الأحد، ١ آذار ٢٠٠٩

وتستمر المهزله .. 2 ..


كٌتب في 27/07/2008

ما تبع الإنقلاب الأسود في غزه اظهر للجميع ان إدعاءآت التكفيريين بأنهم خاضوا حربا ضد تيار معين في فتح وفي السلطه , كانت إدعاءآت باطله , حيث اثبتت تطورات الأحداث اللآحقه انهم عملوا على إقامه دويله لهم في جزؤ من الوطن الفلسطيني , جيّروه وشعبه وموارده وتضحياته لخدمه مشروعهم الإسلامجي قصير النظر , ولتعزيز نفوذ فصيلهم وموقعه على حساب كامل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيه ....

الإنقلاب الأسود لم يكن إلا عمليه ’’هروب الى الأمام ’’ من إستحقاقات إنخراطهم في تبادل السلطه السلمي بالطرق الديمقراطيه , والذي كان يتطلب منهم إحترام التزامات السلطه الدوليه , واحترام نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسيمه التي ادت الى تحويل شعبنا من قطعان لاجئين يستجدون المساعدات الإنسانيه في طوابير المؤن ,الى شعب ذو حقوق وطنيه مشروعه ومعترف بها , والى مفتاح للسلام والإستقرار في المنطقه ....

ورغم تبجحات قادتهم بتمثيل ’’المقاومه ’’ امام ’’ الإنبطاح ’’ , ظهر واضحا لكل مراقب ان عمليه الإنقلاب تلك لم تكن إلا إستمرارا لنهج إسقاط منظمه التحرير الفلسطينيه على امل إنتزاع الورقه الفلسطينيه من ايدي هؤلاء,الذين خلقوها, وفرضوها, بتضحياتهم , كورقه اساسيه ومركزيه , وتجييرها لخدمه مشروع ’’إسلامجي’’ لا يتجاوب مع مصالح الشعب الفلسطيني , ويتعارض مع حقه المشروع بتقرير مصيره , ومع إختياره الواضح للنظام الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطات ....

وإستمرت مهزله إدعاء هؤلاء حرصهم على الوحده الفلسطينيه , وسقطت الأقنعه عندما لامس كل مواطن فلسطيني عملهم الحثيث على خلق مقومات دويلتهم الظلاميه في القطاع , وفرضهم لنظرتهم القاصره ل’’حريه الشعب’’ عبر قمعهم للرأي الآخر , وللحريات العامه , وفرضهم سيطره دكتاتوريه قمعيه على اهلنا الصامدين في غزه ....

وجاء إتفاق ’’التهدئه’’ المنقوص , ليٌسقط احد اهم دعائم دعايتهم بتمثيل ’’الخط المقاوم’’ , وإذ بهم يقايضون امن قياداتهم بأمن سديروت , ويمارسون ما كانوا يدعّون مقاومته , ويجندوا مقدراتهم وإمكانياتهم لحمايه العدو الصهيوني , دون ان يحصلوا على اي ثمن فعلى مقابل ذلك , ولا حتى رفع الحصار عن اهلنا وشعبنا الأبي في غزه ...

ورغم سياده الخط العقلاني المتمسك بالأخلاق الوطنيه في مركز القرار الفلسطيني , ورفضه المبدأي لمنطق الصراع الدموي في الصف الفلسطيني , وحرصه الواضح على تفضيل المصلحه الوطنيه الفلسطينيه على المصالح التنظيميه الضيقه , إستمر هؤلاء التكفيريين بإيجاد الحجج والمبررات الواهيه لرفض اليد المفتوحه التي عبرت عنها مبادره الأخ ابو مازن ودعوته لحوار فلسطيني يٌخرج الساحه الفلسطينيه من واقع التشرذم والإنقسام الذي ادى اليه الإنقلاب الأسود , والذي ينعكس سلبيا على القضيه الفلسطينيه ويخدم العدو الصهيوني ومصالحه عبر فتح المجال له للتلاعب بالتناقضات الفلسطينيه , ويساعده بالتهرب من إستحقاقات السلام , ويسمح له بالظهور بمظهر المٌعتدى عليه , ويبرر رجعيا كل ممارساته الإجراميه بحق شعبنا ...

من الواضح لمن لا يريد الإختفاء خلف انفه , ان التوقيع على إتفاقيه التهدئه مع العدو الصهيوني قد فاقم من التناقضات الداخليه في حماس ومحيطها , وفتح المجال واسعا لتطور هذا التناقض بين خطين متمايزين ...
*خط ’’سلفي جهادي’’ ترعرع في البيئه التي خلقتها حماس في غزه قبل الإنقلاب , ولعب دورا هاما واساسيا في الإنقلاب , من اجل تحويل غزه وشعبها الى قاعده لمشروع ’’جهادي’’ يتعدى حدود الوطن الفلسطيني , ويتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني الوطنيه , مشروع يتطلب من اجل إستمراريته , إستمراريه الأحتكاك العسكري بالعدو الصهيوني على امل خلق حاله تثوير إسلامجيه في المحيط الإقليمي , عبر إظهار عجز وتقاعس الأنظمه العربيه ...
* وما بين خط ينظر الى إقتراب إستحقاق إنتخابات رئاسه السلطه الفلسطينيه كنقطه مركزيه لإدعاء شرعيه تمثيله لكامل الشعب الفلسطيني عبر قراءه منقوصه للدستور الفلسطيني تدّعي عوده مسؤوليات رئاسه السلطه الى رئيس المجلس التشريعي او نائبه في حال تعذر القيام بإنتخابات رئاسه السلطه ...
هذا الخط الذي يرى بهذا الإستحقاق الرئاسي تتويجا لمعركته من اجل إنتزاع الورقه الفلسطينيه من يد منظمه التحرير الفلسطينيه , وهو نفس الخط الذي عمل على التهرب من الرد على مبادره الأخ ابو مازن , وفَضَل بدلا عن ذلك الإسراع بإنجاز إتفاق تهدئه منقوص مع العدو الصهيوني , يحافظ من خلاله على وجود قياداته , ويوحي للعالم من خلاله ومن خلال تطبيقه بحذافيره , مقدرته على تحمل مسؤولياته , ومصداقيته , وبالتالي اهليته للسيطره على كامل مراكز القرار بالسلطه الفلسطينيه (تشريعي ورئاسي) ...

ضمن هذه المعطيات , يصبح من المنطقي ان ينتظر المراقب شراره تفجير مثل هذا الصراع الكامن , حيث ان إحترام اصول الصراع السياسي لم يكن ابدا من صفات الإسلامجيين, وخاصه منهم هؤلاء الذين يدعّون تمثيل الخط الأصولي ’’الجهادي’’ , واما الدم الفلسطيني , فلقد اثبتوا في الماضي القريب ان لاحرمه له لديهم, وانه ارخص من الماء ,عندما يخدم مصالحهم ...

كما وان اي مطلع على مدى تغلغل العدو الصهيوني في صفوف العديد من الفصائل الفلسطينيه , وممارساته السابقه بإستغلال التناقضات الداخليه الفلسطينيه وعمله الدؤوب لتحويلها الى صراعات دمويه , تجعله لا يستبعد من هذا العدو تحريك احجاره من اجل إشعال فتيل التفجير , ومن ثم النفخ على النار لتحويلها الى جحيم يأكل ’’اعداءه’’ ....
وتصبح أحتمالات هذا التلاعب الصهيوني اكثر واقعيه عندما نرى كل التركيز الدولي اليوم على مطالبته بوضع حد لتوسعه الإستيطاني في انحاء الأرض المحتله ,وما يعنيه تفجير صراع دموي عنيف في غزه من تحويل انظار العالم عن الأمر الواقع الذي يبنيه هذا العدو في الأرض المحتله , الى بؤره الصراع المٌفتعل في غزه ...

تسرع بعض قاده حماس بإلقاء مسؤوليه العمليه الإجراميه التي حدثت في غزه على كاهل حركه فتح , رغم إدانه حركه فتح للعمليه , وقبل اي تحقيق ولو بدائي بالموضوع , ورغم وجود ادله وشواهد تشير الى اطراف داخليه في حماس , وهروله اجهزتهم الأمنيه لإختطاف اعداد كبيره من شباب الحركه وإقتحام مكاتبها ومؤسساتها , لهو دليل قاطع على مدى إستهزائهم بالرأي العام الفلسطيني , وبالمصالح الوطنيه الفلسطينه ....

إستهزاء بالراي العام ....
* لأن القاصي والداني يعلم جيدا موقف فتح المبدأي والأخلاقي والوطني الرافض كليا لحسم الصراعات الداخليه بقوه السلاح , والمٌقدِس للدم الفلسطيني ...
*لأن اي عاقل يعلم جيدا ان إنقلاب غزه لن ينتهي بعمليه تصفيه هنا واخرى هناك , بل بالعكس من ذلك , فمثل هذه العمليات ستؤدي حتما الى تقويه التكفيريين عبر إعطائهم حجج ومبررات ,على طبق من ذهب, لإطلاق العنان لغرائزهم البدائيه , ولتضييق الخناق على المناضليين الصابرين الصامدين في دويلتهم المسخ الظلاميه ...
*لأن اي مراقب مطلع بإمكانه لمس الوعي العالي لحركه فتح لمعاني المصلحه الوطنيه ,ولأضرار قسمه الوطن , وتداعيات هذا الإنقلاب على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيه , وعمل الحركه الدؤوب والمخلص من اجل تمهيد الطريق للخروج من هذه الحاله الشاذه بالتاريخ الفلسطيني بأقل الأضرار الممكنه ... مما يعني إستحاله مشاركتها في مغامره طفوليه تفتح أبواب جهنم على اهلنا الصابرين الصامدين في القطاع ...

***
وتستمر المهزله ....
وهي كعادتهم ...دمويه ...
وشباب شعبنا ..هم كبش فدائها ...

***
ويبقى السؤال المٌحير مطروحا ....
متى سيعى قاده فتح ان وضع الحركه الداخلى اليوم هو كحيل اشيلها ومقتلها ؟؟؟...
وانهم مطالبين بالإسراع بتحمل مسؤولياتهم إتجاه ابناء الحركه وإتجاه الشعب الفلسطيني ...

لم يعد هناك من مبرر لهذا التباطئ في عقد مؤتمر الحركه , لإدخال التعديلات المفروضه والواجبه ,على تركيبه الحركه, حتى تستطيع لعب دورها في حمايه ابناء الحركه, وحمايه المشروع الوطني الفلسطيني , وقطع الطريق على هؤلاء الذين .يسيل لعابهم علانيه, على ’’القرار الفلسطيني’’؟؟؟؟

لم يعد هناك من مبرر لهذا العجز الواضح في عمليه إعاده احياء منظمه التحرير الفلسطينيه لتدافع بإسم الشعب الفلسطيني عن صفتها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ولتقطع الطريق على الطامعين بالإستفاده من كل تضحيات شعبنا الماضيه والحاليه ؟؟؟؟

ام انهم فعلا مجرد موميات محنطه في متحف القياده ....
ولم تعد هناك حياه لمن تنادي ؟؟؟

ليست هناك تعليقات: