السبت، ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٠

هو مجرد صراع على حجر

كتب في 19/2/2010


لست ولن اكون ابدا ضد المعارك التكتيكيه الآنيه , لأنها جزؤ لا يتجزاء من الحرب الشامله التي فرضها علينا عدونا يوم إعتبرنا غرباء دخلاء على ارض وطننا , ولكنني اتفاجئ عندما الآحظ ان البعض منا لا يرى خطوره تناسينا للحرب الشامله , ويبدي إستعدادا للتغاضي عن هدفها النهائي مقابل تحقيق نقطه إيجابيه صغيره في معركه تكتيكيه محدوده , هي بالواقع مجرد إشتباك من ضمن آلآف الإشتباكات التي علينا خوضها ضمن صراعنا الذي سيطول حتما مع عدونا ..


نحن , إن وضعنا المعركه الحاليه حول موضوعه العوده للمفاوضات , في سياقها التاريخي الحقيقي , لرأينا ببساطه وسهوله ان المطلوب منا , ليس فقط ان نتمسك بموقفنا المبدأي الرافض للعوده لمهزله مفاوضات بلا هدف (إلا المساهمه بتزوير الواقع وإظهار عدونا ,على غير حقيقته , كطرف فعال في البحث عن حل سلمي عادل ), بل وايضا مطلوب منا أن نخوض كل المعارك الأخرى الأساسيه , والتي هي جزؤ لا يتجزاء من حربنا الشامله مع عدونا (معركه وحده الصف الفلسطيني , معركه إستعاده التضامن العربي والإسلامي مع شعبنا الموحد حول الهدف , معركه الرأي العام الدولي وتجييشه بإمكانياته العظيمه التي هزمت نظام الأبارتايد في جنوب افريقيا وأثرت جديا في نتائج الكثير من معارك التحرر الوطني التي شهدها عصرنا الحيث ..الخ ) ..


هي حرب حقيقيه , طويله المدى , اتت من عمق التاريخ , ولن تنتهي لا اليوم ولا غداً , فإن وضعنا إشتباك اليوم في سياقه التاريخي هذا كجزئيه من تلك الحرب , لابد وان ننتصر , لأن ذلك يعني اننا واعين لحقيقه معركه اليوم , ولموضعها الحقيقي ضمن إطار المعارك الإخرى المؤثره , في الحرب الشامله ..


أما إن إنجررنا طوعيا الى المصيده التي تحاول ان توحي لنا بأن هذا الإشتباك المحدود ونتائجه , هي نهايه المطاف , فسنبقى نقدم التنازل بعد الآخر , وعلى كل الجبهات (الداخليه والعربيه والإسلاميه والدوليه ) متوهمين تحقيق إلنصر في إشتباكنا المحدود , وهو نصر لن يبتعد عن ناظرينا بمقدار تنازلاتنا على الجبهات الإخرى فقط , بل وايضا هو نصر محدود الأهميه لا يستحق خساره الحرب بمجملها من اجل تحقيقه ..


إن رغبنا بتشبيه حربنا مع العدو الصهيوني بلعبه شطرنج , يكون إشتباكنا الحالي حول موضوعه المفاوضات هو مجرد صراع على حجر ,وعلينا إستعمال ما تبقى لنا من احجار وقلعات واحصنه لحمايه الحجر الذي يخوض المعركه الجزئيه , آخذين بعين الإعتبار بأن هدف الإشتباك الآني قد يكون هو إستدراج احجارنا القويه لمصيده قاتله, لها اثر اكبر على مجمل اللعبه , كما ولا يجب ان يغيب عن بالنا ابدا ان نتيجه مثل هذا الإشتباك المحدود , وإن اثرت على مجمل اللعبه , إلا انها ليست مصيريه بالنسبه لمن يرى مجمل اللعبه , حيث ان فقدان حجر هو في بعض الأحيان ضروره من اجل إجبار العدو على كشف مواقعه الأكثر اهميه وتحصينا ..


هذه دعوه لجميع الأخوه حتى لا يغيب عن بالهم الصوره الشامله ,من كثره التدقيق في الجزئيات ..
وهي دعوه للنظر الى الصوره من موقع اعلى , فقد نرى عندئذ ملامح الصوره الشامله , وعندها سيصبح من السهل وضع الجزئيات في موقعها السليم واعطائها , فقط , الأهميه التي تستحق , لا اكثر ولا اقل ..


فليعمل الأخ ابو مازن وكأن السلام آتي حتما غدا ..
ولتعمل فتح وكأن الحرب دائمه حتى تحقيق الحق الفلسطيني ..


ليست هناك تعليقات: