السبت، ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٠

المحكومين اجناس واجناس ..

المحكومين اجناس واجناس ..
ومنهم الكثير الذين يتجرأون على إستخدام حقهم الطبيعي في الكلام وفي الممارسه , ويكفي ان ننصت قليلا وان نفتح قلوبنا وعقولنا لنسمع صوتهم , ولنرى ما في اقوالهم وتصريحاتهم وممارساتهم من حِكم ومنطق سليم , فنتبنى ما هو مُقنع , ونجادل في ما يحتاج الى الجدل ..
المشكله لا تكمن فيهم , بل تكمن في هؤلاء الذين قبلوا لأنفسهم موقع الصٌم الذين لا يرفضون سماع الصوت الآخر فقط , بل يتنطحون لتصنيف حامليه الى تصنيفات ما انزل الله بها من سٌلطان , ولا يتورعون عن العمل على توسيع الهوه ما بينهم وما بين الإطار , فيساهمون من جهه بإحكام قبضه هؤلاء الذين حولوا الإطار الى ’’قبيله’’ , والى إضعاف الطرفين من جهه اخرى ..
المخالفين والمختلفين والناقدين والمناقضين ليسوا بالضروره عملأء ولا دخلاء على الصف الوطني الفلسطيني , بل ان الكثير منهم هم من عظم رقبته , إختلفوا مع اصحاب الرأي السائد ,في الموقف واحيانا بالأسلوب , لأسباب كثيره , منها السياسي ومنها الذاتي , فأصابوا واخطئوا , ولكنهم بقوا بأغلبتهم ضمن تدرجات الوان الطيف الوطني الفلسطيني , ابى عليهم حرصهم على فلسطين وقضيه شعبها ان يبتلعوا مواقف وممارسات اصحاب الرأي السائد ,
فجادلوا ومارسوا ما اعتقدوه صحيحا ,


فكيف كان ولا يزال التعامل معهم ؟؟


دعوات غبيه لحرقهم وإبعادهم ومحاكمتهم ملأت صفحات النت , ولم نرى اي نقد جدي لأفكارهم , ولا اي محاوله حقيقيه لتفنيد إدعاءآتهم , بل اكتفى اصحاب الرأي السائد بإطلاق العنان لأبواقهم للنهش من لحومهم بعد تصنيفهم في خانات خُلِقت خصيصا ل’’سجن’’ الرأي الآخر , ولتدمير حامليه , في محاوله بائسه لحجب اي جدل حقيقي حول محتوى افكارهم ..
وهكذا وضعهم البعض في خانه الأعداء ..
اعداء من ؟؟
اعداء السلطان ؟؟..
اعداء اصحاب الرأي السائد ؟؟..
اعداء تقزيم الفكر السياسي الفلسطيني وتحويله الى مهرجان تصفيق وتطبيل وتزمير للقائد الفذ الحكيم الملهم ؟؟...


وهكذا علت مصلحه القائد على مصلحه فلسطين ..
وعلت مصلحه التنظيم الجامد الفارغ على مصلحه الوطن ..
وتحول الفكر الفتحاوي المفترض به انه فكر جمع ووحده , لدى البعض الى فكر إقصائي تخويني ..
واصبح من لا يُسَبِح بحمد السلطان عدواً ..
ومُمارس حريه التفكير والفكر النقدي هدفا لكل الأبواق ..
وهكذا اصبح البعض يدعي الطهاره وامتلاك الحقيقه المُنزله من السماء , وبإسم تلك الطهاره المزعومه وتلك الحقيقه المُفترضه , اصبحت عمليات ’’التطهير’’ مقبوله ومحببه ..
وهكذا تم تعهير فلسفه فتح في التعامل مع المتناقضات وتحويلها الى حرب إقصاء ..
واصبح من ليس مع ’’الرأي السائد’’ هو عدوا ..
وكانت النتيجه هي حصر الأبيض في مُدعيه , وتصنيف ما تبقى من تدرجات الى خانه اللون الأسود ..
وهكذا تحول الإطار الفتحاوي من ثوره فكريه دائمه تستمد حيويتها من الجدل البناء الدائم في داخله , الى اطار جامد يبتلع مواقف ’’القائد’’ , ويعتبرها ’’الصح’’ , وينبري لمحاربه واقصاء من يتجراء على ’’نقاشها ’’ وطرح الأسئله المنطقيه حولها ..


انا ادعي ان هذه العوارض المرضيه هي نتاج عمل مبرمج ومنظم , هادف الى تعزيز سيطره البعض على ’’تنظيم’’ خال من اي معارضه , وبالتالي جامد وقابل للإستزلام ..


وهي نفس السياسه المُتبعه إتجاه منظمه التحرير الفلسطينيه والتي تحولت نتيجه لهذه السياسه المبرمجه الى مجرد غرفه فارغه مهمتها ترداد صدى ’’الصوت السائد’’ ...


على الفتحاويين تقع مسؤوليه الإجابه على سؤال ’’ماذا نريد حقاً ؟؟
فإن كنا نريد فقط سيطره ’’التنظيم’’ مهما كانت توجهاته ,
فنحن على الطريق ,
ولكنه طريق سيؤدي بالنهايه الى تهميشه وتحجيمه وتحويله الى قلعه فارغه معزوله يتمترس فيه المستفيدين منه مُشًرّعين اسلحتهم للدفاع عن جدرانه المتهاويه ..
اما إن كنا نريد فتح رائده مشروعنا الوطني وقائده نضال شعبنا الوطني , وأداته للتقدم على طريق الحريه والإستقلال , فلا مناص لنا من العوده الى ينابيع فتح الفكريه , وإعاده الحياه والحيويه الى جسدها من خلال العوده الى فلسفه فتح الأصليه في التعامل مع التناقضات الداخليه والى سياسه الحضن الدافئ المتسع لكل الوان الطيف الفتحاوي , مهما اختلفت وتناقضت وانتقدت مواقف وتصرفات اصحاب الرأي السائد ..


وإن صَحَت فتح ..
فستصح منظمه التحرير ..
والمسيره الفلسطينيه بأكملها ..


وجل من لايخطئ ..

ليست هناك تعليقات: