في أوقات مضت , وعفا عنها الزمن . كان إنعقاد قمه عربيه ,بالنسبه لعامه الناس , يعني شيئا , وله مغزى , حيث أن الهاله الإعلاميه التي كانت تحيط بمثل هذه التظاهره , وثياب العفه والطهاره والإلتزام التي كان يتقمصها زعماء العرب , كانت توحي للمواطن العربي العادي البسيط , وحتى للفلسطيني الذي تتمسح جلده من كثره وعود العرب الكاذبه , ببعض الأمل ..
في ذلك الوقت , كان الإنسان منا كان يعتقد أن مجرد إلتقائهم , وتجاذبهم لأطراف الحديث , قد يؤدي الى إستكشافهم لنقاط إلتقاء وتفاهم حول بعضا من مصالحهم ومصالحنا المشتركه …
ولكن , مع مرور الزمن , ومن كثره خيبات الأمل , وبعد أن أصبح العالم قريه صغيره , ولم يعد به إلا القليل من العورات المستوره , إنتهى أمل الإنسان العربي العادي من القمم ومن المشاركين بها , وتكشفت العورات بكل فجاجتها , ولم يعد هناك الكثير من المخفى , وأصبح الفرد منا ينظر اليهم والى إجتماعاتهم وقراراتهم , تماما كما لو كان ينظر الى مسرحيه مهترئه , عفا عنها الزمن , وتم عرضها عليه آلاف المرات , وحفظها عن غيب بحذافيرها , مسرحيه كل ممثيلها لا علاقه لهم بالتمثيل ولا يتقنون حتى فن ترديد الجمل بشكل مقنع , وأصبحنا كالطفل الصغير الذي كبر فجأه , وإكتشف مدى سذاجه ما كان ينطلي عليه,صغيرا, من حيل قديمه , فأصبح ,كبيرا, يهزاء بها ,وبكل من يحاول إقناعه بصحتها …
نعم , لقد سئمنا مهازلكم …
اليوم .حتى الطفل في عالمنا العربي ,أصبح يعلم أن قممكم ليست إلا مهزله , وإن نظرنا الى مسرحيتكم المهترئه هذه , فإن ذلك ليس إلا من باب الأمل بإكتشاف جديد مضحك , نتسلى به بيننا في حواراتنا الممله أحيانا …
اليوم , لم يعد لنا بكم , أيها الممثلون الفاشلون , أي أمل , ولم يتبقى لنا منكم أي رجاء ..
اليوم ,حتى صغيرنا أصبح يعلم جيدا أنكم لا تمتلكون ذره واحده , لا من مصداقيه ولا من إستقلاليه ولا من إخلاص ولا إلتزام ….
حتى أسذج الساذجين منا , إكتشف أن ’’همومكم’’ ,ليست همومه ,
ومصالحكم ليست مصالحه ,
وإهتماماتكم ليست إهتمامه ,
وأصبح واضحا لنا جميعا أن لكم ’’دين’’ ولنا دين ,وهما متوازيان لا يلتقيان …
نحن همومنا فلسطين والعروبه والإسلام والجوع والتخلف والعمل الشريف والصحه والتعليم والكرامه والشرف والإنسانيه والماضي والحاضر والمستقبل , وموقعنا بين الأمم , ودماء أبنائنا وشبابنا , وقدسنا الشريف ومكه وبغداد وبيروت , وكل قريه وإنسان ….
نحن همومنا الحريه والإنسان , والهواء والماء والغذاء …
نحن همومنا الطفل والكهل والرجل والمرأه …
نحن همومنا حياه تسر الصديق ,وممات يغيظ العدا ..
فما هي همومكم , غير أشخاصكم وأنفسكم وعائلاتكم ومصالحكم وثرواتكم, وأمنكم
ورفاهيتكم ,وراحتكم وذريتكم ؟؟؟؟
***
فعلا , لكم ’’دينكم ’’ ولنا دين …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق