في هذا الزمن الغريب والعجيب ..
الذي اختلطت فيه الامور , وغاب عن بال البعض منا ,ان عدو الله والانسانيه لا يزال هنا ,قابع على صدورنا ,يحجب عن عيون اطفالنا وهج الحريه ,ويقف كالجدار حائل بينهم وبين مستقبل مشرق سعيد ,يغتصب شعبنا وارضنا كل يوم ,عشرات المرات ,امام عيوننا وعيون ’’امتنا ’’ العربيه والاسلاميه , وامام عالم ’’حقوق الانسان ’’ ,وامام ’’اخوتنا الذين تباهوا فخرا بشق وحده شعبنا وما تبقى لنا من اشلاء الوطن ,ورقصوا طربا لانتصارهم على ابناء نفس مأساتهم ,وشركائهم في العذاب والالام , وشهروا فيه سيوفهم التي اكلها الصداء ,وهراواتهم المستورده ,لتأكل من لحم وجلد ودم ’’شركائهم ’’ في القضيه ...
في هذا الزمن العصيب ..
الذي اختلطت فيه الامور على البعض منا , واصبحنا نسمع ونقراء لهم ما معناه ان عدو الامس (الابدي الدائم), اكثر انسانيه من خصم اليوم (العابر ), واكثر رأفه ..واجاز فيه ’’البعض منا ’’ ان يتعاموا عن الجريمه بحق الانسانيه التي ارتكبت ولا تزال بحقنا (اغتصاب الارض والانسان),ووزعوا ما يشبه صكوك براءه لمن يقف حاجزا امام التحاقنا بركب الانسانيه والبشر ..
في هذا الزمن القاحط ..
زمن العجز والعاجزين ..
زمن اشباه الرجال الذين يتماهون بأسلحتهم التي تطلق الرصاص ’’باتجاه واحد’’ صدور ابناء شعبهم ,في شوارع غزه ,ويهرولون -في مسرحيه مناورات -بكروشهم التي انتفخت بكل الخيرات التي نهبوها من ابناء شعبهم , وجمعوها بأسم قضيته العادله ..
وزمن هؤلاء الاخرين الذين استمتعوا بالمفاوضات المخمليه طويله الامد في الفنادق الفاخره حول اشهى الولائم التي اعتمرت بما لذ وطاب ,واوهمونا انها نضالا مضني ,يستحقون عليه كل ثناء واطراء ,لما يقدمونه خلالها من جهود مضنيات ,وتضحيات ...
في هذا الزمن المقرف ..
الذي التهى فيه جزؤ كبير من شعبنا ب’’معركه تحرير غزه’’ ,والجزؤ الاخر بمعركه الدفاع عن انجازات ’’التحرير الثاني ’’ ,وغاب فيه عن بالنا اننا لا نزال مقيديين الايدي والارجل بسلاسل الاحتلال , وان اتخن شنب فينا لايزال بحاجه لتصريح يقدمه بخشوع وادب ,لجندي محتل ,قدم لتوه هربا من مجاعات اثيوبيا وغاباتها ,ليمارس علينا ساديته وسيادته..
في هذا الزمن الفظيع ..
الذي لا يتوانى فيه البعض عن محاوله اقناع بعض شعبنا بأن مصلحتنا تتطلب تسخير التناقض الرئيسي مع عدو الله والانسانيه ,لمصلحه حسم التناقض الثانوي الاني ..ويحاول فيه البعض الاخر ,اقناع الجزؤ الاخر من شعبنا بضروره ’’الهدنه’’ مع عدونا الازلي ,لتثبيت مواقعه في اماره الظلام ,وفي مواجهه ’’شريكه’’ في النكبه والنكسه وطريق الالام ...
في هذا الزمن الذي سنندم ,يوما ,اننا عشناه ,دون وعي ودون رده فعل مناسبه ,ودون صحوه ضمير ....في هذا الزمن ..
يجب علينا التذكير والتذكر ...
مجازر صبرا وشاتيلا مر عليها ربع قرن , والمجرمين هنا ,امامنا ,نراهم كل يوم ,على الحواجز ,وفي مركباتهم المدرعه , يتمخطرون من تحت شبابيك فنادق وفيلات وبيوت واكواخ البعض منا ,ذاهبين او قادمين من مهمه تصفيه اخ لنا او صديق , يدوسون ببساطيرهم على اعناق الافضلين منا ,الذين اختطفوهم من بيوتهم الامنه امام اطفالهم واهلهم ...
مسلسل العذاب والاسى والالام ,الذي ابتداء يوم قرروا خطف وطننا منا , وتنظيف ارضنا من اثارنا , وطمس تاريخنا , وتعتيم حاضرنا , وتدمير مستقبلنا ...
الذاكره ,الذاكره ...
الشعب الذي لا يمتلك ذاكره , لا تاريخ له ,ولا ماضي ولا حاضر ولن يكون له مستقبل ...
الشعب الذي ’’يهادن’’ عدوه الازلي , و’’يتغاضى’’ عن الظلم والعدوان , و’’يسمح ’’ للمغتصب ان يستمر بالاغتصاب بأمن وامان , قد لا تقوم له قائمه في هذا الزمان ..
الشعب الذي يسمح للمنتفعين والمتسلقين والانتهازيين وللاغبياء ,ان يقودوه و يلهوه في مشاكل ’’انيه مرحليه’’ ويحرفوا بوصلته عن عدوه المغتصب , قد يفنى في اتون هذه المعارك , ولن ينفع بعدها الندم ....
الذاكره ,الذاكره ....
فهي قد تكون الصاعق الذي سيحيي الضمير ....
وتجعل الفلسطيني منا ينحني امام شريكه في الالم والامل ...
وتجعل العقل الفلسطيني يجترح ’’الحلول الخلاقه’’ لظبط الصراع وتقنينه وتجييره لمصلحه تدعيم موقف شعبنا امام عدونا الازلي ...
وتعيدنا الى الصراط المستقيم ..
طريق الحريه والاستقلال ..
والامن والامان لشعبنا ..
فهو يستحقها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق