السبت، ٢٨ شباط ٢٠٠٩

إطمئن يا عزيزي ..لن تكون ابدا مثلهم ,,لن تكون


تم كتابتها في 12/09/2007

ضممت رأسه الصغير الى صدري, وكانت اصابعي تداعب شعره الاسود الكثيف , وهمست في اذنه ....
*_ابكي يا أميري الصغير , لاحرج في ذالك , بالعكس فهذا دليل انسانيتك ومشاعرك النبيله ..اريدك دوما انسانا يشعر بالألم والحزن والغضب امام كل ظلم وكل ظالم , ولكن يا اميري احذرك من ان تترك للحقد منفذا الى قلبك , فهو اول قاتل للأنسانيه في نفوسنا , ويدفعنا الى التهور وظلم الأبريأء.
توقف عن البكاء ,وبذل جهدا واضحا لمحاوله اعاده الرتابه الى تنفسه , ونظر الي بعينين محمرتيين ,وكأنه يتوسلني لاتمام الحديث , فأستطردت...
*_منذ قبل وان ترى عيناك الجميلتين النور يأميري الصغير ,وحتى قبل ولاده اباك , كان الاوائل منا قد صمموا على ان ينزعوا الاشواك بأياديهم العاريه من طريقكم ,وان يفرشوا لكم الأرض بالزهور ,وان يبنوا لكم مستقبلا زاهرا ,في دوله فلسطينيه مستقله ,تنعمون فيها بمذاق الحريه الطيب , وتعيشون فيها بكبرياء ,فخورين بماضيكم ,ومطمئنين لمستقبلكم .. ومن اجل تحقيق ذلك , التقى هؤلاء الخيريين منا ,وشكلوا اطارا لهم ولمن يرغب من ابناء شعبنا ,اسموه ’’فتح ’’ , لينظم عمل الجميع في ورشه البناء الضخمه هذه ...
بانت علامات التشوق لسماع المزيد على محياه ,وبدأت بشرته الناعمه تسترجع لونها الطبيعي...
*_ نعم يا ايها الغالي , لقد كنتم دوما دافعنا للعطاء , وحتى قبل ان ترى عيونكم النور كنا نفكر فيكم وفي مستقبلكم .. ف’’فتح’’ هذه ياحبيبي ,هي اداتنا لصنع مستقبل حر مزدهر لكم ..
بانت بعض علامات الرضى على ملامحه , ولكن ...
*_ ولكن ياجدي , من هم هؤلاء الذين رأيتهم على شاشات التلفزيون ؟؟؟ اليسوا منكم ؟؟؟ لماذا ,عوضا عن يفرشوا الارض بالزهور لأطفال فلسطين , اغرقوها بدماء الفلسطينيين؟؟؟
قبلت جبينه ,لاشعره بمدى الرضى عنه, والفخر به, الذي يملأ قلبي وعقلي ...
*_هؤلاء الذين شاهدتهم ,كانوا بشرا مثلي ومثلك ,يا عزيزي , كانوا يأملون ويتأملون , كانوا يمتلكون احاسيس , وكانت قلوبهم تفوض مثلنا جميعا بمحبه اطفالهم وشعبهم , ولكنهم رهنوا في احد الأيام عقولهم وقلوبهم ,لمجموعه من قصيري النظر ,عميان البصر والبصيره , الذين اوهموهم بأنهم يمتلكون حلولا سحريه لمشاكلهم ,يستوحونها من الله تعالى , وانهم يمتلكون مفاتيح الجنه والنار ,ممثله بصكوك غفران يهبوها لمن يتفانى في خدمه مصالحهم ..
لقد استغل هؤلاء يا بني ,بيوت الله ,فحولوها الى مدارس حقد اعمى ,والى مغاسل لادمغه الناس , ليكتبوا فيها ما يريدون ,وليحولوا البشر الى ادوات طيعه في اياديهم ,تخدم مصالحهم دون تفكير بفظاعه ما تؤتى به اياديهم ..
تصور يا حبيبي , انهم جعلوهم يؤمنون بأن قتل البريئ ,وسحل الجثث ,وترويع المواطنيين,وضرب الأطفال بهراواتهم الغليظه ,وتعذيب الناس ,واختطاف الأبناء من احضان امهاتهم , والأباء من ابنائهم , كل ذلك هو في ’’خدمه الوطن’’ .
*_لماذا يا جدي ,يزرعون مثل هذه الأفكار في رؤوس من يتبعهم ؟؟ لماذا يحولونهم من بشر ذوي احاسيس ومشاعر الى الات قتل عمياء بلا فكر ولا ضمير او وازع خلقي او انساني؟؟
*_ هؤلاء يا اميري ,لا تهمهم فلسطين وشعبها الا بمقدار ما يمكن ان تجلب لهم من غطاء اخلاقي ناتج عن عداله قضيه فلسطين ,وصفاء ونقاوه ابنائها الطيبيين .. هؤلاء يا حفيدي الغالي ,يستغلون قضيه فلسطين وشعب فلسطين لخدمه احلام واوهام لا علاقه لها بالقضيه الفلسطينيه ,ولا بعذابات والام وامال شعب فلسطين .. انهم يحلمون بأمبراطوريه متراميه الاطراف تضم في حدودها العالم اجمع ,ويكون كل مواطنيها الات اوتوماتيكيه مسخره لخدمتهم وخدمه مصالحهم , لانهم يعتقدون انهم مكلفين من رب العباد تعالى بالتحكم بعباده ,والتقرير بدلا عنهم في كل ما هو صالح او طالح ..
*_ ولكن يا جدي ,لو اراد رب العباد تعالى ان نسير بلا تفكير خلف احد ,لما وهبنا عقلا لنفكر به , ونختار الطريق الانسب لنا ...
*_ صدقت ,ايها الغالي , فرب العباد تعالى وهبنا المقدره على التفكير ,لنكتشف بأنفسنا طريقنا , ولنبتعد قدر الامكان عن كل من يحاول ان ينتزع هذه الهبه الألهيه منا ,ويحولنا الى الات سفاكه لدماء اهلنا وشعبنا ..
لانك تستعمل عقلك ,هذه الثروه التي وهبك اياها رب العباد , لن تكون ابدا مثلهم يا اميري الصغير , ابدا لن تكون ...
اراح راسه الجميل على صدري , واغمض عيناه الجميلتان ,وبعد دقائق قليله ,استسلم لنوم عميق , مرتاح البال والنفس ,لانني لست منهم ,ولانه لن يكون ابدا مثلهم ..
فهل هناك داع اكثر من ذلك للأطمئنان ,وراحه النفس والبال ؟؟؟
يتيع _الصوره الثالثه
_

ليست هناك تعليقات: