الأربعاء، ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٠٨

* 1 *..لا تعقل ولا تتوكل إلا على شعبك , بعد الله تعالى..

عَقَلنا ...
وإنزوينا في معابدنا نتضرع لمالك القوه والنفوذ وسلمناه أمرنا بعد ان آقنعنا النفس بوعوده وبأنه قد يكون عادلا ومنصفا ...
دخلنا نفق المفاوضات ,
وفيه سادت سياسه ,’’ قل ما تريد وأنا أفعل ما أريد’’
وتوكلنا
عل وعسى
كثره الترداد في الأقوال ,
تٌقنع صاحب الأفعال ,
بالتروي,
ومالك القوه والنفوذ ,
بالتوازن ,
ولو فقط ,من اجل مصداقيه المفاوضات ...
***
شبابنا يذوب في نيران محرقتهم ,
وأرضنا تنساب من بين أصابعنا كالرمال ,
ووطأه كابوس الإحتلال ,على الصدور والقلوب والعقول , تشتد ,
والعالم يتحجج بوجود المفاوضات
ليبعد عن نفسه مشقه تحمل مسؤولياته القانونيه الأخلاقيه والإنسانيه ,
ومسؤوليه موقف ,
حتى لو كان من نوع المطالبه بتطبيق قرارات دوليه أقرها ,
وعدونا يقف كل يوم على اعتاب عاصمه عربيه تحت غطاء ما أبداه من ’’حب للسلام’’ ’’وطول نفس’’ بقبوله التفاوض ,
و إستمراره بها معنا ..
القدس كادت تختفي معالمها ,
والأقصى على طبق من جبنه الكانتال ,
نخرتها الأنفاق ,
وفيها شٌيدت معابد ,
وممرات ...
جدار السجن والتهويد يتمدد كالثعبان ,
والحواجز أصبحت حدود تقطع اوصال الحلم ,
وتشوه حاضر الوطن ,
وتٌقرر مستقبله ...
وغزه هاشم اصبحت سجنا كبير ,
فيه المجاعه اصبحت سياسه ممنهجه ,
وجرائم الحرب مبرره ,
وجنودهم يمارسون هوايه صيد الفريسه الفلسطينيه ...
وأجبن قادتهم بنا يتوعدون ,
ولنا يهددون ...
محرقه وتدمير وقتل لنا يضمرون ...
وبالصوت العالي يطالبون ...
***
توكلنا ,
وعٌدنا الى معابدنا ,
نتضرع للقويّ القادر الجبار ...
عله يخلصنا من كوابيسنا ...
وعنا يبعد الخطر ...
جلسنا في مكاتبنا نٌلهي النفس بتحليل اسباب نكساتنا ...
وهي للأعمى واضحه ...
وعلا صراخنا وخطاباتنا ...
وإختلفنا واتفقنا ثم عدنا للإختلاف ...
وبين جدران معابدنا التي تعزلنا عن شعبنا والعالم بقينا ندور في حلقاتنا المفرغه ...
وكلما إقتربنا من صلحه عشائريه جديده ,
القى لنا أعدائنا عظمه جديده
لنختلف عليها من جديد ....
وسالت دماؤنا على ايادينا ...
وسقطت زهرات شبابنا ...
ودسناها بأقدامنا , ولا نزال ...
فجدالنا وصراعاتنا اهم ومعاركنا طويله...
وهي لم تنتهي ...
وأسلحتنا الكثيره مكدسه على الرفوف ...
***
ماذا نريد ؟؟؟
دوله ام فلسطين ؟؟؟
ديمقراطيه ام مركزيه السلطات ؟؟؟
عربيه , علمانيه , إسلاميه , ام حفنه صغيره من هذا وذاك ؟؟؟
كيف نحقق الهدف ؟؟؟
غصن الزيتون ام البندقيه , ام كلاهما معا ؟؟؟
من هو المخلص ومن هو العميل ؟؟؟
من هو الأصلح للقياده ؟؟؟
من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء؟؟؟
مع من نتحالف , وضد من ؟؟؟
كيف نتفق , وكيف نختلف ؟؟؟
حركه , منظمه , سلطه , ام دويله ظلام ؟؟؟
ما هو العبثي , صواريخ ام مفاوضات ؟؟؟
وهاهي الدوله تبتعد اكثر بأكثر ,
بعد ان اصبحت فلسطين تكاد تختفي عن الأنظار ...
وهانحن ,
كُل منا يبني , الدوله التي يريد .
ويمارس نوع السلطه التي يريد ...
وهاهي البندقيه تعترض غصن الزيتون , وهو يقلل من شأنها ...
وها نحن نتبادل الإتهامات والردح والذم والقذف والشتيمه
وكلٌ منا يؤمن بنفسه فقط , مؤهلا لقياده الشعب ....
وها نحن نخترع لأنفسنا عشرات الأعداء ,
ونختزل الأصدقاء بالحد الأدنى ,
وهانحن نختلف على الإتفاق ونتفق على الإختلاف ...
وبعضنا لا يستبعد بالخفاء ,
التحالف مع العدو ,ضد بعضنا الآخر ,
و ضد الحلفاء المفترضين ...
وهاهو بعض الحركه يعترض بعض السلطه ,
والمٌنظمه جامده هامده ,
وصلاحياتها ضائعه ما بين سلطه و دويله ظلام تقف في وجه الجميع ...
وهاهي الصواريخ موقع تفاوض , والمفاوضات تكاد تنفجر كشظايا الصواريخ ....
وكل منهما اختزل وامتص اثر الآخر على عدو ماضي في تنفيذ مخططاته الإستراتيجيه رغما عن هذه وتلك ...
كل ذلك وعداه الكثير الكثير ,
حدث ويحدث في معابدنا المغلقه ,
زجاجيه الجدران ,
الملطخه في داخلها وخارجها بدماء ربعنا ...
وشعبنا ينظر الينا بحسره وألم , وبقايا امل ...
وينادينا ويستنجد بنا كل يوم الف مره ...
’’ان إستفيقوا يا قوم ...
حطموا جدران الجمود ..
اخرجوا من جحوركم إكسروا القيود التي جمدتكم وحَجَرت على قلوبكم ...
نحن نموت في اليوم الف مره ...
ودماء فلذات اكبادنا تٌلطخ جدران معابدكم ...
وأنين ابنائنا وبناتنا من خلف قضبان سجون العدو , يمزق قلوبنا ...
وحلمنا الوطني يتبدد ...
وكابوس الإحتلال يكاد يكتم عنا النفس , وعن اعيننا يحجب نور الشمس...
وشبح الجوع يهدد اطفالنا ...
وسيف التشرد يهدد من تبقى صامد منا ...
وخطر اليأس يحوم على من تبقى قابض على الجمر من شبابنا ...
فانقاض قدسنا كادت ان تختفى تحت هياكل اورشليمهم ...
وفلسطين تئن تحت إسرائيلهم ...
والدوله تمزقت اوصالها ما بين الحواجز والجدران ...
ودويله الظلام سجن كبير , فيها المجاعه والظلم والحرمان , اصبحت قانون’’ ...
’’إن إستفيقوا يا قوم ...
حطموا الجدران ...
واخرجوا من قوقعتكم وحصونكم...
ومن جلود التماسيح التي بها تحتمون ...
نحن هنا شعبكم .
كدنا بكم نفقد الأمل ...
اخرجوا الينا من جديد...
وانظروا الى كل عوامل القوه الكامنه بنا .
وهي عديده ومتشعبه ...
إنها بين أياديكم ...
وليس اقلها إيماننا بحقنا بالحريه ...
وجاهزيتنا للعطاء, بلا حدود ...
فإغرفوا منها ما شئتم ...
وبها إرفعوا رؤوسكم ورؤسنا ...
نموت واقفين ولا نركع ...
ولا كبير امامنا إلا الله , وبعده من يقودنا على طريق الحريه ...
طاقاتنا هائله رهن إشارتكم ...
وحلفائنا كثر ...
واصدقائنا متعددين ...
والمؤمنيين بالله والحق ,معنا ...
وقوانين الإنسانيه ايضا ’’
...
’’إن إستفيقوا يا قوم ...
إرفعوا الغشاوه عن عيونكم ...
عدونا عنصري غاشم ...
مراوغ كذاب ...
متعطش للدماء بمقدار تعطشه لتراب وطننا ...
ومنه لن نحصل إلا على فتات وطن ...
لا يفهم إلا لغه التوازنات والردع والقوه ...
ويستغل ببراعه , معاركنا ...
ويغذي فرقتنا ...ويتمنانا الى الأبد , في معابدنا ...
نختلف ونتحارب حول جنس الملائكه ...
وحول اقصر الطرق للجنه ...
وحول الدوله المثاليه ..
والقائد الملهم ...
المهم بالنسبه له ان ننشغل بكل شئ إلا به , وبعنصريته وإحتلاله ...
وأن نحرق سفننا بإيدينا ...
وان نفنى في الكهف ...
وغدا قد يتبنى عظامنا , وبقايانا ...
ويضعها في متاحفه ...
ويدعوا كل البيض والشقر والآخرين , للتمعن فيها ...
وقد يدعي انها عظام اجداده ...
او قد يفتخر بإنها بقايا من إعترضوا طريقه , طريق ’’ شعب الله المختار’’ الى ’’ارضه الموعوده ’’....
***
صوت من اعماق التاريخ يناديكم ...
صوت من جوف الأرض يناشدكم ...
صوت من عمق العقل والقلب والضمير يتوجه لكم ويرجوكم ...
صوت صلاح الدين , وعبد الفادر الحسيني , وعز الدين القسام , وابو عمار وابو جهاد والشيخ ياسين والرنتيسي ,
وعشرات الآلأف من الشهداء ,
يصدح في السماء ,
علكم تسمعوه...
وصوت البرغوثي وإخوانه واخواته آلآف المحرومين من نور الشمس والحريه ,
من خلف القضبان ,
يهمس لكم ,علكم له تنصتون ....
صوت فتحكم وشعبكم واصدقائكم وانصاركم ,
يحاول ان يثير إنتباهكم ....
’’فتح الموحده قادره على جلجه الأرض تحت اقدام الأعداء ...
منظمه التحرير الفعاله قادره على فرض التراجع على العدو وتثبيت الحق الفلسطيني بالأرض الفلسطينيه ...
والشعب الفلسطيني الموحد قادر بكم ومعكم على تحقيق الإنتصار ...
فلا تعقلوا ,
بل اخرجوا من معابدكم وصوامعكم وكهوفكم ومكاتبكم ...
وشمروا عن سواعدكم ...
وبالحجر وغصن الزيتون والبندقيه إشتبكوا مع اعدائكم ...
وانيروا الطريق لنا ولأطفالكم ولكل عشاق الحريه والعدل والسلام ...
وعلى احدلا تتوكلوا ,بعد الله تعالى وشعبكم ...
والنصر لا بد وان يكون حليفكم ...
فأنتم الحق والحق لابد وان ينتصر’’ ...

ليست هناك تعليقات: