تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيليه اليوم نبأ تراجع آفي ديختر ,وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ,عن زياره كانت معده له لبريطانيا ,للمشاركه في مؤتمر يعقده مركز دراسات بريطاني حول ’’عمليه السلام في الشرق الأوسط’’...
وجاء هذا التراجع عن الزياره خوفا من احتمال وجود امر اعتقال قضائي بحق الوزير في بريطانيا ,بعد الدعوى التي قدمتها عده تنظيمات بريطانيه وفلسطينيه وعربيه حقوقيه ضد ’’وزير الأمن ’’ هذا , على خلفيه دوره في اتخاذ قرار قصف حي سكني في قطاع غزه بقنبله تزن طنا ,عام 2002 لأغتيال الشهيد صلاح شحاده , والتي ذهب ضحيتها ,اضافه اليه ,خمسه عشر فلسطينيا من ضمنهم زوجه الشهيد وثلاثه من ابناءه ...
وأعادت وسائل الإعلام الإسرائيليه التذكير بأن الكثير من كبار ظباط الجيش الأسرائيلي ,ومن ضمنهم موشي يعلون ,رئيس الأركان السابق ,ودان حالوتس ,قائد سلاح الجو السابق , ودورزن الموغ ,قائد المنطقه الجنوبيه السابق , وشاؤول موفاز ,وزير الأمن السابق , يواجهون خطر الإعتقال في بريطانيا ,على خلفيه ارتكابهم جرائم حرب ضد الفلسطينيين خلال الإنتفاضه الفلسطينيه ...
عند قرائتي للنباء ,سرح بي الخيال بعيدا , وتصورت كل هؤلاء ,من المثقفين العرب ,الذين يعلنون ’’مشكورين’’ ليل نهار ,تضامنهم المطلق مع نضال الشعب الفلسطيني العادل , وبعض الساسه العرب ,الذين يتبرعوا بالنصائح ’’الأخويه’’ للشعب الفلسطيني حول طبيعه خوض غمار المعركه مع الصهيونيه , و’’المناضلين الأشاوس’’ في العواصم العربيه ,الذين يألوا جهدا ل’’مساعده’’ الشعب الفلسطيني بإداره أزماته الداخليه ,وآخرين , تصورتهم طوابيرا امام المحاكم العربيه ,لرفع دعوات قضائيه ,معتمده على ملفات موثقه ’’وهي متراميه في ادراج كل منظمات حقوق الإنسان في العالم ’’ ,تدين ,بالإسم والصفه , الأغلبيه من رجال الساسه الإسرائيليون ,الذين يسرحون ويمرحون ليل نهار ,في اغلبيه عواصمنا العربيه ’’طبعا ,لمناقشه السلام ’’ ...
وتسائلت في نفسي , ان كان ,وقتئذ ,بمقدور ملوكنا ورؤسائنا , وساستنا , ان يبسطوا السجاد الإحمر , ويعمروا الولائم ,ويفتحوا ابواب قصورهم ’’لاحظوا ان معظمها تسمى ,قصر الشعب’’ ,لمتهمين بجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني ,الذين يدٌعون التضامن معه ...
وتسائلت , ماذا لو اعتمدنا ,نحن العرب , مقوله ’’الأيادي الملطخه بالدم ’’ , هل سيتبقى هناك الكثير من ’’الساسه’’ الإسرائليين, الذين لا تقطر الدماء الفلسطينيه من اياديهم , ليصافحوا ال’’قاده العرب’’ , وليتبادلوا اطراف الحديث حول اهميه ’’السلام ’’ لشعوب المنطقه ؟؟؟
لقد اصبح من البديهي اليوم , لماذا يحاربون الديمقراطيه ,ودوله المؤسسات ,في عالمنا العربي , ولماذا يدعمون بكل قوه ,تسلط ’’الزعيم والقائد الفذ الملهم ’’ , ويجيشون اجهزتهم الأمنيه والمخابراتيه لحمايه سلطات هؤلاء ’’الأبطال القوميين’’ الذين يتحكموا بكل السلطات ,بما فيها القضائيه, في عواصمنا العربيه ...
ما ارخصك ,ايها الدم الفلسطيني ,في العواصم الشقيقه ...
ما ارخصك ,ايها الدم العربي , في وجدان ’’قادتك ’’...
ما أرخصكم , أيها الساده الزعماء ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق