الأحد، ١ آذار ٢٠٠٩

كيف بنا ..؟؟؟


كٌتب في 27/07/2008

تصدرت اخبار حمله الإعتقالات التي قامت بها اجهزه الأمن الفلسطينيه في الضفه الغربيه ضد اعضاء وانصار لحركه حماس , وشملت شخصيات فلسطينيه اكاديميه واخري منتخبه ,إضافه لبعض أئمه الجوامع ...
وجاء توقيت بدء هذه الحمله بعد يوم واحد من الإنقلاب الأسود الثاني الذي باشرت اجهزه حماس به في قطاع غزه وإستهدف حركه فتح وكوادرها ومكاتبها وجمعياتها ,بحجه الرد على العمليه الجبانه التي ادت الى مقتل عدد من اعضاء حركه حماس ....
وترافقت حمله الإعتقالات في الضفه الغربيه مع تقرير صدر عن مؤسسه ’’الحق’’ غير الحكوميه ,يتهم فيه اجهزه امن السلطه , واجهزه امن الإنقلابيين بممارسه التعذيب والتنكيل والإهانه بحق الموقوفين ...
كما ترافق كل ذلك مع بيان من الممكن إعتباره الأول من نوعه , وقعت عليه شخصيات نيابيه منتخبه على لوائح حماس , تنتقد فيه بشده ممارسات اجهزه امن حماس ضد ابناء حركه فتح في قطاع غزه , وتطالب بإلغاء كل القرارات التي ادت لتلك الممارسات المتعارضه مع القوانين ....

***
وإن كنا , من باب إدراكنا لطبيعه ’’النظام’’ الظلامي التي تسعى حماس لفرضه على اهلنا في قطاع غزه , لم نتفاجئ بعنف ممارساتها ضد الفتحاويين , وبتجاوزها لكل القوانيين المتعلقه بحقوق الإنسان والمواطن , لأن مثل هذه الممارسات القمعيه , تتماشى تماما مع نظرتهم التكفيريه لكل معارض , ومع الطبيعه الديكتاتوريه ل ’’النظام’’ الذي يسعون لفرضه بقوه الحديد والنار ,في إمارتهم ...
إلآ اننا والعديد من ابناء شعبنا ,الذين آمنوا بصحه ومصداقيه الخطاب الذي دافعت عنه السلطه حتى الآن والقائل بأنها سلطه مؤمنه بالديمقراطيه والتعدديه السياسيه , وتحترم حقوق الإنسان الفلسطيني ,الفرديه والعامه , وتؤمن بقانون واحد لكل مواطنيها يعلى على الجميع وقائم على العدل والمساواه بين الجميع ..لا نتفهم لا توقيت ولا دوافع حمله الإعتقالات التي تشنها اجهزه السلطه في الضفه الغربيه , ولا مدى خدمتها لفتح وللسلطه الفلسطينيه , ولهدف تعميم الوعي الديمقراطي في الشارع الفلسطيني ....

ممارسات توحي ب...

*أننا اطلقنا العنان لغريزه ’’ الإنتقام’’ , وجعلنا منها قانونا يعلى على القانون ..
*اننا تماما مثل الطرف النقيض , نمارس ممارساته , ونسمح لإنفسنا بأن نتجاوز قوانينا , وبأن ندوس بإقدامنا ما ندّعي انه مبادئنا , ومن ثم , نجد لأنفسنا حججا ومبررات واهيه لتفسير ممارساتنا تلك..

بإختصار ..

نوحي لشعبنا بأننا لا نختلف كثيرا عن الطرف النقيض ..

***

كل ما سبق يدفع المرئ الى طرح العديد من التساؤلات....

*كيف بنا ندين حمله إجتثاث فتح في غزه , ونحن نمارس ما يٌشبه حمله ’’اجتثاث’’ لحماس في الضفه ؟؟؟...
*كيف بنا ندعوا الطرف النقيض لإحترام القانون وحقوق الإنسان , ونحن نوحي من خلال ممارساتنا اننا لا نقيم ادنى إعتبار لهذا القانون او لتلك الحقوق؟؟؟ ..
*كيف بنا نطالب شعبنا وقواه الحيه بإدانه ممارسات حماس في قطاع غزه , وبأن يغضوا النظر عن ممارساتنا في الضفه ؟؟؟...
*كيف بنا نعطى المثال الواضح عن الفرق الجوهري بين فكرنا الديمقراطي الوطني التحرري وفكرهم الظلامي , ونحن نمارس ما يتشابه مع ممارسات معتنقى ذلك الفكر الدكتاتوري الأوحد؟؟؟...
*كيف بنا ندّعي الإيمان بالحريه لشعبنا , ونحن نمنعها عن بعض مواطنينا ؟؟؟...
*كيف بنا نقنع شعبنا بأننا نؤمن بأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته , ونحن نعتقل من يظهر انهم أبرياء ؟؟؟...
*كيف نتسائل عن التٌهم الموجهه لشبابنا المٌعتقلين في غزه , ونحن نعتقل المواطنيين دون توجيه أي تهم لهم ؟؟؟...

عشرات من التساؤلات المٌشابهه تثيرها حمله الإعتقالات الجاريه الآن في الضفه الغربيه , تطرح نفسها على كل مواطن فلسطيني , ومٌحب لفتح ..
وهي تساؤلات تقودنا الى التساؤل الأكبر ...
هل يعى من هم وراء مثل هذه الحمله انهم بها لا يخدمون لا فكر ولامكانه ولا مصداقيه الحركه , وبالعكس من ذلك تماما , فهم يصبون الحبوب في طاحونه نقيضها ؟؟؟ ويعطون بذلك حججا ومبررات إضافيه للتكفيريين لتبرير ممارسلتهم بحق ابناء الحركه في غزه , بأثر رجعي ؟؟؟
الم يحن الوقت بعد لأخذ موقف واضح وموحد لكل اقطاب الحركه , يحدد بالظبط , ما هو الموقف من حماس , وكيفيه التعامل معها ؟؟؟ هل هي حركه خارجه عن القانون , ويجب مواجهتها بكل السبل المتاحه , ام لا تزال ورغم إنحرافها , جزؤا من القوى الفلسطينيه الشرعيه , وعلينا العمل لإستعادتها للبيت الفلسطيني ؟؟؟
الم يحن الوقت بعد لتحديد مفهومنا الحقيقي لطبيعه سلطتنا في الضفه بوضوح وشفافيه , سلطه ديمقراطيه ام ديكتاتوريه سلطويه , ام سلطه بلا رقيب يستعملها من يشاء لتنفيذ السياسه التي يريد متى شاء وكيفما شاء ؟؟؟...نواه دوله حضاريه ديمقراطيه ام أداه تسلط ونفوذ , او اداه لفصيل ام لحركه تحرر وطني جامعه ؟؟؟.....
الم يحن الوقت لإعلان مبادئ واضح ..نتمسك به ونتوحد حوله وعنه ندافع ؟؟؟

ليست هناك تعليقات: