الخميس، ٩ كانون الأول ٢٠١٠


خاطره حول إتفاقيه التهدئه كتبتها في 8/09/2007

بعد ان بررت انقلابها على السلطه (التي كانت جزؤا منها نتيجه مشاركتها في الانتخابات للمجلس التشريعي),بان ذلك لم يكن الا دفاعا عن النفس امام تأمر (البعض)عليها , وبعد ان كان لها ما تريد بعد (معركه ) حسم عسكريه غريبه ,لم تنكشف كل خفاياها بعد , اظهرت فيها مقدره هائله على التلاعب بالمشاعر الدينيه لبعض (مثقفي) الجوامع المسيسه ,عبر التلاعب بعواطفهم الدينيه القاصره وتسويغ وتشريع الاجرام لهم ,وتحليل سحل جثث الموتى واقامه (الصلوات) على انقاض لايزال يئن تحتها الجرحى ,هاهي حماس اليوم, كما كان متوقعا , تواجه تناقصات الوضع الذي استعجلت خلقه ,حيث انها وجدت نفسها ,(بعد ان اخلت لها السلطه الشرعيه الساحه,متراجعه وعاجزه امام الدم الفلسطيني,وامام تناقضاتها) ,مسؤوله بشكل مباشر عن وضع مليون ونصف انسان ,يعيشون على رقعه صغيره من الارض الفقيره ,محاصريين من كل الجهات من قبل اعداء معلنيين ,و(اصدقاء) غير مرتاحين للوضع الجديد , سجن كبير لايمتلك اي من مقومات الحياه ,ويعتاش على فتات المعونات الخارجيه ,وكامل مفاتيحه في ايدي اعدائه.
وعوضا عن التوقف بعد تبدد غبار المعارك ,واعاده (جند الجوامع المسيسه) الى ثكناتهم , واخلاء كل مقرات السلطه الشرعيه ,والاعلان عن انتهاء المعركه مع (الطرف المتأمر) ,والطلب من السلطه الشرعيه ان تعود لممارسه سلطاتها الطبيعيه ,والاعتراف ب(التجاورات) التي رافقت (المعركه) ,وابداء الاستعداد لتقبل التحقيق بمجريات الاحداث, وتقديم المتهمين بجرائم حرب الى محاكمات شرعيه ,تضمن لهم حقوقهم بالدفاع عن النفس ,وتحمل كل ذو مسؤوليه ,مسؤوليته, بدلا عن كل ذلك , اثبتت قياده حماس , مره اخرى ,لمن كان لا يزال تساوره شكوكا بذلك, انها عاجزه عن قراءه الواقع ,وفهم المعادله الجديده ,عبر اعتبارها نتائج (المعركه) نصر وتحرير ,ومباشرتها استثمار تلك النتائج ,لتثبيت دعائم سلطه جديده في غزه ,احاديه الفكر ,وقمعيه التوجه,وثأريه الاسلوب , وحتى ان العمى السياسي دفع بالبعض من قياداتهم للتوهم بأمكانيه اقامه دويله (اسلاميه)هناك ,وكأن غزه ليست قطعه من ارض تقع في فوهه بركان يرصد حرارته كل صانعي القرار في العالم اكثر من مره في اليوم, وتصرفوا وكأن غزه اصبحت بين ليله وضحاها تتشكل من لون واحد من البشر ,يهللون بحمد (القياده الالهيه الملهمه) الجديده ,ومستعدين لتحمل نتائج مغامرات واحلام واوهام (مثقفي الجوامع المسيسه)
و ما كان مدانا بالامس ,ومبعث قلق واضطرابات واتهامات بالخيانه والتأمر ,اصبح مشروعا اليوم ,وكأن تغيير الممارس, يجعل من ما كان مرفوضا بالامس ,مقبولا ومجببا اليوم ,وهكذا اصبح منع المقاومه من ممارسه حقها الطبيعي في مقارعه العدو واجب مفروض من اجل حمايه مشروع(الدويله) الاسلاميه, واعتقال الناس على خلفيه انتمائهم السياسي واجب من اجل (الحفاظ)على الامن ,واقتحام حرمات البيوت الامنه واختطاف شبابها ,ضروره ,وتهشيم عظام الشباب وتحويل المئات منهم الى معاقيين ,وضرب المصليين الرافضين للصلاه في جوامع التعبئه الحاقده العمياء ,وترهيب المواطنيين ليل نهار ,واعتقال الكوادر الوطنيه المعارضه لمشروع دوله طالبان المسخ,والاعتداء على الاطباء والصحفيين والنقابيين ,كل ذلك اصبح اليوم في نظر قيادات حماس ,ممارسات واجبه ومبرره ,حيث انها تدخل في اطار (الدفاع عن منجزات عمليه التحرير الثانيه) وفي اطار (الدفاع عن سلطه دوله طالبان الجديده).
وهكذا ,ومن اجل (سلطه) وهميه على سجن يعج بنزلائه ,تخلت قيادات حماس عن خطابها الديماغوجي حول التحرير من النهر الى البحر ,وعن لحن الكفاح المسلح الذي كانت تدغدغ فيه مشاعر شعبنا الرازح تحت الاحتلال البغيض, ومن اجل فتاته اسقطت عمدا عن طاوله المحتل ,بذلت قياده حماس كل جهودها وسخرت كل امكانيات الاقناع لديها ,من اجل تحويل نقمه من ساروا في ركابها ,عن العدو الرئيسي لشعبنا ,بأتجاه كل الوطنيين المعارضين لهذه المهزله,والهتهم ب(الدفاع) عن (دويله طالبان) ,بينما انهمكت هي في اللهاث خلف تفاهمات مع (عدو) الامس ,لضمان عدم ازعاجه لها ,عبر ابداء الاستعداد لتقديم كل ما هو مطلوب منها من اجل ذلك.
في غيتو وارسوا ,الذي كان يعج بنزلاءه اليهود ,وكان محاطا بسياجا من كل الجهات ,تعاقد النازيين مع بعض اليهود من نزلاء الغيتو ,ليشكلوا بوليس خاص ,يضمن هدؤ نزلاء الغيتو ,وينظم العلاقات فيما بينهم ,ويقمع هؤلاء منهم الذين يرفضون واقعهم ,كل ذلك بأنتظار ان يأتي دورهم جميعا لدخول افران المحرقه النازيه ,فما هو الفرق اليوم بين الدور الذي قبل قاده حماس بلعبه في المسرحيه الصهيونيه ,وذلك الذي كان يلعبه بوليس غيتو وارسوا اليهودي في المسرحيه النازيه؟؟؟

ليست هناك تعليقات: