اثار عرض فيلم ’’ ديليس بالوما ’’ في الجزائر, موجه من الاحتجاجات, والكثير من الانتقادات اللاذعه ,عند طبقه واسعه من المواطنيين الجزائرين ,وفي الوسط السياسي والثقافي هناك .. والفيلم هذا ,الذي منع من العرض بحجه عدم توفر نسخته العربيه ,يتحدث عن ظاهره منتشره في بعض دول المغرب العربي ,وهي ظاهره الدعاره المنظمه ,وفيه تلعب الممثله الجزائريه ’’ بيونه’’ دور عاهره تدير شبكه دعاره في شوارع الجزائر, وتعتمد في تجارتها هذه على ’’بينوه اللذيذه’’ ,التي لا تتوانى عن لبس ثياب بإلوان العلم الجزائري للإيقاع بصيدها الثمين ,ويشير الخبر, الى ان جام غضب الصحافه والسياسيين والمثقفين ورجالات المجتمع والدين قد انصب على الممثله ’’ بيونه ’’ لقبولها لعب هذا الدور ,ومن بعدها على وزاره الثقافه الجزائريه التي ساهمت بتمويل جزؤ من تكاليف توزيع الفيلم المذكور ....
الممثله بيونه ,تلعب دورا تمثيليا في فيلم ,وتتقمص شخصيه لا تعبر بالضروره عن شخصيتها الحقيقيه ,فمهنتها هي التمثيل ,وكانت قبل ذلك قد لعبت ادوارا كثيره اخرى ,وتقمصت ادوار شخصيات فكاهيه او دراميه ...
ما هو تعريف العهر باللغه العربيه ؟؟؟
’’الموافقه على مقايضه المحرمات ,مقابل مردود مادي أو معنوي ’’
ولو نظرنا اليوم ,بقليل من التدقيق, في ما يفعله الكثير من حكامنا ,على امتداد الوطن العربي الكبير , فبإمكاننا ان نرى ان الأغلبيه العظمى منهم , وافقت طوعا وعن طيب خاطر ان تتخلى عن الكثير من المحرمات ,مقابل مردود مادي ومعنوي تحصل عليه من ’’الزبون ’’ الغني اوالقوي الذي طلب منها ذلك ,فمقابل ’’المعونات الإقتصاديه’’ التي لا يعلم الا الله وهم الى اين تذهب ,والبعض يدعي انها
تذهب بمعظمها الى جيبهم الخاص وجيوب اربابهم الذين يملأون قصورهم ليل نهار ,بأنتظار فتاته تسقط عليهم من على مائده السلطان ....
مقابل تلك ’’المساعدات’’ ,تخلى هؤلاء عن اي مساعده فعليه للشعب الفلسطيني ,واغمضوا اعينهم ,عن مأساته ’’القوميه’’ ,واصموا آذانهم امام صرخات الإستغاثه التي بح بها صوت امهاتنا ,وأنات اطفالنا ...
ومقابل الحمايه الأمنيه والعسكريه والبوليسيه التي يقدمها لهم ’’ زبونهم’’ الأكبر والأقوى ,فتحوا بيوت العرب وعواصمهم امام ما هب ودب من مجرمي الحرب الصهاينه ,ومن دعاه الإستسلام والخنوع ,بإسم ’’ السلام’’ ...
و مقابل رضى ’’رب نعمتهم’’ الأمريكي والصهيوني ,يعملون على اجراء التغيرات المطلوبه منهم في مناهح اطفالنا التعليميه ,فيحرفون التاريخ , والدين, والعادات والتقاليد العربيه ....
لتصبح فلسطين ,في مناهجهم الجديده ,هي... ارض الميعاد...
وليصبح الغزاه الصهاينه ,هم,... اليهود الهاربيين من المحرقه النازيه والعائدين بشغف وحنان لأرض بدون شعب ...
ولتصبح الشهامه العربيه,...خنوع ...
والشجاعه والفروسيه ,...جبن وتهرب من المسؤليه, بأسم ’’التعطش للسلم’’ ...
ولتصبح عزه النفس ,...تملق ومحاباه ...
وليصبح السلام ,...استسلام ...
اليس هذا هو العهر الحقيقي ,بمعناه الفعلي واللغوي الصحيح ؟؟؟...
’’بيونه’’ ,الممثله الجزائريه ,تمارس مهنتها في التمثيل , وتلعب دورا كتب لها من قبل مخرج الفيلم , وجميع من قامت قيامتهم بعد مشاهده الفيلم ,يعلمون جيدا ,انها وبحكم مهنتها هذه ,قد تلعب غدا دور ربه العائله الشريفه, او دور المجاهده الجزائريه ’’جميله بوحيرد’’,التي دخلت التاريخ من اوسع ابوابه , او اي دور مشرف آخر ..
نفس هؤلاء ’’الغيورين’’ على سمعه الوطن العربي ,و’’الرافضين’’ لتشويه العروبه , يعلمون جيدا ان سلاطين عالمنا العربي ,يمارسون ’’ الدعاره’’ علنيا كما رأينا أعلاه ,وهم لا يمثلون بذلك دورا في مسرحيه ينتهي بإنتهائها ,بل ان ’’دعارتهم’’ هذه تركت وستترك بصماتها عميقه في حاضر ومستقبل نفس العالم العربي, الذي يدعون الغيره عليه والدفاع عنه وعن سمعته ...
فإلى متى التهرب من مواجهه حقيقه ’’سلاطين ’’ عالمنا العربي ...؟؟؟
الى متى ’’التفشش’’ بمن لا علاقه مباشره لهم ,في انحطاط واقعنا العربي...؟؟؟
متى سترقى ’’النخبه’’ منا الى مستوى الحدث ,وتتحمل مسؤولياتها الخلقيه والأدبيه والدينيه والقوميه ,عبر....
تسميه الأشياء بأسمها الحقيقي ...
وتشخيص الداء الحقيقي ...
والتجرؤ على التوصيه بالدواء الشافي ..؟؟؟
اليس الأبدى بهم مواجهه ’’ الداعرين الحقيقيين’’... ؟؟؟
اليس ’’عاهرا’’ كل من باع ما هو محرم مقابل مردود مادي او معنوي ...؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق