كُتب في 23/8/2008 ونُشر في مجله فلسطيننا
وتبقى إستراتيجيه السلام ,والشرعيه الدوليه, صحيحه ...
التهديد باللجوء الى الدعوة بإعاده النظر بالإستراتيجيه الفلسطينية المٌقره في دورة المجلس الوطني الفلسطيني (الجزائر 1988 ) , والتي جاءت بعد تطور تدريجي في الموقف السياسي الفلسطيني وتحوله من هدف ’’الدولة الديمقراطية على كامل الأرض الفلسطينيه’’ , الى إعتماد مرحلية تحقيق الهدف ’’ إقامة السلطة الوطنية على أي شبر من فلسطين ’’ وصولاً الى ’’إستراتيجية السلام ’’ (الدولة المستقلة على كامل الأراضي المحتله عام ال67 , وحق عودة اللآجئين الفلسطينيين , والإلتصاق بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ), وإعتماد إستراتيجية فلسطينية جديدة مبنية على الدعوة لإقامة دولة ثنائية القومية *(1),عندما يصدر عن مفكر ومثقف فلسطيني , مثل الدكتور سري نسيبة *(2) ,المعروف بلعب دور الإليكترون الحر , الذي يستكشف المخارج والحلول الممكنة للعٌقد الفكرية والسياسية المختلفة , يبقى في الواقع تهديداً محدود الأثر, ومساهمة في حوار فكري شبه مغلق في دوائر ثقافية وفكرية محدودة ....
ولكن مثل هذه الدعوة , عندما تَرِد على لسان أحد القادة التاريخيين لحركة فتح , كعضو لجنة مركزية , مفوض تعبئه وتنظيم (بالداخل), رئيس وزراء سابق , رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض , والذي تعتبره الأوساط السياسية الدولية بمثابه الرجل الثاني في مركز القرار الفلسطيني ..رجل بحجم وثقل وأهميه الأخ ابو علاء *(3) , عندئذٍ , تكتسب هذه الدعوة نفس ثقل وأهمية طارحِها , ومنه تكتسب صفه شبه رسمية , من حيث إستحالة كونها قد طٌرحت بمعزل عن بقية المٌشاركين في مركز القرار الفلسطيني , وإن اْضفنا لذلك , التوقيت (مابين تصريحات الدكتور نسيبة الأولى لمجلة القدس العربي *(2) , وتصريحه الثاني*(4) ),علاوةً على الصمت المٌصم للآذان عند الناطقين الرسميين للسلطة على هذه الدعوات , عندئذ ,تثير مثل هذه الدعوة الكثير من التساؤلات , حيث تبدو تلك وكأنها بالون إختبار من الوزن الثقيل, المٌنسَق له ما بين العديد من أطراف مركز القرار الفلسطيني , هادف لجس نبض القوى الحية والفاعلة في الشعب الفلسطيني , ولبعض القوى الصهيونية ,وكمحاولة إستكشاف بدايات منعطف جديد في التوجه الرسمي الفلسطيني ,,.....
....
وعندما ننظر بتمعن في ماضينا القريب , ونلاحظ الدور الطلائعي الإستكشافي الذي لعبه كل من المرحوم عصام السرطاوي , والسيد بسام أبوالشريف , وعدد آخر من الأخوة مثل الشهيد سعيد حمامي , في إستكشاف بدايات طريق ’’إستراتيجية السلام الفلسطينية ’’ الحالية والقائمة على الإعتراف المتبادل , يصبح من الطبيعي أن نتساءل عن إمكانية أن يكون التهديد بالدعوة الى ’’الدولة ثنائية القومية ’’ هو دخان يٌشير الى ’’طبخة سياسية ’’ تغلي على نارٍ هادئة في مطبخ مركز القرار الفلسطيني ...
مما يستدعي تساؤلات وملاحظات عدة لابد أخذها بعين الإعتبار قبل التوغل بعيداً في هذا ’’الطرح’’ الجديد ....
فعدا عن صورة العجز والتأرجح التي توحيها خطوة التهديد بالإنتقال من إستراتيجية لإخرى مختلفة كلياً ومتناقضة مع الأولى ...فان ايّ تهديد لعدو , لا قيمة له إذا حمل في طياته مخاطر اكثر فتكاً للطرف المٌهدِد منها للطرف المٌهَددَ , وهذا ما أرغب اثاره الإنتباه اليه , حيث أن مثل هذا التهديد يحمل في مضمونه وطياته (وجلُ من لايٌخطئ ) مخاطر جمة وقاتلة لمسيره النضال الفلسطيني متمثله بإسقاط دعائم أساسية لفكر حقبةٍ تاريخيةٍ هامه من نضال شعبنا ...
نذكر منها للمثال وليس الحصر .....
*أولا...الدعوة لإقامه دولة ثنائية القومية , تتضمن إعترافاً فلسطينياً واضحا ب’’حقيقة’’ أوهام طالما عملت الصهيونية على غرسها في الضمير العالمي , أوهام تدّعي بأن يهود العالم يٌشكلون شعباً وقومية , وهي ’’حقيقه’’ تفتقد الإثبات , ولاتزال معركة تعريف اليهودي محتدمة حتى في الأوساط اليهوديه نفسها , ورغم سباق مجموعات الضغط الصهيونية المٌختلفة مع الزمن لإنتزاع إعتراف العالم بحقيقة هذا الوهم , كخطوة اولى بإتجاه إعتراف الجميع بأن ’’دوله إسرائيل ’’ هي الوطن القومي لكل يهود العالم , فهي لم تستطع حتى يومنا هذا تحقيق إختراق نوعي في هذا المجال, ولا تزال تواجه تيارًا فكرياً هاماً يجمع أيضاً عدداً هاماً من مفكرين وشخصيات يهود يصّرون على حقيقه إنتمائهم الثابت لقوميات بلدانهم الأصلية , ويرفضون الوهم الصهيوني الذي يعمل على تلبيسهم بالرغم عنهم, قومية وهمية مصطنعة لخدمة أهداف كولونيالية توسعية ...وبالمقابل فحقيقة إنتماء الشعب الفلسطيني الى الأمة العربية , هي حقيقه تاريخية ثابتة غير مشكوك بها من أحد , بل حتى ان الصهيونية نفسها تستعمل هذه الحقيقه الثابتة للترويج لحل التطهير العرقي عندما يطالب عتاة الصهيونية ب’’نقل’’ العرب الفلسطينيين الى بلاد العرب العديدة والواسعة ...
فما هي مصلحتنا كشعب فلسطيني عربي أصيل , بالتبرع بالإعتراف الطوعي ب’’حقيقة’’ وجود قومية ’’يهودية’’ عبر مطالبتنا لها بالتفضل علينا بحق المساواة معها على أرض وطننا ؟؟؟
الآ يشبه ذلك , النصف الثاني من عملية ’’الهاراكيري’’ اليابانية , بعد ان كان إعترافنا ب’’دولة إسرائيل’’ بمثابه النصف الأول من تلك العملية والمتمثل بزرع نصف السيف في أحشائنا ؟؟؟
ألا تمثل مثل هذه الدعوه مقدمة إعتراف ’’مركز القرار الفلسطيني’’ باليهود , كشعب ؟؟؟
أليس في ذلك مساهمةً جدية ومجانية من ’’دعاة التهديد بالدولة ثنائية القومية ’’ بإختراق صهيوني نوعي للصف الفلسطيني والعربي والدولي ؟؟؟
*ثانيا...بعد إعترافنا ب’’إسرائيل’’ في حدود السبعة وستين كدولة ذات سيادة على أراضيها , والذي يتضمن ضمن ما يتضمن إقرارنا بأننا لا ننازعها أراضي ما قبل السبعة وستين , والذي يعني أيضاً أننا كشعب فلسطيني لاعلاقه مباشرة لنا في تطور أوضاعها الداخلية , وبعد إعترافنا الضمني بأن الأراضي المحتلة عام ال67 هي أراضٍ متنازع عليها (المفاوضات تجري اليوم لحسم هذا النزاع ) , فما الذي يمنع الساسة الصهاينة لتلقف الكرة المٌقدمة لهم مجاناً في طيات الدعوة لحل ثنائي القومية , ليوغلوا في هذا الطرح ,على أساس أن تكون الأراضي’’ المٌتنازع عليها ’’هي مكان اقامة الدولة ثنائية القومية , يتعايش بها ’’قوميتان’’ ’’يهودية’’ و’’فلسطينية عربيه’’ بحقوق متساوية (حق العودة والتملك والإقامة للطرفين..ألخ) , وتقاسم واضح للسلطات بين ’’القوميتين’’ , ونظام مٌحدَد بدقه’ يضمن لكل ’’قومية’’ حقوقها وموقعها ومصالحها ؟؟؟
هل بنا نقبل غداً برئاسةٍ عربيةٍ ورئيس وزراء يهودي ووزير داخلية عربي واخر للخارجية يهودي ,في دولتنا ثنائية القومية ؟؟؟
هل بنا نقبل أوهام ’’المصالح التاريخيه ’’ لل’’القوميه اليهوديه’’ في أراضِ السبعة وستين بما فيها القدس الشريف ؟؟؟
ألا يتماشى ذلك مع أقصى أمنيات الصهيونية التي تسعى منذ إحتلالها للضفة الغربية والقدس , لإنتزاع إعتراف فلسطيني بحق اليهود التاريخي المزعوم في الخليل ونابلس والقدس وغيرها من أراضي الوطن الفلسطيني ؟؟؟
هل درس الأخوين أبو العلاء ونسيبة عمق الخلافات في تركيبة الدول ثنائية القومية , مثل المملكة البلجيكية , بين الفلاماند والوالون , ومدى عمق الشرخ القائم هناك والذي قد يؤدي الى تقسيم المملكة , رغم حقيقة وجود القوميتيين هناك وحقيقة إرتباطهاما التاريخي بأرض وطنهم ؟؟؟ أليس هذا هو المصير الحتمي للدولة ثنائية القومية التي يدعون لها ؟؟ وهل هذا هو المستقبل المٌنتظر لمثل هذه الدولة (صراعات وخلافات , إنشقاق وإلتحاق ’’اليهود’’ بدولتهم ’’القومية الاٌم’’ , وإلتحاق الفلسطينيين بالأردن ) ...؟؟؟
*ثالثا ...الصف الفلسطيني فيه ما يكفيه اليوم من التناقضات العميقة , فإستراتيجيه السلام الواقعية تواجهها دعوة ديماغوجية لإستراتيجيه حرب وهمية , ومشروع الدولة الديمقراطية تواجهه دعوة إنتهازية لمشروع دولة إسلامية ...تناقضات عميقة أدت الى شرخ ساحق الهوه في الوطن والشعب ...أليس توقيت هذه الدعوه وطريقة عرضها , سيسكب المزيد من الزيت على نار التناقضات الداخلية , وسيعطي مزيداً من الحجج للتكفيريين للتوغل في غيّهم , ولللَغ أكثر فأكثر بدماء ابناء الخط الوطني الديمقراطي , وخاصة الفتحاويين منهم ؟؟؟
*رابعا ...الصف الفتحاوي ,أيضاً , فيه ما يكفيه اليوم من خلافات تدور بأغلبيتها حول ’’إستفراد مركز القرار’’ بتقرير مصير الشعب الفلسطيني, من خلال مفاوضات سلام لم تأت ثمارها , ولم تمنع العدو من إلمضي قدماً بتقويض الحلم الوطني الفلسطيني ...ألا تحمل هذه الدعوة ,بتوقيتها (قبيل إنعقاد المؤتمر العام السادس للحركة) , وبطريقة إعلانها (من خلال الصحف ودون أي نقاش داخلي واسع وشامل ) , ألغاماً جديده ,لاحاجه لنا بها , تٌضاف الى كل الألغام المؤقتة والكامنة المزروعة في طريق وحدة الصف الفتحاوي وتوافقه ؟؟؟؟
*خامسا...في الوقت الذي أصبحت به ’’عبثية المفاوضات ’’ حجه ومبرر لكل المعارضين ل’’مركز القرار’’ , المخلصين منهم والإنتهازيين والعدميين والتكفيريين ... ألا تظهر هذه الدعوة وكأنها إعتراف ب’’عبثية المفاوضات’’ وفشلها , وكمحاولة هروب الى الأمام من مسؤولية الإعتراف بهذا الفشل الى متاهات حلول خيالية وهمية , ستخلق بدورها صراعات فتحاوية ـ فتحاوية , وفلسطينية ـ فلسطينية , وفلسطينية ـ عربية ؟؟؟
*سادسا ... مركز القرار الفلسطيني يطالب بشدة بقية الأطراف الفلسطينية ,الإعتراف بمقررات الشرعية الدولية , وبقرارات المجالس الوطنية , وبالمبادرة العربية للسلام , كخطوةٍ هامة وضرورية للتقدم في مشروعنا الوطني , فكيف بنا نتجاوزها كاملة عبر الدعوه لتبني إستراتيجيه أخرى ؟؟؟
والكثير الكثير من مثل هذه التساؤلات المشروعه *(5)....
***
ان كنا نتمنى فعلاً على مركز القرار الفلسطيني إستخلاص العبر من مسيره المفاوضات , والإقرار بإمكانية دورانها في حلقة مفرغة الى أبد الآبدين , نتيجة عدم رغبة عدونا بالسلام العادل , فنحن لا نتمنى أن تكون الخلاصة هي ما يستنتجه كل من الأخوه أبو علاء , والدكتور نسيبه ...
ما يتمناه الفتحاويين حقيقة , هو العودة السريعة الى لٌحمة الصف الفتحاوي من خلال إعادة الحياة لتنظيم دينامكي وفعال , وإعادة اللٌحمة للصف الوطني الفلسطيني من خلال منظمة تحريرفلسطينية ديناميكية وفعالة ...فهما العاملان الرئيسيان الذين إفتقدتهم ’’إستراتيجية السلام الفلسطينية ’’ , مما أفقد المفاوض الفلسطيني أهم عوامل قّوّته , الأ وهي طاقات الشعب المٌنظم والمؤطر والملتف حول قيادته وحول الهدف .. وتبقى إستراتيجية السلام والشرعية الدولية صحيحة...
وجل من لايخطئ ...
***
(1)ارشيف الملتقى الفتحاوي http://fatehforums.com/showthread.php?t=28233
(2)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=137308
(3)المتلتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=140625
(4)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=141762
(5)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=141673
التهديد باللجوء الى الدعوة بإعاده النظر بالإستراتيجيه الفلسطينية المٌقره في دورة المجلس الوطني الفلسطيني (الجزائر 1988 ) , والتي جاءت بعد تطور تدريجي في الموقف السياسي الفلسطيني وتحوله من هدف ’’الدولة الديمقراطية على كامل الأرض الفلسطينيه’’ , الى إعتماد مرحلية تحقيق الهدف ’’ إقامة السلطة الوطنية على أي شبر من فلسطين ’’ وصولاً الى ’’إستراتيجية السلام ’’ (الدولة المستقلة على كامل الأراضي المحتله عام ال67 , وحق عودة اللآجئين الفلسطينيين , والإلتصاق بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ), وإعتماد إستراتيجية فلسطينية جديدة مبنية على الدعوة لإقامة دولة ثنائية القومية *(1),عندما يصدر عن مفكر ومثقف فلسطيني , مثل الدكتور سري نسيبة *(2) ,المعروف بلعب دور الإليكترون الحر , الذي يستكشف المخارج والحلول الممكنة للعٌقد الفكرية والسياسية المختلفة , يبقى في الواقع تهديداً محدود الأثر, ومساهمة في حوار فكري شبه مغلق في دوائر ثقافية وفكرية محدودة ....
ولكن مثل هذه الدعوة , عندما تَرِد على لسان أحد القادة التاريخيين لحركة فتح , كعضو لجنة مركزية , مفوض تعبئه وتنظيم (بالداخل), رئيس وزراء سابق , رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض , والذي تعتبره الأوساط السياسية الدولية بمثابه الرجل الثاني في مركز القرار الفلسطيني ..رجل بحجم وثقل وأهميه الأخ ابو علاء *(3) , عندئذٍ , تكتسب هذه الدعوة نفس ثقل وأهمية طارحِها , ومنه تكتسب صفه شبه رسمية , من حيث إستحالة كونها قد طٌرحت بمعزل عن بقية المٌشاركين في مركز القرار الفلسطيني , وإن اْضفنا لذلك , التوقيت (مابين تصريحات الدكتور نسيبة الأولى لمجلة القدس العربي *(2) , وتصريحه الثاني*(4) ),علاوةً على الصمت المٌصم للآذان عند الناطقين الرسميين للسلطة على هذه الدعوات , عندئذ ,تثير مثل هذه الدعوة الكثير من التساؤلات , حيث تبدو تلك وكأنها بالون إختبار من الوزن الثقيل, المٌنسَق له ما بين العديد من أطراف مركز القرار الفلسطيني , هادف لجس نبض القوى الحية والفاعلة في الشعب الفلسطيني , ولبعض القوى الصهيونية ,وكمحاولة إستكشاف بدايات منعطف جديد في التوجه الرسمي الفلسطيني ,,.....
....
وعندما ننظر بتمعن في ماضينا القريب , ونلاحظ الدور الطلائعي الإستكشافي الذي لعبه كل من المرحوم عصام السرطاوي , والسيد بسام أبوالشريف , وعدد آخر من الأخوة مثل الشهيد سعيد حمامي , في إستكشاف بدايات طريق ’’إستراتيجية السلام الفلسطينية ’’ الحالية والقائمة على الإعتراف المتبادل , يصبح من الطبيعي أن نتساءل عن إمكانية أن يكون التهديد بالدعوة الى ’’الدولة ثنائية القومية ’’ هو دخان يٌشير الى ’’طبخة سياسية ’’ تغلي على نارٍ هادئة في مطبخ مركز القرار الفلسطيني ...
مما يستدعي تساؤلات وملاحظات عدة لابد أخذها بعين الإعتبار قبل التوغل بعيداً في هذا ’’الطرح’’ الجديد ....
فعدا عن صورة العجز والتأرجح التي توحيها خطوة التهديد بالإنتقال من إستراتيجية لإخرى مختلفة كلياً ومتناقضة مع الأولى ...فان ايّ تهديد لعدو , لا قيمة له إذا حمل في طياته مخاطر اكثر فتكاً للطرف المٌهدِد منها للطرف المٌهَددَ , وهذا ما أرغب اثاره الإنتباه اليه , حيث أن مثل هذا التهديد يحمل في مضمونه وطياته (وجلُ من لايٌخطئ ) مخاطر جمة وقاتلة لمسيره النضال الفلسطيني متمثله بإسقاط دعائم أساسية لفكر حقبةٍ تاريخيةٍ هامه من نضال شعبنا ...
نذكر منها للمثال وليس الحصر .....
*أولا...الدعوة لإقامه دولة ثنائية القومية , تتضمن إعترافاً فلسطينياً واضحا ب’’حقيقة’’ أوهام طالما عملت الصهيونية على غرسها في الضمير العالمي , أوهام تدّعي بأن يهود العالم يٌشكلون شعباً وقومية , وهي ’’حقيقه’’ تفتقد الإثبات , ولاتزال معركة تعريف اليهودي محتدمة حتى في الأوساط اليهوديه نفسها , ورغم سباق مجموعات الضغط الصهيونية المٌختلفة مع الزمن لإنتزاع إعتراف العالم بحقيقة هذا الوهم , كخطوة اولى بإتجاه إعتراف الجميع بأن ’’دوله إسرائيل ’’ هي الوطن القومي لكل يهود العالم , فهي لم تستطع حتى يومنا هذا تحقيق إختراق نوعي في هذا المجال, ولا تزال تواجه تيارًا فكرياً هاماً يجمع أيضاً عدداً هاماً من مفكرين وشخصيات يهود يصّرون على حقيقه إنتمائهم الثابت لقوميات بلدانهم الأصلية , ويرفضون الوهم الصهيوني الذي يعمل على تلبيسهم بالرغم عنهم, قومية وهمية مصطنعة لخدمة أهداف كولونيالية توسعية ...وبالمقابل فحقيقة إنتماء الشعب الفلسطيني الى الأمة العربية , هي حقيقه تاريخية ثابتة غير مشكوك بها من أحد , بل حتى ان الصهيونية نفسها تستعمل هذه الحقيقه الثابتة للترويج لحل التطهير العرقي عندما يطالب عتاة الصهيونية ب’’نقل’’ العرب الفلسطينيين الى بلاد العرب العديدة والواسعة ...
فما هي مصلحتنا كشعب فلسطيني عربي أصيل , بالتبرع بالإعتراف الطوعي ب’’حقيقة’’ وجود قومية ’’يهودية’’ عبر مطالبتنا لها بالتفضل علينا بحق المساواة معها على أرض وطننا ؟؟؟
الآ يشبه ذلك , النصف الثاني من عملية ’’الهاراكيري’’ اليابانية , بعد ان كان إعترافنا ب’’دولة إسرائيل’’ بمثابه النصف الأول من تلك العملية والمتمثل بزرع نصف السيف في أحشائنا ؟؟؟
ألا تمثل مثل هذه الدعوه مقدمة إعتراف ’’مركز القرار الفلسطيني’’ باليهود , كشعب ؟؟؟
أليس في ذلك مساهمةً جدية ومجانية من ’’دعاة التهديد بالدولة ثنائية القومية ’’ بإختراق صهيوني نوعي للصف الفلسطيني والعربي والدولي ؟؟؟
*ثانيا...بعد إعترافنا ب’’إسرائيل’’ في حدود السبعة وستين كدولة ذات سيادة على أراضيها , والذي يتضمن ضمن ما يتضمن إقرارنا بأننا لا ننازعها أراضي ما قبل السبعة وستين , والذي يعني أيضاً أننا كشعب فلسطيني لاعلاقه مباشرة لنا في تطور أوضاعها الداخلية , وبعد إعترافنا الضمني بأن الأراضي المحتلة عام ال67 هي أراضٍ متنازع عليها (المفاوضات تجري اليوم لحسم هذا النزاع ) , فما الذي يمنع الساسة الصهاينة لتلقف الكرة المٌقدمة لهم مجاناً في طيات الدعوة لحل ثنائي القومية , ليوغلوا في هذا الطرح ,على أساس أن تكون الأراضي’’ المٌتنازع عليها ’’هي مكان اقامة الدولة ثنائية القومية , يتعايش بها ’’قوميتان’’ ’’يهودية’’ و’’فلسطينية عربيه’’ بحقوق متساوية (حق العودة والتملك والإقامة للطرفين..ألخ) , وتقاسم واضح للسلطات بين ’’القوميتين’’ , ونظام مٌحدَد بدقه’ يضمن لكل ’’قومية’’ حقوقها وموقعها ومصالحها ؟؟؟
هل بنا نقبل غداً برئاسةٍ عربيةٍ ورئيس وزراء يهودي ووزير داخلية عربي واخر للخارجية يهودي ,في دولتنا ثنائية القومية ؟؟؟
هل بنا نقبل أوهام ’’المصالح التاريخيه ’’ لل’’القوميه اليهوديه’’ في أراضِ السبعة وستين بما فيها القدس الشريف ؟؟؟
ألا يتماشى ذلك مع أقصى أمنيات الصهيونية التي تسعى منذ إحتلالها للضفة الغربية والقدس , لإنتزاع إعتراف فلسطيني بحق اليهود التاريخي المزعوم في الخليل ونابلس والقدس وغيرها من أراضي الوطن الفلسطيني ؟؟؟
هل درس الأخوين أبو العلاء ونسيبة عمق الخلافات في تركيبة الدول ثنائية القومية , مثل المملكة البلجيكية , بين الفلاماند والوالون , ومدى عمق الشرخ القائم هناك والذي قد يؤدي الى تقسيم المملكة , رغم حقيقة وجود القوميتيين هناك وحقيقة إرتباطهاما التاريخي بأرض وطنهم ؟؟؟ أليس هذا هو المصير الحتمي للدولة ثنائية القومية التي يدعون لها ؟؟ وهل هذا هو المستقبل المٌنتظر لمثل هذه الدولة (صراعات وخلافات , إنشقاق وإلتحاق ’’اليهود’’ بدولتهم ’’القومية الاٌم’’ , وإلتحاق الفلسطينيين بالأردن ) ...؟؟؟
*ثالثا ...الصف الفلسطيني فيه ما يكفيه اليوم من التناقضات العميقة , فإستراتيجيه السلام الواقعية تواجهها دعوة ديماغوجية لإستراتيجيه حرب وهمية , ومشروع الدولة الديمقراطية تواجهه دعوة إنتهازية لمشروع دولة إسلامية ...تناقضات عميقة أدت الى شرخ ساحق الهوه في الوطن والشعب ...أليس توقيت هذه الدعوه وطريقة عرضها , سيسكب المزيد من الزيت على نار التناقضات الداخلية , وسيعطي مزيداً من الحجج للتكفيريين للتوغل في غيّهم , ولللَغ أكثر فأكثر بدماء ابناء الخط الوطني الديمقراطي , وخاصة الفتحاويين منهم ؟؟؟
*رابعا ...الصف الفتحاوي ,أيضاً , فيه ما يكفيه اليوم من خلافات تدور بأغلبيتها حول ’’إستفراد مركز القرار’’ بتقرير مصير الشعب الفلسطيني, من خلال مفاوضات سلام لم تأت ثمارها , ولم تمنع العدو من إلمضي قدماً بتقويض الحلم الوطني الفلسطيني ...ألا تحمل هذه الدعوة ,بتوقيتها (قبيل إنعقاد المؤتمر العام السادس للحركة) , وبطريقة إعلانها (من خلال الصحف ودون أي نقاش داخلي واسع وشامل ) , ألغاماً جديده ,لاحاجه لنا بها , تٌضاف الى كل الألغام المؤقتة والكامنة المزروعة في طريق وحدة الصف الفتحاوي وتوافقه ؟؟؟؟
*خامسا...في الوقت الذي أصبحت به ’’عبثية المفاوضات ’’ حجه ومبرر لكل المعارضين ل’’مركز القرار’’ , المخلصين منهم والإنتهازيين والعدميين والتكفيريين ... ألا تظهر هذه الدعوة وكأنها إعتراف ب’’عبثية المفاوضات’’ وفشلها , وكمحاولة هروب الى الأمام من مسؤولية الإعتراف بهذا الفشل الى متاهات حلول خيالية وهمية , ستخلق بدورها صراعات فتحاوية ـ فتحاوية , وفلسطينية ـ فلسطينية , وفلسطينية ـ عربية ؟؟؟
*سادسا ... مركز القرار الفلسطيني يطالب بشدة بقية الأطراف الفلسطينية ,الإعتراف بمقررات الشرعية الدولية , وبقرارات المجالس الوطنية , وبالمبادرة العربية للسلام , كخطوةٍ هامة وضرورية للتقدم في مشروعنا الوطني , فكيف بنا نتجاوزها كاملة عبر الدعوه لتبني إستراتيجيه أخرى ؟؟؟
والكثير الكثير من مثل هذه التساؤلات المشروعه *(5)....
***
ان كنا نتمنى فعلاً على مركز القرار الفلسطيني إستخلاص العبر من مسيره المفاوضات , والإقرار بإمكانية دورانها في حلقة مفرغة الى أبد الآبدين , نتيجة عدم رغبة عدونا بالسلام العادل , فنحن لا نتمنى أن تكون الخلاصة هي ما يستنتجه كل من الأخوه أبو علاء , والدكتور نسيبه ...
ما يتمناه الفتحاويين حقيقة , هو العودة السريعة الى لٌحمة الصف الفتحاوي من خلال إعادة الحياة لتنظيم دينامكي وفعال , وإعادة اللٌحمة للصف الوطني الفلسطيني من خلال منظمة تحريرفلسطينية ديناميكية وفعالة ...فهما العاملان الرئيسيان الذين إفتقدتهم ’’إستراتيجية السلام الفلسطينية ’’ , مما أفقد المفاوض الفلسطيني أهم عوامل قّوّته , الأ وهي طاقات الشعب المٌنظم والمؤطر والملتف حول قيادته وحول الهدف .. وتبقى إستراتيجية السلام والشرعية الدولية صحيحة...
وجل من لايخطئ ...
***
(1)ارشيف الملتقى الفتحاوي http://fatehforums.com/showthread.php?t=28233
(2)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=137308
(3)المتلتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=140625
(4)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=141762
(5)الملتقى السياسي http://fatehforums.com/showthread.php?t=141673
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق