الأربعاء، ٣ كانون الأول ٢٠٠٨

هل من مجال للإختلاف معكم ؟؟

كان ذلك في 14/05/2007
***
ومن جديد يسيل الدم الفلسطيني بأيادي فلسطينيه,
ومن جديد يجد الاخ نفسه في موقع المجبر على اطلاق النار على اخاه ,اما دفاعا عن نفسه او دفاعا عن اخوانه في التنظيم والجهاز ,
ومن جديد تنطلق الاصوات التي تعتبر انها هي الممثله للشعب الفلسطيني باكمله ,لتطالب باستئصال الطرف الاخر ,والقضاء عليه ومسحه عن وجه الارض,
ومن جديد نرى اعداد هامه من النافخين على النار لتتأجج وتنتشر وتعم كل انحاء الوطن والمعموره ,ولم يبق الا ان نطالب اخوتنا في الشتات ان يحملوا السلاح لاستئصال الطرف الاخر.
مها كان الالم الذي يعتصر نفوسكم ,
ومهما كان الغضب الذي يتفاعل في قلوبكم ,
فهناك حقائق ستعود وتفرض نفسها على الجميع ,
ومن الافضل ان نتذكرها الان ,عوضا عن ان نقول بالمسثقبل القريب (كان الاجدى بنا ان نرى )
....اولا....
فتح لا تستطيع استئصال حماس من الساحه الفلسطينيه ,والعكس صحيح ,فكل منهما تنظيم جماهيري له قاعده واسعه ويمتثل جزءا هاما من الجماهير الفلسطينيه .
....ثانيا....
لو تركنا العنان لغرائزنا ودفعنا كامل طاقاتنا في معركه عسكريه مع الطرف الاخر ,ستكون النتيجه حرب الف عام بين ابناء الشعب الواحد ,تأكل (الاخضر والاصفر ) , وتحول مدننا وقرانا الى اكوام ركام على رؤوس ابنائنا , وسنضطر الى بناء الجدران في داخل كل حي ومخيم وقريه ومدينه وبيت ,لتكون حدودا فاصله بيننا ,وسنتبادل القصف ووقف اطلاق النار ,وسنحفر الخنادق والانفاق للتسلل الى داخل حدود الطرف الاخر.
....ثالثا...
كل فلسطيني يسقط ضحيه الاحداث الداميه التي تعصف الان بالوطن هو خساره كبيره لكامل الشعب الفلسطيني.لان سقوطه يعني تعميق الشرخ بين الاطراف المتصارعه وبين ابناء الوطن الواحد .
....رابعا ....
المستفيد الاول والاخير من كل صراع دموي بين الفلسطينين هو العدو الصهيوني , وهو عمل في الماضي القريب على استعداء اطراف فلسطينيه على اخرى وابدى كامل استعداده لدعم طرف ضد اخر , واخر تصريحات في هذا المجال كانت تصريحات ليفني في القاهره , حين اعادت التذكير بنظريه المعتدلين والمتشددين .
....خامسا...
العدو الصهيوني لن يسمح لطرف بالانتصار على الطرف الاخر ,لان التناحر الداخلي يضعف كل الاطراف المشاركه به , ويشغلها عن اهدافها الاصليه وهى مفارعه العدو المشترك , المحتل لوطننا .
....سادسا...
يجب العمل على اطفاء نار الصراع الدموي , وبأسرع ما يمكن قبل ان تتوسع الاحداث وتزيد الخسائر , وعلى كل العقلاء والحكماء في هذا الوطن ان يعملوا ليل نهار على وأد هذه الفتنه الجديده , واعاده الصراع الى مجاله الطبيعي ,كصراع سياسي بين قوى مختلفه ,تحترم كل منها الراي الاخر , وتحترم قبل كل شي الشعب الفلسطيني ومقدرته على اختيار الانسب والاقدر على قيادته .
....سابعا...
الاغلبيه العظمى من الشعب الفلسطيني ,لا يمكن ان تتفهم هذا الاستهتار بها وبامنها وبمصالحها , وهي لن تتردد عن تحميل فتح وحماس المسؤليه عن ما يحدث , واغلبيه الناس لا يهمها اليوم من ابتداء , ولا كيف ولا حتى لماذا , فما يهمها اولا هو امنها وامانها وطمأنينه ابنائها , وما تراه هو ان فتح وحماس غير قادرتان على الزام افرادهم بمصالح الناس وامانيهم .
علينا الاعتبار من ما سبق ,وعلينا استباق الزمن , وايقاف التدهور.
علينا ايجاد الحلول للمازق الراهن ,وايجاد حل أخر غير قائم على اراقه دماء ابناء شعبنا .
هذا التحدي مطروح على فتح وعلى حماس , وحظوتهم عند الجماهير الفلسطينيه تعتمد على مقدره كل منهم على الرد على هذا التحدي , وايجاد الحلول الخلاقه والمنافذ الامنه للخروج من هذا المستنقع.

ليست هناك تعليقات: