السبت، ٢٨ شباط ٢٠٠٩

كم نفتقدك ايها الأمبريزاريو العظيم ..

كتبت هذا التعليق في 10/06/2007


في لعبه الشطرنج الرهيبه والدمويه التي تتخذ من فلسطين رقعه لها,والتي على نتائجها يعتمد مصير شعبنا الفلسطيني,فاما ان نكون او لا نكون, يلعب في الطرف المقابل لاعب محترف,يفهم شروط اللعبه كامله ,ولا يتوانى عن التوقف طويلا عند اي خطوه او نقله, يجمع الخبراء والعلماء والمحللين والكفاءأت ,لدراسه جدواها ومخاطرها وانعكاساتها على مجمل اللعبه, ويدرس عبر مؤسساته المختصه اثارها واحتمالات ردود فعلنا , ولا يتوانى عن اعاده حساباته في كل نقله من الخطوه الاولى وصولا الى كل احتمالات تحقيق الهدف النهائي .
نقف نحن ,في الطرف المقابل , مجموعه من اللاعبين (لن اقول الهواه ,حتى لايعتبره البعض تهجما على قيادات يحترمونها) كل منا يمتلك خطته الخاصه المعتمده على نظرته الخاصه للامور, نظره بدورها ناجمه عن طبيعته المكتسبه من نشأته وتاريخه وبيئته السياسيه والاجتماعيه التى ترعرع فيها.
نقف نحن في الطرف المقابل عده لاعبين مختلفين على الخطوه او النقله التي يتوجب علينا اتباعها , كل منا متمسك بصحه تقديره للامور , ومتأكد من امتلاكه كل المواهب والخبرات والمعلومات اللازمه ,للقيام بالنقله الاصح .
وياتينا ( الاصدقاء) من كل انحاء العالم , التوما فريدمان منهم والدنيس روس والسولانا ( ولن اذكر العرب منهم ) لينصحونا (لمصلحتنا طبعا ) بضرورات ان نحرك احجارنا ليحارب كل منها الاخر ,وليقتل حصاننا قلعتنا , وليقتحمها جنودنا , ولتدوس قلعتنا جنودنا .
ولا نرى ,نحن ,ان المهم بالنسبه لهؤلاء (الاصدقاء) هو ان نضعف صفوفنا بايدينا , وان ننسى ان اللاعب المعادي ,يفرك اياديه مباركا لصراعنا , ويعد قلاعنا التي هدمناها بأيدينا ,وجنودنا الذين راحوا ضحيه خلافاتنا على كيفيه اداره اللعبه معه ,وعلى طبيعه النقله التي ,من المفترض,ان تقوي مواقعنا امامه.
ولا نرى ,نحن, ان المهم بالنسبه لهؤلاء(الاصدقاء),هو ان ان نبقى عده لاعبين, مختلفين ومتصارعين , لم لا وهم خير العالمين , ان معاركنا ستضعفنا امام صديقهم الحميم الذين التزموا (اخلاقيا ) بنصرته .
نحن نسينا طبيعه اللعبه ,ونسينا الهدف منها , ووقفنا عاجزين عن استيعاب اهميه اللعبه واهميه موقع وحركه كل لاعب فيها .
انهم لا يتورعون عن الايحاء لنا , ان مصلحتنا قد تتطلب ان نستعين بجنود واحصن وقلاع الطرف المعادي ,للقضاء على بعض جنودنا , ولقتل بعض احصنتنا ,واقتحام بعض قلاعنا , هم يعلمون ان في ذلك مكتسبات مجانيه لعدونا , وتقهقر وضعف لنا ,
والسؤال الهام هو ,
نحن ,هل نعلم ذلك؟؟؟
في لعبه الشطرنج الجهنميه هذه , لا يهم ان تراجعنا قليلا , ولا يهم ان انتقلنا بجنودنا يسارا او يمينا , ولكن المهم هو ان لا ننسى هدف اللعبه , والمهم ان تبقى البوصله تشير الى الاتجاه السليم للتقدم , وان تتراكم خطواتنا وحركاتنا , وتستثمر لمصلحه الوصول الى الهدف ,
هم استوعبوا كل ذلك ,
واما نحن , فهل لا نزال نعرف ما هو الهدف ؟؟؟
في لعبه الشطرنج القاتله هذه , لا يهم صوره الوضع وترتيب الحجاره في لحظه زمنيه معينه, فهي لعبه متحركات ,لكل خطوه او نقله فيها تداعياتها على كل اللعبه , وعلى دور كل حجر فيها ,
فهل نحن مستوعبين لاهميه واثر اي قرار او خطوه نقوم بها على مجمل اللعبه , وعلى امكانيات النصر او التقهقر فيها؟؟؟
وحده التفكير, ووحده القرار, واستيعاب شروط اللعبه , والتفكير والتمحيص والدراسه المستفيضه لكل خطوه او نقله ,هي من اهم العوامل الاساسيه لتحقيق مكتسبات تراكميه ,تقربنا من الهدف,
فهل يعلم قادتنا من الجيل الجديد منهم والقديم , وطنييهم واسلاميهم ,ذلك؟؟؟
هدف اللعبه هو القضاء على الخصم , فهل يعلم قادتنا ان مصير شعبنا موضوع في كفه الميزان , وعلى وحدتهم واتفاقهم ومهارتهم في اداره اللعبه يعتمد وجودنا ؟؟؟
كل ما سبق ,هو من البديهيات التي كان الامبريزاريو العظيم يستوعبها بالكامل , ورغم انه كان على بعضنا ان يمتلكوا الكثير من رهافه السمع ,ليستوعبوا ويفهموا ويسمعوا نسق السيمفونيه التي كان يعزفها ببراعه , فأن النتائج لا تترك مجالا للشك في عظمته ,ومقدراته على اداره اللعبه بمخاطرها ومحاذيرها , وهكذا , من مخيمات الذل والعار والشتات ,عاد بنا ومعنا , رافع الرأس ,الى ارض الوطن ,كممثل شرعي ووحيد لشعب واحد وموحد ذو قضيه عادله ,ويستحق الحياه.
فما احوجنا اليك ,اليوم , ايها الامبريزاريو العظيم

ليست هناك تعليقات: