الأحد، ١ آذار ٢٠٠٩

الموقف الأسلم ..




20/01/2008

المبادئ والأهداف لفتح لم تتغير من قبل الأنقلاب , لتصبح غيرها بعد الأنقلاب ..
ما تغيير هو موقف وتصرفات القائمين على حماس , وأدعي أن ما تغيير أيضا هو طبيعه التوازنات الداخليه في حماس نفسها (وهذا حوار آخر)...
كان واضحا ,حتى لعديمي البصر والبصيره أن فتح تعمل بالغ جهدها للحفاظ على وحده الشعب الفلسطيني ضمن أٌطره التمثيليه الشرعيه , وكان واضحا انها سعت بكل طاقاتها لإيجاد أسلم السبل من أجل ’’تعايش سلمي ’’ ما بين طرحيين سياسيين , أحدهما يحافظ على صوره الشعب الفلسطيني الساعي للسلام والملتزم بالشرعيه الدوليه , وثانيهما مغامر يتوهم بمقدرته على مواجهه العالم كاملا .. تعايش سلمي يسمح لكل طرف بالتعبيير عن مواقفه , ضمن بوتقه الشعب الواحد , وكان موقف الحركه هذا هو التعبيير الصادق عن إيمانها بالتعدديه السياسيه وبإحترامها الكامل للخيارات الديمقراطيه للشعب الفلسطيني ..
كان واضحا لعديم البصر والبصيره , أن فتح لن تلجاء أبدا لحسم هذا الصراع بقوه السلاح , ورغم كل المحاولات البائسه للكثير من القوى الخارجيه للتأثير على القرار الفتحاوي لزج الحركه في معركه حسم عسكريه .. وكان هذا تعبيرا واضحا عن تمسك الحركه بمبداء رفض اللجوء للقوه العسكريه لحسم الصراعات الداخليه ..
وحتى خلال وبعد الإنقلاب , ورغم مراره الحدث وما رافقه من جرائم بشعه بحق الفتحاويين , رفضت الحركه الإنزلاق في متاهات حرب أهليه , وكان هذا تعبيرا صادقا عن حرص الحركه على الدم الفلسطيني ...
وحتى يومنا هذا , لم تلجاء الحركه الى السلاح , ومن المؤكد أنها لن تلجاء له أبدا ...
فتح لم ولن تجرم بحق القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني ..
فتح ستبقى متمسكه بثوابتها وأخلاقها الوطنيه والإنسانيه ..
هذا هو بالظبط مصدر قوه فتح ...ثوابتها وأخلاقياتها ..
وهذا هو بالظبط مقتل الآخرين ..إستهتارهم بالدم الفلسطيني , وبالقضيه الفلسطينيه , وبالشعب الفلسطيني ..
المنتصر في صراعنا معهم ليس هو بالضروره من يقتل أكثر من الطرف الآخر ..
المنتصر في هذا الصراع هو من يحافظ على الثوابت الوطنيه وعلى صورته الناصعه في عقول وقلوب الشعب الفلسطيني ..
كل ما ذكرته ,أخي العزيز ,في تعليقك هو إدانه لهم وإثباتا لصحه مواقف الحركه المبدئيه..
فهم الذين سمحوا لأنفسهم بإنتهاك حرمه الدم الفلسطيني ..
وهم من سمحوا لأنفسهم بممارسه منطق الإنقلاب ..
وهم من يحاربوا بالدم والقمع الفكر الآخر ,الذي يخالفهم ..
وهم من يحاولوا فرض ديكتاتوريه الظلام على غزه ..
وهم من عرضوا القضيه الفلسطينيه لمخاطر إنقسام الساحه الفلسطينيه ..
وهم من فتح المجال للعدو للتلاعب على تناقضات الساحه الفلسطينيه ..
فكيف بك تطالب الحركه بإستعمال نفس منطقهم الأعوج ؟؟؟
منطق ’’التكفير ’’ والتخوين والإستئصال والقتل والتدمير ..
منطق القوه العسكريه ..
منطق إلغاء الآخر ..
فتح رفضت الإنقلاب وتطالبهم بالعوده عنه ..
فتح ترفض اللجوء الى السلاح وتدين لجوئهم اليه ..
فتح أدانت جرائمهم , وتطالب بمعاقبه مرتكبيها ..
فتح ترفض تجزئه الشعب والوطن , وتسعى لوحده كل منهما ..
فتح ترفض ديكتاتوريتهم السوداء وتسعى لنظام حضاري ديمقراطي ..
فتح ترفض فرضهم للفكر الواحد الأوحد وتسعى لمجتمع يحترم التعدديه الفكريه والسياسيه ويحافظ على الحريات المدنيه ..
هذا هو الموقف السليم , وهو ما يجب أن ندافع عنه
..

ليست هناك تعليقات: