الأحد، ١ آذار ٢٠٠٩

لكم ’’دينكم’’ ولنا ’’دين’’ ..




كُتب في 30/03/2008

في أوقات مضت , وعفا عنها الزمن . كان إنعقاد قمه عربيه ,بالنسبه لعامه الناس , يعني شيئا , وله مغزى , حيث أن الهاله الإعلاميه التي كانت تحيط بمثل هذه التظاهره , وثياب العفه والطهاره والإلتزام التي كان يتقمصها زعماء العرب , كانت توحي للمواطن العربي العادي البسيط , وحتى للفلسطيني الذي تتمسح جلده من كثره وعود العرب الكاذبه , ببعض الأمل ..
في ذلك الوقت , كان الإنسان منا كان يعتقد أن مجرد إلتقائهم , وتجاذبهم لأطراف الحديث , قد يؤدي الى إستكشافهم لنقاط إلتقاء وتفاهم حول بعضا من مصالحهم ومصالحنا المشتركه …

ولكن , مع مرور الزمن , ومن كثره خيبات الأمل , وبعد أن أصبح العالم قريه صغيره , ولم يعد به إلا القليل من العورات المستوره , إنتهى أمل الإنسان العربي العادي من القمم ومن المشاركين بها , وتكشفت العورات بكل فجاجتها , ولم يعد هناك الكثير من المخفى , وأصبح الفرد منا ينظر اليهم والى إجتماعاتهم وقراراتهم , تماما كما لو كان ينظر الى مسرحيه مهترئه , عفا عنها الزمن , وتم عرضها عليه آلاف المرات , وحفظها عن غيب بحذافيرها , مسرحيه كل ممثيلها لا علاقه لهم بالتمثيل ولا يتقنون حتى فن ترديد الجمل بشكل مقنع , وأصبحنا كالطفل الصغير الذي كبر فجأه , وإكتشف مدى سذاجه ما كان ينطلي عليه,صغيرا, من حيل قديمه , فأصبح ,كبيرا, يهزاء بها ,وبكل من يحاول إقناعه بصحتها …

نعم , لقد سئمنا مهازلكم …

اليوم .حتى الطفل في عالمنا العربي ,أصبح يعلم أن قممكم ليست إلا مهزله , وإن نظرنا الى مسرحيتكم المهترئه هذه , فإن ذلك ليس إلا من باب الأمل بإكتشاف جديد مضحك , نتسلى به بيننا في حواراتنا الممله أحيانا …

اليوم , لم يعد لنا بكم , أيها الممثلون الفاشلون , أي أمل , ولم يتبقى لنا منكم أي رجاء ..

اليوم ,حتى صغيرنا أصبح يعلم جيدا أنكم لا تمتلكون ذره واحده , لا من مصداقيه ولا من إستقلاليه ولا من إخلاص ولا إلتزام ….

حتى أسذج الساذجين منا , إكتشف أن ’’همومكم’’ ,ليست همومه ,

ومصالحكم ليست مصالحه ,

وإهتماماتكم ليست إهتمامه ,

وأصبح واضحا لنا جميعا أن لكم ’’دين’’ ولنا دين ,وهما متوازيان لا يلتقيان …

نحن همومنا فلسطين والعروبه والإسلام والجوع والتخلف والعمل الشريف والصحه والتعليم والكرامه والشرف والإنسانيه والماضي والحاضر والمستقبل , وموقعنا بين الأمم , ودماء أبنائنا وشبابنا , وقدسنا الشريف ومكه وبغداد وبيروت , وكل قريه وإنسان ….

نحن همومنا الحريه والإنسان , والهواء والماء والغذاء …

نحن همومنا الطفل والكهل والرجل والمرأه …

نحن همومنا حياه تسر الصديق ,وممات يغيظ العدا ..

فما هي همومكم , غير أشخاصكم وأنفسكم وعائلاتكم ومصالحكم وثرواتكم, وأمنكم

ورفاهيتكم ,وراحتكم وذريتكم ؟؟؟؟

***


فعلا , لكم ’’دينكم ’’ ولنا دين …

ليست هناك تعليقات: