بإستطاعتنا ان نقول ما نريد , ونعبر عن كل الغضب الذي يعتمل في قلوبنا نتيجه كل الخطايا التي قاد اليها التكفيريين ,حركه حماس ...والشعب والقضيه الفلسطينيه معها ...
ولكن ..
تبقى حماس ,حركه ,رغم الإرتباطات الخارجيه للتكفيريين من قياديها ,تبقى جزؤأ من الواقع السياسي الفلسطيني ,تؤثر وتتأثر به وفيه , و’’ طابعها الديني’’ , إضافه الى صبغه ’’المقاومه’’ التي أضفتها على نفسها , وإستغلالها ’’العمل الإجتماعي (في ظل غيابنا عنه) , تجعل منها حركه متغلغله في عمق الكثير من ابناء شعبنا , وجمع حولها العديد من الأنصار , وفتح أمامها أبواب دعم خارجيه عديده ومتعدده...
حركه حماس ومحيطها ,رغم الظواهر الخارجيه , ليست بمعزل عن الصراعات الداخليه , ومثلها مثل العديد من القوى السياسيه , تعيش حاله من التوازنات الداخليه التي تٌرجح كفه هذا التيار او ذاك حسب قوته وإمتداداته داخل ’’المجموع ’’ , و’’مجلس الشورى’’ وعقيده ’’الولاء للأمير أو المرشد’’ ,وإن كانت تحد من ’’الصراع’’ ,إلا انها لا تلغيه ...
’’التيار التكفيري’’ ذو الإرتباطات الخارجيه , إستغل وأستفاد وتغذى وترعرع على حاله الإنفلاش والتناحر الفتحاويه التي كانت سائده , ووجد في جعجعه وعدم مسؤوليه الخطاب الإستئصالي الذي إستسهله البعض من ’’أمراء’’ الحركه ,ما يبرر جر كامل حماس في معركه دمويه مفتوحه مع كامل فتح ...
هذا التيار التكفيري إختطف حماس , وأدخلها في نفق مظلم نلامسه يوميا , وهو تيار غير معني بفلسطين ولا بشعبها ألا بمقدار ما قد تضفيه على مخططاته من ’’مشروعيه ’’ عبر محتواها النضالي العادل , وتمثيلها أمام شعوب العالم للحق في مواجهه الظلم ..وما تبقى بالنسبه له ,ليس مهما, بقدر أهميه تحالفاته الخارجيه , وأهدافه البعيده جدا عن أهداف نضالنا العادل والمشروع ..
هناك أيضا في حماس , من يرى ويلامس الطريق المسدود الذي يقودهم اليه هذا التيار التكفيري , ويلامسون إنعكاسات مواقف هذا التيار المستبد, على واقع ومكانه حركتهم في المعادله الفلسطينيه , و خفوت صوت هذا التيار لايعني عدم وجوده ...
وضع الجميع في نفس السله , وإعتبارهم ’’طابورا خامسا’’ , وتحليل دمهم , والدعوه الى إستئصالهم , عدا عن انه قصر نظر , وغباء سياسي ’’وانا لا أقصد احد ’’ , فهو بنفس الوقت يقودنا الى طريق مغلق , يمر عبر بحر من الدماء , وليس من الواقعي اعتباره الحل الأمثل ..اضافه الى ان الداعين له لن يجدوا اي سياسي فلسطيني كان ,مستعد لتحمل عقبات مغامرات دمويه لها اول ,ولن يكون لها آخر , وتؤدي الى سقوط ألاف الضحايا من شباب شعبنا, وهو أيضا يتعارض مع كل ما حملته فتح من مبادئ وأخلاق وطنيه ..
ومن هنا اهميه النظر الى مثل هذا الموضوع بواقعيه , وهو ما قامت به الحركه حتى اليوم , وما ردده واصر عليه الأخ ابو مازن , وتكفي نظره واحده الى تداعيات ’’رساله التعزيه الشهيره’’ لتوضيح مدى صحه ودقه وأهميه تكرار ’’الموقف الأخلاقي الوطني ’’ في هذا الوقت بالذات ...
حماس جزؤ من منظومه العمل السياسي الفلسطيني , تم اقتيادها بعيدا عن مصلحه الشعب الفلسطيني , وبأمكانها الرجوع الى الصف الفلسطيني , شرط التراجع عن كل خطواتها الإنقلابيه , وشرط ان يتحمل المسؤلين عن ما حدث في غزه مسؤولياتهم عنه كامله امام القانون ...وهذا لن يتم دون كسر شوكه التيار التكفيري فيها...
مثل هذا الموقف المسؤول, الذي تردده فتح في معظم بياناتها , عدا عن انه يوضح بأن فتح لا تسعى لإقصاء احد , بل على العكس ..فهو بنفس الوقت يلقي بالمشكله اليهم ,فهم المسؤلين عن كل ما حدث , وعليهم يقع واجب تنقيه صفوفهم من كل هؤلاء الذين قادوهم بعيدا عن فلسطين الفكره والهدف والإلتزام ..
هل يعني ذلك ,في حاله تحقيقه ,انتهاء التناقض بين فتح وحماس ؟؟؟
الجواب قطعا لا , فتناقضنا معهم هو تناقض ايديولوجي عميق .. لا يحسم بالسلاح بل بوحده حركه فتح حول ’’الفكره والهدف ’’...(في مجال صراعنا معهم)..
الوحده ...
أعتقد أننا في الطريق اليها , عبر المؤتمر العام السادس للحركه , والذي أتمناه مفعلا للتنظيم ...
الفكره ..نحن نمثل الحريه ونسعى لهما , وهم يمثلون العبوديه لأمرائهم وفكرهم الضيق ..
نحن نمثل التعدديه الفكريه ,وهم الفكر الواحد الأوحد ..
نحن التزمنا فلسطين قبل كل شئ ,وهم التزموا الكثير قبل فلسطين ..
نحن نقدس الدم الفلسطيني , وهم يسترخصونه ..
نحن نحترم قوانين الأنسانيه ,وهم يقتلون الجريح ويسجلونه حيا ..
نحن نحترم قدسيه الإنسان الفلسطيني ونعتبره ثروه لشعبنا ,وهم يحولون الشباب الفلسطيني الى مقعدين ...
بإختصار ...
نحن النور وهم الظلماء ..
الهدف
هذا صراع ابدي ودائم , ولا ينتهي بحرب ودماء , بل ينتهي في اليوم الذي نستطيع فيه ادخال النور الى عقول وقلوب الأغلبيه من ابناء شعبنا , ويومها ...لن يبقى للمتزمتين والثيولوجيين من دعاه الفكر’’ السياسي الديني’’, الا الزوايا المظلمه من بعض مساجد الوطن ..
ولن يضيرنا ان يبقوا فيها الى يوم الدين ,يوم يسألون عن ذنوبهم وخطاياهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق