كُتب في 4/12/2008
في زمن غابت فيه الإراده ..
وإنحنت فيه القامآت ..
وأصبح فيه الشموخ خطابا ..
والكرامه مجرد ذكرى لمعركه ..
والتهدئه المنقوصه قمه الإنجازات ..
والمفاوضات الأزليه إستراتيجيه وحيده ..
والمقاومه خيانه ..
والعماله وجهه نظر ...
في زمن اصبح فيه النضال إعلانا مدفوع الأجر في صحيفه صهيونيه ...
وفيه حلت الكلمه مكان الطلقه ..
والقلم بديلا وحيدا للمدفع ..
والإبتسامه المصطنعه مكان الغضب الحقيقي المتفجر ..
في زمن اصبحت فيه إستراتيجيه التحرير دعايه وإعلاماً وإعلاناً ..
وحلت فيه صالات عرض أزياء ’’بيير كاردان’’ و’’غوتشي’’ , وصالونات الإناقه والجمال بديلا عن غرف العمليات ..
وفيه تم إستبدال رحى المعارك بصالات الفنادق ..
وفيه اصبح اللون الكاكي مجرد ماضي عفا عنه الزمن ..
والحطه مجرد رمز لكهل نخر السم عظامه ..
في زمن تاه فيه حامل البندقيه ..
ما بين فدائي ومجاهد ورجل أمن ..
وتحول فيه الفدائي الى مجاهد ..
واصبح فيه الإلتزام يقاس بطول اللحيه ..
والإيمان بعدد الركعات ..
وأصبح فيه قتل الأخ وسحله وتشويه جثته مهمه جهاديه ..
والإختطاف والسجن والتعذيب والتنكيل نقداَ دارجأ ورائجاً ومقبولاَ ..
وعلا فيه امن التنظيم على امن الوطن ..
ومصلحه المجاهد على مصلحه المواطن ..
وإختزل فيه الفلسلطيني بمسلم ..
وفلسطين بإماره ظلام ..
في زمن أصبح فيه خريج زوايا المساجد قائدا ..
ومن حفظ آيه قرآنيه ورددها مفتيا ..
وحل فيه خطيب الجامع مكان المحلل السياسي ..
والتافه مكان المفكر ..
وحلل فيه الصغير لنفسه تحقير الكبير ..
وفيه حلت القباحه مكان الجمال ..
والكابوس مكان الحلم ..
والقمع مكان الحريه..
وفيه اصبح الوطن اوطانا ..
وأجنحته سجونا ..
والمواطن ضحيه ..
والمناضل سجانا وجزارا ..
***
في زمن الإنحدار هذا ..
زمن السلام الموعود ..
والجهاد المكتوب ..
والركوع الواجب والمفروض ..
هناك حقيقه ثابته , أبدا لايجب عن بالنا أن تغيب ..
الصهيونيه كانت ولا تزال أم الأمراض الفتاكه القاتله ..
تشبه السم الزعاف ..
الى جسمنا الوطني والإسلامي والقومي ,من كل المسامات , تتسلل ..
وفي شرايننا , مثل السرطان , تتغلغل ..
وهي تمام كالحرباء بكل الألوان تتلون ..
وقناعها الجميل في ليفني يتمثل ..
والقبيح في ليبرمان وامثاله من زعران حيفا والقدس , يبرز , وفي القدس يتأصل ..
والمجرم الدموي القاتل , في باراك وموفاز وغيرهم من جنرالات الدمار ,يتألق , وما بينهم يتبدل ...
والمتلون في الثعبان بيريز وأمثاله , بحب السلام تتشدق , والى عواصم العرب تتسلل ..
وفيها وفي ثقافتنا تتغلغل ..
وإرادتنا تكبل ..
وفي قلوبنا تزرع اليأس والخنوع المزلزل ..
الصهيونيه كانت ولا تزال ام الأمراض القاتله ...
وهي لن تتوانى , كما عهدناها في الماضي القريب , عن إستغلال كابوس العالم الإقتصادي الجديد , من اجل المضي قدما في سحقنا وشعبنا ..
ولن تذخر جهدا , كما رأينا في الفتره السابقه , عن إستغلال سذاجدتنا وعللنا وامراضنا وصراعاتنا وتشرذمنا , من اجل إمتطائنا وتحويلنا الى حصان طرواده جديده , لإختراق عالم عربي وإسلامي فيه المقدره والإراده والتفكير ,مكبل ..
وضمير عالمي مطاط وإنتقائي , نخرته عقده الذنب , وينتظر بفارغ الصبر لون الحرباء المحبب والجديد المُفضل ...
على نار صراعاتنا تنفخ ..
وفي بَريٍ حب الذات لبعضنا تفلح ..
ومن سذاجه بعضنا تتغذى وتنضح ..
ومن غباء الآخرين تستمد الحجج والبراهين ..وتستغلها , وتنجح ..
أرضنا تأكل وتسرق , وعليها تتوسع ..
تاريخنا تزّيف , وآخر وهمي تبني وتنشر وتُجذر ...
وحضارتنا تدمر , وعلى أنقاضها , حضارتها المصطنعه المزوره , تعزز وتنشر ..
وبتدمير مستقبل حلمنا الوطني تنذر ..
وإشخاصنا بعنصريه تبغض وتكره وتٌحَقِر ..
وشبابنا في سجونها تطحن وتقمع , وفيهم الإنسانيه تقتل وتدمر ...
وأطفالنا , عنهم نور المستقبل , تحجب وتمنع ..
وقلوبنا , فيها الأمل تقتل ..
إنها أم الأمراض ...
وهي السم الزعاف ...
والى أبد الآبدين ستبقى عدونا القاتل ...
ولاحياه لنا بوجودها ..
وسيادتها تعني إنقراضنا ..
إنها نقيضنا ..
ومن يحلم بمهادنه حيه التبن ..
سيموت حتما بلدغاتها ...
في ذكرى الإنتفاضه ...
هل من معتبر ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق