الأحد، ١٢ كانون الأول ٢٠١٠

اسئله قديمه ... ومكرره ... ولكنها لا زالت بدون جواب ...

كُتب في 22/29/2008
ونُشر في مجله فلسطيننا


الأحداث تتوالى , والوقائع تفرض نفسها علينا يوما بعد آخر , و’’نضطر’’ للتعامل معها ,عبر حركات ’’تكتيكيه’’ , حتى لا اقول ’’إرتجاليه’’ , دون ان يكون أمامنا (بالظاهر) اي نظره إستراتيجيه واضحه , تضع الحدث نفسه في سياقه الطبيعي , وتضع ’’موقفنا’’ منه ضمن توجه عام واضح المعالم يذهب بإتجاه تعزيز تطلعاتنا الإستراتيجيه , واهدافنا بعيده المدى ....

ف’’مصارع الثيران’’ , لا يلوح بخٌرقته الحمراء فقط من اجل تفادي قرون الثور الهائج وحرفها عن جسده , بل يقوم بذلك من اجل تحقيق هدف اللعبه النهائي (تركيع الثور) , عبر إنهاكه بأقل جهد ممكن , وإجباره على كشف جوانب جسده , ليسنوا له توجيه الضربات , والتي بتكرارها تؤدي الى إنهيار قوه الثور , وتفتح المجال لتوجيه الضربه له في مقتله ....

من الواضح لمن يتابع ’’لعبتنا’’ , ان ثيران اليوم التي تتكالب علينا , تمتلك إستراتيجيات واضحه , هادفه لتركيعنا , ليتسنى لها توجيه الضربه لنا في مقتلنا , وهي تتحرك ضمن خطط عمل واضحه المعالم والأهداف , وكل حركه من حركاتها مدروسه ومٌركزه, وفي مكانها الصحيح ضمن السياق العام ..
وأما نحن ,
فنقف في وسط الحلبه ,
ظاهرنا حائرين ,مترددين , نلوح بخٌرَقِنا الحمراء شمالا ويمينا , علٌها تقينا شر الضربه الأقرب ...
واما ما قد يليها من ضربات , فهي غائبه كليا عن تفكيرنا ...
وإتجاهها نعتمد مقوله...
’’ للكعبه رب يحميها ’’ ...
و’’لكل حادث حديث ’’ ...

فعلا , ك’’البهلوانات’’ اصبحنا , في حلبه صراع لا تحتمل ’’التجريبيه’’, واقل من ذلك ’’ الإعتماد على الحظ’’ , وحركاتنا قد تٌبعد عنا مؤقتا ضربه الثور الفاشي الأسود , ولكنها تكشف مقتلنا للثور الصهيوني , فنستدير لتلافي ضربته القاتله وإذ بنا نكشف من جديد مقتلنا للفاشيين الجدد ...

هدف اللعبه رأسنا الفتحاوي , ومشروعنا الوطني برمته , وهي لعبه ’’محترفين’’, نافذي البصر , وشمولي البصيره , وهدفنا فيها يجب ان يكون واضحا ...
وضع كل حركه ونقله في مكانها السليم ,
ضمن خطه عمل كامله متكامله ,
موجهه لتحقيق الهدف الأسمى والنهائي للعبه ,
وهو إنتصار مشروعنا الوطني ,
وفرض حق شعبنا بالحياه الحره الكريمه بعيدا عن...
عبوديه الإحتلال الصهيوني ,
وديكتاتوريه امراء الظلام الفاشيين الجدد ...

ضربات قاسيه تلقيناها , و’’نفدنا’’ منها , والظاهر اننا لم نتعلم منها الكثير ..
وبعد كلٍ منها , جلسنا نهنئ النفس بأننا لا نزال احياء , دون ان ننظر حولنا للضربات الأخرى التي لابد وان تليها (ما دمنا أحياء, ومتمسكين بحلمنا الوطني ) , ودون ان نحصن نفسنا امامها ,على الأقل , لتفاديها ....

’’سلام الشجعان ’’ العزيز على قلب الأخ ابو عمار, ترنح تحت ضربات قرون الثور الصهيوني ,وسقط سلام الشجعان هذا بإستشهاده وحيدا محاصرا في غرفته الصغيره , في المقاطعه المهدمه والمحاصره بالأعداء و’’الأصدقاء’’ , وإعتقدنا ان التلويح بخٌرقه ’’الإصلاح ’’ و ’’الديمقراطيه ’’ , وبخٌرقه تثبيت دعائم ’’سلطه’’ على جٌزرنا المعزوله والمٌسَيجه بجدران الأعداء , ستكفينا لسد فجوه إختفاء المايستروا العظيم ....
خٌرقه الديمقراطيه إستغلها الثور التكفيري , ليوجه لنا ضربته الثانيه, بعد ان كان قد إستغل خرقه الإصلاح, ليغطي فاشيته التكفيريه بهاله من الزهد والخلق المستقيم , تماما كما كان قد إستغل سعينا ل’’سلام الشجعان’’ ليلتحف بهاله ’’مقاومه إلهيه مقدسه’’ تٌغطي شغفه للجاه والسلطان , وعشقه للسلطه الديكتاتوريه الواحده ...
ومن جديد وجدنا انفسنا في وسط حلبه الصراع , نلوح بخرقه ’’العقاب الدولي’’ , او ’’الوحده الوطنيه ’’ , وعليها إعتمدنا آملين منها تليين موقف الثور التكفيري , وتركيعه ليتسنى لنا إستعاده المبادره منه ....
ومن جديد , ادرنا ظهرنا للثور الصهيوني الذي تغاضى عن التكفييريين , وإعتمد على قصر نظرهم وحبهم للسلطه والنفوذ , وتمسكهم بها , ليمزق امام اعيننا خرقه ’’السلام ’’, بإدعاء ضروره قتلنا للثور التكفيري قبل ان نكون مؤهلين للعب دور الند في لعبه التفاوض من اجل ’’السلام’’ ...

وهكذا ...
بإستطاعتنا الإستمرار بسرد وقائع التكامل الوظيفي ما بين صهيونيه طامعه بأرضنا وحقوقنا , وتكفييرين طامعين بفرض سلطتهم ونفوذهم على كامل شعبنا , وضرباتهم المتعاقبه والمتتاليه التي وجهوها لنا ولا يزالوا ,
كل ذلك ونحن قابعين في وسط حلبه الصراع , نلوح بخٌرَق حمراء باليه , تاره بلون ’’التمسك بالمفاوضات ’’ , وتاره بلون ’’ التمسك بالحوار ’’ , عََل هذه او تلك , تقينا ضربات هذا او ذاك من هذه الثيران الهائجه التي تكالبت علينا وعلى حلمنا الوطني ....

لنكن واضحين ...
لست بصدد إدانه المفاوضات ولا التمسك بالحوار , فهي , إن نظرنا اليها بالمطلق, وضمن الأوضاع الحاليه , تبقى المنافذ الأمثل, للخروج من فوهه البركان بأقل الخسائر الممكنه ....
ولكن للمفاوضات شروطها وللحوار شروطه أيضا ...
فمفاوضات دون ان نعمل على تجميع مصادر قوتنا ووضعها في خدمه تقويه مواقعنا فيها , ستبقى تميل لصالح الطرف الأقوى , وهي (بهذا الشكل ) في احسن الأحوال مضيعه للوقت وترف فكري ونظري لا يقي شعبنا ويلات محرقه الثور الصهيوني , واما في اسوائها , فهي قد تؤدي الى إضمحلال محتوى كل حق من حقوقنا الوطنيه المشروعه ...
وحوار دون تجميعنا لعوامل قوتنا ورصها لتعزيز موقعنا امام اطماع الثور التكفيري, لن تقي شعبنا كل إسقاطات الإنقلاب الأسود , ولن ترفع الغمامه السوداء عن اهلنا في غزه , بل هو مضيعه للوقت وترف فكري ونظري سيسمح للتكفيريين بتعزيز مواقعهم ودعائم ديكتاتوريتهم الظلاميه السوداء في غزه بإحسن الأحوال , واما بأسوأها فستفتح لهم المجال لمد سحابه غمامتهم المظلمه على ما تبقى من أشلاء الوطن ...

فمتى سنمتلك إستراتيجيه واضحه المعالم وشفافه , نجمع حولها رَبعَنا الفتحاوي كاملا , وكل القوى الوطنيه الفلسطينيه , ضمن إطار جبهه وطنيه عريضه متماسكه ومتلاحمه امام اعداء حلمنا الوطني ...
متى سنواجه تمييع هذا وذاك لمعاني ’’المفاوضات’’ و’’الحوار’’ , وإبراز اطراف مخالبنا , من خلال إستراتجيه تجميع القوى , ودراسه البدائل الممكنه , والتلويح بها ...
متى سيٌظهِر المتمسكين ببقايا ’’الورقه الفلسطينيه’’ منا , انها في خطر , وانهم بوحدهم , وبالأسلوب الذي إتبعوه حتى يومنا هذا , غير قادرين على الحفاظ على بقاياها , وأقل من ذلك إستعاده ما فقدوه منها ...
متى سنعلوا عن مصالحنا الآنيه الضيقه , ونرتقي الى مستوى التحديات , ونضع مصلحه المجموع الوطني فوق كل المصالح والإعتبارات الأخرى ...

اسئله قديمه ...
ومكرره ...
ولكنها لا زالت بدون جواب ...

ليست هناك تعليقات: