الأربعاء، ٢٣ شباط ٢٠١١

من اعطى القرضاوي حق الحياه والموت على خلق الله ؟؟


الشيخ القرضاوي الخارج لتوه من تحت عباءه امير قطر الذي يستثمر الأموال القطريه في المُستعمرات الصهيونيه , يُفتي بحلال قتل القذافي ..
والله عآل ..!!
من اعطى مفتي شاشات تلفزه الجزيره حق الحياه او الموت على خلق الله ؟؟
ومن اي مصدر يستمد هذا الشيخ , هذا الحق ؟؟
الآ يكمن هنا الفرق الحقيقي بين نظام الحريات الديمقراطيه الذي تطالب به الشعوب العربيه والذي يعلي شأن القانون بحق الجميع ويتيح لهم محاكمه عادله مهما إقترفوا من جرائم , وبين النظام الديني الذي يدعوا اليه الشيخ القرضاوي والذي يعطيه وأمثاله من الشيوخ حق الحياه والموت على الناس , ما الفرق إذا بينه وبين القذافي وامثاله من الحكام الذين يتحكمون بحياه او موت مواطنينهم حسب مصالحهم وتعريفاتهم الخاصه بمن يستحق جنتهم او نارهم ؟؟
هذه التصريحات أتت بعد ان قام الشيخ القرضاوي عبر حراسه بمنع الشاب وائل غنيم من إعتلاء منصه الإحتفال بإنتصار الإنتفاضه المصريه على حسني مبارك , وكان في ذلك مؤشراً آخر على معاني الديمقراطيه بالنسبه للشيخ وصحبه , فهو الذي كان يعيش في نعيم أمير قطر , يعتبر نفسه احق بمخاطبه الجماهير من ذلك الشاب الذي كان له شرف إطلاق شراره الإنتفاضه , اليس في ذلك ادل الإشارات لمحاوله واضحه للتسلق على ظهر الثوره وسرقتها من من قاموا بها ..
العرب ليسوا بحاجه لخميني جديد يحول بلادهم الى جمهوريه قمع ظلاميه كتلك التي نراها اليوم تفرض اللون الواحد والرأي الأوحد على إيران وشعبها بالحديد والنار , بل هم يدعون الى إطلاق الحريات في إطار دول ديمقراطيه تحترم القانون والتعدديه السياسيه والتبادل السلمي للسلطات , فذلك هو الطريق الوحيد للحفاظ على الكرامه المستعاده ولتجنيب الأقطار العربيه ويلات مجازر مثل تلك التي نشهدها اليوم في ليبيا على يد ذلك المعتوه الذي يعتقد إستمداد شرعيه وهميه من مصدر آخر غير الشعب الليبي والذي هو مصدر الشرعيه الحقيقي والوحيد في ليبيا ..
كفى بالله عليك ياشيخ ما نحن به مصائب
عد الى حضن الطفله التي أفتيت بحلال الزواج بها وانت بعمر جدها ..
وأترك الشعب الليبي يقرر مصير السفاح
فهو لم يحتاج لفتاويك للثوره ضده
ولن يحتاجها ليحدد كيفيه التعامل معه

الثلاثاء، ٢٢ شباط ٢٠١١

لدى معتوه ليبيا قابليه لحرق شعبه بأكمله ليبقى ’’القائد’’


لدى معتوه ليبيا  قابليه لحرق شعبه بأكمله ليبقى ’’القائد’’ لوطن بلا شعب ينعم به هو وأبنائه وعصابته ومرتزقه , ولسان حاله يقول ’’ وما حاجتي للشعب في دوله عائمه على بحر من البترول ’’ ..

أذكر انني سمعته يوما على تلفزيون ليبيا بأنه إكتشف حلاً جذريا لمشكله الفساد ويقترح ان يتبناه العالم كحل نهائي لهذه المشكله , فقال
’’ إذا كان الموظف يأخذ , إضافه الى معاشه , فلوسا من الشعب ليقضي له حاجته , فلماذا لا نلغي معاش الموطف ليتقاضه مباشره من الشعب , وبذلك تنتفي صفه ’’البغشيش’’ عن تلك الفلوس التي يتقاضاها الموظف عن غير حق من المواطن , وتصبح حقا له , وتنتفي عنها صفه ’’الفساد’’ ...’’ ..

هذا هو القذافي ..
’’إذا كان شرط الثوره هو وجود شعب , فلماذا لانلغي الشعب , فينتفي العامل الأساسي للثوره , وهكذا لا يعود فساد الحاكم , فسادا ..’’

القذافي اساء للعروبه أكثر من إساءه بن لادن للإسلام ..
القذافي اساء لمعاني الثوره اكثر من إساءه ستالين وبول بوت وكيم ايل جونغ للمحتوى الحقيقي للشيوعيه ..
القذافي اساء لمعاني الأخوه العربيه اكثر من إساءه قابيل لهابيل ..
القذافي اساء لمعاني الإنسانيه أكثر من كل الإساءأت التي إرتكبها كل من سبقوه من الحكام المتسلطين الظالمين ..

يجب هزيمه هذا المعتوه ونظامه في ليبيا , ففي ذلك إشاره واضحه للشعب العربي السوري توضح له بأن أحداً مهما كانت قوته وجبروته وإجرامه لا يستطيع ان يفرض دوام تسلطه بالحديد والنار على شعب يلفظه ومستعد للتضحيه من اجل حريته ..

الأحد، ٢٠ شباط ٢٠١١

حول إنتفاضه مصر .. سقوط الجدار ـ 8 ـ



دعوه مفتوحه لبعض الإخوه لمراجعه مواقفهم ..


الظاهر أن بعض الأخوه إعتبروا أن دعم مطالب الجماهير العربيه التي تطالب بحرياتها الديمقراطيه هو موقف خاطئ , وذهبوا بعيدا في البحث عن الحجج والبراهين التي تثبت صحه موقفهم هذا ..
فبعضهم إعتبر الديمقراطيه ’’خدعه زائفه’’ , والبعض إعتبرها ’’بضاعه امريكيه ’’ , والآخر إعتبر انها سابقه لأوانها في عالم عربي غير مهياء لها , وغيرهم إعتبرها بمثابه إدخال للذئب (الإسلامجيين) في الحظيره , وإستشهدوا بالمحاولات الدائره امام اعيننا لخطفها , وآخرين إعتبروا انها بمثابه عمليه تحضير لسيطره أنظمه العسكر على الأنظمه , والأطرف من كل ذلك هم هؤلاء الذين إعتبروا انها مؤامره امريكيه مٌنَظمه هادفه للسيطره على العالم العربي ..

كل تلك الأطروحات تتشابه في تصادمها الواضح مع الرغبه التي تٌعَبر عنها الجماهير العربيه على إمتداد الساحه العربيه , وتضعنا كفلسطينيين منتمين الى حركه تحرر وطني كانت لزمن بعيد تعتبر نفسها طليعه الثوره العربيه ورأس حربتها في معركه التحرر الوطني , وإذ بنا , إن إعتمدنا تلك المقولات , وبتحصيل حاصل , نقف في صف أنظمه لم تعجز فقط عن فرض أدنى تراجع على الصهيونيه , بل وايضاً فتحت لها المجال للتغلغل في الساحه العربيه , إضافه الى إنها عجزت عن تحقيق ادنى إنجازات لشعبها بعد أن كبلته بقيود اجهزتها الأمنيه , وألقته ومقدراته لقمه صائغه لمافياتها العائليه ولحاشياتها من المرتزقه , عديمي الشرف والضمير ..

مثل هذه الأطروحات , وإن كان بالإمكان نقاشها بين هؤلاء الذين يمتلكون حداً ادنى من الثقافه السياسيه , شكلت غطاءاً لبعض من لا يمتلكون ذلك الحد الأدنى , فإذ ببعضهم يعتمد صوره الرموز التي لفظتها الجماهير العربيه شعارا لهم , وآخرون يعتبرونهم ’’رموز وطنيه’’ يجب ان يبقوا فوق إيه إنتخابات , دائمين الى الأبد , ولم يعد ينقصنا إلا التهليل لقوات القمع ولمرتزقتهم من البلطجيه والتصفيق لجرائمهم في حق جماهيرهم , والطرب لأنات مئات الجرحى والمصابين ..
وكأن لسان حال هؤلاء يقول للحكام ..
’’ إذا كان الشعب لا يريدكم , فماعليكم إلا القضاء عليه , وزجه في سجونكم ’’ ..
***

لا ايها الأخوه ..
إذا كان الإسلام مُلكا للمؤمنين , وليس حكراً على الإخوان المسلمين , وعلى غيرهم من هؤلاء الذين يعملون على تسخيره لمصالحهم , فالديمقراطيه أيضاً ليست مُلكاً للإداره الأمريكيه التي تسعى لتسخيرها في خدمه إستمراريه الهيمنه الإمريكيه على المنطقه العربيه ..

لا ايها الإخوه , الإداره الأمريكيه لم تكن بحاجه الى التآمر على هؤلاء الحكام الذين كانوا خاضعين لها , يعيشون تحت حمايتها , وينفذون لها ما تريد , ويقدمون لها بلادهم وثرواتها ومزاياها الإستراتيجيه على طبق من ذهب ..

الإداره الأمريكيه تٌفضل الف مره التعامل مع عبيد لها لايعبرون عن مشاعر شعوبهم , عوضا عن مشقه التعامل بالند للند مع انظمه ديمقراطيه تُعبر عن مشاعر الأغلبيه من جماهير شعبها بحكم المصالح الإنتخابيه التي تفرضها العمليه الديمقراطيه ..

الإداره الأمريكيه لم تأخذ ابدا شعوب المنطقه العربيه بعين الإعتبار , فما يهمها من هذه المنطقه هو ثرواتها الطبيعيه وخاصه منه النفط الذي لا يزال عصب إقتصداها , وأساس نعيم ورفاهيه مواطنيها , وما يهمها ايضا هو أمن وأمان المشروع الصهيوني الذي لم يحقق بعد كل الأهداف التي خُلق من اجل تحقيقه , وما يهمها هو سياده نفوذها على الموقع الإستراتيجي الحيوي الذي تمثله المنطقه العربيه , وإن فرضت عليها الظروف يوما أن تتأقلم مع الأحداث , وأن تتخلى عن عبيدها , من اجل المحافظه على مصالحها المذكوره اعلاه , فهي لن تتوانى ابدا عن ركوب الموجه , وإلقاء هؤلاء في اول محرقه ملتهبه , وهذا هو مانراه ماثلا امام اعيننا , وليس ’’مؤامره امريكيه ’’ كما يحلوا للبعض ترداده ..
***

لماذا ايها الأخوه تصبح الديمقراطيه في نظركم خدعه زائفه عندما تطالب بها الجماهير العربيه , ونعمه عظيمه عندما نُطالب نحن الفلسطينيين بتطبيقها في اراضي السلطه الفلسطينيه كمدخلاً لحل مُعضله الإنشقاق وللتبادل السلمي للسلطات , وعندما نعتمدها كنصاً موثقاً ...
** في القانون الأساسي للسلطه الفلسطينيه
مادة (5): نظام الحكم
نظام الحكم في فلسطين نظام ديمقراطي نيابي يعتمد على التعددية السياسية والحزبية وينتخب فيه رئيس السلطة الوطنية انتخاباً مباشراً من قـبل الشعب وتكون الحكومة مسؤولة أمام الرئيس والمجلس التشريعي الفلسطيني.
** 

وفي البرنامج السياسي للحركه المٌقر في المؤتمر العام السادس ؟
الديمقراطية لا تعني الرضوخ للقوالب الأمريكية، أو التسليم بالآراء الخاطئة، أو المضللة، وإنما بالعودة الدائمة للجماهير وتوسيع قاعدة مشاركتها في اتخاذ القرارات ورفض الدكتاتورية وحكم الفرد ونحن نخطئ إذا قبلنا بنهج الفردية.
"برنامج البناء الوطني" المقدم الى المؤتمر السادس للحركة:
1. التأكيد على مبادئ الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وتعميق هذه الأسس وحماية
حرية الأفراد وحقوقهم باعتبارها أسس بناء الدولة.
** وفي النظام الأساسي للحركه ؟
الأهداف
المادة (13) - اقامة دولة فلسطينيه ديمقراطية مستقلة ذات سيادة على كامل التراب الفلسطيني وتحفظ للمواطنين حقوقهم الشرعية على اساس العدل والمساواة دون تمييز في العنصر او الدين والعقيده وتكون القدس عاصمة لها.
 

** وفي وثيقه الإستقلال المُقره في المجلس الوطني الفلسطيني في دوره الجزائر ؟؟
إن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل، في ظل دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون.

ألا ترون هذا التناقض الواضح ما بين مواقفكم من حركه الجماهير العربيه , وما بين ما تعتبرونه أساسا ثابتا لفكركم الوطني فيما يخص قضيتكم ؟؟
ام أن ما يليق بنا كفلسطينيين لا يليق بالجماهير العربيه ؟؟
***

هل صحيحا هو المنطق الذي يدعي بأنه مادام السجين غير مهيئا للحريه , تصبح مصلحته تدعوا الى حرمانه منها ؟؟
هل هو منطقيا الإدعاء بأنه من غير مصلحه الأعمى أن يسعى لرؤيه النور لأنه لم يراه يوما وبالتالي فهو غير مهيأ له ؟؟
هل من المعقول أن نمنع شاباً من خوض غمار حياته مستقلاً بحجه أنه إعتاد العيش في كنف والديه وتحت رعايتهم الدائمه ؟؟

اعتقد حقا ان الحجه القائله بأن كون الجماهير العربيه غير مهيأه للديمقراطيه هو سببا وجيها لمنعها عنها , هو منطق خاطئ , فالجماهير التي تصل الى مرحله التضحيه من اجل نيل حرياتها الديمقراطيه تثبت بذلك انها قد وصلت حقا مرحله النضوج الكافي الذي يسمح لها بأن تخوض تجربتها , تُخطئ وتصيب , تتقدم وتتأخر , تنجح في تذليل عقبات وتعجز احيانا , ولفتره عابره , امام غيرها , ولكنها ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق اهدافها ولإنجاح تجربيتها
فمن نحن لندّعي لنفسنا الحق بالحكم على فشل تجربتها هذا حتى قبل أن تبداء ؟؟
وبأي حق نسمح لأنفسنا بالتشكيك في مقدره تلك الجماهير على تحقيق اهدافها , ونحن لم ننجح في المحافظه على وحده شعبنا رغم إدعائنا الإيمان بالديمقراطيه وتطبيقها ؟؟
اليس القليل من التواضع في هذا المجال هو من الصفات الحسنه والمحببه والمفيده ؟؟
***

لماذا نحصر خياراتنا فيما يتعلق بمواجهه إنتشار نفوذ الإخوانجيه , في معادله ناقصه تجعل الخيار محدودا في ’’ إما الأنظمه او الجماعه ’’ ؟؟
ألا ترون أن في ذلك إجحافا بحق كل القوى الوطنيه والديمقراطيه العربيه التي وإن كانت لاتزال طريه العود ,فهي مهيأه ضمن الظروف الجديده لأن تصبح عاملا اساسيا وفاعلا في المعادله الجديه ؟؟
ألا ترون بأن الحكم بفشلها في مواجهه النفوذ الإسلامجي مُسبقا هو حكم مجحف لا يأخذ بعين الإعتبار حركه التفاعلات التي تحررت بسقوط ادوات التسلط التي كانت تمنعها وتعيقها ؟؟
ألا ترون بأن التاقض ما بين فكر ’’الجماعه’’ وفكر قوى التحرر الديمقراطي هو تناقض مُرشح للبروز الى صدر الأحداث , ولا مجال لأحد لأن يلغيه إلا في حاله تحول فكر ’’الجماعه’’ من فكر ديكتاتوري أوحد الى فكر ديمقراطي , وهو تحول مُستحيل التحقيق لأن ’’الجماعه’’ ستُلغي عندئذ الإستثنائيه التي منحتها لنفسها بنفسها , عندما إدّعت إستمدادها شرعيتها من الدين الإسلامي الحنيف , وإحتكرته لنفسها , فجعلت نفسها فوق اي شرعيه دنيويه منبثقه عن الجماهير التي ستتحول في نظرها الى ’’جماهير كافره’’ إن هي لم تؤكد الشرعيه الدينيه التي تدعيها الجماعه لنفسها ؟؟
لماذا حكمتم مُسبقا على نتيجه هذا الصراع ؟؟
هل تعتقدون فعلا أن الجماهير التي هزت اركان أنظمه ما كان احد يتوقع تقهقرها عاجزه عن الدفاع عن مكتسباتها , وسترضخ لديكتاتوريه ’’الجماعه’’ بعد كل ما قدمته للتخلص من تسلط أنظمتها ؟؟
اليس في ذلك الكثير من الإستخفاف بتلك الجماهير وبمقدراتها ؟؟
***

ما يُطَبَق على ’’الجماعه’’ يمكن تطبيقه ايضا على ’’العسكر’’ , فهم وإن كانوا يمتلكون السلاح ومفاصل الحكم وبعضا من المصداقيه الناجمه عن موقفهم ’’الحيادي’’ في صراع الجماهير مع الحكام , إلا أنهم كانوا شهود عيان على مدى قوه الإندفاعه الجماهيريه , وليس في وسعهم إلا مراقبه التفاعلات السياسيه المدنيه , ومجاراتها , حتى لا تتعارض مع مصالح الوطن العليا , مثل وحده ترابه الوطني , او ’’ إستقلاله’’ ..او تَحَمّل وزر مذابح دمويه رهيبه بحق جماهير شعبهم , والإنضمام بذلك الى نفس اللآئحه الكريهه والمنبوذه التي تجمع بشار الأسد واحمدي نجاد ومعتوه ليبيا وكيم ايل جونغ ....
***

ماسبق من ملاحظات هي دعوه مفتوحه لبعض الإخوه لمراجعه مواقفهم , والتوقف عن البكاء على اطلال أنظمه بادت , والدفاع عن اخرى اتمنى ان تلحقها سريعاً ..
فتجربه شعبنا أثبتت بأن لاخلاص فعلي لشعبنا الفلسطيني ولا إنتصار حقيقي لحقوقنا في ظل هذه الأنظمه المتحكمه في رقاب الجماهير العربيه ..
فلنعود الى مشاربنا الفكريه الأصليه ..
ولنقف مع الجماهير العربيه ..
فهي الدائمه ..
اما الحكام المتسلطين ..
فهم حتما الى زوال ..

الأربعاء، ١٦ شباط ٢٠١١

العربي لم يكتشف حتى الان أنه , هو أيضاً , إنسان

من لم يذق ابدا طعم الحريه , يصعب عليه تخيل قيمتها
ومن لا يعرف قيمه الحريه , يصعب عليه التضحيه من اجلها ..

***

شباب عالمنا العربي عاشوا , ولا يزال الكثير منهم يعيشون مفارقه عجيبه غريبه لم يُكتَب في الماضي الآ لقله من البشر أن يعيشوها , فهم إمتلكوا بين ايديهم وفي بيوتهم كل ادوات الإنفتاح على العالم والتي أنارت عقولهم ومخيلاتهم بنور الحريه التي يتمتع بها غيرهم من شعوب الأرض , وبقيت اجسادهم أسيره عالمهم المصنوع من الجدران ..

فكيف بالنور والظلام , الحلم والواقع , الحق والظلم , الجمال والقباحه , في نفس المكان والزمان , وفي العقل والقلب , يتعايشان ....

***

العبد كان يتألم لأنه خُلِق عبداً , ويتمنى لو أن الله خلقه من جنس ولون الأسياد , ولكنه كان يعتبر أن معاناته ’’طبيعيه’’ لأن ’’مشيئه الله’’ خلقته عبداً وخلقتهم ’’أسياد’’ ..
فهذه هي ’’الثقافه المحدوده’’ التي سمحوا له بالتعرف عليها حتى يبقوا أسياد ..

المرأه كانت تتمنى لو ان الله خلقها غيرها لتستطيع ان تنعم , مثل الرجل , بحقها كأنسان , ولكنها كانت ’’ راضيه’’ عن واقعها , وتعتبر معاناتها ’’طبيعيه’’ وناجمه عن كونها خُلقت إمرأه , ’’ناقصه’’ , ومن ’’الجنس الضعيف’’ ..
فهذه هي ’’الثقافه المحدوده ’’ التي شبّعوها بها حتى يبقوا أسياد ..

والعربي البسيط كان يتمنى لو ان الله خلقه في النعيم ليستطيع التمتع بحريته كمن يلمحهم من حاشيه السلطان ..
ولكنهم جعلوه ’’قنوعا’’ بواقعه , بعد ان غرسوا في عقله بانه ليس إلا ’’عربي ’’ , وأن العربي مُطيع لولي الأمر , أمام ’’عظمته ’’ ينحني
اما ’’ الحريه ’’ فهي ’’غربيه غريبه ’’ لم تُخلق له ,
ف ’’حريه ’’ العربي يجب ان تبقى محدوده بالسقف الذي حدده له ولها ’’السلطان ’’ ..

***

العبد إكتشف يوما ان قيمه الإنسان لاتعتمد على لونه ..

والمرأه إكتشفت يوما أن قيمه الإنسان لا تعتمد على جنسه ..
اما العربي فهو حتى الان لم يكتشف , أنه , هو أيضاً , إنسان ..

الأحد، ١٢ كانون الأول ٢٠١٠

كنتم خير أمه أخرجت للناس .. ألم يبق فيكم قليل من الكبرياء ؟؟؟

 كٌتب في 21/12/2008
ونشر في مجله فلسطيننا 



أموال نفط العرب تتبخر في مصارف الغرب , وتذهب مع الريح هباء ..
والفقر القاتل , والعوز والجوع والتخلف , يضرب أطنابه في وطننا العربي , من اقصى المغرب , حتى صنعاء ..
وأدمغتنا تباع وتشترى , وتغادرنا الى مخابر الغرب , مثل اسراب الطير , وتذهب كلها هباء ..
وأحلامنا بالحريه والنعيم والحياه الكريمه تتحول الى احلك من كابوس في ليله ظلماء ..
ويقف قادتنا ذليلين محنيي القامه أمام مغتصبي الأرض والعرض والأمه , يحدثوننا عن ’’الأعتدال’’ , بلا خجل ولا حياء ..

***

القدس تستنجد , وبغداد تنادي , وبيروت تضمد الجراح , وقادتنا الملهمين يشبعونا كل يوم خطبه عصماء ..
وصعاليك الصهاينه يعربدون ويقتلون في الخليل وحيفا وفي بغداد والبصره وكربلاء ..
وقادتهم يسرحون ويمرحون في كل عواصم العرب الغراء ..
وأرضنا تًهوّد كل يوم , ومنها نُشّرَد ونطرد , وتنساب بين اصابعنا تماما مثل الماء ..
واحمد الفلسطيني , في سجن غزه , يبحث عن لقمه عيش بين أكوام القمامه, تدفع عنه شبح الجوع , ووالداه في كوخهم المظلم , يتضرعون لرب العزه , بالدعاء ..
ليحميه معهم من ظلم ذوي القربي و ’’الإخوان’’ والغرباء ..
وأخاه محمد , في الضفه , يستذكر صبر أيوب , في كل مواجهه مع اللقطاء ..
وثالثهم عيسى الجليلي , يواجه المحرقه بكل عنفوان وكبرياء ..
ورابعهم في مخيمات اللجوء , مٌراقب , مٌقيّد , مٌحاصر في وطنه العربي وكأنه اصبح من الغٌرباء ..

***


جنرالات وعمداء وألويه , أتخموا وتكرشوا وترهلوا , حتى اصبحوا هم الوباء ..
وجيوش اصنام مليونيه , تخشبت في ثكناتها , وأسلحه تكدست وصدأت , لاتستحق إلآ الرثاء ..
ومثقفين وأئمه وساسه , مرتزقه , يكيلون المديح للسلطان المخصي الذليل , بكل نفاق , ويكثرون الثناء ..
وآخرين , بإسم الدين والإسلام , يخدمون العدو ويمعنون بالأمه إنشقاقا وعداوه وجفاء ..
وشعب مسكين , أسقط في يداه , لا يملك من الحيله إلا الشتيمه أوالدعاء ..

***

تباً لأمه , يعيد لها شرفها المفقود , حذاء ..
ويقف قادتها , أذلآء , حانين قامتهم امام مغتصب حرماتهم , يبتسمون تملقاً ورياء ..
وأرضهم وعرضهم ومقدساتهم , تُستباح , أمام أعينهم , ويًطأطؤون الرأس ذُلاً ولعدوهم يعلنون الوفاء ..
ويعملون على غرس ثقافه الإستسلام والخنوع وبيع الأرض والعرض , وكأنها هي الدواء ..
وأما مقاومه المحتل الجشع الطامع , فهي بالنسبه لهم كانت هي الداء..


***

يا قوم ..
يا امه ..
كفاكم بكاء ..
فلقد كنتم خير أمه أخرجت للناس ..
ألم يبق فيكم قليل من الكبرياءا ؟؟؟

*** يا قوم ..
لا تحتفلوا ولا تكتفوا بالحذاء ..
فهو لم يكن إلا دعوه مفتوحه ونداء ..
لمواجهه حقيقيه شامله مع كل العملاء ..
وكل الدخلاء , والطامعين الغرباء ..
أن إكسروا القيد المكبل لإرادتكم ..
فلا زلتم امه العظماء ..

***

تذكروا دوما ذاك الكهل الذي حُوصر في مقاطعه متهاويه جرداء ..
تذكروا سيد الشهداء ..
على ضؤ شمعه في ليله ظلماء ..
وعيونه المتعبه البرقاء ..
يحاول بث إراده التحدي والصمود فيكم , والكبرياء ..
ويردد ..
’’لا يزال في أمتي قوم من الجبارين ,
على الجمر قابضين ,
وحول القدس موحدين ,
والى النصر ذاهبين ...
وما عدا ذالك ..
فشهداء ..
شهداء ..’’

***

لا تنسوا أبداً انكم امه الشرفاء ..
فأرفعوا رؤوسكم شامخه بالسماء ..
وللحق والعدل إبقوا أوفياء ..
وأرفعوا التحدي بكل عزم وكبرياء ..
ولا تكتفوا أبداً بالحذاء ..
وبكل الوسائل طهروا أرضكم من العملاء والغرباء ..
حتى لو تطلب ذلك بحراً من الدماء ..
فشرف الأمه المفقود لن يعود أبداً بحذاء ..
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ما بين الوهم والأمل .. قليلاً من البصر ..

حدثتني جدتي , رحمها الله , فقالت ..
’’ في احد المشافي , وفي قسم الأمراض العضيله , كان هناك مريضان في غرفه صغيره , لها نافذه واحده , احد هؤلاء كان عاجزاً لا يستطيع الحراك , والآخر ورغم مرضه الفتاك , كان يستطيع الجلوس في فراشه ساعه باليوم , فما كان من الأطباء إلا أن وضعوه بجانب النافذه , والآخر في الزاويه الأخرى البعيده ...
كل صباح , كان المريض’’ القادر’’ , يجلس امام النافذه ساعه , ويتأمل طويلا خارجها , فما كان من المريض المقعد إلا أن طلب منه يوما وبرجاء ان يصف له ما يراه من النافذه , علّ ذلك يساعده قليلا على تحمل عجزه عن الحراك , فإستجاب المريض الأول لطلبه بيسر وسرور , وبدأ يروي له مشاهداته عبر النافذه الصغيره ....
وعلى مر الأيام , كان المريض الأول يسرد لشريكه الذي اعجزه المرض , صوراً من الحياه الطبيعيه السعيده التي يراها عبر النافذه , فحدثه عن تلك الحديقه الواسعه الخضراء الموجوده مقابل النافذه , وعن الأشجار المعمره والمثمره التي تزينها , وعن الأمهات الذين يصطحبون اطفالهم كل صباح الى تلك الحديقه الجميله ليلعبون ويسرحون ويمرحون , وحدثه عن ذلك العجوز الذي إعتاد القدوم دوما الى الحديقه ليطعم الحمام والعصافير الملونه الجميله ببعض الحبوب التي تملاء , بالعاده , جيوبه , وسرد له كيف كانت العصافير تغرد بمجرد قدومه , وكيف ان بعضها إعتاد الهبوط على أكتاف ذلك الكهل , لتأكل من يداه بعضاً من حبوبه اللذيذه , كما حدثه عن هؤلاء الرجال الذين يسعون صباحاً الى رزق كريم , وعمل مثمر , وعن هؤلاء الصبيان والصبايا , والشباب والشابات الذين يسعون لمستقبل عامر وسعيد من خلال العلم والدراسه , والمثقلين بحقائبهم الدراسيه كل صباح في طريقهم للمدارس والجامعات ....
ومرت الأيام , وكان فيها المريض المشلول ينتظر بفارغ الصبر تلك الساعه التي سيجلس بها شريكه امام النافذه , ليرى من خلال عيونه , الحياه الطبيعيه السعيده ...
وفي احد تلك الأيام , طال إنتظار المريض المقعد إستيقاظ شريكه , وعندما أعلمته الممرضه ان روح شريكه في العذاب قد إرتقت الى بارئها , بكى وحزن وصلى ترحما عليه ....
وعندما زاره الطبيب يوما ,وكان قد إشتاق لنسمه الحياه المٌطله من النافذه , طلب منه أن ينظر منها , ويحدثه عن مايراه , فتفاجاء الطبيب من الطلب , وأعلمه ان النافذه تطل عل حائط بنايه شاهقه , يحجب أي رؤيه منها , وكانت مفاجأه الطبيب اكبر عندما حدثه المريض عن كل ما كان شريكه في الغرفه يرويه له من مشاهدات جميله , حيث ان الطبيب يعلم جيدا أن الشريك المذكور كان ضريراً ’’ ..
وتوقفت جدتي عن السرد , ونظرت الي , طويلا , بعيونها الثاقبه , لترى علامات الإستفهام والتعجب على وجهي ....
وتابعت بصوتها الحنون ....
’’ أبدا يا إبني لا تقبل ان ترى الحياه من خلال عيون الآخرين , ولا تصدق دائما ما ينقلوه لك , فالله تعالى وهبك عيون لترى من خلالها , وحتى لو كانت هناك مشقه كبيره من اجل ذلك , فلا تبخل على نفسك ببذلها ’’ .....

***
أتذكر حكايه جدتي هذه كلما أمعنت النظر في اوضاع غزه ....

ف’’العميان’’ هناك كثر …
ورغم جدران السجن الكبير التي تحيط بهم من كل حدب وصوب …
ورغم إنعدام مقدرتهم على رؤيه حقيقه العالم الذي يعيشون به …
لايزالوا ينقلون لأهلنا هناك صوره مغلوطه عن الواقع …
ويعدوهم بجنه تجري من تحتها الأنهار …
وبالمن والسلوى المحمله على ظهر سفن كسر الحصار …
وبتحويل غزه الى قوه عظمى …
وبؤره إشعاع ثوره إسلاميه شامله قادره على مجابهه العالم …
وفرض نفسها عاصمه إماره خلافه إسلاميه مزدهره وعادله …

وأما العجزه الذين سلموا مقدراتهم على الرؤيا والتحليل والتفكير لهؤلاء العميان
فهم في غزه أكثر ...

كُتب في 4/12/2008

في زمن غابت فيه الإراده ..
وإنحنت فيه القامآت ..
وأصبح فيه الشموخ خطابا ..
والكرامه مجرد ذكرى لمعركه ..
والتهدئه المنقوصه قمه الإنجازات ..
والمفاوضات الأزليه إستراتيجيه وحيده ..
والمقاومه خيانه ..
والعماله وجهه نظر ...

في زمن اصبح فيه النضال إعلانا مدفوع الأجر في صحيفه صهيونيه ...
وفيه حلت الكلمه مكان الطلقه ..
والقلم بديلا وحيدا للمدفع ..
والإبتسامه المصطنعه مكان الغضب الحقيقي المتفجر ..

في زمن اصبحت فيه إستراتيجيه التحرير دعايه وإعلاماً وإعلاناً ..
وحلت فيه صالات عرض أزياء ’’بيير كاردان’’ و’’غوتشي’’ , وصالونات الإناقه والجمال بديلا عن غرف العمليات ..
وفيه تم إستبدال رحى المعارك بصالات الفنادق ..
وفيه اصبح اللون الكاكي مجرد ماضي عفا عنه الزمن ..
والحطه مجرد رمز لكهل نخر السم عظامه ..

في زمن تاه فيه حامل البندقيه ..
ما بين فدائي ومجاهد ورجل أمن ..
وتحول فيه الفدائي الى مجاهد ..
واصبح فيه الإلتزام يقاس بطول اللحيه ..
والإيمان بعدد الركعات ..
وأصبح فيه قتل الأخ وسحله وتشويه جثته مهمه جهاديه ..
والإختطاف والسجن والتعذيب والتنكيل نقداَ دارجأ ورائجاً ومقبولاَ ..
وعلا فيه امن التنظيم على امن الوطن ..
ومصلحه المجاهد على مصلحه المواطن ..
وإختزل فيه الفلسلطيني بمسلم ..
وفلسطين بإماره ظلام ..

في زمن أصبح فيه خريج زوايا المساجد قائدا ..
ومن حفظ آيه قرآنيه ورددها مفتيا ..
وحل فيه خطيب الجامع مكان المحلل السياسي ..
والتافه مكان المفكر ..
وحلل فيه الصغير لنفسه تحقير الكبير ..
وفيه حلت القباحه مكان الجمال ..
والكابوس مكان الحلم ..
والقمع مكان الحريه..
وفيه اصبح الوطن اوطانا ..
وأجنحته سجونا ..
والمواطن ضحيه ..
والمناضل سجانا وجزارا ..

***

في زمن الإنحدار هذا ..
زمن السلام الموعود ..
والجهاد المكتوب ..
والركوع الواجب والمفروض ..

هناك حقيقه ثابته , أبدا لايجب عن بالنا أن تغيب ..

الصهيونيه كانت ولا تزال أم الأمراض الفتاكه القاتله ..
تشبه السم الزعاف ..
الى جسمنا الوطني والإسلامي والقومي ,من كل المسامات , تتسلل ..
وفي شرايننا , مثل السرطان , تتغلغل ..
وهي تمام كالحرباء بكل الألوان تتلون ..
وقناعها الجميل في ليفني يتمثل ..
والقبيح في ليبرمان وامثاله من زعران حيفا والقدس , يبرز , وفي القدس يتأصل ..
والمجرم الدموي القاتل , في باراك وموفاز وغيرهم من جنرالات الدمار ,يتألق , وما بينهم يتبدل ...
والمتلون في الثعبان بيريز وأمثاله , بحب السلام تتشدق , والى عواصم العرب تتسلل ..
وفيها وفي ثقافتنا تتغلغل ..
وإرادتنا تكبل ..
وفي قلوبنا تزرع اليأس والخنوع المزلزل ..


الصهيونيه كانت ولا تزال ام الأمراض القاتله ...

وهي لن تتوانى , كما عهدناها في الماضي القريب , عن إستغلال كابوس العالم الإقتصادي الجديد , من اجل المضي قدما في سحقنا وشعبنا ..
ولن تذخر جهدا , كما رأينا في الفتره السابقه , عن إستغلال سذاجدتنا وعللنا وامراضنا وصراعاتنا وتشرذمنا , من اجل إمتطائنا وتحويلنا الى حصان طرواده جديده , لإختراق عالم عربي وإسلامي فيه المقدره والإراده والتفكير ,مكبل ..
وضمير عالمي مطاط وإنتقائي , نخرته عقده الذنب , وينتظر بفارغ الصبر لون الحرباء المحبب والجديد المُفضل ...

على نار صراعاتنا تنفخ ..
وفي بَريٍ حب الذات لبعضنا تفلح ..
ومن سذاجه بعضنا تتغذى وتنضح ..
ومن غباء الآخرين تستمد الحجج والبراهين ..وتستغلها , وتنجح ..

أرضنا تأكل وتسرق , وعليها تتوسع ..
تاريخنا تزّيف , وآخر وهمي تبني وتنشر وتُجذر ...
وحضارتنا تدمر , وعلى أنقاضها , حضارتها المصطنعه المزوره , تعزز وتنشر ..
وبتدمير مستقبل حلمنا الوطني تنذر ..
وإشخاصنا بعنصريه تبغض وتكره وتٌحَقِر ..
وشبابنا في سجونها تطحن وتقمع , وفيهم الإنسانيه تقتل وتدمر ...
وأطفالنا , عنهم نور المستقبل , تحجب وتمنع ..
وقلوبنا , فيها الأمل تقتل ..

إنها أم الأمراض ...
وهي السم الزعاف ...
والى أبد الآبدين ستبقى عدونا القاتل ...
ولاحياه لنا بوجودها ..
وسيادتها تعني إنقراضنا ..
إنها نقيضنا ..

ومن يحلم بمهادنه حيه التبن ..
سيموت حتما بلدغاتها ...

في ذكرى الإنتفاضه ...
هل من معتبر ؟؟؟

اسئله قديمه ... ومكرره ... ولكنها لا زالت بدون جواب ...

كُتب في 22/29/2008
ونُشر في مجله فلسطيننا


الأحداث تتوالى , والوقائع تفرض نفسها علينا يوما بعد آخر , و’’نضطر’’ للتعامل معها ,عبر حركات ’’تكتيكيه’’ , حتى لا اقول ’’إرتجاليه’’ , دون ان يكون أمامنا (بالظاهر) اي نظره إستراتيجيه واضحه , تضع الحدث نفسه في سياقه الطبيعي , وتضع ’’موقفنا’’ منه ضمن توجه عام واضح المعالم يذهب بإتجاه تعزيز تطلعاتنا الإستراتيجيه , واهدافنا بعيده المدى ....

ف’’مصارع الثيران’’ , لا يلوح بخٌرقته الحمراء فقط من اجل تفادي قرون الثور الهائج وحرفها عن جسده , بل يقوم بذلك من اجل تحقيق هدف اللعبه النهائي (تركيع الثور) , عبر إنهاكه بأقل جهد ممكن , وإجباره على كشف جوانب جسده , ليسنوا له توجيه الضربات , والتي بتكرارها تؤدي الى إنهيار قوه الثور , وتفتح المجال لتوجيه الضربه له في مقتله ....

من الواضح لمن يتابع ’’لعبتنا’’ , ان ثيران اليوم التي تتكالب علينا , تمتلك إستراتيجيات واضحه , هادفه لتركيعنا , ليتسنى لها توجيه الضربه لنا في مقتلنا , وهي تتحرك ضمن خطط عمل واضحه المعالم والأهداف , وكل حركه من حركاتها مدروسه ومٌركزه, وفي مكانها الصحيح ضمن السياق العام ..
وأما نحن ,
فنقف في وسط الحلبه ,
ظاهرنا حائرين ,مترددين , نلوح بخٌرَقِنا الحمراء شمالا ويمينا , علٌها تقينا شر الضربه الأقرب ...
واما ما قد يليها من ضربات , فهي غائبه كليا عن تفكيرنا ...
وإتجاهها نعتمد مقوله...
’’ للكعبه رب يحميها ’’ ...
و’’لكل حادث حديث ’’ ...

فعلا , ك’’البهلوانات’’ اصبحنا , في حلبه صراع لا تحتمل ’’التجريبيه’’, واقل من ذلك ’’ الإعتماد على الحظ’’ , وحركاتنا قد تٌبعد عنا مؤقتا ضربه الثور الفاشي الأسود , ولكنها تكشف مقتلنا للثور الصهيوني , فنستدير لتلافي ضربته القاتله وإذ بنا نكشف من جديد مقتلنا للفاشيين الجدد ...

هدف اللعبه رأسنا الفتحاوي , ومشروعنا الوطني برمته , وهي لعبه ’’محترفين’’, نافذي البصر , وشمولي البصيره , وهدفنا فيها يجب ان يكون واضحا ...
وضع كل حركه ونقله في مكانها السليم ,
ضمن خطه عمل كامله متكامله ,
موجهه لتحقيق الهدف الأسمى والنهائي للعبه ,
وهو إنتصار مشروعنا الوطني ,
وفرض حق شعبنا بالحياه الحره الكريمه بعيدا عن...
عبوديه الإحتلال الصهيوني ,
وديكتاتوريه امراء الظلام الفاشيين الجدد ...

ضربات قاسيه تلقيناها , و’’نفدنا’’ منها , والظاهر اننا لم نتعلم منها الكثير ..
وبعد كلٍ منها , جلسنا نهنئ النفس بأننا لا نزال احياء , دون ان ننظر حولنا للضربات الأخرى التي لابد وان تليها (ما دمنا أحياء, ومتمسكين بحلمنا الوطني ) , ودون ان نحصن نفسنا امامها ,على الأقل , لتفاديها ....

’’سلام الشجعان ’’ العزيز على قلب الأخ ابو عمار, ترنح تحت ضربات قرون الثور الصهيوني ,وسقط سلام الشجعان هذا بإستشهاده وحيدا محاصرا في غرفته الصغيره , في المقاطعه المهدمه والمحاصره بالأعداء و’’الأصدقاء’’ , وإعتقدنا ان التلويح بخٌرقه ’’الإصلاح ’’ و ’’الديمقراطيه ’’ , وبخٌرقه تثبيت دعائم ’’سلطه’’ على جٌزرنا المعزوله والمٌسَيجه بجدران الأعداء , ستكفينا لسد فجوه إختفاء المايستروا العظيم ....
خٌرقه الديمقراطيه إستغلها الثور التكفيري , ليوجه لنا ضربته الثانيه, بعد ان كان قد إستغل خرقه الإصلاح, ليغطي فاشيته التكفيريه بهاله من الزهد والخلق المستقيم , تماما كما كان قد إستغل سعينا ل’’سلام الشجعان’’ ليلتحف بهاله ’’مقاومه إلهيه مقدسه’’ تٌغطي شغفه للجاه والسلطان , وعشقه للسلطه الديكتاتوريه الواحده ...
ومن جديد وجدنا انفسنا في وسط حلبه الصراع , نلوح بخرقه ’’العقاب الدولي’’ , او ’’الوحده الوطنيه ’’ , وعليها إعتمدنا آملين منها تليين موقف الثور التكفيري , وتركيعه ليتسنى لنا إستعاده المبادره منه ....
ومن جديد , ادرنا ظهرنا للثور الصهيوني الذي تغاضى عن التكفييريين , وإعتمد على قصر نظرهم وحبهم للسلطه والنفوذ , وتمسكهم بها , ليمزق امام اعيننا خرقه ’’السلام ’’, بإدعاء ضروره قتلنا للثور التكفيري قبل ان نكون مؤهلين للعب دور الند في لعبه التفاوض من اجل ’’السلام’’ ...

وهكذا ...
بإستطاعتنا الإستمرار بسرد وقائع التكامل الوظيفي ما بين صهيونيه طامعه بأرضنا وحقوقنا , وتكفييرين طامعين بفرض سلطتهم ونفوذهم على كامل شعبنا , وضرباتهم المتعاقبه والمتتاليه التي وجهوها لنا ولا يزالوا ,
كل ذلك ونحن قابعين في وسط حلبه الصراع , نلوح بخٌرَق حمراء باليه , تاره بلون ’’التمسك بالمفاوضات ’’ , وتاره بلون ’’ التمسك بالحوار ’’ , عََل هذه او تلك , تقينا ضربات هذا او ذاك من هذه الثيران الهائجه التي تكالبت علينا وعلى حلمنا الوطني ....

لنكن واضحين ...
لست بصدد إدانه المفاوضات ولا التمسك بالحوار , فهي , إن نظرنا اليها بالمطلق, وضمن الأوضاع الحاليه , تبقى المنافذ الأمثل, للخروج من فوهه البركان بأقل الخسائر الممكنه ....
ولكن للمفاوضات شروطها وللحوار شروطه أيضا ...
فمفاوضات دون ان نعمل على تجميع مصادر قوتنا ووضعها في خدمه تقويه مواقعنا فيها , ستبقى تميل لصالح الطرف الأقوى , وهي (بهذا الشكل ) في احسن الأحوال مضيعه للوقت وترف فكري ونظري لا يقي شعبنا ويلات محرقه الثور الصهيوني , واما في اسوائها , فهي قد تؤدي الى إضمحلال محتوى كل حق من حقوقنا الوطنيه المشروعه ...
وحوار دون تجميعنا لعوامل قوتنا ورصها لتعزيز موقعنا امام اطماع الثور التكفيري, لن تقي شعبنا كل إسقاطات الإنقلاب الأسود , ولن ترفع الغمامه السوداء عن اهلنا في غزه , بل هو مضيعه للوقت وترف فكري ونظري سيسمح للتكفيريين بتعزيز مواقعهم ودعائم ديكتاتوريتهم الظلاميه السوداء في غزه بإحسن الأحوال , واما بأسوأها فستفتح لهم المجال لمد سحابه غمامتهم المظلمه على ما تبقى من أشلاء الوطن ...

فمتى سنمتلك إستراتيجيه واضحه المعالم وشفافه , نجمع حولها رَبعَنا الفتحاوي كاملا , وكل القوى الوطنيه الفلسطينيه , ضمن إطار جبهه وطنيه عريضه متماسكه ومتلاحمه امام اعداء حلمنا الوطني ...
متى سنواجه تمييع هذا وذاك لمعاني ’’المفاوضات’’ و’’الحوار’’ , وإبراز اطراف مخالبنا , من خلال إستراتجيه تجميع القوى , ودراسه البدائل الممكنه , والتلويح بها ...
متى سيٌظهِر المتمسكين ببقايا ’’الورقه الفلسطينيه’’ منا , انها في خطر , وانهم بوحدهم , وبالأسلوب الذي إتبعوه حتى يومنا هذا , غير قادرين على الحفاظ على بقاياها , وأقل من ذلك إستعاده ما فقدوه منها ...
متى سنعلوا عن مصالحنا الآنيه الضيقه , ونرتقي الى مستوى التحديات , ونضع مصلحه المجموع الوطني فوق كل المصالح والإعتبارات الأخرى ...

اسئله قديمه ...
ومكرره ...
ولكنها لا زالت بدون جواب ...

وتبقى إستراتيجيه السلام ,والشرعيه الدوليه, صحيحه ...

  كُتب في 23/8/2008 ونُشر في مجله فلسطيننا

وتبقى إستراتيجيه السلام ,والشرعيه الدوليه, صحيحه ...




التهديد باللجوء الى الدعوة بإعاده النظر بالإستراتيجيه الفلسطينية المٌقره في دورة المجلس الوطني الفلسطيني (الجزائر 1988 ) , والتي جاءت بعد تطور تدريجي في الموقف السياسي الفلسطيني وتحوله من هدف ’’الدولة الديمقراطية على كامل الأرض الفلسطينيه’’ , الى إعتماد مرحلية تحقيق الهدف ’’ إقامة السلطة الوطنية على أي شبر من فلسطين ’’ وصولاً الى ’’إستراتيجية السلام ’’ (الدولة المستقلة على كامل الأراضي المحتله عام ال67 , وحق عودة اللآجئين الفلسطينيين , والإلتصاق بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ), وإعتماد إستراتيجية فلسطينية جديدة مبنية على الدعوة لإقامة دولة ثنائية القومية *(1),عندما يصدر عن مفكر ومثقف فلسطيني , مثل الدكتور سري نسيبة *(2) ,المعروف بلعب دور الإليكترون الحر , الذي يستكشف المخارج والحلول الممكنة للعٌقد الفكرية والسياسية المختلفة , يبقى في الواقع تهديداً محدود الأثر, ومساهمة في حوار فكري شبه مغلق في دوائر ثقافية وفكرية محدودة ....
ولكن مثل هذه الدعوة , عندما تَرِد على لسان أحد القادة التاريخيين لحركة فتح , كعضو لجنة مركزية , مفوض تعبئه وتنظيم (بالداخل), رئيس وزراء سابق , رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض , والذي تعتبره الأوساط السياسية الدولية بمثابه الرجل الثاني في مركز القرار الفلسطيني ..رجل بحجم وثقل وأهميه الأخ ابو علاء *(3) , عندئذٍ , تكتسب هذه الدعوة نفس ثقل وأهمية طارحِها , ومنه تكتسب صفه شبه رسمية , من حيث إستحالة كونها قد طٌرحت بمعزل عن بقية المٌشاركين في مركز القرار الفلسطيني , وإن اْضفنا لذلك , التوقيت (مابين تصريحات الدكتور نسيبة الأولى لمجلة القدس العربي *(2) , وتصريحه الثاني*(4) ),علاوةً على الصمت المٌصم للآذان عند الناطقين الرسميين للسلطة على هذه الدعوات , عندئذ ,تثير مثل هذه الدعوة الكثير من التساؤلات , حيث تبدو تلك وكأنها بالون إختبار من الوزن الثقيل, المٌنسَق له ما بين العديد من أطراف مركز القرار الفلسطيني , هادف لجس نبض القوى الحية والفاعلة في الشعب الفلسطيني , ولبعض القوى الصهيونية ,وكمحاولة إستكشاف بدايات منعطف جديد في التوجه الرسمي الفلسطيني ,,.....
....
وعندما ننظر بتمعن في ماضينا القريب , ونلاحظ الدور الطلائعي الإستكشافي الذي لعبه كل من المرحوم عصام السرطاوي , والسيد بسام أبوالشريف , وعدد آخر من الأخوة مثل الشهيد سعيد حمامي , في إستكشاف بدايات طريق ’’إستراتيجية السلام الفلسطينية ’’ الحالية والقائمة على الإعتراف المتبادل , يصبح من الطبيعي أن نتساءل عن إمكانية أن يكون التهديد بالدعوة الى ’’الدولة ثنائية القومية ’’ هو دخان يٌشير الى ’’طبخة سياسية ’’ تغلي على نارٍ هادئة في مطبخ مركز القرار الفلسطيني ...
مما يستدعي تساؤلات وملاحظات عدة لابد أخذها بعين الإعتبار قبل التوغل بعيداً في هذا ’’الطرح’’ الجديد ....
فعدا عن صورة العجز والتأرجح التي توحيها خطوة التهديد بالإنتقال من إستراتيجية لإخرى مختلفة كلياً ومتناقضة مع الأولى ...فان ايّ تهديد لعدو , لا قيمة له إذا حمل في طياته مخاطر اكثر فتكاً للطرف المٌهدِد منها للطرف المٌهَددَ , وهذا ما أرغب اثاره الإنتباه اليه , حيث أن مثل هذا التهديد يحمل في مضمونه وطياته (وجلُ من لايٌخطئ ) مخاطر جمة وقاتلة لمسيره النضال الفلسطيني متمثله بإسقاط دعائم أساسية لفكر حقبةٍ تاريخيةٍ هامه من نضال شعبنا ...
نذكر منها للمثال وليس الحصر .....

*أولا...الدعوة لإقامه دولة ثنائية القومية , تتضمن إعترافاً فلسطينياً واضحا ب’’حقيقة’’ أوهام طالما عملت الصهيونية على غرسها في الضمير العالمي , أوهام تدّعي بأن يهود العالم يٌشكلون شعباً وقومية , وهي ’’حقيقه’’ تفتقد الإثبات , ولاتزال معركة تعريف اليهودي محتدمة حتى في الأوساط اليهوديه نفسها , ورغم سباق مجموعات الضغط الصهيونية المٌختلفة مع الزمن لإنتزاع إعتراف العالم بحقيقة هذا الوهم , كخطوة اولى بإتجاه إعتراف الجميع بأن ’’دوله إسرائيل ’’ هي الوطن القومي لكل يهود العالم , فهي لم تستطع حتى يومنا هذا تحقيق إختراق نوعي في هذا المجال, ولا تزال تواجه تيارًا فكرياً هاماً يجمع أيضاً عدداً هاماً من مفكرين وشخصيات يهود يصّرون على حقيقه إنتمائهم الثابت لقوميات بلدانهم الأصلية , ويرفضون الوهم الصهيوني الذي يعمل على تلبيسهم بالرغم عنهم, قومية وهمية مصطنعة لخدمة أهداف كولونيالية توسعية ...وبالمقابل فحقيقة إنتماء الشعب الفلسطيني الى الأمة العربية , هي حقيقه تاريخية ثابتة غير مشكوك بها من أحد , بل حتى ان الصهيونية نفسها تستعمل هذه الحقيقه الثابتة للترويج لحل التطهير العرقي عندما يطالب عتاة الصهيونية ب’’نقل’’ العرب الفلسطينيين الى بلاد العرب العديدة والواسعة ...
فما هي مصلحتنا كشعب فلسطيني عربي أصيل , بالتبرع بالإعتراف الطوعي ب’’حقيقة’’ وجود قومية ’’يهودية’’ عبر مطالبتنا لها بالتفضل علينا بحق المساواة معها على أرض وطننا ؟؟؟
الآ يشبه ذلك , النصف الثاني من عملية ’’الهاراكيري’’ اليابانية , بعد ان كان إعترافنا ب’’دولة إسرائيل’’ بمثابه النصف الأول من تلك العملية والمتمثل بزرع نصف السيف في أحشائنا ؟؟؟
ألا تمثل مثل هذه الدعوه مقدمة إعتراف ’’مركز القرار الفلسطيني’’ باليهود , كشعب ؟؟؟
أليس في ذلك مساهمةً جدية ومجانية من ’’دعاة التهديد بالدولة ثنائية القومية ’’ بإختراق صهيوني نوعي للصف الفلسطيني والعربي والدولي ؟؟؟

*ثانيا...بعد إعترافنا ب’’إسرائيل’’ في حدود السبعة وستين كدولة ذات سيادة على أراضيها , والذي يتضمن ضمن ما يتضمن إقرارنا بأننا لا ننازعها أراضي ما قبل السبعة وستين , والذي يعني أيضاً أننا كشعب فلسطيني لاعلاقه مباشرة لنا في تطور أوضاعها الداخلية , وبعد إعترافنا الضمني بأن الأراضي المحتلة عام ال67 هي أراضٍ متنازع عليها (المفاوضات تجري اليوم لحسم هذا النزاع ) , فما الذي يمنع الساسة الصهاينة لتلقف الكرة المٌقدمة لهم مجاناً في طيات الدعوة لحل ثنائي القومية , ليوغلوا في هذا الطرح ,على أساس أن تكون الأراضي’’ المٌتنازع عليها ’’هي مكان اقامة الدولة ثنائية القومية , يتعايش بها ’’قوميتان’’ ’’يهودية’’ و’’فلسطينية عربيه’’ بحقوق متساوية (حق العودة والتملك والإقامة للطرفين..ألخ) , وتقاسم واضح للسلطات بين ’’القوميتين’’ , ونظام مٌحدَد بدقه’ يضمن لكل ’’قومية’’ حقوقها وموقعها ومصالحها ؟؟؟
هل بنا نقبل غداً برئاسةٍ عربيةٍ ورئيس وزراء يهودي ووزير داخلية عربي واخر للخارجية يهودي ,في دولتنا ثنائية القومية ؟؟؟
هل بنا نقبل أوهام ’’المصالح التاريخيه ’’ لل’’القوميه اليهوديه’’ في أراضِ السبعة وستين بما فيها القدس الشريف ؟؟؟
ألا يتماشى ذلك مع أقصى أمنيات الصهيونية التي تسعى منذ إحتلالها للضفة الغربية والقدس , لإنتزاع إعتراف فلسطيني بحق اليهود التاريخي المزعوم في الخليل ونابلس والقدس وغيرها من أراضي الوطن الفلسطيني ؟؟؟
هل درس الأخوين أبو العلاء ونسيبة عمق الخلافات في تركيبة الدول ثنائية القومية , مثل المملكة البلجيكية , بين الفلاماند والوالون , ومدى عمق الشرخ القائم هناك والذي قد يؤدي الى تقسيم المملكة , رغم حقيقة وجود القوميتيين هناك وحقيقة إرتباطهاما التاريخي بأرض وطنهم ؟؟؟ أليس هذا هو المصير الحتمي للدولة ثنائية القومية التي يدعون لها ؟؟ وهل هذا هو المستقبل المٌنتظر لمثل هذه الدولة (صراعات وخلافات , إنشقاق وإلتحاق ’’اليهود’’ بدولتهم ’’القومية الاٌم’’ , وإلتحاق الفلسطينيين بالأردن ) ...؟؟؟

*ثالثا ...الصف الفلسطيني فيه ما يكفيه اليوم من التناقضات العميقة , فإستراتيجيه السلام الواقعية تواجهها دعوة ديماغوجية لإستراتيجيه حرب وهمية , ومشروع الدولة الديمقراطية تواجهه دعوة إنتهازية لمشروع دولة إسلامية ...تناقضات عميقة أدت الى شرخ ساحق الهوه في الوطن والشعب ...أليس توقيت هذه الدعوه وطريقة عرضها , سيسكب المزيد من الزيت على نار التناقضات الداخلية , وسيعطي مزيداً من الحجج للتكفيريين للتوغل في غيّهم , ولللَغ أكثر فأكثر بدماء ابناء الخط الوطني الديمقراطي , وخاصة الفتحاويين منهم ؟؟؟

*رابعا ...الصف الفتحاوي ,أيضاً , فيه ما يكفيه اليوم من خلافات تدور بأغلبيتها حول ’’إستفراد مركز القرار’’ بتقرير مصير الشعب الفلسطيني, من خلال مفاوضات سلام لم تأت ثمارها , ولم تمنع العدو من إلمضي قدماً بتقويض الحلم الوطني الفلسطيني ...ألا تحمل هذه الدعوة ,بتوقيتها (قبيل إنعقاد المؤتمر العام السادس للحركة) , وبطريقة إعلانها (من خلال الصحف ودون أي نقاش داخلي واسع وشامل ) , ألغاماً جديده ,لاحاجه لنا بها , تٌضاف الى كل الألغام المؤقتة والكامنة المزروعة في طريق وحدة الصف الفتحاوي وتوافقه ؟؟؟؟

*خامسا...في الوقت الذي أصبحت به ’’عبثية المفاوضات ’’ حجه ومبرر لكل المعارضين ل’’مركز القرار’’ , المخلصين منهم والإنتهازيين والعدميين والتكفيريين ... ألا تظهر هذه الدعوة وكأنها إعتراف ب’’عبثية المفاوضات’’ وفشلها , وكمحاولة هروب الى الأمام من مسؤولية الإعتراف بهذا الفشل الى متاهات حلول خيالية وهمية , ستخلق بدورها صراعات فتحاوية ـ فتحاوية , وفلسطينية ـ فلسطينية , وفلسطينية ـ عربية ؟؟؟

*سادسا ... مركز القرار الفلسطيني يطالب بشدة بقية الأطراف الفلسطينية ,الإعتراف بمقررات الشرعية الدولية , وبقرارات المجالس الوطنية , وبالمبادرة العربية للسلام , كخطوةٍ هامة وضرورية للتقدم في مشروعنا الوطني , فكيف بنا نتجاوزها كاملة عبر الدعوه لتبني إستراتيجيه أخرى ؟؟؟
والكثير الكثير من مثل هذه التساؤلات المشروعه *(5)....

***

ان كنا نتمنى فعلاً على مركز القرار الفلسطيني إستخلاص العبر من مسيره المفاوضات , والإقرار بإمكانية دورانها في حلقة مفرغة الى أبد الآبدين , نتيجة عدم رغبة عدونا بالسلام العادل , فنحن لا نتمنى أن تكون الخلاصة هي ما يستنتجه كل من الأخوه أبو علاء , والدكتور نسيبه ...
ما يتمناه الفتحاويين حقيقة , هو العودة السريعة الى لٌحمة الصف الفتحاوي من خلال إعادة الحياة لتنظيم دينامكي وفعال , وإعادة اللٌحمة للصف الوطني الفلسطيني من خلال منظمة تحريرفلسطينية ديناميكية وفعالة ...فهما العاملان الرئيسيان الذين إفتقدتهم ’’إستراتيجية السلام الفلسطينية ’’ , مما أفقد المفاوض الفلسطيني أهم عوامل قّوّته , الأ وهي طاقات الشعب المٌنظم والمؤطر والملتف حول قيادته وحول الهدف .. وتبقى إستراتيجية السلام والشرعية الدولية صحيحة...
وجل من لايخطئ ...


***
(1)ارشيف الملتقى الفتحاوي http://fatehforums.com/showthread.php?t=28233
(2)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=137308
(3)المتلتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=140625
(4)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=141762
(5)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=141673

قفاز تحدي .. يجب أن نرفعه

 كُتب في 14/2008 ونُشر في مجله فلسطيننا ..

منذ إتخاذ بعض الحركات الفلسطينيه قرار إمتشاق الدين الإسلامي الحنيف ,كحصان طرواده ,لإقتحام الصف لفلسطيني , والدخول الى قلعة الوطنية الفلسطينيه , وإنتزاع ''السيطره'' فيها من يد هؤلاء الذين اعادوا بث الحياه في الشخصيه الوطنيه الفلسطينيه عبر إعاده إحياء الهويه الفلسطينيه حول برنامج ومؤسسات منظمه التحرير الفلسطينيه , إستعملت تلك الحركات سلاح الخلط المتعمد ما بين ''العلمانيه '' , والهويه الوطنيه الفلسطينيه ,الطريه التكوين, التي كانت منظمه التحرير الفلسطينيه تعمل على بلورتها كرد إستراتيجي على احد اهم مقومات الإسطوره الصهيونيه التي إنكرت وجود شعب فلسطيني (ارض بلا شعب , لشعب بلا أرض ) ...
ولقد قامت تلك الحركات الإسلامجيه , في محاولاتها لأجتذاب الجماهير الفلسطينيه لجانبها ,
وبالتالي إضعاف مكونات منظمه التحريرالفلسطينيه , بالتلويح ببعبع''العلمانيه'',
وبديماغوجيتها المعتاده , خلطت الحابل بالنابل ,وإستغلت الرفض الفطري والأخلاقي والمنطقي للإنسان الفلسطيني ل''الإلحاد'' ,القائم على ثقافه الإيمان المترسخه تاريخيا وأجتماعيا في عقول وقلوب ابناء شعبنا , وأوحت من خلال مثقفي زوايا المساجد بأن ''العلمانيه'' هي ''الإلحاد'' , وبالتالي فأن مكونات منظمه التحرير الفلسطينيه , يعملون (في احسن الأحوال من حيث لا يدرون ), على محاربه الدين الإسلامي الحنيف, عبر نشر ثقافه وطنيه تعتمد الفكر التحرري الديمقراطي الوطني اساسا لها , بدلا عن ''الشريعه الإسلاميه'' التي يدّعون هٌم, انهم يدعون لها ....
وفي سياق معركتهم ضد الحركه الوطنيه الفلسطينيه وفكرها الديمقراطي التحرري , ساق هؤلاء المتأسلمون تعريفات كثيره ومختلفه للعلمانيه , وطرحوها على اساس انها التعريف الصحيح , وتناسوا دوما ان ''العلمانيه'' التي يستعملونها لترويع الإنسان الفلسطيني , كانت ولا تزال هي جواب المسيحيين المتنورين , على السيطره المطلقه للثيوقراطيين المتعصبين من رجالات الدين المسيحي على مقاليد السلطه في دول اوروبا , وعلى إستغلال هؤلاء لتعاليم الديانه المسيحيه من اجل بسط نفوذهم وإحكام سيطرتهم على كامل مجالات حياه الإنسان الأوروبي ,وتحويرهم للنص الديني من اجل إخضاع الإنسان البسيط لهم وتسخيره لخدمه مصالحهم الدنيويه الآنيه .. 
هل من الضروري فعلا التذكير بطبيعه الصراعات التي طغت على كامل الساحه الأوروبيه بإسم التفسيرات المختلفه لتعاليم الدين المسيحي ,صراعات كانت بداياتها محصوره بين رجال
الكنيسه انفسهم ,وادت الى حروب جاهليه ما بين طوائفهم المختلفه , ومرت بحروب مختلفه ما بين الكنيسه نفسها وملوك وامراء اوروبا الذين إعتمدوا هم انفسهم نفس خطاب الكنيسه الديني من اجل تجنيد المواطنيين حولهم وخلفهم , وتسخيرهم ,تماما كالآخرين , في خدمه نفوذهم وسلطانهم...؟؟؟
هل من الضروري فعلا التذكير بالتحالفات المتقاطعه التي كانت اطراف الكنيسه المسيحيه المختلفه تبنيها مع ملوك وامراء مناطق اوروبا المختلفين , تحالفات قائمه دوما على مصالح
مشتركه , دنيويه , لهذا وذاك منهم ؟؟؟؟ 

''العلمانيه'' التي يعمل الإسلامجيين اليوم على التلويح بها كبعبع لمواجهه الحركة الوطنية الديمقراطية الفلسطينية هي مولود الثقافه المسيحيه , وردها على فشل الثيوقراطيين المسيحيين بإيجاد الأجوبه الملائمه على تحديات عصرهم , وفشل هؤلاء بترسيخ دعائم مجتمع يضمن لأفراده مستقبلا افضل من عصر الظلام والحروب الدينيه والطائفيه والأهليه الذي ساد في اوروبا تحت حكم هؤلاء , وما رافقها من شلالات دماء وممارسات همجيه , تتعارض مع ابسط تعاليم الديانات السماويه , بما فيها الديانه المسيحيه نفسها ....
هل فعلا من الضروري ,هنا ايضا ,التذكير بهمجيه وبشاعه المجازر الطائفيه التي إرتكبها هؤلاء بأسم الدين , وخاصه ان ربوع اوروبا وأزقه مدنها وقراها, لا تزال تشهد على بشاعه تلك الممارسات ,وتذّكر القاصي والداني بعمليات الإباده الجماعيه التي كانت تجري ضد كل من لم ''يؤمن '' و ''يعترف'' وينحني امام ''ممثلي الله في الأرض'' ؟؟؟
هل فعلا يجب التذكير بعمليات الحرق والفلخ والبتر والتعذيب الوحشي , التي كانت تٌمارس في ساحات المدن الأوربيه المختلفه, امام بصر جموع حاشده من البشر مٌطوّعه لسلطه الكنيسه ,من فاقدي الإراده والعقل والضمير ؟؟؟ 
ديماغوجيه الإسلامجيين الفلسطينيين تتبلور جليا في محاولتهم الخلط بين السؤال الذي كان مطروحا على المجتمعات الأوروبيه في العصور الوسطى , وذلك المطروح علينا نحن الفلسطينيين اليوم , وكذلك بالخلط المتعمد ما بين جواب المتنوريين من مواطني اوروبا
المسيحيين على تحديات عصرهم المتمثل ب''علمانيتهم'' بكل تعاريفها ومضامينها , وبين
إجاباتنا ,الواجبه والمٌلحه, على التحديات المطروحه علينا اليوم والمتمثله ب''الفكرالتحرري الوطني الديمقراطي '' , والذي لا يعني بالضروره نفس الإجابه , لأن إجابه الأوروبيين هي إجابه كانت تتعلق بمشكلتهم الناجمه عن تكلس ديانتهم في ذلك الوقت, وعدم مقدرتها على التماشي مع متطلبات الخروج من عصر الظلام لعصر النهضه , وبالتالي ,فهي ليست بالضروره , نفس أجابتنا كفلسطينيين على اسئله عصرنا ,وحتى وإن كانت اجوبتهم صحيحه بالنسبه لمشكلتهم , فهي ليست بالضروره صحيحه كجواب على الأسئله المطروحه علينا .. 

علينا قبل إستكشاف محتوى اجوبتنا على تحديات المستقبل القريب والبعيد , ان نحاول إستكشاف الأسئله الملحه المطروحه علينا , وان نجد لها اجوبه مقنعه للنفس قبل الغير ...
لا ادعي امتلاك إمكانيه حصر كامل تلك الأسئله ,فهي متعدده ومتنوعه , وبعضها يتعلق بطبيعه عدونا الرئيسي ومخططاته وتعريفنا له, وأمكانيات إستفادته من طبيعه طرحنا السياسي, ومن نظرتنا لمستقبل شعبنا وطبيعه نظامه السياسي والإحتماعي , تلك الطبيعه التي ستحدد بدورها طبيعه علاقاتنا الإقليميه والدوليه , وتصورنا لدورنا كشعب في بناء مستقبل المنطقه... وغيرها من الأسئله , حول الأهميه التي نعطيها فعلا لمحتوى حريتنا ومعانيها , وحول نظرتنا لطبيعه العلاقات الداخليه بين القوى الفلسطينيه المختلفه , وطبيعه إطار الصراع المشروع بينها ,وطرق تقنينه ليصبح عامل وحده وقوه بدلا عن ان يكون عامل تناحر وتفرقه ..

 سأحاول فيما يلي حصر بعض تلك الأسئله وخاصه منها التي تتعلق مباشره بوضعنا الداخلي وفهمنا لمعاني حريتنا .... 

** هل هناك اليوم بين كل ما هو مطروح في ''السوق'' من بضائع مختلفه للإسلامجيين , الثيوقراطيين منهم , والإنتهازيين , بضاعه تتناسب مع ما يتمناه فعلا شعبنا لمستقبله الوطني ولمستقبل اطفاله ؟؟؟ إبتداءا بدويله الظلام في غزه , مرورا ب''دوله الخلافه'' التي يدعوا لها
حزب التحرير , ودوله طالبان السوداويه في افغانستان , ودوله ولايه الفقيه في إيران , وإمارات ''امراء المؤمنيين'' المختلفه التي تبرز لنا واحده منها كل شهر في العراق والجزائر والمغرب , وفي بعض الدول الاوروبيه , ام دول مٌدعي النسب لسلاله النبى (صلى الله عليه وسلم)

**هل يقبل شعبنا اليوم ان يٌسلم حاضره ومستقبله لمجموعات من مثقفي زوايا المساجد المظلمه , واصحاب العمامات , بيضاءا كانت ام سوداء , ليقرروا مصيره عوضا عنه ؟؟؟ 

 **هل يرى شعبنا بالأسطل والظواهري وبن لادن والملا عمر والزرقاوي والبغدادي , ومن شابههم , نموذجا مستقبليا مقبولا , يمتلك الكفاءه والمقدره والحنكه والوعي السياسي والعمق الفكري , لقياده الأمه بإتجاه إنتزاع حريتها , والموقع الذي تستحقه بين شعوب عالم اليوم والغد ؟؟؟

** هل نرى قٌدوه في ملوك وامراء وحكام المنطقه العربيه , بما فيهم هؤلاء الذين يدّعون النسب لسلالة النبى الكريم , والذين يستعملون الدين الإسلامي الحنيف لتثبيت دعائم حكمهم الفردي التسلطي القمعي , والمصلحي الديكتاتوري , ويعتمدون اعداء الأمه كحماه لوجودهم وأنظمتهم مقابل تسليمهم مفاتيح البلاد الإقتصاديه والسياسيه والثقافيه , ورهن قرارهم وإرادتهم لهم ؟؟؟

**هل نٌسلم امرنا طوعا لمجموعات من ''المشايخ'' ومدّعي العلم والفقه والمعرفه , والذين وصلوا الى مواقعهم هذه بطرق واساليب لايعلم عنها إلا حاشياتهم ومن حولهم من المستفيدين , ونقبل بهم قيادات روحيه وحياتيه تقرر بدلا عنا كل ما يتعلق بشؤوننا الدنيويه , وتحكم على تصرفاتنا وملبسنا ومأكلنا ومشربنا , وتقرر لنا وعوضا عنا ما يجب ان نقراء ونشاهد ونسمع ؟؟؟ 

**هل نوافق طوعا على التخلي لهم عن حريتنا , وعن حقنا الطبيعي والمشروع بإختيار الأكفاء لتحمل المسؤوليات , بديمقراطيه شفافه توحد مكونات
الشعب بدلا من تمزيقها وشرذمتها عبر تكفير الآخر
؟؟؟

** هل نقبل ان يعَيّن البعض منا نفسه مراقبا على إيماننا وعقولنا وضمائرنا وتصرفاتنا , ويعطي لنفسه الحق بأن يدّعي تمثيل الإراده الإلآهيه على الأرض , فيفرض علينا ما يراه مناسبا بحجه انه يستمد قوته وشرعيته وإلهامه من الله تعالى ؟؟؟

** هل نرى بهم وبمشاريعهم المختلفه والمتناقضه ,طريق خلاص من واقعنا المرير , وجواز
سفرلمستقبل افضل لشعبنا وأبناؤنا ولقضيتنا ؟؟

الإجابه على هذه التساؤلات البسيطه , وغيرها الكثير , تؤدي الى وضوح المحتوى الفعلى للصراع الحقيقي الخفي المحتدم بين فكريين متناقضيين..
.
**صراع بين فكر ديمقراطي تحرري وطني , يثق و يؤمن بالشعب , وبأحقيته في تقرير مصيره ,وإختيار حاضره ومستقبله بحريه وشفافيه ... وفكر ظلامي يمتطي الدين الإسلامي الحنيف , لتثبيت دعائم دكتاتوريات سوداويه , وقائم على عدم الثقهبالجماهير , وينتزع منها حقها بتقرير مصيرها كخطوه اولى بإتجاه إنتزاع كامل حرياتها منها ...

**صراع بين فكر يؤمن بأن عباده الخالق تعالى ,وطرق التقرب منه , هي قناعات ضميريه وإيمان شخصي , لا يمكن لا فرضه ولا إنتزاعه بقوه السيف , لأن الإيمان والقناعات الضميريه متجذره في العقول والقلوب ولا يعلم بحقيقتها ومدى صدقها إلاالله تعالى ... وفكر يهب لنفسه صلاحيات وحقوق, اكبر بكثير, من تلك التي وهبها رب العباد لعباده , فيعتقد انه قادر على معرفه حقيقه ومدى ايمان الفرد , ومعرفه ما في العقول والقلوب والضمائر , فيكفر من شاء ,ويهب صكوك الغفران وتذاكر الدخول للجنه لمن شاء , ويعطي لنفسه الحق ب ''تقويم'' ما في القلوب والعقول والضمائر , حتى لو كان ذلك بالعنف والإكراه وبحد السيف ...

**صراع بين فكر يؤمن بأن لللّه تعالى في خلقه شؤون , وانه بعظمته تعالى إن وهب لخلقه عقلا وقلبا , فهو بذلك وهبه أمكانيه التفكير والإقتناع والإيمان والإختيار , وهي حريه تتضمن ضمن ما تتضمن ,تَحَمل المسؤوليات والإختيارات ... وفكر آخر مناقض يٌشكك في هذه الهِبَه الإلآهيه وفي حكمتها , فيعطي لنفسه الحق بأن يقرر عوضا عن الإنسان , ما هو الإيمان ومحتواه, وكيف يجب ان يكون , وبالتالي يخطف من الإنسان حريته الطبيعيه التي وهبها له رب العباد تعالى , ويفرض عليه ما يراه هو ''الصراط المستقيم'' , وتفسيراته الدنيويه
لإراده إلهيه لا يعلم بها إلا الخالق الجبار ...

** صراع بين فكر وطني ديمقراطي تحرري , يحمل في طياته بدور مستقبل مشرق لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا العربيه , عبر إنتزاع حقوقها الوطنيه , وإستقلالها , وسيادتها , لتلتحق ببقيه الأمم , ولتساهم بدورها في بناء الحضاره الإنسانيه القائمه على الإحترام المتبادل , وعلى اسس مبادئ الإنسانيه والشرعيه الدوليه ...و فكر ظلامي سوداوي يحمل في طياته بذور دكتاتوريات فاشيه متناحره , سيقود الأمه حتما الى غياهب حروب داخليه وخارجيه , دينيه وطائفيه, وسيساهم, كما ساهم بالأمس واليوم, بإعطاء كل المبررات الأخلاقيه والقانونيه والشرعيه للأعداء للإستمرار في محاولاتهم تفتيت وتشتيت شعوب المنطقه , وحجب نور الحريه والمستقبل عن ابنائها .

الفكر الديمقراطي الوطني التحرري يتسع في ثناياه للفكر الإسلامي المنفتح والمتنور الذي
يرى بالإسلام دين تطور وتقدم ووحده مابين مكونات المجتمع , ويعمل على إبراز هذا الوجه الحضاري المنير للإسلام ,وهو بذلك قادر على فتح المجال له واسعا لحمل رسالته المنيره الى كل شعوب الأرض
... واما الفكرالظلامي فليس فيه متسعا لرأي آخر مناقض , ولا حتى للفكر الإسلامي المتنور , وهو بذلك اساء ويسئ للصوره المثلى للإسلام الحنيف , ووضعه موضع إتهام وحصار بين شعوب الأرض قاطبه .

لابد لنا من مواجهه فكريه حقيقيه وشفافه مع منظري الفكر الظلامي , وفضح ديماغوجيه
اطروحاتهم ومدى إنعكاساتها السلبيه والخطيره على واقعنا الحالي وعلى مستقبل شعبنا ...
وعلينا رفض المهادنه مع بعض حاملي ذالك الفكر الظلامي بحجه إستعمالهم في مواجهه الأكثر ظلاميه منهم , حيث ان مثل هذه المعركه المصيريه تحتم علينا الوضوح في اهدافنا , فهي اهداف نبيله وسليمه لا تتعارض مع الإسلام الحنيف , وقادره على الوصول الى عمق ضمير شعبنا ,والى عمق الضمير العالمي ... 

علينا رفع قفاز التحدي المطروح علينا من قبل الثيوقراطيين والظلاميين ومستغلى الدين الإسلامي الحنيف , عبر إستكشاف إجاباتنا على كل الإسئله المطروحه امامنا من اجل
مستقبل حر وسعيد لشعبنا في وطن محرر من قيود الأحتلال ....

 فمتى سنواجه هذا التحدي ؟؟؟؟

ام ان هذه المعركه المصيريه ستبقى , تماما كغيرها الكثير , في ادراج مكاتبنا , وفي ثنايا عقولنا , وسنترك للآخرين , كل الآخرين , يخططوا وينفذوا ويحققوا النقطه تلو الأخرى ؟؟....