كان ذلك في 30/06/2007
حتى القلب المريض ,عندما يتوقف عن الخفقان ,يحتاج الى عده صعقات كهربائيه ,فاما ان يعود لضخ الدماء ,واما ان تعلن الوفاه.
وفي هذه الحاله لا نستطيع ان نهاجم الطبيب الذي صعق القلب المريض ,فهو حاول انقاذه حفاظا على المريض ,وليس العكس.
نواقيس الخطر ترعد في كل مكان ,ويدقها اليوم اعضاء لجنه مركزيه للحركه ,لهم تاريخهم العريق فيها ,ولا يمكن اتهامهم بعدم محبتها والحرص عليها .ابو اللطف ,هاني الحسن , وقبلهم ابو عبدالله (عثمان ابو غربيه) وغيرهم ,عشرات ,ان لم نقل مئات من ابناء فتح ,دقوا نواقيس الخطر ,في الغرف المغلقه بدايه ,وفي العلن وبصوت عال اليوم ,وتردد صدى هذه الاصوات بين الاصدقاء والاحباب ,لتعود الينا وعلينا اليوم هادره راعده .
حتى التقوقع في القلعه ,لم يعد يفيدنا بشئ,فجدرانها تتأكل واحده بعد الاخرى تحت وطاءه النكسات .
وحتى الرمال التي كنا ندفن فيها الرأس احيانا ,تطايرت وتبعثرت بفعل الرياح العاصفه .
لم يبق لنا الا مواجهه الحقائق ,قبل ان نصبح حكايه قديمه ,ويقال فينا (كان ياماكان..).
لا ازال اذكر ,بمراره والم ,ذلك اليوم الحزين ,الذي صارحني فيه طبيب مختص,بمرض عضال ,اصاب عزيز .
كم كان حقدي واستهجاني بركانيا من شده الالم ,ورغم المؤشرات الواضحه والمحذره التي كنت اراها تتردد وبوتيره متسارعه ,كنت اطماءن القلب والعقل ,لانني كنت اعتقد ان اعزائي محصنيين ومناعتهم غير قابله للاختراق.
من منكم ,لا ينتابه هذا الشعور الغريب ,عندما يراقب عن كثب ,و ما ألت اليه اوضاعنا الفتحاويه والفلسطينيه ,عندما يخلوا الى نفسه .؟؟؟
مزيج من الامل والالم ,الثقه والخوف ,الشك واليقين .
من لا يشعر بذلك اليوم , عليه من جديد التمعن في اوضاعنا الحركيه والفلسطينيه ,وان يرهف الحس والسمع .
وان لم يرى ولم يسمع , فليذهب الى مختص ,والنتيجه حتميه .....
صمم وقصر نظر ,ان لم يكن عمى الوان.
قد ينتفض البهلوان الصغير ,ويصرخ بصوت عال ,احكامه القاطعه ..
جعجعه فارغه .
لم لا ...
تذكروا ان الساحره الشمطاء ,ارسلته ,بثيابه المزخرفه البهيه ,ليقودكم بعيدا عن نبع الماء.
طالبنا بالاصلاح قبل الانتخابات للمجلس التشريعي ,ولم يحصل.خضنا الانتخابات وفقدنا الاغلبيه في المجلس التشريعي ,ولم نتوقف لدراسه الاسباب والمسببات ,واكملنا الطريق وكان شئ لم يحصل .
تركنا قوى خارجيه كثيره ومتشعبه ومتعدده المصالح تتغلغل في احشاء حركتنا وشعبنا , ولم نتوقف لمحاوله فهم ما يحصل لنا .
اوهمنا انفسنا والاخرين اننا قادرين على الدفاع عن الشرعيه في غزه ومواجهه كل الاخطار الداهمه , وبعض قادتنا تركوا اخوه لنا هناك ليواجهوا مصير مظلم وقاتم ,
واصبح الوطن وطنيين والشعب شعبين ,
وانتشى عدونا طربا وفرحا ,
ولم نتوقف لدراسه ما جرى ولماذا ولمصلحه من .
وفي نفس اليوم الذي كان فيه قادتنا يأخذون الصور التذكاريه مع اولمرت في شرم الشيخ ,كان الدم الفلسطيني ينزف في احياء نابلس القديمه وبيت حانون ,
ورغم ذلك يقال لنا ..
لقد حققنا الكثير من اهدافنا في ذلك اللقاء.
عذرا اخواني...
وخلافا عن اغلبيتكم (والتي ليست بالضروره معبره عن اغلبيه الشعب الفلسطيني)..
اسمحوا لي ان اقول...
شكرا ابو الطف..
شكرا هاني الحسن..
شكرا ابو عبدالله..
وشكرا للاخرين الذين امتلكوا الشجاعه والحكمه ,وما فيه الكفايه من الحب والاخلاص للحركه ...
لانهم دقوا ,ولا يزالوا ...
ناقوس الخطر..
وجل من لا يخطئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق