآلآف من أبناء الشعب الفلسطيني ,فصيل كان له شرف تفجير الثوره الفلسطينيه المعاصره , وتحويل الفلسطينيين من جموع لاجئين الى شعب مناضل ذو حقوق وطنيه مٌعترف بها ,وقدم لذلك الوف مؤلفه من الشهداء , ومثلهم من السجناء ,كل ذلك في وقت كان فيه أصدقاء ’’مفكرنا العظيم’’ يقبعون في زوايا المساجد يتجادلون حول طول اللحيه الشرعي ....
***
مغالطات ونصف حقائق ليس بأقلها إدعاءه ان هناك شرخ فى الصف الفلسطيني بين تيار ’’تيار المٌقاومه ’’ , ’’ تيار المٌفاوضات ’’ , وهو بذلك يستغبى
_اولا ..
العقل الفلسطيني ...
حيث ان الطفل الفلسطيني اصبح اليوم يعلم , دون المرور في معاهد فكر سياسي كتلك التي يٌديرها ’’مفكرنا العظيم ’’ , ان ذهابه للمدرسه هو مٌقاومه , وسعيه لإعاله أهله هو مقاومه , وقذفه الحجر على جنود الإحتلال هو مقاومه , وان المٌقاومه ليست فقط بإطلاق الرصاص , حيث ان هذا الشكل من أشكال المٌقاومه قد يكون من أسهلها , مقارنه بالتشبث بالأرض , وعدم الرضوخ امام بطش العدو وعدم التنازل عن ايه من الحقوق الوطنيه المشروعه لشعبنا , والمحافظه على صوره ناصعه نقيه لشعبنا بين الأمم ....
_وثانيا ..
المنطق السياسي ...
حيث ان المٌبتدئ في الفكر السياسي يعلم دون الحاجه للمرور في مراكز فكر سياسيه , بأن المٌفاوضات في حالتنا الفلسطينيه ,هي جزؤ لا يتجزاء من المعركه مع الإحتلال , عدا عن انها مطلب عربي ودولي , وتسمح لشعبنا بإظهار حقيقه سعيه للسلام العادل , وبنسج علاقات تضامنيه واسعه مع نضاله , وبكسر الحصار الإقتصادي والسياسي الذي جاد عدونا بإستعماله من اجل إضعاف مقاومه شعبنا له ولإحتلاله البغيض ..كما وانها ليست إلا مرحله , لها بدايه , وحتما سيكون لها نهايه , عندما سيصبح من الواضح لجميع المطالبين بها , ان تعنت عدونا الصهيوني يقف حائلا بينها وبين تحقيق السلام المنشود ...
وهي لحظه غير بعيده ...
ولا يخفى على ’’مدير معهد فكر سياسي ’’ مثل ’’صديقنا ’’ , ان أغلبيه حركات التحرر الوطني في انحاء العالم قد مرت ايضا بمراحل مفاوضات مٌختلفه , بعضها كرست حريه شعوبها من خلالها , والبعض الآخر إستطاع تسخيرها لتقويه مواقعه على ارض المعركه , او لتحاشي إسقاطات مرحله ضعف وضبابيه ...
_ وثالثا ..
التاريخ ...
حيث الذاكره الفلسطينيه , ليست بحاجه الى مركز فكر سياسي , يحيي لديها دور حركه فتح التاريخي والمٌشرف في الثوره الفلسطينيه المٌعاصره , ماضيا وحاضرا , وأما المٌستقبل , فنحن نتركه للسواعد الفتحاويه لتخط فيه من جديد صفحات ناصعه ومٌشرفه في أساليب المٌقاومه المٌجديه , بكافه أشكالها ...
***
الظاهر ان ’’ مفكرنا العتيد’’ لم يستوعب , او لا يرغب بأن يستوعب ان ’’ تيار المٌقاومه ’’, هو تيار يجمع في صفوفه الأغلبيه العظمى من أبناء شعبنا , بما فيهم أبناء فتح , عدا عن حفنه قليله من العملاء ذوي الإرتباطات الخارجيه , والمنتفعين , ومنهم من لم يتورع عن شق الوطن والشعب الفلسطيني من اجل التربع على سده منبر ’’خلافه’’ , ليتمتع بإمتيازات ’’امير مؤمنين ’’ , حتى لو كان ثمن ذلك هو جوع مليون ونصف فلسطيني , وتحويلهم الى أسرى سجن كبير , مفاتيحه في أيادي اعداء الشعب الفلسطيني ...
***
مفكرنا العظيم , يتحفنا بترديد بديهيه طالما آمنا بها ورددناها , وهي ان القضيه الفلسطينيه لا تعني الشعب الفلسطيني وحده , وكأن به يريد إقناعنا بأن هناك ملايين العرب والمٌسلمين واقفين امام اسوار رفعتها فتح في وجوههم لمنعهم من شرف المٌشاركه في معركه تحرير الأراضي المقدسه , وهو بذلك يعبر عن محدوديه إطلاعه على تاريخ الحركه , وعلى ادبياتها , إضافه الى تعاميه المتعمد عن حقائق الواقع ...
ففتح كان لها شرف فتح ابواب كل معكسراتها في الماضي ,ليس فقط , للمتطوعين العرب والمٌسلمين , بل وأيضا لكل من رغب من قوي حركات التحرر في العالم بالمساهمه في معركه إحقاق الحق في فلسطين , وتشهد ساحات العالم اجمع على دور فتح الريادي في تدريب وتخريج كوادر سياسيه وعسكريه كفوء , لعبت ولا تزال دورا هاما في مقارعه الهيمنه الأجنبيه على مقدرات شعوب المنطقه ,
كما انها عملت دوما على وضع القضيه الفلسطينيه في أطارها الصحيح كقضيه مركزيه لشعوب المنطقه ,
وكان ذلك في الوقت الذي كان به اصدقاء مٌفكرنا الكبير , يديرون ظهورهم للقدس , ويعملون على تعزيز ’’رسالتهم’’ لدي أنظمه المنطقه , والتاريخ يشهد على تحالفاتهم المٌختلفه مع الكثير من الأنظمه العربيه , وعلى إستغلال تلك الأنظمه لهم من اجل تخدير الجماهير العربيه والمٌسلمه , وتحويل طاقاتها عن وجهتها الصحيحه (القدس) , الى وجهات إجتماعيه تبشيريه , والى الإنشغال بمتاهات فقهيه , قد تكون هامه , ولكنها ليست رئيسيه ما دامت القدس تئن تحت بساطير جنود الإحتلال ....
نتمنى على ’’كاتبنا الكبير ’’ , ان يحاول ان يشرح لنا أسباب رفض ’’الإخوان المسلمين ’’ دعوه الشهيد ابو جهاد للمشاركه في المقاومه المسلحه في غزه , وحماتهم المسعوره على الرئيس الخالد جمال عبد الناصر الذي كان يخوض معركه حريه شعب مصر من الهيمنه الأجنبيه , ويعد العده لمواجهه العدو الصهيوني ؟؟؟
كما وان التاريخ شاهد على ان سيد الشهداء مات وحيدا محاصرا , دون ان يتخلى عن الجمره التي كان يحفظها في قلبه وضميره , وكانت كل تلك القوى المعنيه بالقضيه الفلسطينيه تنظر اليه , وهي عاجزه عن القيام بمهامها لنصره ’’قضيتها ’’ ...
وماذا نقول عن المحرقه الصهيونيه التي تٌرتكب كل يوم بحق شعبنا وقضيتنا امام كل هؤلاء الذين يدعون مشاركتنا نفس القضيه , دون ان نرى منهم ردود فعل على مستوى التحدي ....
ورغم ذلك ...
كانت فتح ولا تزال تؤمن بأن القضيه الفلسطينيه هي قضيه الشعوب العربيه ايضا , والأمه الإسلاميه , وكل محبى العدل والسلام في العالم , ونحن نتفهم الظروف التي تقف حائلا بينهم وبين المشاركه في شرف رفع الظلم عن شعبنا ...
ولكننا لم ولن ننتظر احدا للدفاع عن حقوقنا ...فنحن من يدفع الثمن من دماء شبابه ,ومصيرنا كشعب هو الموضوع في كفه الميزان ....
***
مغالطات , ليس اقلها تحريف التاريخ عبر الإدعاء بأن ’’المفاوضات كانت من أسباب ظهور حماس كرد رد فعل طبيعي’’ , وكأننا فعلا بحاجه للتذكير بأن حركه حماس في بداياتها كانت صنيعه صهيونيه , بهدف خلق قوه موازيه لمنظمه التحرير الفلسطينيه , تنازعها النفوذ ما بين اهلنا في الأرض المحتله وتلهيها عن دورها في مقارعه الإحتلال , وقلائل هم من أبناء شعبنا الذين غاب عن بالهم ان النشاط الأول لهذه الحركه كان مهاجمه مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزه , بحجه ان المرحوم ’’ حيدر عبد الشافي’’ كان شيوعيا , ومن ثم مهاجمه المقاهي والتعرض للحريات العامه بحجه فرض الإسلام الصحيح ومحاربه الكفر ...
ومن الواضح لكل متابع لتطورات الأحداث في وطننا منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا , ان هدف التكفيريين لم يتغيير , فلقد بقى ’’مقارعه منظمه التحرير الفلسطينيه ’’ , وحركه فتح , ومحاوله الحد من نفوذهما في اوساط الشعب الفلسطيني , أملا بإنتزاع ورقه تمثيل الشعب الفلسطيني , وتجييرها لمصالح ليست بالضروره مصالح الشعب الفلسطيني الوطنيه , ووضعها في خدمه مشروع ’’إسلامجي’’ يتعدى حدود فلسطين التاريخيه ...
***
تعهير للتاريخ , وشتيمه للفكر , هو الإدعاء بأن قيادات حركه فتح ’’ حولت حركة حماس إلى خصم وعدو ,تأييدا للأفكار الصهيونية الأميركية التي ترغب في القضاء على كل من يعارض مشاريعها الاستعمارية" ...
فعدى عن السفاهه والبلاهه التي يحملها الإدعاء بأن قيادات فتح’’ تؤيد الأفكار الصهيونيه الأمريكيه’’ ...
فلقد سجل التاريخ ان فتح لم تنقاد الى فخ الغوص في مستنقع دماء فلسطينيه في غزه , وفضلت الحفاظ على اخلاقياتها الإنسانيه والوطنيه عوضا عن مكسب عسكرى آني , يتطلخ من اجل تحقيقه , سلاح فتح الطاهر بدماء شباب فلسطينيين مغرر بهم , وعقولهم ممسوحه , ويسيرون كالأدوات الميكانيكيه خلف تكفيريين وصوليين , سخروا الإسلام الحنيف وتعاليمه السمحه لخدمه اهداف فصائليه محدوده , قصيره النظر ...
التكفيريين هم الذين ناصبوا العداء لفتح , ولكل فلسطيني رافض للرضوخ لسلطه امرائهم ,وهم من رقصوا طربا حول جثث الشباب الفلسطيني , و ’’صلوا صلاه النصر الثاني’’ على اطلال مؤسسات السلطه الفلسطينيه , قبل ان تفارق الروح اجساد ضحايا الحقد الأسود الذين كانوا لا يزالون يئنون تحتها ....
هذا ما سجله التاريخ من احداث غزه ...
وما نراه يوميا من ممارسات هؤلاء التكفيريين بحق الشباب الفلسطيني الذين حافظوا على نقاوه عقولهم ورفضوا تسليم مفاتيحها لمثقفي زوايا المساجد المٌظلمه , هو خير دليل ان التكفيريين هم من وضعوا فتح في خانه العدو , وليس العكس ...
لن أسترسل اكثر من ذلك , لإثبات ان’’ اخونا المفكر الكبير’’ يحتاج فعلا ان يعود الى مقاعد الدراسه في معهده للفكر السياسي , ليفهم ان دور المٌفكر هو إيضا , إستكتشاف إحتمالات المستقبل إعتمادا على دروس الماضي والحاضر ....
عندها فقط سيستطيع قراءه الحدث بالشكل الصحيح ,وسيستوعب الحقيقه الثابته ,
ومفادها ...
فتح أتت من رحم معاناه شعبنا ولن تنتهي ألا بإنتهاء هذه المٌعاناه ولذلك فهي خٌلقت للإنتصار وهي باقيه حتى تحقيقه ...

ليست هناك تعليقات: